موسم الأحد الأول من تقديس البيعة
الفكرة الطقسية:
إننا مدعوون اليوم إلى التفكير وبعمق، بالسؤال مَن هو يسوع بالنسبةِ لنا؟ ماذا يعني لنا يسوع؟ ولنحذر في إجابتِنا على هذا التساؤل، فيسوع يريدُنا أن نَخرُجَ من نطاقِ الأوصاف إلى الحقيقة، إذا كان يسوع يعني لنا أمراً ما، فما هو تأثيرُهُ في حياتِنا؟
الأحد الأول من تقديس البيعة
النص: (متى 13:16-19) بطرس يشهد بحقيقة يسوع
"أنت هو المسيح ابن الله الحي"، بهذه الكلمات يُعبر بطرس عن هوية يسوع الحقيقية، وهذا التعبير جاء تتويجًا لكل الأعمال التي قام بها يسوع في حياته، بكلمة أُخرى إن المهمة التي تبناها يسوع في حياته وعلاقاته مع الآخرين جعلت بطرس يعلن هويته، فإذن هناك علاقة صميمية ما بين مهمة (أعمال) الشخص وهويته. وكما يقولون قل لنا ماذا تعمل نقول لك من أنت؟!.
يجري هذا الإعلان عن الهوية المسيحانية في قيصرية فيليبس، وهي أرض (وثنية)، إنها دعوة للتلاميذ للانفتاح على كل الناس مهما كانت انتماءاتهم، تدعوهم إلى معرفة الحقيقة وعيشها. ومسألة البحث عن الحقيقة تتطلب منا أن نتخلص من كل النداءات التي تحاول أن تُبعدنا عنها، فالباحث عن الحقيقة وفي داخله شيء لن يجد الحقيقة بل الشيء، وهذا يتجلى بوضوح في سؤال يسوع الأول للتلاميذ، من هو ابن الإنسان في رأي الناس؟...
تأتي الأجوبة عن هذا السؤال متباينة ومختلفة، يوحنا، إيليا، ارميا، أحد الأنبياء. إن هذه الإجابات هي تعبير عن رأي الشعب بيسوع. وفي إيماننا علينا أن لا نختبئ خلف ما يقوله غيرنا، لأن الإيمان الحقيقي هو علاقة شخصية، فلا تكتفي أبدًا بما يُقال لك عن يسوع، لأن الناس كثيرًا ما تقول ولكن قلمّا تفعل، بل ابحث عنه أنت انطلاقًا مما قيل لك، فليس المهم أن ننقل ما يقوله الناس عن يسوع، بل المهم أن أقول أنا من هو يسوع في حياتي، فليكن ما تسمعه عن يسوع هو البداية فقط، فلا تقف عند البدايات، بل أنت مدعو للانطلاق نحو يسوع الذي هو البداية النهائية. ويسوع لا يطلب منك أن تعرفه بسرعة بل تدريجيًا وببطء، لتتوصل إلى قناعة شخصية للإيمان به، لا عن طريق قناعات الآخرين فحسب.
إن اعتراف بطرس هذا سنسمعه مرة أُخرى، من القائد الوثني عند خشبة الصليب (بالحقيقة كان هذا ابن الله)، أرض وثنية وقائد وثني، إنه الانتصار الذي حققه يسوع ما بين طبيعة الأرض وقسوة الإنسان، من خلال أعمال المحبة، لأنها السلاح الوحيد الذي ينتصر من دون أن يجرح.
كل من يعترف بيسوع كمثل بطرس، سيكون هو الصخرة التي تُبنى عليها الكنيسة، فأنت وأنا ماذا نقول عن يسوع؟... لأن سؤال يسوع يبقى مطروحًا علينا على الدوام، إنه سؤال لا جواب محدد فيه، بل هو عمل مستمر، فأن تعترف بالمسيح هذا ليس كافيًا، لكن أن تعمل بما قال المسيح فذلك هو الأهم، لأنه من خلال أعمالك يرى الناس هوية المسيح الحقيقة.
