فؤاد يوسف قزانجي
الجيران
يتبع
الجيران
خلال القرون الميلادية الثلاث الأولى كانت هناك ثلاث أو أربعة ممالك رافدينية سكانها في معظمهم آراميين و هنالك أقوام فارسية وعبرانية وعربية تختلط معهم. ظهرت هذه الممالك قبل الميلاد بقرن أو أكثر وهي ميشان التي نشأت جنوب شرقي العراق وامتدت الى الخليج العربي حتى مدينة العمارة الحالية.
قامت تحت ظل الدولة السلوقية الاغريقية ثم حطرا ( الحضر ) التي برزت في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد و حدياب و سنكارا ( سنجار ) اللتين ظهرتا في القرن الأول للميلاد . و يعود سبب ظهور هذه الممالك العراقية لارتباط ثقافة أبناء الرافدين بجذور الحضارات التي نشأت في وادي دجلة و الفرات و هي الحضارات السومرية و البابلية و الآشورية التي تناوبت في العراق القديم و هي تمثل نوعاً من التحدي الحضاري و الاجتماعي لأبناء الرافدين بعد سقوط آخر إمبراطورية بابلية - كلدانية عام 539 ق. م .
و كذلك زوال مملكة القطر البحري البابلية - الآرامية . عندما حلت المسيحية و بدأ نشاطها في القرن الثاني للميلاد في بلاد الرافدين وجدت وسطاً آرامياً ملائماً حيث أن اللغة السريانية كانت قد انبثقت من اللغة الآرامية ، كما أن الآراميين في ذلك الزمن كانوا قد اختلطوا بأقوام مختلفة فكانوا قليلي الاهتمام بآلهتهم القديمة ولاسيما أن هذه الممالك نشأت تحت ظل السيطرة الفارسية على بلاد الرافدين. تقول الأخبار السريانية أن مار ماري كان هدى الناس بالمسيحية في ميشان و سائر كور دجلة و فارس و كشكر و أهل الراذانيين ثم توجه الى مدينة سلوقية بجانب طيسفون ، و هناك أسس مار ماري أول كنيسة مسيحية في قرية كوخي حيث كان هناك اكواخ لأكرة ماردنشاه رئيس طيسفون ، و لما شفى مار ماري ابنته استوهبها له .
كما أن مار ادي هو أحد تلاميذ المسيح كان قد انحدر الى مملكة حدياب الآرامية و استطاع أن يهدي بعضاً من أهالي اربيل الى المسيحية و أكد ذلك المؤرخ الشهير يوسابيوس القيصري : " أن كنائس مقاطعة ما بين النهرين و مدنها وافقت هي أيضا على القرار الذي اتخذته الكنائس الغربية في (سوريا) بشأن الاحتفال بعيد الفصح يوم الأحد " و كان ذلك في عهد البابا فكتور ( 189 - 199م) و هذا يدل على أن كنيسة بلاد الرافدين إن لها أهمية و رأي يؤخذ به في نحو نهاية القرن الثاني . و قد ساعد على انتشار المسيحية في البلاد أن الفرس الساسانيين كانوا عند انتصاراتهم على المدن البيزنطية الرئيسة مثل نصيبين و الرها و إنطاكيا يسبون عدداً من أهاليها و يختارون أحيانا ذوي المهن و الحرف .
و قد بنيت مدن لهذا الغرض واحدة قرب طيسفون (رومية أو ماحوزا) و الآخرى قرب اربيل ( ماحوزا) و الثالثة و هي مدينة جنديشابور التي سماها السريان (بيت لافاط) أي دار الإحزان لأنهم اقتلعوا من أرضهم و جاءوا الى منطقة ميشان (الاحواز) . و في سنة 410 اصدر الملك يزدجرد الأول مرسوم الحرية حينها ظلت المسيحية تنتشر بهدوء في العراق تحت ظل الحكم الساساني الفارسي ، و لكن الأمر لم يكن كذلك في القرن الرابع إذ باهتداء الإمبراطورية الرومانية (البيزنطية) على يد ملكها قسطنطين الكبير و إصدار مرسوم ميلانو سنة 313 الذي أعلن فيه السماح لجميع الديانات بالعبادة و بضمنها المسيحية .
