دَيـــر ماريـــا آيـــش
تقرير / رافــد الحـِـسن
وسط أحراش غابة كرويسلينك الواقعة في ضاحية بلانيك جنوب ميونخ توجد كنيسة قديمة صغيرة تسمى بكنيسة الرحمة
تختفي هذه الكنيسة تحت ظلال أشجار البلوط و الزيزفون الكثيفة وبجانب هذه الكنيسة توجد كنيسة أخرى حديثة و ديــر صغير تابع للرهبنة الأغسطينية
كانت هذه الكنيسة منذ ما يقارب 260 سنة ولا زالت الى يومنا هذا مزاراً و محجّـاً مهما ً للمؤمنيــن من جميع أنحاء المانيا و تحديدا ً من مقاطعة الباير التي مركزها ميونخ
ما هي قصة دير ماريا آيش ؟
في سنــ1710ــة قام أخوان إثنان من ابناء الحدادين يملكان أيقونة جميلة * وثمينة جداً للسيدة العذراء مريـــم تصوّر الايقونة العذراء و بحضنها الطفل يسوع المسيح (له كل المجد) و إكراماً للسيدة العذراء قاما بتثبيت هذه الايقونة على شجرة بلوط وسط الغابة المحيطة بقريتهم ، وبعد ذلك نــُسيت هذه الأيقونة لأكثر من عشرين سنة ، في سـنــ1733ــة كانت فتاة مشلولة الساقين يستحيل شفاؤها قد سمعت بوجود هذه الايقونة ، و أيماناً منها بشفاعة العذراء مريم قررت البحث عن هذه الايقونة للصلاة و طلب الرحمة
الايقونة
و على الرغم من عجزها على السير إلا انها استغنت عن مساعدة الآخرين ، و ذهبت للبحث بنفسها عن شجرة البلوط مشياً على الرُكــَب ، وبعد جُـهد كاد ان يودي بحياتها وجدت الشجرة ولاحظت بأن الشجرة قد نمى جذعها و التف حول الايقونة كأنه يحتظنها ليحميها من التآكل بفعل الزمن ، بذهول و خشوع انحنت الفتاة المشلولة برأسها الى الارض واجهشت بالبكاء فرحاً ببلوغها الهدف و المشهد الذي شاهدته ، ركعت و اخذت تصلي و تطلب المساعدة و الشفاء من ام الرحمة.. أخذها الوقت وهي تصلي و تطلب القوة و العون ، لم ترغب بترك المكان إلا انها شعرت بقوة غريبة تدعوها للنهوض و العودة الى والديها ، و من دون شعور نهضت على ساقيها المشلولتان و بدأت بالسير تجاه المنزل و عندما وصلت للقرية ذهبت مباشرة ًالى صديقة لها ، مريضة ايضا ً بمرض عضال لا يمكن شفاءها منه ، قالت لها اذهبي الى ذلك المكان و صلي للرب ،إطلبي الرحمة و الشفاء فـإذا كنتِ صادقة بإيمانك فسوف لا تخذلكِ العذراء بشفاعتها ، و بالفعل ذهبت الصديقة الى شجرة البلوط و إبتهلت للرب بإيمان صادق أن يعينها عل تحمّــل مرضها و يساعد والديها لما يعانيان في رعايتها و علاجها .. لم تطلب الشفاء لنفسها لانها أعتقدت بأنها لا تستحقه ، ولكن رحمة الرب لا حدود لها ، فـشــُـفيَـت في الحال من مرضها، فذهبت راكضة الى القرية، و مع صديقتها أخبرتا الناس جميعا بما حصل ، فتوجّهت انظار رجال الكنيسة و الناس نحو الموقع ، و فكــّـر والد أحدى الفتاتين أن افضل شكر يقدمه للرب هو ببناء كنيسة في موضع الشجرة التي تحمل الايقونة ، دفع هو كامل التكاليف و نقل الايقونة من الشجرة و وضعها داخل الكنيسة الصغيرة، وهي الآن ضمن الهيكل الرئيسي
مذبح الكنيسة من الداخل
المذبح و هيكل الكنيسة
رسم على سقف الكنيسة
تمثال للسيدة العذراء و الطفل يسوع المسيح ـ له المجد ـ خارج الكنيسة
في ســنـــ1954ـــة بنى الرهبان بأنفسهم الدير خلف الكنيسة و في ســنــ1966ـــة تم بناء كنيسة أخرى أكبر ليتسع للعدد المتزايد من الزوار على مدار السنة
دير للرهبان ، تم بناءه خلف الكنيسة
الكنيسة الحالية هي نفس الكنيسة التي بناها والد الفتاة عدا كونها رُممت عدة مرات للصيانة ، أما الشجرة فأصبحت ملاصقة لجدار الكنيسة و بعد التوسيعات أصبحت الآن داخل المكتبة و أحيطت بعوازل زجاجية للحفاظ عليها و يمكن للزائر مشاهدتها عند دخوله المكتبة مباشرة
شجرة البلوط التي احتضت الايقونة و التي جرت عندها معجزة الشفاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. الأيقونة * : هي تعريب لكلمة يونانية تعني صورة أو شبه مثال, تصنع وفق أساليب معيّنة و بالنظر لاعتبارات لاهوتية محددة, بالتزامن مع صلاة الرسام أو النحات أثناء عملهم أيضا, لكي تخدم أغراض العبادة و ترتقي بحياة الناظر إليها من الأمور الأرضية للروحية
