من فجر الكنائس في العراق؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
10/1/2008
قبل اربعة سنوات تقريبا اتصل بي صديق عزيز ليخبرني عن خبر سيء ورد في نشرة اخبار قناة الجزيرة محمله ان رجال احد سرايا المجاهدين في فلوجة قد هددوا الامريكان في حالة قيامهم بقصف اي جامع او حسينية او قتل اي رجل مسلم فأنها ستنتقم له عن طريق قيامها بهدم الكنائس او قتل او حجز رجال الدين . وحينها كتبت مقالا بعنوان ( الجهاد وهدم الكنائس الحل الفاشل)وفيه شبهت محتوى هذا الخبر باعجوبة كبيرة لا تصدق بين اركان المجتمع العراقي الذي عاش المسيحيون والمسلمون والصابئة واليزيديون فيه بروح الاخوة والتفاهم لمدة 1400 سنة.لانه على الاقل لم نسمع منذ نشوء الدولة العراقية بقيام عصبات او ما شبه ذلك بقتل الابرياء مثلما يحدث في هذه الايام في الشوراع ومدن العراق ولم يحدث تعدي على اي من دور العبادة اوالكنائس باستثناء خطئان باعتراف الحكومة العراقية (في حينها) في مذبحة في قرية صوريا الكلدانية في 16 ايلول عام 1969 و في مذبحة سميل للاشوريين في 8 ايلول عام 1933 . في هذه الايام زمن الفلتان والفرهود وانعدام الاخلاق والقيم الانسانية ، في زمن صارالغليان والهلوسة الفكرية مرضا واصابت العراقيون من جراء الحرية المستوردة الغير منبثقة من تجاربهم وواقعهم السياسي وتفاعلهم واختيارهم الطوعي للعيش لضمان الامن والسلم والعدالة بين مكوناته المختلفة من ناحية الدين والقومية والمذاهب واللغات، اختارت بعض حركات المقاومة الاسلامية المتزمتة والمدفوعة من قبل دول الجوار كتابة رسائلها عن طريق تفجير الكنائس وذبح المسيحيين او خطفهم او اجبارهم على الدخول في الدين الاسلامي من دون سبب سوى ان ديانتهم مسيحية وان ديانة معظم قوات التحالف هي من دول الغربية المسيحية ،لذلك ايضا تريد افراغ العراق ومنطقة الشرق الاوسط من المسيحيين تماما. كثيرمن امثال هؤلاء المسلمين يجهلون حقيقة وجوهر الديانة المسيحية لاسيما الشرقية منها، ويتعجبون من رد فعل الغير متوقع من ابائنا الاجلاء رجال الكنيسة حينما يطلبون من الله السماح للمعتدي على جرمهم وان يرشدهم الى عقلهم السليم ليتوقفوا عن التعدي على الانسان الاخر مهما كانت ديانته او قوميته او جنسه او عمره او شكله .يجهلون ان الديانة المسيحية مبنية على قانون معاكس لعالمنا المادي الذي نعيشه حيث يشبه هرم مقلوب رأسا على عقب، اي انه هيكله يرتكز على قاعدة ضيقة وهي نقطة واحدة فقط . نعم الديانة المسيحية لها مبدا اساسي جوهري واحد فقط ، ومنه تأتي او تشتق كل المبادئ وتبني كل العلاقات الاخرى وهي المحبة . تؤمن المسيحية، بحسب مبدأ المحبة خلق الله الوجود والكائنات ، بحسب مبدأ المحبة تم ويتم غفر خطايا الانسان في حالة توبته، بسبب التزامهم بالمحبة لا يمكن الرد على المعتدي مهما كانت درجة جرمه ولا يمكن حتى طلب السوء له، بالمحبة التي علمها السيد المسيح لتلاميذه ولجميع المسيحيين غفر لصاليبه وهو على الصليب . بالمحبة انتقلت مبادئ المسيحية من 12 رجل معظمهم صيادي سمك الى ارجاء المعمورة.بسبب محبته اللامتناهية عمل المسيح كل عجائبه للانسانية بيده او عن طريق تلاميذه او رسله او مؤمنيه وقبل سر الفداء ومات وقام وصعد الى السماء. لا وجود لمبدأ القوة في المسيحية، ومن يعتمد على القوة تعتبره المسيحية انسانا خاطئا ضل الطريق الصحيح ( طريق الله )، لن يصلح لنيل الرحمة والبركة والنعمة منه الا بتوبته .المسيحية لا تستطيع فهم الله بغير هذا المبدأ، ولا تستطيع ادراك غاية الله من خلقه بغير هذا المبدا، كل المذاهب الفلسفية والاديان تعجز عن حل معضلة وجود الشر والخير في هذا العالم معا ، ولذلك تنسب كلاهما (من قبل بعض الاديان ) الى الله نفسه، لكن المسيحية وحدها تؤمن ان جميع اعمال الله هي خيرة نابعة من كماله ومحبته لخلقه ولذلك لا جود للشر في اعماله او ارادته بصورة مطلقة.