حيث بدأ رؤساء المجوس و اليهود الذي كانوا موجودين في طيسفون و مدينة حازا في منطقة حدياب يحرضون الملوك الساسانين للقضاء على إتباع الديانة المسيحية في العراق و ميشان بحجة معاونة البيزنطيين أعداء الفرس . و تدريجيا تصاعدت حملة الاعتقالات و زادت الضرائب على المسيحيين ولاسيما في منطقة بيت كرماي و مدينة كرخ بيث سلوخ (كركوك) و كذلك في منطقة حدياب ، ثم بدأ الاضطهاد الكاسح الذي سمي بالاضطهاد الأربعيني الذي دام بين الأعوام 339 - 379 حيث تم قتل الكثير من رجال الدين و هدم عشرات الكنائس و الأديرة حتى بلغ عدد الشهداء (16000 ) نفس تقريبا . هدأت صورة الاضطهاد في عهد الملك اردشير الثاني 379 - 382 و الملوك الذين جاؤوا بعده لأنهم كانوا ضعفاء فرغبوا بالسلام و عقد الاتفاقيات الاقتصادية مع البيزنطيين .
و من أشهر المجامع الأولى للكنيسة كان مجمع (ساليق) سلوقية و ذلك في عام 410 حيث أجتمع نحو أربعين أسقفا أو رئيس أساقفة من جميع إنحاء العراق و منطقة ميشان و سوريا و فلسطين بأشراف رئيس الأساقفة لكنيسة بلاد الرافدين (اسحق) و كذلك كان معه مار ماروثا . و في هذا المجمع تم تشريع واحد و عشرين قانونا كنسياً ، وجدد تعين الأساقفة في المقاطعات الكبرى في العراق التي تنشط فيها الكنيسة مثل مقاطعات كرماي و حدياب و بيت كرماي و بيت ارماي (ميشان) . و ظلت الكنيسة الشرقية في العراق و الاحواز موحدة حتى ظهور الأسقف نسطورس أو نسطور الذي اختلف مع الكنيسة في أفكاره الفلسفية .
و استغل الحكم الفارسي هذا الخلاف و شجع نسطورس و إتباعه الذين قدموا الى العراق من سوريا البيزنطية على نشر المذهب النسطوري في العراق ، و أضطر كثير من المسيحيين القبول به بدون أن يفهم البعض فلسفته خوفاً من الفرس ، و من اجل العيش بسلام ، بينما أنقسم المسيحيون في سوريا و فلسطين و مصر الى مذهبين المذهب الأرثوذكسي و إتباعه سموا باليعاقبة و المذهب الملكي من المؤيدين للسلطة البيزنطية و إتباعها سموا بالخلقيدونيين.
و بين القرن الثاني و القرن السابع للميلاد نمت في العراق ثقافة سريانية متعددة الأوجه ، و أن كان فكرها يعتمد على الديانة المسيحية لكن بجانب اتساع الكتابات الدينية نشأت علوم و آداب مسيحية جديدة و توسعت مجالات الفلسفة و الطب و الصيدلة و العمارة بالإضافة الى تعليم اللغتين السريانية و اليونانية حيث كانت المسيحية قد تبنت اللغة المحكية أو العامية الآرامية باسم اللغة السريانية منذ القرن الثاني للميلاد و ظل معظم العراقيين يتكلمون بها حتى الوقت الحاضر خاصة الطائفتين الكلدانية و الآشورية .
و عندما حل القرن السابع اتسعت المدارس الموجودة في الأديرة حتى بلغت ( 50 ) مدرسة كما ذكر الباحث ايشوعدناح ، مطران البصرة في القرن التاسع للميلاد و كانت مدرسة دير قنى ( قرب العزيزية ) في العراق قد اشتهرت في تدريس الفلسفة على يد أبو بشر ، متى بن يونس و إبراهيم المروزي و إبراهيم قويري الذي قدم من مدرسة إنطاكيا . و كان من بين تلامذتهم يحيى بن عدي التكريتي و أبو نصر ، محمد الفارابي و غيرهما.
عندما بنيت بغداد و انتقلت إليها الخلافة العباسية ، شجع الخلفاء الأولين حركة التأليف و الترجمة فبدأ العلماء و الأطباء و المثقفين السريان يتوافدون على بغداد للمساهمة في هذه الحركة العلمية التي بدأت تزدهر في عهد الرشيد حينما أقيمت أكاديمية بيت الحكمة في عام 800م تقريباً (212 هـ ) . و برز عدد من العلماء و الأطباء و الفقهاء السريان الذين كانوا من أصول آرامية و عربية و كلدية و آشورية حيث اسهموا منذ نهاية القرن السابع و حتى القرن العاشر في الحركة العلمية و الحضارية العربية .
