موسم الأحد الثالث من تقديس البيعة
الفكرة الطقسية:
الكنيسة، هي مكان اللقاء مع الله والإنسان، والمسيح أسس الكنيسة لتكون منارة تشع نور الله للعالم أجمع، إنها ليست حكرًا لجماعة معينة، ونحن كمؤمنين مدعوين للمساهمة مع الكنيسة في تحقيق رسالتها، وأن لا نبحث عن مجدنا الشخصي فيها، بل عن مجد الله ألآب.
موعظة الأحد الثالث من تقديس البيعة
النص: (يوحنا12:2-22) يسوع يطرد الباعة من الهيكل
اعتدنا أن نرى يسوع في أغلب الأحيان بوجه واحد، هو وجه الوداعة والحنان والطيبة. أما إنجيل اليوم فيُقدم لنا يسوع بشكل جديد يُخالف ما تعوّدنا عليه، إنه ليس الوجه الغاضب فحسب، بل والذي يصنع له سوطًا ليطرد الباعة من الهيكل. فأن تتسلق جبلاً من جهة واحدة هذا لا يعني أنك تعرّفت عليه، ولكن وصولك للقمة يجعلك تراه بوضوح أكبر، فغضب يسوع لن تفهمه بدون قمة الجلجلة. إنها نقطة توقف لنا لكي لا نرى الأمور فقط من وجه ما أعتدنا عليه، بل هناك وجوه أُخرى لا تقل أهمية عن غيرها، نهملها أحيانًا كثيرة، لأنها لا تخدم نظرتنا الشخصية.
غضب يسوع لم يكن بالمعنى السلبي، ليس كغضبنا الذي يكون في أغلب الأحيان نابعًا عندما تُمس مصالحنا بأذى، فنحن أحيانًا نقف موقفًا سلبيًا من قضايا هامة في حياتنا، لأنها لا تخدم أهدافنا. غضب يسوع هو الغضب الطيب، المقدس، الذي لا يهدف إلى تدمير الإنسان بل إلى بنائه، يسوع لم يغضب من الأشخاص بقدر ما غضب من أعمالهم.
إن سبب انتفاضة يسوع على الباعة في الهيكل، هو لأنهم أساءوا استخدام المكان، والكهنة أساءوا استخدام سلطتهم، فجعلوا من باحة الهيكل الذي كان مخصصًا للوثنيين ليعرفوا من خلال الكرازات إله إسرائيل الحقيقي، جعلوا منه (سوقًا دينيًا)، وكم هي كثيرة اليوم في حياتنا تلك الأسواق الدينية، التي تستخدم الله والإيمان لأغراض المتاجرة. إن إساءة استخدام المكان هي إساءة لسيد المكان.
الهيكل الحقيقي الذي أراده الله له، هو المكان الذي تكون فيه العلاقة، لذلك قلنا في الأحد الماضي أن يوم الرب، هو يوم العلاقة، والهيكل هو مكان تلك العلاقة، وتحقيق إنسانية الإنسان هو الهدف من تلك العلاقة... لقد كان في الهيكل علاقة، ولكنها علاقة مقايضة ومتاجرة، مبنية على أسس طقسية، شراء العجل والخروف ليُقدم ذبيحة للرب، لقد اهتموا بنوعيته أكثر من اهتمامهم بهدفه. فأكبر مشكلة تواجه الإيمان هو أن يتحول إلى صيغ وعادات وتقاليد، عوض أن يكون علاقة حية وشخصية مع الله الآب، لذلك علينا أن نتخلص من الشكليات الإيمانية، وأن نطهر أفكارنا، فإن كان لنا القدرة على قراءة أفكار الناس لاحمَّرَت وجوه كثيرة.
لذلك يسوع عندما يجعل بيده سوطًا أنما يريد أن يقول: أنه يجب أن ينهار النظام القديم، النظام الذي يخدم الأشياء، ويترك الأشخاص. وأن يكون هناك نظام جديد مبني على أسس المحبة التي نادى بها طوال حياته، ومات على الصليب من أجل تحقيقها، لذلك عند الصلب أنشق حجاب الهيكل، وعملية الشق هذه هي طرد إلهي لكل ما قد يعيق الإنسان من الاتحاد به، إنه التطهير الثاني للهيكل.
