أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

عزيزي الزائر الكريم ... انت لم تقم بتسجيل دخول بعد ، انقر على الدخول..
او على التسجيل ان لم تكن بعد مسجل كعضو في منتديات ارادن وكل صبنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

عزيزي الزائر الكريم ... انت لم تقم بتسجيل دخول بعد ، انقر على الدخول..
او على التسجيل ان لم تكن بعد مسجل كعضو في منتديات ارادن وكل صبنا

أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

أهلا وسهلا بكم

اهلا وسهلا بكم في منتديات أرادن وكل صبنا 

2 مشترك

    لمحات من سيرة حياة المثلث الرحمة مطران القوش مار عبد الاحد ص

    avatar
    marva
    عضو
    عضو


    انثى عدد الرسائل : 32
    العمر : 54
    الدولة : 0
    تاريخ التسجيل : 25/08/2007

    لمحات من سيرة حياة المثلث الرحمة مطران القوش مار عبد الاحد ص Empty لمحات من سيرة حياة المثلث الرحمة مطران القوش مار عبد الاحد ص

    مُساهمة من طرف marva الجمعة أكتوبر 12, 2007 6:18 pm

    لمحات من سيرة حياة المثلث الرحمة مطران القوش مار عبد الاحد صنا - بقلم داؤد برنو


    لمحات من سيرة حياة المثلث الرحمة مطران القوش مار عبد الاحد صنا

    بقلم داؤد برنو

    لقد فوجئت بنبأ وفاة المطران مار عبد الاحد صنا وتفاجأ معي الكثير من اهالي القوش في الخارج لانه ما كان احد يتوقع ان تنتهي حياته بهذه السرعة بالرغم من انه كان يعاني من مشاكل صحية خاصة في قدمه لكنها لم تشكل خطورة مباشرة على حياته، لقد كنت اتابع اخباره الصحية من خلال صديقي الاستاذ نجيب عيسى هيلو المقيم في السويد لكونه من اكثر المقربين له وكان دائم الاتصال معه وعلى كل حال انها مشيئة الله لا محالة وهذا هو طريقنا جميعاً، لكن هناك من يترك فراغاً من الصعب جداً ملئه.
    لا ادري من اين ابدأ بالكتابة عن هذا المطران الجليل، انه كان يشكل تراثاً وتاريخاً ورمزاً لقصبة القوش، لقد كان جميع المسؤولين من الحكومات المتعاقبة في كل من الموصل وبغداد يعرفونه بهذا الاسم، انه مطران القوش الذي التصقت شخصيته بهذا الاسم وبالعكس، كان الجميع يعرفونه رجلاً شجاعاً صلباً لم ينحني امام احد مهما كان موقعه وعلا شأنه خلال حقبة زمنية تجاوزت الاربعون عاماً، كان يفتخر لكونه راعي ابرشية القوش هذه القرية المشهورة والتي كانت تعتبر روما الثانية للمسيحيين في العراق والتي يمتد تاريخها الى اكثر من الفي عام ونيف، لقد تم اختياره لهذه الابرشية من قبل البطريرك مثلث الرحمة ماربولص شيخو، انه حقاً كان يدرك منذ ذلك الوقت ان هذا المطران سيكون الراعي الصالح والمناسب للقرية التي انجبته، كنا دائماً نسمع من المثلث الرحمة البطريرك شيخو لدى زيارته لاهله في القوش ودير السيدة قائلاً انني اخترت لكم افضل من يدير هذه الابرشية لما يتمتع به من صفات تلائم طبيعة اهالي المنطقة لكونه ينحدر من قرية ارادن التي تتشابه طبيعة الحياة فيها مع اهالي منطقة القوش.


