الذكرى ال60 لتأسيس حلف شمالي الاطلسي الناتو

في الذكرى الستين لتأسيس حلف شمالي الاطلسي الناتو، بدأت الوفود الرسمية بالتوافد الى مدينتي ستراسبورغ الفرنسية المطلة على نهر الراين وكيل الالمانية قرب الحدود الالمانية- الفرنسية المشتركة حيث سيعقد المؤتمر على مدى يومين. وستركز مناقشات قادة الحلف صباح السبت على التحديات الاستراتيجية الجديدة التي سيترتب على الحلف التكيف معها ومنها الحرب ضد الارهاب،والحرب الالكترونية، وامن امدادات الطاقة، وعواقب التغييرات المناخية وايضا علاقات الحلف المتقلبة مع شريكه الروسي الصعب.
وقبيل انطلاق اعمال القمة السبت، حرص الرئيس الاميركي باراك اوباما عقب لقائه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية،حرص على توجيه سلسلة رسائل تتضمن تصوره للعلاقات المستقبلية بين ضفتي الاطلسي،وسبل مواجهة الارهاب، وقال اوباما ان على اوروبا الا تتوقع من الولايات المتحدة تحمل عبء خوض المعركة ضد الارهاب لوحدها، وان التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة لاوروبا اخطر من تهديده للولايات المتحدة بسبب قرب القواعد الخلفية للتنظيم في افغانستان وباكستان من القارة العجوز. واضاف اوباما ان استراتيجية واشنطن الجديدة في شبه القارة الهندية لها عنصر عسكري وهذه مشكلة مشتركة مع الاوروبيين،وتتطلب جهدا مشتركا، قائلا انه يريد ان تتمتع اوروبا بقدرات عسكرية معززة داخل حلف شمال الاطلسي.
وفي الشؤون الدولية الساخنة، دعا الرئيس الاميركي كوريا الشمالية الى وقف الاستعدادات لاطلاق صاروخها الاستفزازي، مشددا على ان هذه التجربة الصاروخية تمارس ضغطا كبيرا جدا على المحادثات السداسية بشأن نزع الاسلحة النووية الكورية الشمالية.
وفي الملف الايراني، قال اوباما انه يجب عدم السماح لايران بتطوير اسلحة نووية، لان العالم لا يستطيع تحمل سباق نووي في الشرق الاوسط.
ومن ستراسبورغ انتقل الرئيس الاميركي الى مدينة بادن- بادن الالمانية، حيث يقام مساء الجمعة حفل العشاء الرسمي لقادة الحلف، والتقى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وعقد معها مؤتمرا صحافيا مشتركا اشار فيه الى انه لا يتوقع ان تضطر قوات الاطلسي الى دخول باكستان،داعيا الحلفاء الى تقديم المزيد من الجهد لمساعدة اسلام اباد على استئصال الملاذات الامنة للمتطرفين. بينما توقعت ميركل تعيين امين عام جديد لحلف شمال الاطلسي مساء اليوم.
الاستعدادات لعقد قمة الناتو تزامنت مع تظاهرات في ستراسبورغ حيث استخدمت الشرطة الفرنسية مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وزحف أعضاء ما يعرف باسم جيش المهرجين على أيديهم وأرجلهم في الشارع وهم يرددون الهتافات المناهضة للناتو. وفي مدينة بادن بادن الالمانية سار نحو خمسمئة الى ثمانمئة متظاهر من دعاة السلام المناهضين للحلف الاطلسي والعولمة العسكرة والرأسمالية وسط اجراءات امنية مشددة هاتفين , لا للحلف الاطلسي.

تقرير ريتشارد زاخر