تقرير / رافــد الحـِـسن
وسط أحراش غابة كرويسلينك الواقعة في ضاحية بلانيك جنوب ميونخ توجد كنيسة قديمة صغيرة تسمى بكنيسة الرحمة
تختفي هذه الكنيسة تحت ظلال أشجار البلوط و الزيزفون الكثيفة وبجانب هذه الكنيسة توجد كنيسة أخرى حديثة و ديــر صغير تابع للرهبنة الأغسطينية
كانت هذه الكنيسة منذ ما يقارب 260 سنة ولا زالت الى يومنا هذا مزاراً و محجّـاً مهما ً للمؤمنيــن من جميع أنحاء المانيا و تحديدا ً من مقاطعة الباير التي مركزها ميونخ
ما هي قصة دير ماريا آيش ؟
في سنــ1710ــة قام أخوان إثنان من ابناء الحدادين يملكان أيقونة جميلة * وثمينة جداً للسيدة العذراء مريـــم تصوّر الايقونة العذراء و بحضنها الطفل يسوع المسيح (له كل المجد) و إكراماً للسيدة العذراء قاما بتثبيت هذه الايقونة على شجرة بلوط وسط الغابة المحيطة بقريتهم ، وبعد ذلك نــُسيت هذه الأيقونة لأكثر من عشرين سنة ، في سـنــ1733ــة كانت فتاة مشلولة الساقين يستحيل شفاؤها قد سمعت بوجود هذه الايقونة ، و أيماناً منها بشفاعة العذراء مريم قررت البحث عن هذه الايقونة للصلاة و طلب الرحمة
الايقونة
و على الرغم من عجزها على السير إلا انها استغنت عن مساعدة الآخرين ، و ذهبت للبحث بنفسها عن شجرة البلوط مشياً على الرُكــَب ، وبعد جُـهد كاد ان يودي بحياتها وجدت الشجرة ولاحظت بأن الشجرة قد نمى جذعها و التف حول الايقونة كأنه يحتظنها ليحميها من التآكل بفعل الزمن ، بذهول و خشوع انحنت الفتاة المشلولة برأسها الى الارض واجهشت بالبكاء فرحاً ببلوغها الهدف و المشهد الذي شاهدته ، ركعت و اخذت تصلي و تطلب المساعدة و الشفاء من ام الرحمة.. أخذها الوقت وهي تصلي و تطلب القوة و العون ، لم ترغب بترك المكان إلا انها شعرت بقوة غريبة تدعوها للنهوض و العودة الى والديها ، و من دون شعور نهضت على ساقيها المشلولتان و بدأت بالسير تجاه المنزل و عندما وصلت للقرية ذهبت مباشرة ًالى صديقة لها ، مريضة ايضا ً بمرض عضال لا يمكن شفاءها منه ، قالت لها اذهبي الى ذلك المكان و صلي للرب ،إطلبي الرحمة و الشفاء فـإذا كنتِ صادقة بإيمانك فسوف لا تخذلكِ العذراء بشفاعتها ، و بالفعل ذهبت الصديقة الى شجرة البلوط و إبتهلت للرب بإيمان صادق أن يعينها عل تحمّــل مرضها و يساعد والديها لما يعانيان في رعايتها و علاجها .. لم تطلب الشفاء لنفسها لانها أعتقدت بأنها لا تستحقه ، ولكن رحمة الرب لا حدود لها ، فـشــُـفيَـت في الحال من مرضها، فذهبت راكضة الى القرية، و مع صديقتها أخبرتا الناس جميعا بما حصل ، فتوجّهت انظار رجال الكنيسة و الناس نحو الموقع ، و فكــّـر والد أحدى الفتاتين أن افضل شكر يقدمه للرب هو ببناء كنيسة في موضع الشجرة التي تحمل الايقونة ، دفع هو كامل التكاليف و نقل الايقونة من الشجرة و وضعها داخل الكنيسة الصغيرة، وهي الآن ضمن الهيكل الرئيسي
مذبح الكنيسة من الداخل
المذبح و هيكل الكنيسة
رسم على سقف الكنيسة
تمثال للسيدة العذراء و الطفل يسوع المسيح ـ له المجد ـ خارج الكنيسة
في ســنـــ1954ـــة بنى الرهبان بأنفسهم الدير خلف الكنيسة و في ســنــ1966ـــة تم بناء كنيسة أخرى أكبر ليتسع للعدد المتزايد من الزوار على مدار السنة
دير للرهبان ، تم بناءه خلف الكنيسة
الكنيسة الحالية هي نفس الكنيسة التي بناها والد الفتاة عدا كونها رُممت عدة مرات للصيانة ، أما الشجرة فأصبحت ملاصقة لجدار الكنيسة و بعد التوسيعات أصبحت الآن داخل المكتبة و أحيطت بعوازل زجاجية للحفاظ عليها و يمكن للزائر مشاهدتها عند دخوله المكتبة مباشرة
شجرة البلوط التي احتضت الايقونة و التي جرت عندها معجزة الشفاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. الأيقونة * : هي تعريب لكلمة يونانية تعني صورة أو شبه مثال, تصنع وفق أساليب معيّنة و بالنظر لاعتبارات لاهوتية محددة, بالتزامن مع صلاة الرسام أو النحات أثناء عملهم أيضا, لكي تخدم أغراض العبادة و ترتقي بحياة الناظر إليها من الأمور الأرضية للروحية