    لقد اثبتت التجارب العديدة وبالادلة القاطعة صحة اختيار مثلث الرحمة البطريرك شيخو، لقد كان هذا المطران المدافع الامين لهذه القرية واهاليها في جميع الظروف وباعتراف الجميع دون استثناء، ولو ان البعض القليل جاء اعترافهم متأخراً وهذا ما كنا نلمسه من اهالي القوش من خلال الممارسات اليومية وخاصة بعد احالته على التقاعد واصراره على اكمال ما تبقى من حياته في ربوع هذه القرية التي احتضنته واحتضنها اكثر من اربعون عاماً في الوقت الذي كان بامكانه العيش الرغيد في اميركا بين اهله واقرباءه، ولكان يتلقى العلاج بشكل افضل هناك، لكنه ابى إلا ان يقضي حياته في القوش وجاءت وصيته التي تؤكد ان يدفن في كنيسة هذه القرية وهذا دليل آخر على ان المطران فضّل هذه القرية على جميع بقاع الدنيا بما فيها قريته ارادن مع احترامنا الشديد لاهلها الطيبين وهذا الموقف سوف يترك اثراً بالغاً في نفوس اهالي القوش وسينعكس بشكل ايجابي تجاهه رحمه الله مما يعزز من عزمهم وتصميمهم الى تخليد هذا المطران، لقد تعرفتُ على سيرة المطران من خلال المرحوم حبيب صادق شدّا الذي كان مستشاراً له لفترة تزيد عن عشرون عاماً، وتلك الفترة كانت من اصعب الايام التي اجتازتها القوش بسلام.

    لقد كان قد دوّن تاريخ هذه القرية منذ عام 14 تموز 1958 وحتى عام 1992 وبدقة متناهية وبشكل نزيه ومحايد، كان للمطران دور رئيسي في حياة هذه القرية وكانت معظم الأحداث موثّقة بشكل دقيق، اطّلعتُ على تلك الوثائق كاملة بالرغم من انه كان قد سجل ملاحظات على البعض منها وهي لا تصلح للنشر بل تحفظ بشكل مُحكم،
    مع الأسف الشديد أن الأستاذ حبيب شدّا توفي فجأة في الاردن ولا نعرف لحد الآن ماذا حصل لتلك الوثائق والمذكرات متأملين ان يتم نشرها في المستقبل القريب.
    يظهر جلياً من خلال تلك الوثائق كم من المرات تعرضت حياة المطران للخطر وكم من رسائل التهديد أُرسلت إليه ولا تزال محفوظة الى الآن، ان كل تلك المخاوف والتهديدات تحملها من اجل القوش ولم يتردد يوماً في اتخاذ اي موقف يصبُّ في مصلحة القرية واهاليها، ان الظروف التي مرّت بها القوش كانت قاهرة تكبدت فيها خسائر فادحة بالارواح والممتلكات حيث زُجّ المئات من الاهالي في السجون وقُتِل اكثر من ثلاثون فرداً من اهالي القرية خلال الفترة بين 1963 حتى 1988 وجميعهم كانوا ابرياء لا علاقة لهم بالنزاع الذي كان دائراً بين الحركة الكوردية من جهة والحكومة العراقية من جهة اخرى ولولا القيادة الحكيمة للمطران لحصل لهذه القرية ما حصل للقرى المسيحية الاخرى في كوردستان مثل ارادن- مانكيش- كاني ماسي..... وغيرهم، حيث هجّروا الاهالي اما المنازل فتهدمت بقنابل السلطة الحاكمة ولم تسلم حتى الكنائس التي سويت مع الارض وتمت هذه العمليات باشراف المجرم علي حسن المجيد.