لان وجود الشر يفسر على انه وجود النقص في طبيعة الكائن اي وجود الرغبات والتفاعلات الغير المستقرة في الكائنات وكأن الله يشبه الانسان في فعله وتصرفاته ورغباته وليس العكس اي ان الانسان يشبه الله في فكره وابداعه حينما يقوم بافعال خيرة فقط. لذلك نقول لكل من تعدى على المسيحيين الابرياء المسالمين، ان المسيحيين لم ولن يرفعوا السلاح، لم ولن يؤمنوا بان القوة ستكون الطريق الامثل لحل المشاكل ولذلك عارض طيب الذكر المرحوم البابا يوحنا بولص الثاني التدخل في العراق بالقوة في حينها. نعم تفجير الكنائس اوالقيام بقتل او بذبح مسيحي ما لن يجعلهم ان يتخلوا عن المبدأ الاساسي لديانتهم، لن ينتقموا ولن يفكروا في الانتقام ابدا، لا لانهم جبناء كما يظن البعض او لانهم غير قادرين ولا يملكون الارادة ولكن لانهم أمنوا بوصية الله التي تنهي الانسان من الاعتداء على الاخر، ولانهم امنوا ان الله اعطى الانسان العقل والفكر والضمير والشعور من دون الكائنات الحية الاخرى، كي يستهدمها الانسان لاعمال الخيرية في عالمنا الطبيعة ومن ثم تتجلى اعمال الله نفسه وعظمته وعدالته للاخرين من خلال اعمال المؤمن المطيع له . لذلك نقول لهؤلاء الذين فجروا الكنائس من دون سبب، لقد وصلت رسالتكم ومسيحيو العراق مثل بقية اخوتهم من كافة القوميات والديانات لن يرضخوا لارادتكم الشريرة ولن يتخلوا عن تعاليم الههم المنبثقة من المحبة التي تشمل حتى العدو مهما كانت قساوتكم وجرمكم بهم. مرة اخرى نقول ليسامحكم الله ، بعونه ستعودون الى رشدكم قريبا وحينها تعرفون مدى كبر جرمكم بحق اخوة لكم طوال 1400 سنة دون ان يعكروا عليكم حتى مجرى المياه يوما ما .
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
10/1/2008
قبل اربعة سنوات تقريبا اتصل بي صديق عزيز ليخبرني عن خبر سيء ورد في نشرة اخبار قناة الجزيرة محمله ان رجال احد سرايا المجاهدين في فلوجة قد هددوا الامريكان في حالة قيامهم بقصف اي جامع او حسينية او قتل اي رجل مسلم فأنها ستنتقم له عن طريق قيامها بهدم الكنائس او قتل او حجز رجال الدين . وحينها كتبت مقالا بعنوان ( الجهاد وهدم الكنائس الحل الفاشل)وفيه شبهت محتوى هذا الخبر باعجوبة كبيرة لا تصدق بين اركان المجتمع العراقي الذي عاش المسيحيون والمسلمون والصابئة واليزيديون فيه بروح الاخوة والتفاهم لمدة 1400 سنة.لانه على الاقل لم نسمع منذ نشوء الدولة العراقية بقيام عصبات او ما شبه ذلك بقتل الابرياء مثلما يحدث في هذه الايام في الشوراع ومدن العراق ولم يحدث تعدي على اي من دور العبادة اوالكنائس باستثناء خطئان باعتراف الحكومة العراقية (في حينها) في مذبحة في قرية صوريا الكلدانية في 16 ايلول عام 1969 و في مذبحة سميل للاشوريين في 8 ايلول عام 1933 . في هذه الايام زمن الفلتان والفرهود وانعدام الاخلاق والقيم الانسانية ، في زمن صارالغليان والهلوسة الفكرية مرضا واصابت العراقيون من جراء الحرية المستوردة الغير منبثقة من تجاربهم وواقعهم السياسي وتفاعلهم واختيارهم الطوعي للعيش لضمان الامن والسلم والعدالة بين مكوناته المختلفة من ناحية الدين والقومية والمذاهب واللغات، اختارت بعض حركات المقاومة الاسلامية المتزمتة والمدفوعة من قبل دول الجوار كتابة رسائلها عن طريق تفجير الكنائس وذبح المسيحيين او خطفهم او اجبارهم على الدخول في الدين الاسلامي من دون سبب سوى ان ديانتهم مسيحية وان ديانة معظم قوات التحالف هي من دول الغربية المسيحية ،لذلك ايضا تريد افراغ العراق ومنطقة الشرق الاوسط من المسيحيين تماما. كثيرمن امثال هؤلاء المسلمين يجهلون حقيقة وجوهر الديانة المسيحية لاسيما الشرقية منها، ويتعجبون من رد فعل الغير متوقع من ابائنا الاجلاء رجال الكنيسة حينما يطلبون من الله السماح للمعتدي على جرمهم وان يرشدهم الى عقلهم السليم ليتوقفوا عن التعدي على الانسان الاخر مهما كانت ديانته او قوميته او جنسه او عمره او شكله .