فملكوت السماوات الذي يدعونا إليه يسوع لا يمكن الدخول إليه ما لم نملك جواز الوفاء والحب، وهذا لن تراه إلاّ في الكنيسة التي أحبها يسوع وأسسها، لتكون علامة للملكوت على الأرض، فلا تنظر إلى الكنيسة نظرة بشرية ضيقة ومحدودة، أو أن تكتفي بما يُقال لك عنها، بل عليك أن تُساهم بأن تجعل منها فعلاً علامة للملكوت في العالم، من خلال نظرتك الإيمانية، فالكنيسة هي ليست مكان فحسب، بل هي موضع اللقاء مع الله، من خلال المقاسمة والمشاركة مع الآخرين، لأن ربنا هو مقاسمة وعطاء (خذوا كلوا هذا هو جسدي). وأنت مدعو لتكون في حياتك المفتاح الذي من خلال لقاء الناس به تُفتح أبوابهم المغلقة، ويُشاركون في حياة الملكوت.
الطلبات
لنرفع صلاتَنا إلى اللهِ أبينا، ونطلب بثقةٍ قائلين: استجب يا رب.
• يا رب، من أجلِ أن نعيشَ تلك الحياة، المملوءة من حضورِكَ الفعّال، فتغدو مواقِفُنا وتصرفاتُنا ترجمةً لهذا الحضور، مواقف مُحِبة وتصرفات بنّاءة، وبهكذا حياة نقولُ لك مَن أنت بالنسبةِ لنا، منك نطلب.
• يا رب، نصلي من أجلِ الكنيسة، كي تبقى دائماً نبعَ فرحٍ وعطاء، لكلِّ إنسان، توقِظُهُ على كلِّ ما يقرِّبُهُ منك، فيتحقق غناهُ الحقيقي، منك نطلب.
• يا رب، من أجلِ عوائلِنا المسيحية، كي تكونَ وبرغمِ كلِّ العراقيلِ والضيقات، كنيسةً بيتية، تعمل على كشفِكَ للآخرين بحياةٍ مؤسسةٍ عليك، منك نطلب.
• يا رب، من أجلِ أن يعي كلٌ منا قيمتَهُ في الكنيسة، فهو الصخرة التي عليها تبني كنيستَكَ، هبنا أن نكونَ تلك الصخرة التي تتثبَّتْ عليها كنيستُكَ، وليس الرمل الذي يتبدد ما أن تَهُبُّ أبسطُ ريحٍ، منك نطلب.
الأب افرام كليانا
الفكرة الطقسية:
إننا مدعوون اليوم إلى التفكير وبعمق، بالسؤال مَن هو يسوع بالنسبةِ لنا؟ ماذا يعني لنا يسوع؟ ولنحذر في إجابتِنا على هذا التساؤل، فيسوع يريدُنا أن نَخرُجَ من نطاقِ الأوصاف إلى الحقيقة، إذا كان يسوع يعني لنا أمراً ما، فما هو تأثيرُهُ في حياتِنا؟
الأحد الأول من تقديس البيعة
النص: (متى 13:16-19) بطرس يشهد بحقيقة يسوع
"أنت هو المسيح ابن الله الحي"، بهذه الكلمات يُعبر بطرس عن هوية يسوع الحقيقية، وهذا التعبير جاء تتويجًا لكل الأعمال التي قام بها يسوع في حياته، بكلمة أُخرى إن المهمة التي تبناها يسوع في حياته وعلاقاته مع الآخرين جعلت بطرس يعلن هويته، فإذن هناك علاقة صميمية ما بين مهمة (أعمال) الشخص وهويته. وكما يقولون قل لنا ماذا تعمل نقول لك من أنت؟!.
يجري هذا الإعلان عن الهوية المسيحانية في قيصرية فيليبس، وهي أرض (وثنية)، إنها دعوة للتلاميذ للانفتاح على كل الناس مهما كانت انتماءاتهم، تدعوهم إلى معرفة الحقيقة وعيشها. ومسألة البحث عن الحقيقة تتطلب منا أن نتخلص من كل النداءات التي تحاول أن تُبعدنا عنها، فالباحث عن الحقيقة وفي داخله شيء لن يجد الحقيقة بل الشيء، وهذا يتجلى بوضوح في سؤال يسوع الأول للتلاميذ، من هو ابن الإنسان في رأي الناس؟...
