عامين على مؤتمر عينكاوة وعلى تأسيس المجلس ألشعبي الكلداني السرياني ألاشوري
أن ولادة مؤتمر عينكاوة الذي تمخض عنه ألاقرار الجماعي بأتفاق الاعضاء المشاركين فيه ألى ضرورة تأسيس مجلس شعبي يسعى الى أحتضان كافة مكونات شعبنا بأقسامه الثلاثة لتوحيد كلمته وقراره ألسياسي وتثبيت كلمته مثل سر الميرون المقدس في دستوري بلدنا، بدلاً من الانقسامات وهدر جهود وطاقات أبناء شعبنا في صراع سياسي انفرادي لم يستطيع فرض صوته وقوة تأثيره على مراجع الدولة العراقية والكتل الكبيرة.
ولم يستطيع شعبنا حتى يومنا هذا من التأثير على المحافل الدولية رغم شهدائه وتضحياته وتحالفاته السابقة ودخوله كقوة عسكرية كبيرة في حربين دولية أنهكته، أنطلاقاً من شعبنا بمصداقيته في الوعود التي قطعها لهم حلفائهم بتأسيس دولتهم..
ولم يستطيع شعبنا حتى الان التأثير على تلك القوى مجتمعة داخلياً ودولياً لتبني حقوقه وأخذ ثأرهم من أشقاءهم الاكبر في الوطن.
ولكون أخواننا الاكبر من العناد والشكيمة الى درجة كبيرة حيث انه لم يلينهم ويغير مواقفهم أوضاع اخوانهم الاصغر بعد ان أستشهد الاب وهربت الام من الدار الى دول العالم كله والجوار تبحث عن هويتها المسلوبة في أروقة البرلمانات العالمية.. ألتي لاتعمل سوى ان تهز رأسها مستمعة لخطابنا ألسياسي والذي يليه بعد فترة خطاب سياسي لجهة اخرى من ممثلي شعبنا في نفس المنبر العالمي ليهز مستمعهم رأسه مرة أخرى متناغماً مع خطابهم ويودعهم مرة اخرى بضحكة صفراء على هذا الشعب الذي كثر قياديه.. فأستبد الكبار في استغلال الصغار وعبوديتهم..
ولكن نسى الاخوة الكبار من انهم لابد أن يشيخوا يوماً والصغار لابد أن يكبروا يوماً... وهنا لن يكون امامنا سوى ان ندحرجهم من قمة الجبل الى أسفله مثلما كان يعمل أجدادنا القدامى في التخلص من أباءهم وشيوخهم الغير منتجين والذين كانوا يصبحون عالة وثقل عليهم...
ولكن بما أن الامور مازالت حتى ألان بيد الاخوة الاكبر ومازال في استطاعتهم تغيير الصورة المستقبلية، من خلال العدل والانصاف بين أفراد عائلتهم.. فيعاملوا البنت مثلما يعاملو الابن وينصفوها ويكون لها حق في الميراث والحقوق مثل الولد.. ويحكموا بالعدل بينهم في كل الحقوق والواجبات.. وهذا عينهُ ما يحدث الان ولايطبق بين الكتل الكبيرة ( الاخوة الكبار) والكتل الصغيرة ( ألاخوة الصغار)... فهل سنقلب هذه السياسة ونضمن أرضية لترعرع الصغار...
لذلك ومن خلال وجودي في مؤتمر عينكاوة وعضويتي في المجلس في العامين المنصرمين.. ومن خلال زيارتي الاخيرة لمكاتب المجلس في دهوك وعينكاوة وبغداد ضمن وفد التضامن العراقي الاوروبي العالمي، وجدت انه كان هناك ضرورة لولادة المجلس... لتلبية أحتياجات هامة وضرورية لابناء شعبنا بأطرافه الثلاثة...
ولكن حيث أن المجلس وولادته ليس بالبعيد عن البيئة التي تسيطر على الاجواء في العراق في وقت تختلط فيه كل الاوراق، وتحاول قوة داخلية وخارجية ان يكون لها اليد الطولى في كافة تشكيلات قوميات مجتمعنا العراقي، لآبتلاع العراق، فتمد تلك القوى يديها وارجلها الاخطبوطية في كافة احزاب ومؤسسات شعبنا،
فيجب ان لانستبعد ان يكون هناك تأثيرات واجندة شخصية وخاصة وحزبية ومؤسساتية أستغلت دار المجلس المفتوح للجميع للعمل الجماعي، وتحاول تلك القوى ألتأثير في عمل المجلس وتحيده عن أهدافه ومحاولة السيطرة عليه...