و قد أحصى ابن النديم عدد المساهمين في حركة الترجمة العربية فظهر أن معظم هؤلاء كانوا من الصفوة المتعلمة من السريان و معهم عدد من أهل حران ذوي الأصول البابلية - الكلدية الذين يطلق عليهم (الصابئة) أن الانقسامات التي جرت في القرن الخامس للميلاد بين المسيحيين في الهلال الخصيب و مصر ، تزايدت بعد عهد الإصلاح الديني في أوروبا بين القرنين الخامس عشر و السادس عشر .
أما مبدأ التعددية في المسيحية قد يعود الى أن يسوع المسيح لم يترك وصايا محددة بقوانين و نظاما كنسياً جاهزاً ، أما المبادئ التي تركها لنا في الإنجيل فقد فسرها تلاميذ المسيح و أشاروا الى أنها موحدة في كنيسة واحدة هي كنيسة الرسول بطرس .
و قد استمرت كنيسة العراق بين نساطرة و أرثوذكس حتى القرن الخامس عشر حيث انظم ثلاثة من مطارنة النساطرة الى الكنيسة الكاثوليكية و اختير ( سولاقا) ليصبح بطريركا للكلدان . من هنا تأسست الطائفة الكلدانية الكاثوليكية التي تمثل حالياً غالبية المسيحيين في العراق و التي لا تزال تحافظ على لغتها السريانية بلهجتها ( السورث) حتى الوقت الحاضر و معها تراث مستمر من إخبار الكنيسة المشرقية في العراق و كثير من التآليف الدينية المخطوطة و كتب التاريخ القديمة التي حفظت في الأديرة التي لم تصل إليها التعديات المختلفة خلال القرون الماضية . أما دخول الكثلكة بين صفوف الكنيسة السريانية فقد تم في غضون القرن الثامن عشر على يد الإباء الدومنيكان الذين قدموا الى الموصل عام 1749 . أما العاملان الرئيسان اللذان لهما الآثر الكبير في دخول الكثلكة الى الموصل و العراق عامة فهما:
-1العامل الثقافي : كان جهود الإباء الدومنيكان كبير في حقل الثقافة السريانية ، فقد انشؤوا أول مطبعة في الموصل و ربما في العراق أيضا ، و طبعوا الكتاب المقدس بلغتين العربية و السريانية و هاتان الطبعتان وحيدتنا في تاريخ العراق حتى مفتتح القرن العشرين كما ترجموا كتباً دينية و قصصاً عن الفرنسية و ألفوا كتباً مدرسية باللغتين العربية و الفرنسية لتعليم الفرنسية كلغة ثانية ، كما أقاموا معهداً في عام 1875 باسم معهد يوحنا الحبيب و صار القسيس منذ ذلك الحين عليه أن يتعلم الديانة و اللاهوت و تاريخ الكنيسة و اللغات الأجنبية إضافة الى اللغتين العربية و السريانية ، و ظل قائماً في ظل الكنيسة الكلدانية حتى تأسيس كلية بابل للاهوت في بداية التسعينيات من القرن الماضي . و صار على القسيس أن يحصل على ثقافة بمستوى البكالوريوس على الأقل.
-2العامل السياسي - الاجتماعي : أن تأثير فرنسا الدبلوماسي في العهد العثماني قد ساعد مهمة الإباء الدومنيكان من دون شك في تطوير الثقافة المسيحية في الموصل حيث انشؤوا مدرسة ابتدائية و ثم مدرسة ثانوية استمرت حتى بداية استقلال العراق عام 1921 عندما أقيمت مدارس حكومية في جميع إنحاء العراق . و كانت الدولة العراقية الفتية في عهد الملك الحكيم فيصل الأول دولة متنورة أعطت الحرية للأديان السماوية و منها الديانة المسيحية فتعددت مدارسها و كنائسها و تعززت أديرتها فتخلص المسيحيون لأول مرة منذ قرون عديدة من إثقال الجزية و نظام الضرائب و الإتاوة العثماني التي كانت تفرض عليهم كان المسيحيون في عهد الاستقلال الوطني الذي بدأ في عام 1920 قد قدرت نفوسهم بـ 5% من عدد سكان العراق الذين كانوا يبلغون خمسة ملايين نسمة ، بعد أن كان المسيحيون في القرن السابع للميلاد حوالي نصف سكان العراق .