اليوم نحن كمسيحيين، تُرى هل نستخدم الأماكن والمناصب التي أُعطيت لنا كما يجب، هل نحقق فيها إرادة الله، أم أننا نسعى لننال المجد والثناء من الآخرين، إن كل مهمة أعطيت لنا باسم الإيمان هي من أجل مجد الله، فلنحذر من سوء استخدامها.
إخوتي، لا يزال الباعة يسرحون ويمرحون وينتهكون كل يوم حرمة قلوبنا، التي هي الهيكل الحقيقي للرب... الكبرياء الخفية، الأنانية المتمردة، الكسل الروحي، الأفكار السيئة، والأحاسيس المنحرفة، كلها تحاول أن تنال من قدسية هياكلنا. لذلك نحن اليوم بحاجة إلى بعض سياط الغضب الطيب لكي نبني ذواتنا، ونسعى بعدئذ لبناء الإنسان الآخر.
الطلبات
لنصلي إلى الرب بثقة قائلين: اجعلنا هياكل لك
• نصلي، من أجل الكنيسة الجامعة في كل العالم، لتكون فعلاً منارة حقيقية، تقدم وجه الله الحقيقي، على مثال يسوع الذي قدَّم في حياته وجه الله البشري. نسألك...
• نصلي، يا رب من أجل رؤسائنا الروحيين، ليكونوا أداًة حقيقية، يعكسون بأعمالهم وأقوالهم، صورة الإيمان الحية، المبنية على المحبة التي لا تميز ولا تنحاز لأحد مهما يكن. نسألك...
• نصلي، من أجل جماعة المؤمنين، ليفهموا رسالة الكنيسة الحقيقية، ويطهروا أفكارهم وقلوبهم، ليكونوا هياكل مقدسة لك، فتكون الكنيسة في قلوبهم على الدوام حية ونقية. نسألك...
• نصلي، لأجل الذين يضطهدون الكنيسة، ويسيئوا لها، ساعدهم يا رب ليدركوا حقيقتها، ويفهموا رسالتها التي تصب في خدمة الإنسان، مهما كان عرقه وجنسه وانتماؤه. نسألك...
الاب افرام كليانا
الفكرة الطقسية:
الكنيسة، هي مكان اللقاء مع الله والإنسان، والمسيح أسس الكنيسة لتكون منارة تشع نور الله للعالم أجمع، إنها ليست حكرًا لجماعة معينة، ونحن كمؤمنين مدعوين للمساهمة مع الكنيسة في تحقيق رسالتها، وأن لا نبحث عن مجدنا الشخصي فيها، بل عن مجد الله ألآب.
موعظة الأحد الثالث من تقديس البيعة
النص: (يوحنا12:2-22) يسوع يطرد الباعة من الهيكل
اعتدنا أن نرى يسوع في أغلب الأحيان بوجه واحد، هو وجه الوداعة والحنان والطيبة. أما إنجيل اليوم فيُقدم لنا يسوع بشكل جديد يُخالف ما تعوّدنا عليه، إنه ليس الوجه الغاضب فحسب، بل والذي يصنع له سوطًا ليطرد الباعة من الهيكل. فأن تتسلق جبلاً من جهة واحدة هذا لا يعني أنك تعرّفت عليه، ولكن وصولك للقمة يجعلك تراه بوضوح أكبر، فغضب يسوع لن تفهمه بدون قمة الجلجلة. إنها نقطة توقف لنا لكي لا نرى الأمور فقط من وجه ما أعتدنا عليه، بل هناك وجوه أُخرى لا تقل أهمية عن غيرها، نهملها أحيانًا كثيرة، لأنها لا تخدم نظرتنا الشخصية.
غضب يسوع لم يكن بالمعنى السلبي، ليس كغضبنا الذي يكون في أغلب الأحيان نابعًا عندما تُمس مصالحنا بأذى، فنحن أحيانًا نقف موقفًا سلبيًا من قضايا هامة في حياتنا، لأنها لا تخدم أهدافنا. غضب يسوع هو الغضب الطيب، المقدس، الذي لا يهدف إلى تدمير الإنسان بل إلى بنائه، يسوع لم يغضب من الأشخاص بقدر ما غضب من أعمالهم.
