حققت الدبابات الاميركية بوصولها الى وسط بغداد يوم التاسع من نيسان/ابريل 2003 نصرا كبيرا باسقاط النظام خلال ثلاثة اسابيع فقط لكن هذا الانتصار تحول فيما بعد الى كابوس. وقد تشتت الجيش العراقي السابق نظرا لمعنوياته المنهارة والفوضى الذي دبت في صفوفه فحاولت تنظيمات شبه عسكرية لوحدها التصدي للجيش الاميركي ولكن عبثا.
ويقول العميد السابق في الجيش احمد حسن انه صمد في موقعه في شمال بغداد حتى اللحظات الاخيرة مؤكدا ان "معظم الجنود سارعوا الى الفرار معتبرين ان القتال كان ضربا من العبث".
وقال الكولونيل براين ماكوي الذي نزل من مصفحته امام فندق فلسطين مبتسما في التاسع من نيسان/ابريل 2003 "لقد تم استقبالنا بالزهور واهازيج الفرح".
واضاف بينما كان رجاله يساعدون عراقيين على تحطيم تمثالا ضخما لمن حكم العراق بقبضة حديدية طوال 25 عاما ان "الذين التقيناهم شكرونا على تحريرهم".
وتم تحطيم التمثال البرونزي الى عدة قطع وتم سحب الراس على الارض وضربه بالاحذية وسط صرخات هستيرية.
واضطر الرجل الذي كان يحلم بالسيطرة على الشرق الاوسط الى الفرار من العاصمة بعد ساعات من اختراق بغداد قبل القبض عليه في 13 كانون الاول/ديسمبر من العام ذاته واعدامه في 30 كانون الاول/ديسمبر 2006.
وبعد خمسة اعوام من التصريحات المتفائلة للكولونيل ماكوي، ما يزال الجيش الاميركي منتشرا في العراق محتلا للمرة الاولى في التاريخ عاصمة عربية جاء ليحررها.
ويجد اقوى جيش في العالم نفسه واقعا في الفخ بعد ان تقدم بسهولة داخل العراق منذ ان اعطى الرئيس جورج بوش الامر بذلك في 20 اذار/مارس 2003.
وعمل المسلحون من العرب السنة والميليشيات الشيعية والمتطرفين من القاعدة على تحويل الانتصار الى معركة دائمة.
وقتل اكثر من اربعة الاف عسكري اميركي واصيب عشرات الالاف بجروح وانفقت مئات المليارات من الدولارات لكن العنف ما يزال يضرب العراق.
وقد اقر السفير الاميركي لدى العراق راين كروكر اثر اسبوع من الاشتباكات الدامية بين القوات العراقية وجيش المهدي بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر ان "التقدم الحاصل ما يزال هشا".
ومن غير المؤكد ان يواصل الجيش الاميركي سحب وحدات قتالية اكثر من الالوية الخمسة البالغ عديدها 30 الف عسكري والتي قرر عودتها الى البلاد بحلول تموز/يوليو المقبل.
وخلال الاعوام الخمسة، لقي عشرات الالاف من العراقيين مصرعهم واختار مئات الالاف الرحيل في حين تعيش الغالبية وسط ظروف سيئة للغاية من دون عمل وفي غياب الخدمات العامة الاساسية.
وتحولت الاهازيج التي سمعها الجنود الاميركيون لدى وصولهم الى صرخات من الحقد والكراهية.
ويقول مؤيد صفيه (33 عاما) الذي يعمل فرانا في مدينة الصدر "كنا سعداء في اول الامر لكن الاميركيين مكروهين اليوم".
وتعكس آراءه خيبة امل الذين صفقوا للكولونيل ماكوي ورجاله، اي الشيعة الذين همشهم نظام كان عماده حلقة ضيقة من الاقارب والانصار من العرب السنة.
ويضيف العميد حسن "انا عسكري لكنني ضد الحرب لانها ليست الطريقة المثلى لتسوية المشاكل".
ويتابع "اعارض الاحتلال اريد ان يكون هذا البلد حرا مستقلا".
ويقول الفران "كنا نحلم باشياء جميلة كنا نعتقد باننا سنصبح مثل دول الخليج" الغنية والمزدهرة.
ويضيف "اليوم، يؤكد كثيرون ان زمن صدام حسين كان افضل. ففي السابق كان هناك طاغية اما الان فهناك اكثر من واحد بكثير".
وتنظر غالبية العراقيين الى الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة والاكراد وتحظى بدعم واشنطن على انها ضعيفة وفاسدة تعمل على نهب خيرات البلاد.