و قد أعطت الحكومة لهم المجال في انتخاب خمسة نواب من بين مائة نائب لمجلس النواب الجديد . كما استوزر عدد منهم منذ الوزارة النقيبية الأولى عام 1920 و عهد لبعضهم وظائف حسب قابلياتهم و كانوا في الحقيقة صفوة من المتعلمين و المثقفين الذين تخرجوا في معظمهم عن المدرسة الثانوية للإباء الدومنيكان في الموصل و بعضهم تخرج من كليات تركية و أوربية كما سنرى . و قد صنف الباحث المتميز في تاريخ العراق المعاصر الدكتور سيار الجميل ، الخريجين العراقيين إثناء الحكم الملكي حسب مرجعيات و على النحو التالي:
العامل السياسي - الاجتماعي : أن تأثير فرنسا الدبلوماسي في العهد العثماني قد ساعد مهمة الإباء الدومنيكان من دون شك في تطوير الثقافة المسيحية في الموصل حيث انشؤوا مدرسة ابتدائية و ثم مدرسة ثانوية استمرت حتى بداية استقلال العراق عام 1921 عندما أقيمت مدارس حكومية في جميع إنحاء العراق .
و كانت الدولة العراقية الفتية في عهد الملك الحكيم فيصل الأول دولة متنورة أعطت الحرية للأديان السماوية و منها الديانة المسيحية فتعددت مدارسها و كنائسها و تعززت أديرتها فتخلص المسيحيون لأول مرة منذ قرون عديدة من إثقال الجزية و نظام الضرائب و الإتاوة العثماني التي كانت تفرض عليهم كان المسيحيون في عهد الاستقلال الوطني الذي بدأ في عام 1920 قد قدرت نفوسهم بـ 5% من عدد سكان العراق الذين كانوا يبلغون خمسة ملايين نسمة ، بعد أن كان المسيحيون في القرن السابع للميلاد نحو نصف سكان العراق .
و قد أعطت الحكومة لهم المجال في انتخاب خمسة نواب من بين مائة نائب لمجلس النواب الجديد . كما استوزر عدد منهم منذ الوزارة النقيبية الأولى عام 1920 و عهد لبعضهم وظائف حسب قابلياتهم و كانوا في الحقيقة صفوة من المتعلمين و المثقفين الذين تخرجوا في معظمهم عن المدرسة الثانوية للإباء الدومنيكان في الموصل و بعضهم تخرج من كليات تركية و أوروبية كما سنرى . و قد صنف الباحث المتميز في تاريخ العراق المعاصر الدكتور سيار الجميل ، الخريجين العراقيين إثناء الحكم الملكي حسب مرجعيات و على النحو التالي:
1-المرجعية التقليدية - الكلاسيكية : و هم صفوة المثقفين العراقيين الكلاسيكيين و التقليدين أمثال محمود شكري الالوسي و سليمان الجليلي و عبد المحسن الكاظمي .... الخ و سمى بعض المسيحيين في هذا الاتجاه أمثال المطران سليمان صائغ صاحب كتاب (تاريخ الموصل) بثلاثة أجزاء و كتب آخرى ، و رزوق غنام صاحب جريدة العراق الذي كان عربياً قومياً متحمساً و وزير المالية المخضرم يوسف رزق الله غنيمة صاحب كتاب (الحيرة المملكة العربية) و داود صليوة الصحفي الذي اصدر جريدة بابل عام 1909.
-2مرجعية اسطنبول المدنية : و قد تنوعت ثقافة هذه النخبة بتعدد الاختصاصات و تباين اساليب التكوين المعرفي العثماني .
و كانت ممارسة عناصرها على نحو إصلاحي يتجه نحو التحديث من بينهم فهمي المدرس و عبد العزيز القصاب و محمود فهمي درويش و غيرهم ، و من المسيحيين يونان عبو اليونان .
إما مدرسة الحقوق العراقية التي تأسست في عام 1908 فقد كانت من أوائل كليات الحقوق في الوطن العربي و تخرج منها عدد من المثقفين و الشخصيات العراقية من بينهم رشيد عالي الكيلاني و عباس العزاوي و كاظم الدجيلي و أحمد حامد الصراف و من المسيحيين أنطوان شماس المحامي و جورج جورجي و روفائيل بطي الأديب و الصحافي و لعله أول وزير للأعلام في العراق في حكومة فاضل الجمالي عام 1956 و صاحب جريدة البلاد الذائعة الصيت.
