ثاني أيام عيد الميلاد المجيد
عيد تهنئة العذراء مريم
الفكرة الطقسية
تُشيد مريم بعظائم الله، وتشكره على النعمة التي خصها بها، ونحن كمؤمنين مدعوين لنتعلم من مريم نشيد التعظيم للرّب إلهنا على كل عطاياه لنا، وأن نقدم التهنئة للعذراء بقلوب ممتلئة من الحب.
موعظة ثاني أيام عيد الميلاد المجيد
عيد تهنئة العذراء مريم
النص: (لوقا46:1-56) نشيد مريم
يأتي نشيد مريم كوقفة تأملية وكصرخة تعظيم للرّب على كل الأحداث التي حققها. تستعرض مريم في هذا النشيد، ما عمله الرّب معها أولاً. تبتهج مريم بالرّب لأنه (نظر إليَّ) ولأنه (صنع لي عظائم).
في اليوم الذي تستحق فيه مريم التهنئة والتعظيم، نراها تحول الأنظار إلى الله الآب، إنها تعلمنا أن نقدم الشكر لله على كل شيء، وأن لا نستغل المناسبات التي نكون طرفًا فيها، لإظهار مجدنا، بل مجد الله، وأن نتذكر في أفراحنا الله الآب.. فالسعادة الحقيقية، هي تلك التي من خلالها نسمع صوت الله واضحًا.
في هذا النشيد الرائع تستذكر مريم تاريخ الخلاص، وكأن لسان حالها يقول لنا: تذكر ماضيك وأغرف منه الدروس والعبر، ولكن لا تتوقف عنده، فالحياة الجديدة بالمسيح تتطلّب منك أن تكون متجددًا على الدوام على جميع المستويات... وإن لم تستطع أن تنظر خلفك لأن ماضيك مؤلم، ولا أمامك لأن مستقبلك مظلم.. فأنظر إلى السماء، إلى الله الآب فستجد راحتك.
أن تكون جزءًا في مخطط الله الخلاصي، هذا يتطلّب منك أن تكون متواضعًا، لأنه التأشيرة الوحيدة التي تستطيع من خلالها أن تدخل في عالم الله... إننا يا إخوتي الأعزاء كثيرًا ما نعيش مسيحيتنا وكأنها هبة من الله، نزدري الآخرين وننظر إلى أنفسنا وكأننا من يمتلك الحق في الحياة،، هذه النظرة التي يمتلكها الكثير من المسيحيين هي ليست مسيحية، لأن المسيحي الحقيقي هو الذي يقبل كل إنسان كما هو لا كما يتمناه أن يكون،، علينا أن نؤمن بأن الله يتكلم مع الآخرين بحسب مشيئته هو،، فعدم التطابق بين شيئين أو شخصين لا يعني عدم وجود تشابه بينهم.
إن ولادة المسيح، ونشيد العذراء مريم يدعوانا، إلى تعلّم كيفية تدجين الكبرياء، وأن نتذكر عمل الله الخلاصي من أجل الإنسان.. فماذا نستطيع نحن أن نعمل من أجل أن يرى الناس هذا الخلاص؟... وبأي كلمات نستطيع أن نُقدم التهنئة لمريم عندما نقوم بزيارتها؟... وماذا نقدر أن نعطي ليسوع الطفل كهدية؟... تساؤلات كثيرة ينبغي لنا اليوم أن نتأمل بها بصمت وتأمل على مثال مريم التي كانت تحفظ كل هذه الأمور في قلبها. فتتحول حياتنا بجملتها إلى نشيد تعظيم للرّب.
الطلبات
لننشد مع مريم قائلين: تُعظم نفسي الرّب...
مع مريم أم الكنيسة، نُعظم الرّب، وتبتهج نفوسنا بالإله الذي تجسد لخلاصنا، وجعلنا أبناء له، فساعدنا يا رب لنعيش هذه البنوة بفرح وسعادة .[b] نسألك...
يا رب ساعد الجماعات التي تخدم أبناءك خدمة المحبة الصادقة، وأفض عليهم بركاتك، ليكونوا بأعمالهم نشيد تعظيم لك. نسألك...
مع العذراء الممتلئة نعمة، نتضرع إليك لتنمي في نفوسنا الشوق للوصول إلى الكمال الحقيقي، على مثال قديسك، فنكون صوتًا لمن لا صوت لهم. [b]نسألك...
طهر يا رب قلوبنا وشفاهنا، وأهلنا بصلاة القديسة مريم، لنكون أداًة لسلامك في العالم أجمع. [b]نسألك...
الاب افرام كليانا