ويختم صفيه قائلا "ان المسالة بسيطة. فاما لا نفعل شيئا بانتظار ان تتغير الامور، او نتمرد ضد الاميركيين".
جاك شارمولو
الجيران
ويقول العميد السابق في الجيش احمد حسن انه صمد في موقعه في شمال بغداد حتى اللحظات الاخيرة مؤكدا ان "معظم الجنود سارعوا الى الفرار معتبرين ان القتال كان ضربا من العبث".
وقال الكولونيل براين ماكوي الذي نزل من مصفحته امام فندق فلسطين مبتسما في التاسع من نيسان/ابريل 2003 "لقد تم استقبالنا بالزهور واهازيج الفرح".
واضاف بينما كان رجاله يساعدون عراقيين على تحطيم تمثالا ضخما لمن حكم العراق بقبضة حديدية طوال 25 عاما ان "الذين التقيناهم شكرونا على تحريرهم".
وتم تحطيم التمثال البرونزي الى عدة قطع وتم سحب الراس على الارض وضربه بالاحذية وسط صرخات هستيرية.
واضطر الرجل الذي كان يحلم بالسيطرة على الشرق الاوسط الى الفرار من العاصمة بعد ساعات من اختراق بغداد قبل القبض عليه في 13 كانون الاول/ديسمبر من العام ذاته واعدامه في 30 كانون الاول/ديسمبر 2006.
وبعد خمسة اعوام من التصريحات المتفائلة للكولونيل ماكوي، ما يزال الجيش الاميركي منتشرا في العراق محتلا للمرة الاولى في التاريخ عاصمة عربية جاء ليحررها.
ويجد اقوى جيش في العالم نفسه واقعا في الفخ بعد ان تقدم بسهولة داخل العراق منذ ان اعطى الرئيس جورج بوش الامر بذلك في 20 اذار/مارس 2003.
وعمل المسلحون من العرب السنة والميليشيات الشيعية والمتطرفين من القاعدة على تحويل الانتصار الى معركة دائمة.
وقتل اكثر من اربعة الاف عسكري اميركي واصيب عشرات الالاف بجروح وانفقت مئات المليارات من الدولارات لكن العنف ما يزال يضرب العراق.
وقد اقر السفير الاميركي لدى العراق راين كروكر اثر اسبوع من الاشتباكات الدامية بين القوات العراقية وجيش المهدي بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر ان "التقدم الحاصل ما يزال هشا".
ومن غير المؤكد ان يواصل الجيش الاميركي سحب وحدات قتالية اكثر من الالوية الخمسة البالغ عديدها 30 الف عسكري والتي قرر عودتها الى البلاد بحلول تموز/يوليو المقبل.
وخلال الاعوام الخمسة، لقي عشرات الالاف من العراقيين مصرعهم واختار مئات الالاف الرحيل في حين تعيش الغالبية وسط ظروف سيئة للغاية من دون عمل وفي غياب الخدمات العامة الاساسية.
وتحولت الاهازيج التي سمعها الجنود الاميركيون لدى وصولهم الى صرخات من الحقد والكراهية.
ويقول مؤيد صفيه (33 عاما) الذي يعمل فرانا في مدينة الصدر "كنا سعداء في اول الامر لكن الاميركيين مكروهين اليوم".
وتعكس آراءه خيبة امل الذين صفقوا للكولونيل ماكوي ورجاله، اي الشيعة الذين همشهم نظام كان عماده حلقة ضيقة من الاقارب والانصار من العرب السنة.
ويضيف العميد حسن "انا عسكري لكنني ضد الحرب لانها ليست الطريقة المثلى لتسوية المشاكل".
ويتابع "اعارض الاحتلال اريد ان يكون هذا البلد حرا مستقلا".
ويقول الفران "كنا نحلم باشياء جميلة كنا نعتقد باننا سنصبح مثل دول الخليج" الغنية والمزدهرة.
ويضيف "اليوم، يؤكد كثيرون ان زمن صدام حسين كان افضل. ففي السابق كان هناك طاغية اما الان فهناك اكثر من واحد بكثير".
وتنظر غالبية العراقيين الى الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة والاكراد وتحظى بدعم واشنطن على انها ضعيفة وفاسدة تعمل على نهب خيرات البلاد.
ويختم صفيه قائلا "ان المسالة بسيطة. فاما لا نفعل شيئا بانتظار ان تتغير الامور، او نتمرد ضد الاميركيين".
جاك شارمولو
الجيران