وداعاً أسطورة الكرة العراقية
عمو بابا .... والاستحقاق
وهوى نجم أسطورة الكرة العراقية شيخ المدربين عمو بابا بعد صراع وكفاح مرير وطويل مع المرض
والاهمال والتجاهل والبعد عن الأهل والأحبة . ولكن رحل كما كان يتمنى ان يموت في وطنه بين ابناء شعبه . والذي أبى ان يتركه وان يبقى فيه الى آخر رمق رغم كل العروض والمغريات التي قدمت له من الخارج ورغم بقاءه وحيدا ً بلا زوجة او ولد ولكنه اختار ذلك بإرادته لأنه أحب وطنه إلى حد لايمكن لاي انسان تخيله وهذا الشيء يعرفه كل العراقيين الطيبيبن المحبين والمتابعين لاخبار الراحل شيخ المدربين عمو بابا .
لقد كان عمو بابا حقا ًابن العراق المخلص الوفي وأحد القليلين في هذا الزمان الذي نجد فيه كل هذا الاخلاص رغم كل ما مر به من ظروف صعبة وصلت الى حد تجاهله ونبذه من قبل الذين عمل من اجلهم ورفعهم الى الشأن الاعلى في البلد ولكن تجاهلوه كأنه آفه او علة عليهم ورغم ذلك بقي الملايين يحبوه رغم انهم لم يعرفوه معرفة شخصية ولكن إنجازاته الكروية العظيمة هي التي جعلتهم يجلوه ويحترموه ويقدروه الى ابعد حدود .
ورغم شهرته الواسعة وأعماله العظيمة للكرة العراقية ورغم ما كان يعنيه اسم عمو بابا الكبير إلا إنه لم ينل فرصته كشخصية رياضية لها وزنها وثقلها المؤثر في الساحة الرياضية وهذه الشخصية التي لها موقفها المتميز في الرياضة العراقية لوجود المحسوبيات والتكتلات حزبية كانت ام طائفية .رغم ما يجب ان تكون الرياضة بعيدة عن ذلك إلا إنه الوضع المرير في العراق مع الاسف .ً
وحرم عمو بابا من ابسط الأشياء التي يستحقها وهو العلاج في إحدى المستشفيات في الخارج لوجود الإمكانات العلاجية فيها ليعود إلى أبناءه الصغار في المدارس الكروية التي أسسها في العراق وبقيت هذه الحصرة في قلبه إلى رحيله رحمه الله .
اليوم في ظل الرعايا الكبيرة لأي لاعب في أي دولة كانت نجد أن اللاعب يجد كل مايحتاجه من وسائل الراحة وتأمين لحياته حتى مماته ومن بعده لأبناءه رغم وجود من لايستحق ذلك لأنه لايصل حتى إلى 10% ماوصل إليه عمو بابا الأسطورة ولكن مع الأسف لم يحصل هذا الشيء معه وهذا هو الواقع .
ولكن رغم كل ماحصل له ورغم ماعاشه من معانات وألم وحصرة ومجافاه من الكثيرين في الوسط الرياضي العراقي إلا ان صبره كان في محبيه من الناس البسطاء والأطفال الصغار الذين احتضنهم من الشوارع ليدخلهم مدارس كروية خاصة ليهيئ لهم التدريب والإرشاد الصحيح وليكونوا النواة المستقبلية للكرة العراقية.
لم يرحل شيخ المدربين العراقيين عمو بابا بل سيبقى في الذاكرة خالدا ً إلى الأبد ولن تنمحي صورته من ذاكرة الزمن ولن تنسى إنجازاته العظيمة رغم كل شيء .
وآن الأوان للمسؤولين عن الرياضة وحتى المسؤولين السياسيين في العراق ان ينصفوا هذا الرجل العظيم بعد مماته ليكفروا عن ذنبهم في حياته لأنه يستحق وبكل فخر أي شيء يعمل له ليخلد ذكره إلى الأبد وتردد الأجيال اسمه ويكون من الخالدين كالقادة العظام .
وابسط هذا التكريم ان يكون هناك نصب تذكاري له في ابرز الأماكن الرياضية التي عمل فيها إلا هو ملعب الشعب الدولي في بغداد وان تنظم بطولة كروية باسمه .
نتكلم وعسى من يسمعنا .
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمة الله على شيخ المدربين الأسطورة عمو بابا
الراحة الأبدية أعطه يارب ونورك الدائم يشرق عليه
مهند عمانوئيل بشي / سوريا
28-5-2009