-3المرجعيات الغربية : أي أولئك الذين درسوا في أوروبا أو درسوا في كليات أو جامعات أمريكية في الشرق الأوسط ، و هي مجموعة من المتعلمين ذات اختصاصات مختلفة اسهمت في إضافة خبرات عالية للعراقيين و من المسيحيين أمثال الدكتور حنا خياط أول وزير للصحة في العراق في الوزارة النقيبية الثانية و كان في الوزارة الأولى وزيراً بلا وزارة و ذلك في عام 1920 و الأب انستاس ماري كرملي أحد علماء اللغة العربية و صاحب أول مجلة أدبية راقية في العراق (لغة العرب) و كان العثمانيون قد اعتقلوه و نفوه و أغلقت مجلته لفترة من الزمن بسبب سياسة مجلته القومية العربية ، أما الدكتور متي عقراوي فقد أصبح أول رئيس لجامعة بغداد في بداية تأسيسها عام 1959 ، و المطران اغناطيوس افرام برصوم مؤلف كتاب اللؤلوء المنثور في الآداب السريانية عام 1946 . و اعتمد قسم آخر من النخبة على الثقافة الأمريكية . فمن ابرز من الذين تخرجوا من جامعات أمريكية من المسيحيين عبد المسيح وزير الذي تخرج من الجامعة الأمريكية في تركيا الذي عين مترجماً في وزارة الدفاع العراقية و يعود إليه الفضل الى ترجمة الرتب العسكرية الى العربية لأول مرة في الوطن العربي و كذلك ترجمة الصنوف و الأسلحة التي كانت مسمياتها تركية . و كذلك كامل قزانجي الذي تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت في موضوع الاقتصاد السياسي و عند قدومه تعين قنصلاً بالسلك الدبلوماسي ثم بعد سنة واحدة فصل لاتجاهاته الماركسية و أصبح مدرسا للاقتصاد في مدرسة ثانوية في كربلاء أو النجف لفترة وجيزة ثم دخل كلية الحقوق و أصبح محامياً و عضوا بارزا في الحزب الوطني الديمقراطي و كتب عدة مقالات في جريدة الأهالي و ألف و ترجم عدة كتب عن الاتحاد السوفيتي ثم أعتقل و نفي الى تركيا و بعد ثورة 14 تموز عاد و اغتيل بعد عام في الموصل .
قامت تحت ظل الدولة السلوقية الاغريقية ثم حطرا ( الحضر ) التي برزت في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد و حدياب و سنكارا ( سنجار ) اللتين ظهرتا في القرن الأول للميلاد . و يعود سبب ظهور هذه الممالك العراقية لارتباط ثقافة أبناء الرافدين بجذور الحضارات التي نشأت في وادي دجلة و الفرات و هي الحضارات السومرية و البابلية و الآشورية التي تناوبت في العراق القديم و هي تمثل نوعاً من التحدي الحضاري و الاجتماعي لأبناء الرافدين بعد سقوط آخر إمبراطورية بابلية - كلدانية عام 539 ق. م .
و كذلك زوال مملكة القطر البحري البابلية - الآرامية . عندما حلت المسيحية و بدأ نشاطها في القرن الثاني للميلاد في بلاد الرافدين وجدت وسطاً آرامياً ملائماً حيث أن اللغة السريانية كانت قد انبثقت من اللغة الآرامية ، كما أن الآراميين في ذلك الزمن كانوا قد اختلطوا بأقوام مختلفة فكانوا قليلي الاهتمام بآلهتهم القديمة ولاسيما أن هذه الممالك نشأت تحت ظل السيطرة الفارسية على بلاد الرافدين. تقول الأخبار السريانية أن مار ماري كان هدى الناس بالمسيحية في ميشان و سائر كور دجلة و فارس و كشكر و أهل الراذانيين ثم توجه الى مدينة سلوقية بجانب طيسفون ، و هناك أسس مار ماري أول كنيسة مسيحية في قرية كوخي حيث كان هناك اكواخ لأكرة ماردنشاه رئيس طيسفون ، و لما شفى مار ماري ابنته استوهبها له .