تأتي الأجوبة عن هذا السؤال متباينة ومختلفة، يوحنا، إيليا، ارميا، أحد الأنبياء. إن هذه الإجابات هي تعبير عن رأي الشعب بيسوع. وفي إيماننا علينا أن لا نختبئ خلف ما يقوله غيرنا، لأن الإيمان الحقيقي هو علاقة شخصية، فلا تكتفي أبدًا بما يُقال لك عن يسوع، لأن الناس كثيرًا ما تقول ولكن قلمّا تفعل، بل ابحث عنه أنت انطلاقًا مما قيل لك، فليس المهم أن ننقل ما يقوله الناس عن يسوع، بل المهم أن أقول أنا من هو يسوع في حياتي، فليكن ما تسمعه عن يسوع هو البداية فقط، فلا تقف عند البدايات، بل أنت مدعو للانطلاق نحو يسوع الذي هو البداية النهائية. ويسوع لا يطلب منك أن تعرفه بسرعة بل تدريجيًا وببطء، لتتوصل إلى قناعة شخصية للإيمان به، لا عن طريق قناعات الآخرين فحسب.
إن اعتراف بطرس هذا سنسمعه مرة أُخرى، من القائد الوثني عند خشبة الصليب (بالحقيقة كان هذا ابن الله)، أرض وثنية وقائد وثني، إنه الانتصار الذي حققه يسوع ما بين طبيعة الأرض وقسوة الإنسان، من خلال أعمال المحبة، لأنها السلاح الوحيد الذي ينتصر من دون أن يجرح.
كل من يعترف بيسوع كمثل بطرس، سيكون هو الصخرة التي تُبنى عليها الكنيسة، فأنت وأنا ماذا نقول عن يسوع؟... لأن سؤال يسوع يبقى مطروحًا علينا على الدوام، إنه سؤال لا جواب محدد فيه، بل هو عمل مستمر، فأن تعترف بالمسيح هذا ليس كافيًا، لكن أن تعمل بما قال المسيح فذلك هو الأهم، لأنه من خلال أعمالك يرى الناس هوية المسيح الحقيقة.
فملكوت السماوات الذي يدعونا إليه يسوع لا يمكن الدخول إليه ما لم نملك جواز الوفاء والحب، وهذا لن تراه إلاّ في الكنيسة التي أحبها يسوع وأسسها، لتكون علامة للملكوت على الأرض، فلا تنظر إلى الكنيسة نظرة بشرية ضيقة ومحدودة، أو أن تكتفي بما يُقال لك عنها، بل عليك أن تُساهم بأن تجعل منها فعلاً علامة للملكوت في العالم، من خلال نظرتك الإيمانية، فالكنيسة هي ليست مكان فحسب، بل هي موضع اللقاء مع الله، من خلال المقاسمة والمشاركة مع الآخرين، لأن ربنا هو مقاسمة وعطاء (خذوا كلوا هذا هو جسدي). وأنت مدعو لتكون في حياتك المفتاح الذي من خلال لقاء الناس به تُفتح أبوابهم المغلقة، ويُشاركون في حياة الملكوت.
الطلبات
لنرفع صلاتَنا إلى اللهِ أبينا، ونطلب بثقةٍ قائلين: استجب يا رب.
• يا رب، من أجلِ أن نعيشَ تلك الحياة، المملوءة من حضورِكَ الفعّال، فتغدو مواقِفُنا وتصرفاتُنا ترجمةً لهذا الحضور، مواقف مُحِبة وتصرفات بنّاءة، وبهكذا حياة نقولُ لك مَن أنت بالنسبةِ لنا، منك نطلب.
• يا رب، نصلي من أجلِ الكنيسة، كي تبقى دائماً نبعَ فرحٍ وعطاء، لكلِّ إنسان، توقِظُهُ على كلِّ ما يقرِّبُهُ منك، فيتحقق غناهُ الحقيقي، منك نطلب.
• يا رب، من أجلِ عوائلِنا المسيحية، كي تكونَ وبرغمِ كلِّ العراقيلِ والضيقات، كنيسةً بيتية، تعمل على كشفِكَ للآخرين بحياةٍ مؤسسةٍ عليك، منك نطلب.
• يا رب، من أجلِ أن يعي كلٌ منا قيمتَهُ في الكنيسة، فهو الصخرة التي عليها تبني كنيستَكَ، هبنا أن نكونَ تلك الصخرة التي تتثبَّتْ عليها كنيستُكَ، وليس الرمل الذي يتبدد ما أن تَهُبُّ أبسطُ ريحٍ، منك نطلب.
الأب افرام كليانا