ان في مجمل العملية السياسية في العراق الان هناك أداة أساسية تسيطر على التعامل في العلاقات العراقية مع بعضها البعض. فالشك والنظرة بين الاحزاب لبعضها البعض بنظرة التوجز وبنظرة ألغريم والند.. وليس نظرة الشريك والداعم والساند واليد الاخرى الممدودة لرفع التركة الثقيلة والسير قدماً سويةً.
أن ألخلافات بين الاحزاب الكبيرة والاحزاب الصغيرة من كافة القوميات المتأخية قبل ولادة المجلس لايمكن تجييرها لحساب المجلس.. او أن المجلس وتأسيسه هو سبب لتلك الخلافات...
لأن ولادة المجلس أتت لملئ ذلك الفراغ الذي تركته تلك الخلافات وأنقسام الاحزاب وعدم أقرارها ببعضها البعض وتناحرها المستمر الذي أنهك شعبنا وادى الى ان يفقد شعبنا المصداقية من أن تلك الاحزاب ستكون قادرة على رفع التركة الثقيلة لشعبنا.
وأن ولادة المجلس ماهو الا تكملة لما بدأه كافة أبناء شعبنا في كافة الاحزاب وليس بمعزل عنه.. ويسير الطريق سوية مع أحزاب شعبنا... ولم يأتي المجلس ليكون بديلاً عن أحزاب شعبنا. بل ليدعم عملها ونضالها ويسندها. ولذلك أقر مؤتمر عينكاوة تخصيص 10 مقاعد لاحزاب شعبنا... وللامانة ألتاريخية أن هذا المقترح كان قد صدر مني شخصياً.. ووضحت ضرورة ذلك بمداخلة.. وتبنى المؤتمر المقترح... ولكن اثبتت التجربة اليوم أن بعض أحزاب شعبنا لم تسطيع حتى اليوم الارتقاء الى مستوى المسؤولية الجماعية والادبية في العمل.. وأستغلت تواجدها للاطلاع على المعلومات وتجييرها لصالحها.. أن مسألة العمل الجماعي تحتاج ألى مستوى عالي من الاقرار بالاخر.. والتنازل عن الانا الشمولية التي تقر بالمعرفة والصحة فقط لنفسها.. وأن شعار العمل الجماعي ليس شعار طنان.. يصعب على من لايؤمن بالاخر تطبيقه في ممارسة الديمقراطية والعمل الجماعي... وها أن ألايام تثبت مرة اخرى أنه بدون تفعيل الجماهير وتوعيتها وزجها في العملية الشعبية للمطالبة بحقوقنا.. وبدون أن يكون لكل فرد من أبناء شعبنا مهمة لن نستطيع أن نرتقي بنضالنا ومطالبتنا بحقوقنا الى مستوى شعاراتنا وأنظمتنا الداخلية وبرامج أحزابنا وخططنا.. وها أن الايام تثبت صحة ذلك.. فأين أصبح شعبنا.. وكم بقي منه في وطننا.. وها هو يبدأ مرة اخرى انتشاره ربما ألعاشر او العشرين في دول الجوار وتتقاسم الدول الكبرى مرة أخرى حصة لابأس بها من تركات أمبراطورياتنا الكلدانية والاشورية المتهالكة...
وماخلفه الارهاب والقتل والتهجير وتشويه للبناء الجغرافي واماكن تواجد أبناء شعبنا التاريخية في عموم وطننا العراق من بصمات تركت أثرها على أبناء شعبنا وسوف لن تنمحي بسهولة وأزالتها مرة أخرى سيتطلب العمل المثابر والحثيث لرفع الغبن وأعادة الامور الى ماكانت عليه فقط قبل 3 ـ 5 سنوات، وهناك أمور أخرى أندثرت ولايمكن اصلاحها واعادتها الى ما كانت.. كفقداننا للكثير من بيوتنا ومحلاتنا ومصالحنا وأعمالنا وأراضينا وقرانا التاريخية في عموم العراق.. وهجرة أبناء شعبنا المثقلين.. الذين الكثير منهم لم يكن حتى ليجرأ وله رغبة في الالتفاته الى الوراء والقاء نظرة الوداع الاخيرة على أرض جذوره وهو يغادر العراق الى ما لا نهاية.. لما يشعر بالالم الذي أصابه في الصميم...