لسان حال اللاجئين ... متى نكون مستقرين
حائرين مفكرين لايعرفون ماهو المصير وذلك هو حال اللاجئين المتشتتين في بقاع الارض متأملين الاستقرار في اي بقعة فيها الأمان والعيش بأطمئنان وسلام .
كل يوم تخرج عليهم مختلف الاخبار مرة سيستقرون في احدى الدول الاوربية ومرة في احدى الولايات الامريكية ومرة اخرى سيعودون الى وطنهم وديارهم مجبرين او مخيرين بعد ادعائات توفير الأمن والعيش الكريم .
والكل يسأل الى متى نبقى هكذا راحلين مشتتين دائمي التفكير والقلق والعمر يمضي والبعض لم يبقى له من العمر إلا القليل ( صحيح ان الاعمار بيد الله ) ولكن من اليأس هكذا اصبح البعض شاعرين .
تخرج الاخباربالتطمين ويستبشر الجميع بالخير والفرح انهم سيحصلون على توطين في احدى الدول وبعد مدة يأتي خبر يكذب الاول وتخيب الآمال وهكذا هو الحال .
والاجئين اصبحوا كالكرة في ملعب الاخبار .
يبقى ان تآخذ مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بعين الاعتبار والرحمة والشعوربمسؤوليتها تجاه اللاجئين .
ببهدلة الحال والظروف التي يعيشها اللاجئين والمرارة والاسى التي باتوا فيها وليعرف اللاجئين ماهو مصيرهم ولو بعد حين وان لايكون حالهم فقط على وقف الانتظار والتطمين بدون وجود دليل محسوس او ملموس .
وليتخذ الاجيء قراره اما الانتظار وبعدها الاستقرار او يشد الرحال عائدا الى وطنه بواقع الحال وان يرضى بما كتب عليه من مصير .
بدل ان يبقى يتحمل الضيم والهوان ومرارة الاغتراب وجلوسه بلا عمل ولاأمل بعد ان خسر كل مذخراته ومقتنياته وكل ماكان يملكه في بلده متأملاً خيرا في هجرته .
الكثير من اللاجئين لم يعد يملك مايسد جوعه ويروي عطشه لان كل مكان لديه نفذ مع بقاءه بدون عمل ولم تعد المساعدات التي يتلقاها من اقرباءه واصدقاءه ومعارفه في الخارج تكفيه حتى مع بعض المعونات الغذائية من الامم المتحدة بسبب غلاء الاسعار في كل مكان وبدء ينهار مع الايام .
كفى المتاجرة بقضية اللاجئين لتحقيق المآرب الشخصية او الفئوية والنظر بكل جدية وحزم الى المعانات وليبدء من الآن التفكير بالاستقرار والاستيطان لامن اجل الكبار بل من اجل الاطفال الذين بدئوا يكبرون وهم مهجرون لايعرفون اين هم مستقرون لكي يتجانسوا مع المجتمع الجديد وليبدئوا حياتهم ويحققوا طموحاتهم وفق المتغيرات وينعموا حال كل الاطفال بالأمن والأمان والأستقرار .
نقول ونقول أرحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ايها الذين جعلتم قضية المهجرين كشماعة تعلقون عليها اخطائكم او عكازة تتكأون بها في سيركم نحو اهداف الدفينة التي لايعلمها الا الله .
كفى ان ننشر الاوهام ايها المسؤولون الكبار ونقول ان البلد لايمكن ان يعمر الابعودة المهجرين . ونقول الايكفى من كانوا في الوطن باقين ويعانون من البطالة والعيش الكريم هل بالتصريحات الرنانة والابواق الاعلامية تستطيعون ان تجعلوا الامور في الوطن بأحسن حال وكل يوم نسمع عن القتل والدمار والحواجز تزيد في كل مكان لتقطع الاوصال بين الارحام وانتم جالسين في ذات المكان المحصن في المنطقة الخضراء .
ان كان حقا ً ماتقولون حطموا الجدران واجعلوا الوطن كله ساحة وواحة ً خضراء واخرجوا بلا حماية وقابلوا الناس وعيشوا بينهم .ساعتها نعرف انه تحقق الامن واصبح بلدنا ينعم بالأمان ونرجع بختيارنا لابأوامر من لايعرف معانات الناس وظروفهم فقط يسمع ولايرى او يرى ويغض النظر ويعكس الحقيقة لتظهر في الاعلام بأجمل الالوان .
لايوجد اي انسان في العالم يحب ان يهاجر او يترك وطنه الذي ولد وترعرع فيه( وهو حق شرعي له ) وفيه ذكرياته وقبر ابائه واجداده الا اذا كان مكرها ً ومرغما ً ( لان كرامة الانسان في وطنه وبين اهله ) ولكن ماذا يفعل من كانت السكين على رقبته ورقبه ابنائه ماذا يفعل حين يشعر انه غريب في وطنه والغريب اصبح ابن الدار وماذا سيقول لابناءه اذا كان له حياة باقية حين تتنتزع منه كرامته .
حين نطلب ان نرجع المهجرين يجب ان نزيل الاسباب التي جعلتهم يهاجرون ومن ثم هم يدركون بذاتهم هذه الحقيقة ويعودوا مخيرين وليس مجبرين .
وقبل ان نطلب من المهجرين في خارج الوطن ان يعودوا لنجعل من المهجرين في داخل الوطن اولا ان يعودوا مطمئنين الى ديارهم .
كفى سامحكم الله المتاجرة بقضية اللاجئين ودعوهم سائرين في طريقهم حتى يكون لكم ولهم الرب معين .
مهند عمانوئيل بشي
30 -7 -2008