كما أن مار ادي هو أحد تلاميذ المسيح كان قد انحدر الى مملكة حدياب الآرامية و استطاع أن يهدي بعضاً من أهالي اربيل الى المسيحية و أكد ذلك المؤرخ الشهير يوسابيوس القيصري : " أن كنائس مقاطعة ما بين النهرين و مدنها وافقت هي أيضا على القرار الذي اتخذته الكنائس الغربية في (سوريا) بشأن الاحتفال بعيد الفصح يوم الأحد " و كان ذلك في عهد البابا فكتور ( 189 - 199م) و هذا يدل على أن كنيسة بلاد الرافدين إن لها أهمية و رأي يؤخذ به في نحو نهاية القرن الثاني . و قد ساعد على انتشار المسيحية في البلاد أن الفرس الساسانيين كانوا عند انتصاراتهم على المدن البيزنطية الرئيسة مثل نصيبين و الرها و إنطاكيا يسبون عدداً من أهاليها و يختارون أحيانا ذوي المهن و الحرف .
و قد بنيت مدن لهذا الغرض واحدة قرب طيسفون (رومية أو ماحوزا) و الآخرى قرب اربيل ( ماحوزا) و الثالثة و هي مدينة جنديشابور التي سماها السريان (بيت لافاط) أي دار الإحزان لأنهم اقتلعوا من أرضهم و جاءوا الى منطقة ميشان (الاحواز) . و في سنة 410 اصدر الملك يزدجرد الأول مرسوم الحرية حينها ظلت المسيحية تنتشر بهدوء في العراق تحت ظل الحكم الساساني الفارسي ، و لكن الأمر لم يكن كذلك في القرن الرابع إذ باهتداء الإمبراطورية الرومانية (البيزنطية) على يد ملكها قسطنطين الكبير و إصدار مرسوم ميلانو سنة 313 الذي أعلن فيه السماح لجميع الديانات بالعبادة و بضمنها المسيحية .
حيث بدأ رؤساء المجوس و اليهود الذي كانوا موجودين في طيسفون و مدينة حازا في منطقة حدياب يحرضون الملوك الساسانين للقضاء على إتباع الديانة المسيحية في العراق و ميشان بحجة معاونة البيزنطيين أعداء الفرس . و تدريجيا تصاعدت حملة الاعتقالات و زادت الضرائب على المسيحيين ولاسيما في منطقة بيت كرماي و مدينة كرخ بيث سلوخ (كركوك) و كذلك في منطقة حدياب ، ثم بدأ الاضطهاد الكاسح الذي سمي بالاضطهاد الأربعيني الذي دام بين الأعوام 339 - 379 حيث تم قتل الكثير من رجال الدين و هدم عشرات الكنائس و الأديرة حتى بلغ عدد الشهداء (16000 ) نفس تقريبا . هدأت صورة الاضطهاد في عهد الملك اردشير الثاني 379 - 382 و الملوك الذين جاؤوا بعده لأنهم كانوا ضعفاء فرغبوا بالسلام و عقد الاتفاقيات الاقتصادية مع البيزنطيين .
و من أشهر المجامع الأولى للكنيسة كان مجمع (ساليق) سلوقية و ذلك في عام 410 حيث أجتمع نحو أربعين أسقفا أو رئيس أساقفة من جميع إنحاء العراق و منطقة ميشان و سوريا و فلسطين بأشراف رئيس الأساقفة لكنيسة بلاد الرافدين (اسحق) و كذلك كان معه مار ماروثا . و في هذا المجمع تم تشريع واحد و عشرين قانونا كنسياً ، وجدد تعين الأساقفة في المقاطعات الكبرى في العراق التي تنشط فيها الكنيسة مثل مقاطعات كرماي و حدياب و بيت كرماي و بيت ارماي (ميشان) . و ظلت الكنيسة الشرقية في العراق و الاحواز موحدة حتى ظهور الأسقف نسطورس أو نسطور الذي اختلف مع الكنيسة في أفكاره الفلسفية .
و استغل الحكم الفارسي هذا الخلاف و شجع نسطورس و إتباعه الذين قدموا الى العراق من سوريا البيزنطية على نشر المذهب النسطوري في العراق ، و أضطر كثير من المسيحيين القبول به بدون أن يفهم البعض فلسفته خوفاً من الفرس ، و من اجل العيش بسلام ، بينما أنقسم المسيحيون في سوريا و فلسطين و مصر الى مذهبين المذهب الأرثوذكسي و إتباعه سموا باليعاقبة و المذهب الملكي من المؤيدين للسلطة البيزنطية و إتباعها سموا بالخلقيدونيين.