    ان إدارة ناحية القوش صعبة جداً لما تتميز به عن غيرها من وضع معقد حيث تتكون من 63 قرية تقطنها قوميات مختلفة واديان متعددة فمنهم المسيحيين من الكلدان والآشوريين ومنهم اليزيديين ومنهم الاكراد وايضاً العرب، ومن الادلة على ذلك ان الحكومة عندما كانت تريد ان ترفع درجة مدير ناحية الى درجة قائممقام كانت ترسله ليعمل كمدير ناحية في القوش لانها كانت تشكل اختباراً له ولاحظنا الكثير من الذين عملوا في القوش كان لهم مستقبل زاهر في وظائف الدولة وهكذا ايضاً بالنسبة لرجال الدين فإن الإدارة لهذه الابرشية صعبة جداً.
    ان المطران اثبت جدارته العالية في ادارة هذه الناحية واقام شبكة واسعة من العلاقات الجيدة مع جميع الاطراف في المنطقة بالرغم من الظروف الاستثنائية التي كانت تسود المنطقة، وهنا اودّ ان اشير الى حادثة واحدة كنتُ مطّلع عليها وربما لا يعرفها الكثيرون، في اواسط عام 1974 كنت ضابط مغاوير برتبة ملازم اول في الفرقة الرابعة بالموصل، اشتركت مع المقدم آنذاك ارشد زيباري قائد جحفل الفرسان في عملية عسكرية في منطقة عقرة تسمى (شوش وشرمن) وبعد ان تم احتلال سلسلة جبل باكرمان (وتم باتفاق سري بين ارشد من جهة وابن عمه آمر لواء البيشمركة تترآغا الزيباري من جهة اخرى) وقضيتُ معه ليلة واحدة في احد الكهوف ومن خلال الاحاديث سألني كيف تعرف اللغة الكوردية، فقلت له انا من القوش، فقال بالحقيقة انا سمعت عن القوش كثيراً، قلت له قبل شهرين اشتركتُ بعملية قرب مدينة زاخو مع رئيس العشائر السبعة مشور آغا الروفي وسألني نفس السؤال وامام قائد الفرقة وآمر اللواء وآخرين فاجبته بنفس الجواب فاشاد بهذه القرية واهاليها وذكر عدّة اسماء كان يعرفها شخصياً وهذا دليل على العيش المشترك بين أهالي القوش والشعب الكوردي في هذه المنطقة ومنذ مئات السنين، ثم سالني ارشد هل تعرف مطران القوش، اجبته نعم، فقال بالحقيقة انا مدين لهذا الرجل الطيب واريد ان اردّ الجميل له وان اكرمه ببعض الهدايا لاسيما انني ساذهب الى لندن بعد عدّة ايام لمدة اسبوعين للراحة والاستجمام وبودي شراء بعض الهدايا له من بريطانيا ولا اعرف ما يلزمه رجل الدين المسيحي، فقلت له وما هي المناسبة؟، فقال قبل عدّة سنوات قمنا بعملية تطهير جبل القوش من (العصاة) كما صرّح وكانت الاوامر الصادرة من مديرية الحركات العسكرية تنص على ملاحقة المطلوبين داخل قصبة القوش ايضاً وفجأة زارني المطران منذ الصباح الباكر مع اثنين من الاهالي خارج القرية وسلمني مبلغ من المال فقلت له ما هذا؟؟، اجابني هذه مصاريف الاكل والشرب والسيكائر للمقاتلين وكل ما نطلبه منكم هو عدم الدخول الى القصبة حفاظاً على العوائل بالرغم من وجود مفارز استخبارات معنا ولديهم اسماء المطلوبين، فقام المطران بترضيتهم وكان عدد المقاتلين اكثر من 700 مسلح يضم الزيباريين والهركية والسورجية واكتفي بهذا القدر من الايضاح.
    وبعد فترة قمت بزيارة المطران وكان السيد ارشد فعلاً قد قدّم هدية الى المطران، ومن جهة اخرى لقد كان للمطران علاقة جيدة مع مسؤولي البيشمركة في المنطقة وفي مقدمتهم المسؤول العسكري حسو ميرخان والسيد صالح نرمو وآخرين.....، كما كان المطران يعمل جاهداً في مساعدة اهالي القوش من الذين تعرّض رب العائلة او احد ابنائه الى السجن دون تمييز بين هذا وذاك واحتفظ باسماء عديدة لا حاجة لذكرها، اما عن تواضعه فإنه النموذج الذي يُضرب فيه المثل اذا قارناه مع غيره من هم بنفس درجته من المسؤولية، فعلى سبيل المثال لقد كان باب المطرانية مفتوحاً لجميع اهالي المنطقة دون تمييز ديني او طائفي وكان يتعامل مع الجميع باحترام شديد ودون تمييز، في الحقيقة لا اريد ان اطيل في الكتابة عن هذا الرجل لان تاريخه مليء بالمواقف المسؤولة والشجاعة بالرغم من انه كان هناك فئة قليلة من اهالي القوش لهم وجهة نظر اخرى.
    لكن بمرور الزمن ومن خلال هذه الاحداث تبين لهم بانهم كانوا مظللين من قبل الآخرين والآن لا اعتقد بانه يوجد احد من اهالي القوش غير مقتنع بحقيقة ما اشرتُ اليه، لقد كتبنا ملف خاص حول احداث الانتفاضة في القوش عام 1991 آذار وكنت على وشك ارساله للنشر ولكن مع الاسف الشديد حصل ما لم يكن بالحسبان ولم يكن احد يتوقع من حصول الوفاة بهذه السرعة المفاجئة للجميع.

