موسم الأحد الثالث من البشارة
الفكرة الطقسية:
نحن مدعوون لسماع صوت الرّب، من خلال قراءتنا لعلامات الأزمنة التي يُخاطبنا الرّب بواسطتها، ليُبيِّنَ لنا مشيئته، جاعلاً كل واحد منا صوتًا صارخًا لإعداد طريقه على مثال يوحنا المعمدان.
موعظة الأحد الثالث من البشارة
النص: (لوقا57:1-66) ميلاد يوحنا المعمدان
ولادة يوحنا المعمدان، هي أكثر من ولادة بشرية طبيعية، إنها أولاً وقبل كل شيء تحقيق الوعد لزكريا، فمع صرخة الطفل يوحنا الأولى في عالمنا، كسر صمت زكريا الذي دام تسعة أشهر، انفتح فمه ليمجد الله، بعد أن أدرك أن طرق الله لا يمكن فهمها إلاّ بالرجوع إلى الذات بالصمت والتأمل، وفهم أن الصمت بين الحين والآخر يُعزز قيمة الكلمات.
ميلاد يوحنا هو نقطة انتقال وتحول، من الحديث على المستوى النظري، إلى الواقع المتجسد في حقيقة الحياة، إنه اختراق للعالم الأصم، الذي يركز في اعتباراته المنطقية على محدودية الإنسان على حساب كلمة الله. بل إنه تحطيم لكل الاعتبارات البشرية القديمة المؤسسة على تقاليد بالية عفا عنها الزمن، لأن العالم الجديد بات وشيكًا، إنه واقف على الباب يقرع، بولادة عالم يكون أكثر إنسانية.
إن زكريا واليصابات بعد أن كانا موضع احتقار وازدراء من قبل مجتمعهم، لأنهما لم يكن لهما ولد، أصبحا اليوم موضوع افتخار يتعجب بهما الناس، نفس الناس، في كل أرجاء اليهودية، وسرّ هذا التغيير هو استسلامهم التام لإرادة الله، التي لم يستطع أغلبية الناس على إدراكها، فيوحنا بولادته أعطى لسانًا جديدًا للناس ينطق بقدرة الله الفائقة، فالذي يستطيع أن يؤمن بأن العاقر أصبحت أُمًا، لن يجد صعوبة ليؤمن أيضًا أن العذراء يمكن تصير أُمًا.
صحيح أن يوحنا ولد في بيت زكريا، ولكن رسالة يوحنا تجاوزت عتبة باب بيت زكريا وعشيرته، إنه الصوت الصارخ الذي يُعد طريق الرّب، الذي لا تحده عادات وأعراف وتقاليد، فإعطاءه اسم غريب عن عشيرته هو دلالة واضحة، ورسالة لنا مفادها (لا للانتماء المغلق على ذاته، ونعم لشمولية الرسالة)، المبنية على حنان الله (يوحنا).
نقطة أُخرى نتوقف عندها، هي اللوح الذي كتب عليه زكريا اسم يوحنا، إنه يُذكرنا بلوحيّ الوصايا التي أُعطيت لموسى، لتكون حياةً للشعب، لتهيئته ليدخل أرض الميعاد ويعيش فيها بحسب إرادة الله، وهذه هي أيضًا رسالة يوحنا، أن يهيئ الناس لاستقبال (يسوع) أرض ميعادنا الجديد.
أخوتي المؤمنين، قد ينظر البعض إلينا اليوم نظرة احتقار واستهزاء، كما فعلوا مع زكريا واليصابات، فلنعزي أنفسنا بالنظر إلى فرحتهما، إلى النعمة التي نالوها من الرّب. لقد سلك كلاهما طريقًا يُخالف ما كان سائدًا آنذاك، علينا أن نتعلم بأنه أحيانًا قد نسلك طرقًا لا تنصح بها كتب المكتبات... وهذا ليس خطأ في كل الأحوال، فأحيانًا قد تجهل الكتب أجمل الأماكن. التي تقودنا إليها فقط كلمة الحياة (يسوع).
الطلبات
لنصلي إلى الرب بفرح وابتهاج نطلب قائلين: يا رب ارحمنا
• من أجل أن يكون هذا العيد فرصة تجدد في قناعاتنا ومواقفنا، ونصبح مثل يوحنا المعمدان، رسل سلام ونور ومحبة، في الوسط الذي نعيش فيه. نسألك...
• من أجل أن نرفع كل السياجات التي تعيق دخول الرّب في حياتنا كأفراد وجماعات، ونلمس حضور الله الأبوي في كل شيء. نسألك...
• أعطنا يا رب أن نعيش في هذا الوقت، فرحة الانتظار بقدومك، وأن يكون مولد يوحنا حافزًا لنا في تهيئة قلوبنا لاستقبالك. نسألك...
• من أجل كل النفوس التي يسيطر عليها اليأس والألم، ساعدهم يا رب ليتعلموا من زكريا واليصابات، أن لا شيء مستحيل عندك، لأنك رب الحب والرجاء. نسألك...
