عيد الدنح (عماذ الرَّب)
الفكرة الطقسية:
عيد الدنح هو عيد ظهور الرَّب وإشراقه واعتلانه، هو العيد الذي ينبغي أن نتذكر فيه، أننا نحن أيضًا قد ولدنا ولادة جديدة من ماء العماذ، وأن الله أعلننا أبناءًا له في المسيح يسوع، وأن طريق القداسة بات مفتوحًا أمامنا، لنتحد بالله الآب.
الفكرة الطقسية:
عيد الدنح هو عيد ظهور الرَّب وإشراقه واعتلانه، هو العيد الذي ينبغي أن نتذكر فيه، أننا نحن أيضًا قد ولدنا ولادة جديدة من ماء العماذ، وأن الله أعلننا أبناءًا له في المسيح يسوع، وأن طريق القداسة بات مفتوحًا أمامنا، لنتحد بالله الآب.
موعظة عيد الدنح
(عماد الرَّب)
النص: (متى1:3-17) يوحنا يُعمد يسوع
الدنح، كلمة سريانية تعني الظهور، وهو البداية العملية لرسالة يسوع الخلاصية، ونجاح كل رسالة يعتمد على طريقة البداية، يظهر يوحنا أولاً يُعد الطريق للرَّب، إن رسالة يوحنا هي ليست إعداد الشعب لاستقبال يسوع وحسب، بل هي أيضًا دعوة للتوبة، لها جانبان مهمان في حياة كل إنسان مؤمن، الأول هو الابتعاد عن الخطيئة، والثاني هو الاقتراب من الله، التوبة هي رجوع، وتغيير أسلوب الحياة.
بعد مرور ثلاثين عامًا يظهر يوحنا ويسوع من جديد في حياة الشعب، إن هذه الفترة التي لا تتكلم عنها الأناجيل، هي في حقيقة الأمر سؤال يُطرح علينا مفاده، أن نستغل الوقت التي أعطي لنا من الله لنُعد الناس نحن أيضًا لاستقبال يسوع، إننا قادرون على أن نجعل السُبل مستقيمة، وذلك بتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تُسيطر على الكثير منا اليوم، والتي تُعطلنا عن الاقتراب إلى المسيح.
إن عيد الدنح (الظهور) يضع أمامنا اليوم قضية جوهرية ينبغي علينا أن نفهم أركانها، وأول هذه الأركان هي: كيف أظهر أنا اليوم كمسيحي في المجتمع؟... وهل أعتبر سبيلاً للآخرين إلى المسيح؟... وماذا أستطيع أن أفعل لمن هم بحاجة إلى دليل طريق لله؟.. لقد ظهر يوحنا بمظهر مختلف عما كان سائدًا في مجتمعه، هكذا نحن اليوم نستطيع أن نستخدم ما يراه الناس غريبًا فينا كنافذة للدخول إلى أعماق نفوسهم.
إن ما يُثير انتباهنا اليوم، هو أن معمودية يوحنا كانت لمغفرة الخطايا، فهل كان يسوع خاطئًا، ليعتمد من يوحنا؟... يسوع يُفضل الوقوف إلى جانب الخاطئين الذين يحتاجون للتوبة، ولا يعتبر نفسه أفضل منهم، بل هو يُشاركهم في كل شيء حتى خطاياهم، بمعنى أنه يحاول جاهدًا انتشالهم من بؤسهم وشقائهم، وهذا هو جوهر رسالته الخلاصية.
وهذه المشاركة، جعلت صوت من السماء يقول: ( هذا هو ابني الحبيب به سررت)، إنها دعوة لنا نحن أيضًا، بأن نتجدد في ظهورنا، أن نطوي كبريائنا وتعجرفنا، ونجعله شيئًا ماضيًا، وأن نبدأ مع يسوع اليوم صفحة جديدة، ونشارك الآخرين بؤسهم وألمهم، عندها فقط سنسمع نحن أيضًا صوتًا من السماء يقول لنا: (أنتَ، أنتِ.. ابني الحبيب بك سررت).
أمام مشهد العماد نشهد حضور الثالوث الأقدس، صوت الآب من السماء، والابن الذي يقتبل العماد، والروح القدس الذي يحل عليه كحمامة.
إخوتي ينبغي أن لا نحول عمادنا إلى ذكرى فقط، بل أن نجعله عمادًا يوميًا، يهدف إلى اللقاء بيسوع على حافة نهر الأردن، وأن نفهم أن نهر الأردن هو ليس فقط مكانًا جغرافيًا، بل هو حاضر في حياتنا، ففي كل مرة ترى فيه جموع الخاطئين، تذكر أنك تمر في نهر الأردن، فلنحاول يا إخوتي أن نكون في هذا العيد تلك اليد التي تنتشل الآخرين من ضيقهم، لنكون فعلاً أبناء الله، الذي يُسر بنا.
الطلبات
لنصلي إلى الرب بثقة قائلين: جددنا يا رب بعماذك...
• يا رب، من أجل كل المحتاجين إلى التوبة، لكيما تمنحهم القوة والشجاعة للاعتراف بخطاياهم، فيغدون صورتك الحيّة في المجتمع. نطلب منك...
• يا رب، نصلي من أجل كل الأشخاص، الذين يساهمون في إعداد الطريق لمن يرغب في إتباعك، قدسهم يا رب بروحك، ليكونوا صوتًا صارخًا في برية الحياة. نطلب منك...
• يا رب، من أجل أمواتنا الذين انتقلوا من بيننا، أنعم عليهم في يوم ظهورك، برؤية بهاء مجدك مع كل القديسين. نطلب منك...
يا رب، من أجل كل الأطفال الذين سيقتبلون سرَّ العماذ في هذا اليوم، ظللهم برحمتك، لينموا أمامك بالنعمة والحكمة والقامة.. نطلب منك..
الأب أفرام كليانا