    لقد أبدع المطران في ادارة هذه القصبة اثناء المحن من خلال الظروف الصعبة التي عاشتها خاصة اثناء الانتفاضة، لقد كنتُ مرافقاً له منذ بداية الاحداث حتى نهايتها ومطّلع على جميع تفاصيلها السرية والعلنية، لقد كانت تلك الايام عصيبة واجوائها رهيبة، في ذلك اليوم وصلنا نبأ بأن رجال الانتفاضة يزحفون نحو القوش قادمين من الشيخان فخلت الشوارع والازقة في القوش من المارة وكل شيء في البلدة اصبح ساكناً صامتاً حيث اجتمعت العوائل او العشائر في بيوت محصّنة وهيأت سلاحها للدفاع عن نفسها لعدم وجود خطة عامة للدفاع عن القصبة لاننا لم نكن نتوقع ان يكتسحوا قضاء الشيخان بهذه السرعة وكان لاهالي القوش أكثر من 300 قطعة سلاحبالإضافةإلى حوالي مئة قطعة لحزب البعث كانت موزعة على الموظفين وبعض الاهالي، اما مسؤولي الحكومة في القوش فتم الحفاظ عليهم لدى بعض الاهالي ومنهم مدير ناحية القوش ومأمور المركز وآخرين...، اما السيد عبد يونس ختي فتحفظ على مفرزة من الفرسان الاكراد، اما اعضاء قيادة فرقة حزب البعث والشرطة ومفرزة الاستخبارات التي كان يقودها سفر حسن وهو من الطائفة اليزيدية الكريمة وكان مجموعهم لا يتجاوز اربعون شخصاً وكانوا مدججين بالسلاح قرروا القتال بالرغم من محاولات المطران معهم بالتخلي عن قرارهم وتجنيب الأهالي مخاطر عمله لكن دون جدوى .
    واحتلوا مناطق جنوب القرية في بناية مقر حزب البعث، كانت المعلومات الواردة عن الانتفاضة ان المنتفضين اكتسحوا قضاء الشيخان واحرقوا ودمروا كل ممتلكات الدولة هناك وهم في طريقهم زاحفين باتجاه ناحية القوش مشياً على الاقدام، وفي الساعة العاشرة صباحاً جاءني خادم المطران وهو يركض ويقولإن المطران يريدك حالاً ولا يبعد بيتي عن المطرانية اكثر من مائة متر، ذهبت إليه حالاً تاركاً ابني في البيت يكمل الاجراءات الدفاعية لحماية العائلة وله قطعة سلاح بالاضافة الى المسدس وبندقية الصيد، قابلتُ المطران وهو في حالة ارباك شديد يسير بخطوات سريعة داخل باحة المطرانية والسيكارة لا تفارق يده وقال:
    لقد أرسلتُأبو قيس (حبيب صادق شدّا) قبل ساعتين لكي نعرف القرار الاخير لقيادة حزب البعث هل سيقاتلون ام ينسحبون بعد المعلومات الاخيرة التي وردت تقول ان المهاجمين يقدّر عددهم بالمئات وبحوزتهم اسلحة فتاكة (متوسطة وثقيلة) ولحد الان لم يعود استاذ حبيب والجميع ذهبوا الى عوائلهم وحتى رجال الدين لم يبقَ هنا احد غيري، كان بحوزتي بندقية كلاشنكوف وناظور عسكري بعيد المدى فقلت للمطران لقد التقيت بابو قيس قبل ساعة وقال لي بانه سينقل ام قيس وابنه سدير الى بيت اخته ويعود الى المطرانية ليبقى فيها، بعدها طلبت من المطران ان نصعد على سطح بناية الكنيسة العالي ونراقب الاحداث من خلال الناظور الى حين مجيء ابو قيس، كنا نشاهد افواج من قوات الانتفاضة يجتازون قرية بيبان باتجاه القوش وكان المطر يهطل بغزارة مما اثقل كاهل المتقدمين اثناء سيرهم في الاراضي الزراعية