و بين القرن الثاني و القرن السابع للميلاد نمت في العراق ثقافة سريانية متعددة الأوجه ، و أن كان فكرها يعتمد على الديانة المسيحية لكن بجانب اتساع الكتابات الدينية نشأت علوم و آداب مسيحية جديدة و توسعت مجالات الفلسفة و الطب و الصيدلة و العمارة بالإضافة الى تعليم اللغتين السريانية و اليونانية حيث كانت المسيحية قد تبنت اللغة المحكية أو العامية الآرامية باسم اللغة السريانية منذ القرن الثاني للميلاد و ظل معظم العراقيين يتكلمون بها حتى الوقت الحاضر خاصة الطائفتين الكلدانية و الآشورية .
و عندما حل القرن السابع اتسعت المدارس الموجودة في الأديرة حتى بلغت ( 50 ) مدرسة كما ذكر الباحث ايشوعدناح ، مطران البصرة في القرن التاسع للميلاد و كانت مدرسة دير قنى ( قرب العزيزية ) في العراق قد اشتهرت في تدريس الفلسفة على يد أبو بشر ، متى بن يونس و إبراهيم المروزي و إبراهيم قويري الذي قدم من مدرسة إنطاكيا . و كان من بين تلامذتهم يحيى بن عدي التكريتي و أبو نصر ، محمد الفارابي و غيرهما.
عندما بنيت بغداد و انتقلت إليها الخلافة العباسية ، شجع الخلفاء الأولين حركة التأليف و الترجمة فبدأ العلماء و الأطباء و المثقفين السريان يتوافدون على بغداد للمساهمة في هذه الحركة العلمية التي بدأت تزدهر في عهد الرشيد حينما أقيمت أكاديمية بيت الحكمة في عام 800م تقريباً (212 هـ ) . و برز عدد من العلماء و الأطباء و الفقهاء السريان الذين كانوا من أصول آرامية و عربية و كلدية و آشورية حيث اسهموا منذ نهاية القرن السابع و حتى القرن العاشر في الحركة العلمية و الحضارية العربية .
و قد أحصى ابن النديم عدد المساهمين في حركة الترجمة العربية فظهر أن معظم هؤلاء كانوا من الصفوة المتعلمة من السريان و معهم عدد من أهل حران ذوي الأصول البابلية - الكلدية الذين يطلق عليهم (الصابئة) أن الانقسامات التي جرت في القرن الخامس للميلاد بين المسيحيين في الهلال الخصيب و مصر ، تزايدت بعد عهد الإصلاح الديني في أوروبا بين القرنين الخامس عشر و السادس عشر .
أما مبدأ التعددية في المسيحية قد يعود الى أن يسوع المسيح لم يترك وصايا محددة بقوانين و نظاما كنسياً جاهزاً ، أما المبادئ التي تركها لنا في الإنجيل فقد فسرها تلاميذ المسيح و أشاروا الى أنها موحدة في كنيسة واحدة هي كنيسة الرسول بطرس .
و قد استمرت كنيسة العراق بين نساطرة و أرثوذكس حتى القرن الخامس عشر حيث انظم ثلاثة من مطارنة النساطرة الى الكنيسة الكاثوليكية و اختير ( سولاقا) ليصبح بطريركا للكلدان . من هنا تأسست الطائفة الكلدانية الكاثوليكية التي تمثل حالياً غالبية المسيحيين في العراق و التي لا تزال تحافظ على لغتها السريانية بلهجتها ( السورث) حتى الوقت الحاضر و معها تراث مستمر من إخبار الكنيسة المشرقية في العراق و كثير من التآليف الدينية المخطوطة و كتب التاريخ القديمة التي حفظت في الأديرة التي لم تصل إليها التعديات المختلفة خلال القرون الماضية . أما دخول الكثلكة بين صفوف الكنيسة السريانية فقد تم في غضون القرن الثامن عشر على يد الإباء الدومنيكان الذين قدموا الى الموصل عام 1749 . أما العاملان الرئيسان اللذان لهما الآثر الكبير في دخول الكثلكة الى الموصل و العراق عامة فهما:
-1العامل الثقافي : كان جهود الإباء الدومنيكان كبير في حقل الثقافة السريانية ، فقد انشؤوا أول مطبعة في الموصل و ربما في العراق أيضا ، و طبعوا الكتاب المقدس بلغتين العربية و السريانية و هاتان الطبعتان وحيدتنا في تاريخ العراق حتى مفتتح القرن العشرين كما ترجموا كتباً دينية و قصصاً عن الفرنسية و ألفوا كتباً مدرسية باللغتين العربية و الفرنسية لتعليم الفرنسية كلغة ثانية ، كما أقاموا معهداً في عام 1875 باسم معهد يوحنا الحبيب و صار القسيس منذ ذلك الحين عليه أن يتعلم الديانة و اللاهوت و تاريخ الكنيسة و اللغات الأجنبية إضافة الى اللغتين العربية و السريانية ، و ظل قائماً في ظل الكنيسة الكلدانية حتى تأسيس كلية بابل للاهوت في بداية التسعينيات من القرن الماضي . و صار على القسيس أن يحصل على ثقافة بمستوى البكالوريوس على الأقل.
