من هم اهل هذه الدار ؟؟؟؟؟
28/10/2007
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اطلعت على صورة الكتاب الصادر من الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي والذي تضمن عنوانه ونصه تسمية (الجالية المسيحية في بغداد) في اشارة الى الوجود المسيحي فيها.
لقد صعقت وانا اقرأ هذه التسمية واحترت، وما زلت، محتارا في تأويل ورودها.فهل هو الجهل الممتدة مخالبه حتى مكتب الامانة العامة لمجلس الوزراء؟
ام هو تعبير يعكس حقيقة قناعة ونظرة الى الشعب الاشوري المسيحي في العراق على انه جالية؟
ام هو مسك الختام الرسمي على حملة الارهاب الاجتثاثي للشعب الاشوري المسيحي من جنوب ووسط العراق؟
ام ربما هي الاسباب هذه مجتمعة؟
او ربما هو بالونة اختبار لتهيئة الاذهان والقلوب لما هو قادم من اكتمال اقتلاع الجذور وتغريب الاهل وتشتيتهم ربما تجسيدا لمقررات مؤتمر باكستان في عقد الثمانينات!! ان اعتبار الشعب الاشوري المسيحي جالية في العراق هو اهانة للعراق، كل العراق، تاريخا وحضارة. فعمر الاشوريين في العراق هو بعمر العراق.
وتاريخ وحضارة العراق في جزءها الريادي كحضارة عريقة هو تاريخ وحضارة اشورية وبابلية وسومرية تشهد لها مدن العراق ومتاحف العالم؟ واشوريو اليوم (والذين يطلق عليهم الكتاب اسم الجالية) هم ورثة بناة هذه الحضارة. كما ان تاريخ الفي عام من المسيحية في العراق يقول ان العراق هو مهد للمسيحية والكنيسة الاولى.
هل يجدر بنا التذكير بالاصول السريانية لتسميات المدن العراقية لاثبات ذلك؟
وهل يجدر بنا ان نقدم لائحة سيضيق بها المقال باسماء ومواقع الكنائس والاديرة في مدن العراق المختلفة؟
وهل ان تحويل هذه الكنائس على يد المستعمر (عفوا الفاتح) الى اتربة واطلال او تحويلها الى مساجد وجوامع يكفي لالغاء حقيقة وجودها؟
اذا كان قد سكت البشر فانه سينطق الحجر..
وهل يجدر بنا ان نفتح الكتب والفهارس العربية الاسلامية (لكي لا نقول المصادر السريانية ونتهم حينها بالانحياز!!!) لنمر على ذكر هذه المعابد والاديرة المسيحية؟
وهل يجدر ان نعيد الى الاذهان التقسيم الاداري والابرشي للعراق بحسب كنيسة المشرق ليتاكد مكتب السيد المالكي بان العراق، كل العراق، كان يعج بابناءه المسيحيين من احفاد بناته الاوائل في نينوى وبابل وسومر؟
وهل يجدر استعادة ذاكرة الامس القريب يوم احتفل العراق بالالفية المسيحية باقامة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق، الصلاة والقداس المسيحي فيما يعرف اليوم بسلمان باك (ساليق طيسفون تاريخيا) والتي كانت مقرا للكرسي البطريركي لقرون؟
طبعا نتوقع ان يصدر تصريح صحافي من مكتب الامانة العامة يبرر فيه الامر على انه خطأ غير متعمد..
لا بأس..
ولكن ما هي الضمانة في عدم تكرار الخطأ؟
سؤال لا اجد الاجابة عليه الا في مراجعة شاملة للخلفية التاريخية للذهنية التي افرزت وانتجت هذا الخطأ.
واقصد بها تجهيل العراقيين بذاتهم ومكوناتهم وتاريخهم.
نعم، فبسبب عدم تضمين الكتب المنهجية للتاريخ والادب وغيرها تعريفا بمكونات العراق الدينية والقومية والثقافية..وبسبب عدم تعريف الطلبة العراقيين بتاريخ وطنهم بموضوعية ومن دون انحياز.. بسبب كل ذلك صار لنا موظفون وكوادر وقيادات دولة تجهل شعبها وتاريخه وثقافته.
المعالجة الحقيقية هي في تضمين المناهج المدرسية والبرامج الاعلامية تعرفا محايدا ووافيا بمكونات النسيج العراقي الديني والقومي وبتاريخ ولغة وثقافة هذه المكونات. وعندها لن يعتبرنا موطفو الدولة العراقية جالية!!!
والى ذلك الحين نتساءل: اذا كنا في العراق جالية، فاين هو وطننا؟
القس عمانؤيل حنا