    وبعد حوالي نصف ساعة شاهدنا جماعة البعثيين ينسحبون من القرية ويستقرون جنوباً بمسافة كيلو متر واحد وبدأ الاشتباك بين الطرفين ولم تمضِ عشرون دقيقة من القتال حتى انسحب البعثية وكان لهم سيارات مهيأة مسبقاً للهروب الى الموصل، بعد اجتياز المقاومة توجهوا نحو القوش وبدأوا بالاقتحام، طلب مني المطران ان اذهب واستقبل مسؤولي الانتفاضة ممثلاً عنه وقال: لولا هذا المطر الشديد لذهبتُ بنفسي لاستقبالهم، نزلنا من السطح وبقي المطران لوحده في الكنيسة بعد ان اعطاني مظلته الشخصية واخرى اقدمها هدية الى مسؤولي الانتفاضة لحمايتهم من المطر ولا نعرف من هو المسؤول عن الانتفاضة، في تلك الاثناء جاء الى الكنيسة بعض من اعضاء مجلس الخورنة كل من عبد الاحد يونس صفار ويوسف روفا وامرهم المطران بأن يرافقونني ثم جاء ايضاً من محلة سينا السيد يوسف عبو (زرقا) ورحيم كجوجة وعدد من الاشخاص، ارسل المطران رحيم كجوجة الى كل من جرجيس بولا (بولص) وعوني حبيب وكوريال بلو وسعيد موقا (اوراها)
    ومن سوء الحظ جميعهم كانوا في الموصل وان الطريق بين الموصل والقوش انقطع كلياً منذ الصباح، فذهبنا نحن الثلاثة لاستقبال قادة الانتفاضة ونحن بدون سلاح، وعلى مسافة خمسمائة متر شرق القرية التقينا مع قائد المجموعة المدعو خالد آغا الجمانكي وقدمتُ له نفسي بصفتي ممثل المطران وهؤلاء معي هم مساعدي المطران فرحّب بنا وقدّم نفسه ايضاً واعطيته المظلّة وأخرىs أعطيتها لشقيقه علي واستصحبناهم الى الكنيسة، لدى وصولنا الى الكنيسة كان هناك مجموعة من اهالي القوش وبالزي التقليدي واقفين امام الكنيسة لاستقبال قادة الانتفاضة يتقدمهم حبيب صادق شدّا و(زرقا) يوسف عبو ورحيم كجوجة وآخرين لم اتذكر اسمائهم، دخل خالد آغا الكنيسة ومعه حوالي خمسون مسلحاً وبعد ان صافح المطران بحرارة صرّح وقال انني اريد ان اصارحكم لكي لا اخجل امامكم فيما بعد، وقال ان جماعة الانتفاضة التابعين لي هم حوالي مائة وخمسون مسلحاً اما الباقون والبالغ عددهم اكثر من خمسمائة مسلح لا اعرف من اين اتوا ولا اتحمل مسؤوليتهم لانهم جاءوا للنهب والسلب فعليكم ان تتخذوا الاحتياطات اللازمة،
    نادى المطران على حبيب شدّا وقال له هل سمعت ذلك؟ فارجوا تشكيل فريق خاص من ابناء القوش لمتابعة هذه المهمة، وبعد الحديث الذي اجراه خالد آغا مع المطران خرج من الكنيسة وتم اسكانهم في بعض الدور التي تم اخلاءها من قبل عناصر البعثيين، وقام حبيب شدّا بمرافقة خالد آغا حتى الساعة الثامنة مساءاً وبيّن له كيف ان اهالي القوش لا يؤيدون الحكومة والدليل على ذلك ان الذين قاتلوهم جنوب القرية لم يكن ولا واحد منهم من اهالي القوش وفعلاً كانت هذه هي الحقيقة، عاد ابو قيس الى المطرانية وجلب معه صورة كبيرة للبارزاني مصطفى، وتم تقسيم الواجبات بين فريق العمل الذي كان يأخذ توجيهاته من المطران مباشرة، وبدأ الشباب بتامين الحراسات ليلاً لجميع اهالي القرية ولم يسمح لجماعة الانتفاضة حتى بالمسير ليلاً في شوارع البلدة وازقتها حيث كان الجميع مجهّزين بالسلاح ويتمتعون بالمعنويات العالية، الى هنا ينتهي اليوم الاول من الانتفاضة وباختصار شديد.
    لقد سيطروا جماعة الانتفاضة في القوش مدّة 17 يوماً، وفي اليوم التالي وبعدها بيوم واحد تقدمت فرقة من الجيش الى المنطقة وكان مقر القيادة في قرية الشرفية الآشورية التي تبعد 4 كيلومترات جنوب القوش، وفجأة انسحبوا جماعة الانتفاضة وبدأت المدفعية تقصف بعض الأهداف حول القوش وكانت الشضايا تصيب بعض الاهالي ومن الذين اصيبوا السيد شمعون يوسف بلو وعدد آخر من النساء والاطفال وبقيت القوش محاصرة لمدة تزيد على اسبوعين وفُقِدَت المواد الغذائية منالأسواق المحلية وكذلك اصبحنا نعاني