يجهلون ان الديانة المسيحية مبنية على قانون معاكس لعالمنا المادي الذي نعيشه حيث يشبه هرم مقلوب رأسا على عقب، اي انه هيكله يرتكز على قاعدة ضيقة وهي نقطة واحدة فقط . نعم الديانة المسيحية لها مبدا اساسي جوهري واحد فقط ، ومنه تأتي او تشتق كل المبادئ وتبني كل العلاقات الاخرى وهي المحبة . تؤمن المسيحية، بحسب مبدأ المحبة خلق الله الوجود والكائنات ، بحسب مبدأ المحبة تم ويتم غفر خطايا الانسان في حالة توبته، بسبب التزامهم بالمحبة لا يمكن الرد على المعتدي مهما كانت درجة جرمه ولا يمكن حتى طلب السوء له، بالمحبة التي علمها السيد المسيح لتلاميذه ولجميع المسيحيين غفر لصاليبه وهو على الصليب . بالمحبة انتقلت مبادئ المسيحية من 12 رجل معظمهم صيادي سمك الى ارجاء المعمورة.بسبب محبته اللامتناهية عمل المسيح كل عجائبه للانسانية بيده او عن طريق تلاميذه او رسله او مؤمنيه وقبل سر الفداء ومات وقام وصعد الى السماء. لا وجود لمبدأ القوة في المسيحية، ومن يعتمد على القوة تعتبره المسيحية انسانا خاطئا ضل الطريق الصحيح ( طريق الله )، لن يصلح لنيل الرحمة والبركة والنعمة منه الا بتوبته .المسيحية لا تستطيع فهم الله بغير هذا المبدأ، ولا تستطيع ادراك غاية الله من خلقه بغير هذا المبدا، كل المذاهب الفلسفية والاديان تعجز عن حل معضلة وجود الشر والخير في هذا العالم معا ، ولذلك تنسب كلاهما (من قبل بعض الاديان ) الى الله نفسه، لكن المسيحية وحدها تؤمن ان جميع اعمال الله هي خيرة نابعة من كماله ومحبته لخلقه ولذلك لا جود للشر في اعماله او ارادته بصورة مطلقة.لان وجود الشر يفسر على انه وجود النقص في طبيعة الكائن اي وجود الرغبات والتفاعلات الغير المستقرة في الكائنات وكأن الله يشبه الانسان في فعله وتصرفاته ورغباته وليس العكس اي ان الانسان يشبه الله في فكره وابداعه حينما يقوم بافعال خيرة فقط. لذلك نقول لكل من تعدى على المسيحيين الابرياء المسالمين، ان المسيحيين لم ولن يرفعوا السلاح، لم ولن يؤمنوا بان القوة ستكون الطريق الامثل لحل المشاكل ولذلك عارض طيب الذكر المرحوم البابا يوحنا بولص الثاني التدخل في العراق بالقوة في حينها. نعم تفجير الكنائس اوالقيام بقتل او بذبح مسيحي ما لن يجعلهم ان يتخلوا عن المبدأ الاساسي لديانتهم، لن ينتقموا ولن يفكروا في الانتقام ابدا، لا لانهم جبناء كما يظن البعض او لانهم غير قادرين ولا يملكون الارادة ولكن لانهم أمنوا بوصية الله التي تنهي الانسان من الاعتداء على الاخر، ولانهم امنوا ان الله اعطى الانسان العقل والفكر والضمير والشعور من دون الكائنات الحية الاخرى، كي يستهدمها الانسان لاعمال الخيرية في عالمنا الطبيعة ومن ثم تتجلى اعمال الله نفسه وعظمته وعدالته للاخرين من خلال اعمال المؤمن المطيع له . لذلك نقول لهؤلاء الذين فجروا الكنائس من دون سبب، لقد وصلت رسالتكم ومسيحيو العراق مثل بقية اخوتهم من كافة القوميات والديانات لن يرضخوا لارادتكم الشريرة ولن يتخلوا عن تعاليم الههم المنبثقة من المحبة التي تشمل حتى العدو مهما كانت قساوتكم وجرمكم بهم. مرة اخرى نقول ليسامحكم الله ، بعونه ستعودون الى رشدكم قريبا وحينها تعرفون مدى كبر جرمكم بحق اخوة لكم طوال 1400 سنة دون ان يعكروا عليكم حتى مجرى المياه يوما ما .