الأب افرام كليانا
الفكرة الطقسية:
نحن مدعوون لسماع صوت الرّب، من خلال قراءتنا لعلامات الأزمنة التي يُخاطبنا الرّب بواسطتها، ليُبيِّنَ لنا مشيئته، جاعلاً كل واحد منا صوتًا صارخًا لإعداد طريقه على مثال يوحنا المعمدان.
موعظة الأحد الثالث من البشارة
النص: (لوقا57:1-66) ميلاد يوحنا المعمدان
ولادة يوحنا المعمدان، هي أكثر من ولادة بشرية طبيعية، إنها أولاً وقبل كل شيء تحقيق الوعد لزكريا، فمع صرخة الطفل يوحنا الأولى في عالمنا، كسر صمت زكريا الذي دام تسعة أشهر، انفتح فمه ليمجد الله، بعد أن أدرك أن طرق الله لا يمكن فهمها إلاّ بالرجوع إلى الذات بالصمت والتأمل، وفهم أن الصمت بين الحين والآخر يُعزز قيمة الكلمات.
ميلاد يوحنا هو نقطة انتقال وتحول، من الحديث على المستوى النظري، إلى الواقع المتجسد في حقيقة الحياة، إنه اختراق للعالم الأصم، الذي يركز في اعتباراته المنطقية على محدودية الإنسان على حساب كلمة الله. بل إنه تحطيم لكل الاعتبارات البشرية القديمة المؤسسة على تقاليد بالية عفا عنها الزمن، لأن العالم الجديد بات وشيكًا، إنه واقف على الباب يقرع، بولادة عالم يكون أكثر إنسانية.
إن زكريا واليصابات بعد أن كانا موضع احتقار وازدراء من قبل مجتمعهم، لأنهما لم يكن لهما ولد، أصبحا اليوم موضوع افتخار يتعجب بهما الناس، نفس الناس، في كل أرجاء اليهودية، وسرّ هذا التغيير هو استسلامهم التام لإرادة الله، التي لم يستطع أغلبية الناس على إدراكها، فيوحنا بولادته أعطى لسانًا جديدًا للناس ينطق بقدرة الله الفائقة، فالذي يستطيع أن يؤمن بأن العاقر أصبحت أُمًا، لن يجد صعوبة ليؤمن أيضًا أن العذراء يمكن تصير أُمًا.
صحيح أن يوحنا ولد في بيت زكريا، ولكن رسالة يوحنا تجاوزت عتبة باب بيت زكريا وعشيرته، إنه الصوت الصارخ الذي يُعد طريق الرّب، الذي لا تحده عادات وأعراف وتقاليد، فإعطاءه اسم غريب عن عشيرته هو دلالة واضحة، ورسالة لنا مفادها (لا للانتماء المغلق على ذاته، ونعم لشمولية الرسالة)، المبنية على حنان الله (يوحنا).
نقطة أُخرى نتوقف عندها، هي اللوح الذي كتب عليه زكريا اسم يوحنا، إنه يُذكرنا بلوحيّ الوصايا التي أُعطيت لموسى، لتكون حياةً للشعب، لتهيئته ليدخل أرض الميعاد ويعيش فيها بحسب إرادة الله، وهذه هي أيضًا رسالة يوحنا، أن يهيئ الناس لاستقبال (يسوع) أرض ميعادنا الجديد.
أخوتي المؤمنين، قد ينظر البعض إلينا اليوم نظرة احتقار واستهزاء، كما فعلوا مع زكريا واليصابات، فلنعزي أنفسنا بالنظر إلى فرحتهما، إلى النعمة التي نالوها من الرّب. لقد سلك كلاهما طريقًا يُخالف ما كان سائدًا آنذاك، علينا أن نتعلم بأنه أحيانًا قد نسلك طرقًا لا تنصح بها كتب المكتبات... وهذا ليس خطأ في كل الأحوال، فأحيانًا قد تجهل الكتب أجمل الأماكن. التي تقودنا إليها فقط كلمة الحياة (يسوع).
الطلبات
لنصلي إلى الرب بفرح وابتهاج نطلب قائلين: يا رب ارحمنا
• من أجل أن يكون هذا العيد فرصة تجدد في قناعاتنا ومواقفنا، ونصبح مثل يوحنا المعمدان، رسل سلام ونور ومحبة، في الوسط الذي نعيش فيه. نسألك...
• من أجل أن نرفع كل السياجات التي تعيق دخول الرّب في حياتنا كأفراد وجماعات، ونلمس حضور الله الأبوي في كل شيء. نسألك...
• أعطنا يا رب أن نعيش في هذا الوقت، فرحة الانتظار بقدومك، وأن يكون مولد يوحنا حافزًا لنا في تهيئة قلوبنا لاستقبالك. نسألك...
• من أجل كل النفوس التي يسيطر عليها اليأس والألم، ساعدهم يا رب ليتعلموا من زكريا واليصابات، أن لا شيء مستحيل عندك، لأنك رب الحب والرجاء. نسألك...
الأب افرام كليانا