من ازمة الماء والخدمات الاخرى كالكهرباء، قرر المطران بأن نقوم بعمل ما لانهاء هذا الحصار الذي اصبح فوق طاقاتنا فقرر تشكيل وفد لمقابلة قائد الفرقة في قرية الشرفية، تم تشكيل وفد برئاسة وعضوية حبيب شدّا لحل المشكلة لكننا واجهنا مشكلة اخرى وهي عدم امتلاكنا للبنزين في سياراتنا، والذين كان عندهم لم يجازفوا بحياتهم وسياراتهم ونحن نناقش هذه المشكلة دخل علينا استاذ كريم يلدكو وتبرع بأن يشارك معنا في الوفد مع سيارته وفي اللحظات الأخيرة قبل مغادرتنا القوش اعترض عدد كبير من الاهالي على تشكيلة الوفد واقترحوا ان يذهب الخوري هرمز رئيس الوفد بدلاً من المطران وطلبوامن المطران أن يوفد الخوري عوضاً عنهذلك خوفاً من مكروه قد يحصل له لا سمح الله فتكون الكارثة كبيرة فمن الذي سيتبنى قضيتنا امام الحكومة العراقية بعد حصول كل هذه القضايا التي ادّت الى حرق دوائر الدولة وسرقة ممتلكات الحكومة والتجاوزات الكثيرة جداً ولا احد يستطيع ان يحمي اهالي القوش من بطش الحكومة والسلطة بعدما اصابها من الخسائر المادية والمعنوية ما اصابها، تمت الموافقة على تغيير الوفد بأن يكون برئاسة الخوري هرمز صنا، جلس ابو قيس في المقعد الامامي وبيده علم ابيض مرفوع الى اعلى وجلست انا مع الخوري هرمز في المقعد الخلفي متجهين الى قرية الشرفية، لدى وصولنا سالنا عن القائد فقالوا انه يصلي بباحة الكنيسة فالتقينا رئيس أركان الفرقة العقيد الركن نجم الدين وعرفته شخصياً من خلال عملي كضابط في الفرقة الرابعة في بداية السبعينات فقال ان القائد فضّل الصلاة في باحة الكنيسة لان المسلم الحقيقي يجب ان يعتبر الكنيسة من بيوت الله، وبعد الصلاة قدّم الخوري هرمز نفسه ممثلاً للمطران وتم مناقشة الحصار المفروض على القوش فقال: انني لا اعرف الى متى سيبقى هذا الحصار لان الخطة مركزية ولكن لدي اجتماع مع قائد الفيلق في سد صدام هذه الليلة ربما ساعلم بذلك فيما بعد ولكن على كل حال انني اتوقع ان الحصار سيبقى بعض الوقت اي لعدد من الايام وليس لاسابيع، وهكذا رجعنا الى القوش بدون اي مشكلة وتم اطلاع المطران والدائرة المحيطة به بنتائج هذه الزيارة وانتهت الصعوبات والمشاكل مع قوات الانتفاضة بسلام وبعدها هيأنا فريق آخر لمواجهة الحكومة لما حصل قي القوش من التخريب في مؤسسات الدولة واتلاف صور صدام حسين في القرية ........ ساتركها للعدد القادم ان شاء الله.
    ان كل ما سرد أعلاه لابيّن للقارئ الكريم خطورة تلك المرحلة وظروفها الصعبة وكيف قادها واشرف عليها المطران عبد الاحد صنا شخصياً، انني لم اتطرّق الى الاحداث التي حصلت اثناء سيطرة الانتفاضة لمدة 17 يوماً في القوش لانها كثيرة ومؤلمة خاصة قضية سلاح البعث واختفاء مدير الناحية وبعض الموظفين داخل القصبة

    avatar
    Amer Yacoub
    Admin
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 1690
    العمر : 59
    العمل/الترفيه : مدير الموقع
    الدولة : المانيا
    تاريخ التسجيل : 15/08/2007

    لمحات من سيرة حياة المثلث الرحمة مطران القوش مار عبد الاحد ص Empty رد: لمحات من سيرة حياة المثلث الرحمة مطران القوش مار عبد الاحد ص

    مُساهمة من طرف Amer Yacoub الجمعة أكتوبر 12, 2007 6:51 pm

    الشيق والجميل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 3:01 pm