موفق هرمز يوحنا
وندزور - كندا
وندزور - كندا
تسير الاحداث تباعا ونحن نترقب يوم بعد يوم ,,,, من سئ الى اسوء ,,, من تهجير قسري الى خطف الى قتل ,,,, لقد باتت الاحداث الدامية التي نسمعها كل يوم تتصدر العناوين الرئيسية لجميع الصحف العربية وغير العربية وهي الخبر الاول في نشرات الاخبار المرئية والمسموعة والمكتوبة العربية وغير العربية ,,,, اصبح الدم العراقي ارخص من الماء المعدني بكثير بعد ان كان اغلى من الذهب اصبحنا ندفن شهدائنا في الصباح وفي المساء ننساهم وننتظر يوم جديد لندفن غيرهم اصبحت المقابر اكثر الاماكن ارتيادا بل كادت لا تخلى من الاحياء كما الاموات اصبح السواد هو اللون الاكثر طلبا لدى بائعي الاقمشة ولانكاد نغير لونه الى اللون النيلي حتى يعود حالك السواد كما كان ,,, اصبح خبر اختطاف رجال الدين المسيحين في العراق من الاخبار المتوقعة كل يوم فكم من اباء خطفوا واطلق سراحهم بفدية تقصم الظهر وكم منهم لم يطلق سراحم بل نالوا الشهادة ولاتزال دماء الاب رغيد ورفاقه لم تجف بعد حتى صعقنا بخبر اختطاف سيادة المطران بولص فرج رحوا ولم يكتفي القتلة بالخطف بل اسالوا الدماء البريئة لثلاثة من رفاقه فوق الدم الذي سال من جروح الاب رغيد ورفاقه .
لقد مضى على تغير نظام الحكم في العراق من ( دكتاتوري ) الى ( ديمقراطي ) سنوات لم تتجاوز الخمس ولم ننعم بالديمقراطية بعد لقد تخلصنا من الدكتاتورية والحمد الله وتخلصنا من الامان والسلام الذي كان الكل يلمسه من شمال العراق الى جنوبه ولو كان بدرجات متفاوتة لقد تخلصنا من الحرية الدينية التي كنا ننعم بها نحن المسيحيين فبعد ان كنا نمارس طقوسنا بحرية تامة غدت الان جميع كنائسنا هياكل تنتظر ان تمر عليها الدهور لتصبح اثارا من تاريخ العراق الديمقراطي وبعد ان كان رجل الدين له هيبته واحترامه في كل بيت وكل دائرة يراجعها وكل مؤسسة يزورها بسيارته الخاصة وبدون مرافقين حتى اصبح رجل الدين الشخص الاكثر استهدافا من قبل الديمقراطيين واصبح يقوم بالتنقل من مكان الى اخر برفقة الحراس الشخصيين والمرافقين المسلحين وكانه رجل حرب لا سلم ولهم الحق في ذلك ماداموا مستهدفين على الدوام .
لقد اخذتني ذاكرتي التي تخونني دائما الى احد المواقف الذي حصل في زمن ( الدكتاتورية البائدة ) فبعد ان اعتدى مجموعة من السفلة على احدى الراهبات وقاموا بقتلها بطريقة بشعة يندى لها الجبين وكلما اتذكر ذلك المنظر يقشعر بدني رغم السنوات السبع التي مرت على الحدث وصل الخبر الى اعلى المستويات في الحكومة البائدة وامر راس الحكومة انذاك (الدكتاتور صدام حسين ) بضرورة التعرف على الجناة في غضون اسبوع وبالفعل تم ذلك في اقل من اسبوع وعرضوا على شاشات التلفزة العراقية واعترفوا بتفاصيل الجريمة البشعة ونالوا جزائهم العادل . اما اليوم فقتلة الاب رغيد ورفاقه احرارا ينعمون بالسلام في العراق الديمقراطي وقتلة رفاق سيادة المطران فرج رحو وخاطفيه واثقون من ان الحكومة في سبات ديمقراطي وقتلة رجال الدين الذين سبقوا , وقتلة ابناء شعبنا المسيحي مطمئنون لان ليس هناك من يامر بالبحث عنهم لتقديمهم للعدالة بل انهم يصولون ويجولون ويفاوضون اهل المخطوفين ويصلون الى غايتهم المنشودة كيف لا وهم يعيشون في عراق ديمقراطي , اليس من حقنا ان نترحم ... قد اكون قد سردت ضمن هذه السطور ما لم اكن اؤمن به سابقا ولكن الان وبعد الاحداث الاخيرة والكثيرة كان لابد من مراجعة الحسابات ونظرة دقيقة الى الماضي القريب , ولكن اخشى ان تكون بعد فوات الاوان .