إن سبب انتفاضة يسوع على الباعة في الهيكل، هو لأنهم أساءوا استخدام المكان، والكهنة أساءوا استخدام سلطتهم، فجعلوا من باحة الهيكل الذي كان مخصصًا للوثنيين ليعرفوا من خلال الكرازات إله إسرائيل الحقيقي، جعلوا منه (سوقًا دينيًا)، وكم هي كثيرة اليوم في حياتنا تلك الأسواق الدينية، التي تستخدم الله والإيمان لأغراض المتاجرة. إن إساءة استخدام المكان هي إساءة لسيد المكان.
الهيكل الحقيقي الذي أراده الله له، هو المكان الذي تكون فيه العلاقة، لذلك قلنا في الأحد الماضي أن يوم الرب، هو يوم العلاقة، والهيكل هو مكان تلك العلاقة، وتحقيق إنسانية الإنسان هو الهدف من تلك العلاقة... لقد كان في الهيكل علاقة، ولكنها علاقة مقايضة ومتاجرة، مبنية على أسس طقسية، شراء العجل والخروف ليُقدم ذبيحة للرب، لقد اهتموا بنوعيته أكثر من اهتمامهم بهدفه. فأكبر مشكلة تواجه الإيمان هو أن يتحول إلى صيغ وعادات وتقاليد، عوض أن يكون علاقة حية وشخصية مع الله الآب، لذلك علينا أن نتخلص من الشكليات الإيمانية، وأن نطهر أفكارنا، فإن كان لنا القدرة على قراءة أفكار الناس لاحمَّرَت وجوه كثيرة.
لذلك يسوع عندما يجعل بيده سوطًا أنما يريد أن يقول: أنه يجب أن ينهار النظام القديم، النظام الذي يخدم الأشياء، ويترك الأشخاص. وأن يكون هناك نظام جديد مبني على أسس المحبة التي نادى بها طوال حياته، ومات على الصليب من أجل تحقيقها، لذلك عند الصلب أنشق حجاب الهيكل، وعملية الشق هذه هي طرد إلهي لكل ما قد يعيق الإنسان من الاتحاد به، إنه التطهير الثاني للهيكل.
اليوم نحن كمسيحيين، تُرى هل نستخدم الأماكن والمناصب التي أُعطيت لنا كما يجب، هل نحقق فيها إرادة الله، أم أننا نسعى لننال المجد والثناء من الآخرين، إن كل مهمة أعطيت لنا باسم الإيمان هي من أجل مجد الله، فلنحذر من سوء استخدامها.
إخوتي، لا يزال الباعة يسرحون ويمرحون وينتهكون كل يوم حرمة قلوبنا، التي هي الهيكل الحقيقي للرب... الكبرياء الخفية، الأنانية المتمردة، الكسل الروحي، الأفكار السيئة، والأحاسيس المنحرفة، كلها تحاول أن تنال من قدسية هياكلنا. لذلك نحن اليوم بحاجة إلى بعض سياط الغضب الطيب لكي نبني ذواتنا، ونسعى بعدئذ لبناء الإنسان الآخر.
الطلبات
لنصلي إلى الرب بثقة قائلين: اجعلنا هياكل لك
• نصلي، من أجل الكنيسة الجامعة في كل العالم، لتكون فعلاً منارة حقيقية، تقدم وجه الله الحقيقي، على مثال يسوع الذي قدَّم في حياته وجه الله البشري. نسألك...
• نصلي، يا رب من أجل رؤسائنا الروحيين، ليكونوا أداًة حقيقية، يعكسون بأعمالهم وأقوالهم، صورة الإيمان الحية، المبنية على المحبة التي لا تميز ولا تنحاز لأحد مهما يكن. نسألك...
• نصلي، من أجل جماعة المؤمنين، ليفهموا رسالة الكنيسة الحقيقية، ويطهروا أفكارهم وقلوبهم، ليكونوا هياكل مقدسة لك، فتكون الكنيسة في قلوبهم على الدوام حية ونقية. نسألك...
• نصلي، لأجل الذين يضطهدون الكنيسة، ويسيئوا لها، ساعدهم يا رب ليدركوا حقيقتها، ويفهموا رسالتها التي تصب في خدمة الإنسان، مهما كان عرقه وجنسه وانتماؤه. نسألك...
الاب افرام كليانا