هل تغامر إدارة جورج بوش وتفتح «أبواب الجحيم» من إيران؟

وتتمتّع إيران بنقاط قوة عديدة منها حجمها الديموغرافي ومخزونها النفطي

واشنطن ـ «المشاهد السياسي»

في أي سيناريو لضربة أميركية لإيران، يمكن للجيش الأميركي إطلاق نار هائل، لكن طهران يمكنها أن تردّ من خلال ضرب القوّات الأميركية في العراق، وتهديد إمدادات النفط الحيوية للاقتصاد العالمي.

وأي محاولات لضرب المنشآت النوويّة الإيرانية ستشكّل مهمّة عسكرية سهلة بالنسبة إلى القوّات الأميركية، لكن الجزء الصعب في المهمّة يكمن في ما سيحدث بعد ذلك، والذي يمكن أن يفتح أبواب الجحيم.

وتتّهم القوى الغربية إيران بأنها تسعى إلى صنع قنابل نوويّة، في حين تؤكد طهران أن برنامجها النووي لا يهدف الى سوى توليد الكهرباء، وأن ذلك سيمكّنها من تصدير كمّيات أكبر من النفط والغاز.

وأشار مسؤول إيراني سابق على صلة بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، الى أن طهران ستردّ من خلال استخدام حلفائها في المنطقة، لنقل المعركة الى أماكن أخرى في الشرق الأوسط.

وقال: «إذا أرادوا اللعب معنا، أعتقد أنه يمكننا تحويل العراق بطرق عدة الى ساحة معارك مشتعلة».

ومع تسارع الأحداث الأمنيّة في الشرق الأوسط وربط أمن العراق بالسلام في فلسطين المحتلة، تسعى إيران إلى تحقيق خرق في ملفّها النووي يرتبط بالحصول على اعتراف دولي بمكانتها كلاعب إقليمي.

ونشطت الديبلوماسية الإيرانية مع دول عربية صديقة، في وقت أكّدت فيه طهران أنها الدولة الوحيدة في المنطقة القادرة على التصدّي لإسرائيل عسكرياً، مبرهنة ذلك عبر تحريكها حليفها في لبنان «حزب الله» في تموز (يوليو) الماضي.

ولم تخفِ السعودية قلقها من تصاعد نفوذ الغالبية الشيعية الحليفة لإيران في العراق منذ إطاحة صدّام حسين في العام ٢٠٠٣.

وتتمتّع إيران بنقاط قوّة عدة منها حجمها الديموغرافي الذي يصل الى ٦٩ مليون مواطن، ومخزونها النفطي الذي يضعها في المرتبة الثانية عالمياً بين الدول المنتجة للبترول في المنطقة، وموقعها الاستراتيجي الذي يتقاطع مع العالم العربي غرباً والآسيوي شرقاً ومجال النفوذ الروسي شمالاً.

ويبدي خبراء أمنيّون آراء مختلفة حيال قوّة الجيش الإيراني، في حال حدوث مواجهة مع الولايات المتحدة، والتي يعتقد أنها ربما تتضمّن حملة جوية أميركية، وليس غزواً تنفّذه قوّات بريّة.

وما زال الجيش الخاضع لحظر على الأسلحة تفرضه واشنطن، يعتمد جزئياً على المقاتلات والمعدّات الثقيلة التي تمّ شراؤها قبل الثورة الإسلامية في العام ١٩٧٩، التي أطاحت الشاه الذي كان مدعوماً من الولايات المتحدة، إضافة الى معدّات منتجة محلّيّاً، الى جانب واردات من روسيا ودول أخرى.

والزعماء الإيرانيون واثقون من أن أي حملة قصف جوي أميركية لن تهدد قبضتهم على السلطة. فلم يسبق أن أسفرت قط حملة قصف جوي عن إطاحة حكومة، ولا سيما في بلد مثل هذا لا معارضة منظّمة فيه.

وتزايدت ثقة إيران في الوقت الذي كانت ترقب فيه فشل أميركا في السيطرة على العراق، على رغم التفوّق العسكري الهائل.

وتؤكّد إيران أنها تملك صواريخ يمكن أن تضرب إسرائيل وغيرها من الأسلحة الحديثة، وأن الغرب سيندم إذا ما شن أي هجوم، محذّرة من «مستنقع أعمق من العراق».

وربما تكون مثل هذه التصريحات مبالغاً فيها وتهدف الى الاستهلاك المحلّي، ولكن بعض المحلّلين يقولون إن إيران يمكن أن تردّ على سبيل المثال من خلال استخدام القوارب السريعة، في شن هجمات كرّ وفرّ على غرار حرب العصابات على منشآت شحن النفط.

ويحذّر بعض الخبراء من أن إيران، التي تتّهمها الولايات المتحدة بأنها وراء هجمات نفّذتها ميليشيات شيعية على المصالح الأميركية في بيروت في الثمانينيات، يمكن أن تلجأ أيضاً الى أساليبها القديمة.