مهجرون حتى اشعار اخر
لقد اصبح امر مسلم به ان على العراقيين ،ان يواجهوا قدراً هائلاً من المشاكل لوحدهم عزلا من اي سلاح ،غير ايمانهم بالله ،ودعواتهم بالفرج القريب ، ولكن لو تركنا المشاكل كلها ، الخدمية والصحية وحتى الامنية منها ، وركزنا فقط على الطامة الكبرى ومشكلة المشاكل : "التهجير" او" التهجير القسري" كما يحلو للبعض تسميته، لراينا عمق الكارثة وحجم اللامبالاة الهائل الذي تبديه السلطات العراقية تجاهها .
وكلنا يعرف كيف يفني العراقي عمره وشبابه ولايتردد في قبول هذه المهنة اوتلك كي يكون لاسرته بيتا يصون كرامتها في حياته اوبعد مماته .حسن، معاناة طويلة حتى تمكن العراقي من بناء بيت لاطفاله وعلى حين غرة يجد ذلك العراقي نفسه واطفاله ولأ سباب لاناقة له فيها ولاجمل خارج البيت الذي كلفه شبابه ، ومارزقه ربه .
ماذا يفعل ؟ البعض" اختار" الرحيل خارج الوطن لعل المحنة تنتهي ويعود ادراجه بينما فضل البعض الاخر الهجرة داخل الوطن ليسكن ضمن الحدود التي يسمح لطائفته التحرك فيها واختار البعض الاخر الهجرة الى اقليم كردستان طلبا للامان والتحرك بحرية دون ان يسأله احد عن الطائفة التي ينتمي اليها . بينما لم يجد البعض الاخر من العراقيين الذين اجبروا على ترك منازلهم وديارهم سوى البراري والساحات النائية ليفترشوا الارض ويلتحفوا السماء لانهم ببساطة لايملكون شروى نقير. فكيف يتمكنون من دفع بدلات الايجار التي" تقسم ظهر" حتى اولئك الذين بعملون ويكسبون . وهكذا ، ونتيجة لمثل هذا الوضع ، وصل عدد المهجرين العراقيين الى ثمانية مليون عراقي في الداخل والخارج حسب احصائيات الامم المتحدة .
وفي الوقت الذي يتحدث فيه العالم باسره عن هذه الكارثة التي فاقت كل كوارث التاريخ العربي نرى ان السلطات العراقية التزمت وتلتزم جانب الصمت وكان الامر يحدث في" الكونغو" وليس في العراق .
هل تساءلت السلطات نفسها كيف يعيش الاطفال في المخيمات التي لاتقيهم من حر او برد ؟وماذنبهم ليتحملوا هذا النوع البائس من الحياة ؟ اين حقهم في الحياة الامنة والتعليم والمساواة ؟ هل ترضى" السلطات" ان ترى اطفالها تسكن المخيمات ؟ وهل تساءلوا حين اقروا واذعنوا لخيار " بالمناطقية" عما هو مصير المنازل التي لايستطيع اصحابها الوصول اليها ؟ هل ستدفع لاصحابها تعويضات بقيمتها لبشتروا غيرها ضمن "رقعتهم الجغرافية الجديدة " وهل ستساعد المهجرين بمبالغ مالية كبدلات ايجار ؟
اتمنى ان يجيب احد من ممثلي السلطات على هذه الاسئلة . فانا اعتقد انها اسئلة منطقية وبحاجة الى اجوبة عاجلة كي يعرف المواطن ماله وماعليه شانه شان اي مواطن اخر في العالم . اما ان يترك هكذا من دون اي اكتراث او ادنى شعور بالمسؤلية فهذا امر فيه الكثير من الاجحاف بحق المواطن الذي يكفيه ماناله من الاجحاف حتى الان .
18/11/2007
ماجدة محسن
لقد اصبح امر مسلم به ان على العراقيين ،ان يواجهوا قدراً هائلاً من المشاكل لوحدهم عزلا من اي سلاح ،غير ايمانهم بالله ،ودعواتهم بالفرج القريب ، ولكن لو تركنا المشاكل كلها ، الخدمية والصحية وحتى الامنية منها ، وركزنا فقط على الطامة الكبرى ومشكلة المشاكل : "التهجير" او" التهجير القسري" كما يحلو للبعض تسميته، لراينا عمق الكارثة وحجم اللامبالاة الهائل الذي تبديه السلطات العراقية تجاهها .
وكلنا يعرف كيف يفني العراقي عمره وشبابه ولايتردد في قبول هذه المهنة اوتلك كي يكون لاسرته بيتا يصون كرامتها في حياته اوبعد مماته .حسن، معاناة طويلة حتى تمكن العراقي من بناء بيت لاطفاله وعلى حين غرة يجد ذلك العراقي نفسه واطفاله ولأ سباب لاناقة له فيها ولاجمل خارج البيت الذي كلفه شبابه ، ومارزقه ربه .
ماذا يفعل ؟ البعض" اختار" الرحيل خارج الوطن لعل المحنة تنتهي ويعود ادراجه بينما فضل البعض الاخر الهجرة داخل الوطن ليسكن ضمن الحدود التي يسمح لطائفته التحرك فيها واختار البعض الاخر الهجرة الى اقليم كردستان طلبا للامان والتحرك بحرية دون ان يسأله احد عن الطائفة التي ينتمي اليها . بينما لم يجد البعض الاخر من العراقيين الذين اجبروا على ترك منازلهم وديارهم سوى البراري والساحات النائية ليفترشوا الارض ويلتحفوا السماء لانهم ببساطة لايملكون شروى نقير. فكيف يتمكنون من دفع بدلات الايجار التي" تقسم ظهر" حتى اولئك الذين بعملون ويكسبون . وهكذا ، ونتيجة لمثل هذا الوضع ، وصل عدد المهجرين العراقيين الى ثمانية مليون عراقي في الداخل والخارج حسب احصائيات الامم المتحدة .
وفي الوقت الذي يتحدث فيه العالم باسره عن هذه الكارثة التي فاقت كل كوارث التاريخ العربي نرى ان السلطات العراقية التزمت وتلتزم جانب الصمت وكان الامر يحدث في" الكونغو" وليس في العراق .
هل تساءلت السلطات نفسها كيف يعيش الاطفال في المخيمات التي لاتقيهم من حر او برد ؟وماذنبهم ليتحملوا هذا النوع البائس من الحياة ؟ اين حقهم في الحياة الامنة والتعليم والمساواة ؟ هل ترضى" السلطات" ان ترى اطفالها تسكن المخيمات ؟ وهل تساءلوا حين اقروا واذعنوا لخيار " بالمناطقية" عما هو مصير المنازل التي لايستطيع اصحابها الوصول اليها ؟ هل ستدفع لاصحابها تعويضات بقيمتها لبشتروا غيرها ضمن "رقعتهم الجغرافية الجديدة " وهل ستساعد المهجرين بمبالغ مالية كبدلات ايجار ؟
اتمنى ان يجيب احد من ممثلي السلطات على هذه الاسئلة . فانا اعتقد انها اسئلة منطقية وبحاجة الى اجوبة عاجلة كي يعرف المواطن ماله وماعليه شانه شان اي مواطن اخر في العالم . اما ان يترك هكذا من دون اي اكتراث او ادنى شعور بالمسؤلية فهذا امر فيه الكثير من الاجحاف بحق المواطن الذي يكفيه ماناله من الاجحاف حتى الان .
18/11/2007
ماجدة محسن
الجيران