-2العامل السياسي - الاجتماعي : أن تأثير فرنسا الدبلوماسي في العهد العثماني قد ساعد مهمة الإباء الدومنيكان من دون شك في تطوير الثقافة المسيحية في الموصل حيث انشؤوا مدرسة ابتدائية و ثم مدرسة ثانوية استمرت حتى بداية استقلال العراق عام 1921 عندما أقيمت مدارس حكومية في جميع إنحاء العراق . و كانت الدولة العراقية الفتية في عهد الملك الحكيم فيصل الأول دولة متنورة أعطت الحرية للأديان السماوية و منها الديانة المسيحية فتعددت مدارسها و كنائسها و تعززت أديرتها فتخلص المسيحيون لأول مرة منذ قرون عديدة من إثقال الجزية و نظام الضرائب و الإتاوة العثماني التي كانت تفرض عليهم كان المسيحيون في عهد الاستقلال الوطني الذي بدأ في عام 1920 قد قدرت نفوسهم بـ 5% من عدد سكان العراق الذين كانوا يبلغون خمسة ملايين نسمة ، بعد أن كان المسيحيون في القرن السابع للميلاد حوالي نصف سكان العراق .
و قد أعطت الحكومة لهم المجال في انتخاب خمسة نواب من بين مائة نائب لمجلس النواب الجديد . كما استوزر عدد منهم منذ الوزارة النقيبية الأولى عام 1920 و عهد لبعضهم وظائف حسب قابلياتهم و كانوا في الحقيقة صفوة من المتعلمين و المثقفين الذين تخرجوا في معظمهم عن المدرسة الثانوية للإباء الدومنيكان في الموصل و بعضهم تخرج من كليات تركية و أوربية كما سنرى . و قد صنف الباحث المتميز في تاريخ العراق المعاصر الدكتور سيار الجميل ، الخريجين العراقيين إثناء الحكم الملكي حسب مرجعيات و على النحو التالي:
العامل السياسي - الاجتماعي : أن تأثير فرنسا الدبلوماسي في العهد العثماني قد ساعد مهمة الإباء الدومنيكان من دون شك في تطوير الثقافة المسيحية في الموصل حيث انشؤوا مدرسة ابتدائية و ثم مدرسة ثانوية استمرت حتى بداية استقلال العراق عام 1921 عندما أقيمت مدارس حكومية في جميع إنحاء العراق .
و كانت الدولة العراقية الفتية في عهد الملك الحكيم فيصل الأول دولة متنورة أعطت الحرية للأديان السماوية و منها الديانة المسيحية فتعددت مدارسها و كنائسها و تعززت أديرتها فتخلص المسيحيون لأول مرة منذ قرون عديدة من إثقال الجزية و نظام الضرائب و الإتاوة العثماني التي كانت تفرض عليهم كان المسيحيون في عهد الاستقلال الوطني الذي بدأ في عام 1920 قد قدرت نفوسهم بـ 5% من عدد سكان العراق الذين كانوا يبلغون خمسة ملايين نسمة ، بعد أن كان المسيحيون في القرن السابع للميلاد نحو نصف سكان العراق .
و قد أعطت الحكومة لهم المجال في انتخاب خمسة نواب من بين مائة نائب لمجلس النواب الجديد . كما استوزر عدد منهم منذ الوزارة النقيبية الأولى عام 1920 و عهد لبعضهم وظائف حسب قابلياتهم و كانوا في الحقيقة صفوة من المتعلمين و المثقفين الذين تخرجوا في معظمهم عن المدرسة الثانوية للإباء الدومنيكان في الموصل و بعضهم تخرج من كليات تركية و أوروبية كما سنرى . و قد صنف الباحث المتميز في تاريخ العراق المعاصر الدكتور سيار الجميل ، الخريجين العراقيين إثناء الحكم الملكي حسب مرجعيات و على النحو التالي:
1-المرجعية التقليدية - الكلاسيكية : و هم صفوة المثقفين العراقيين الكلاسيكيين و التقليدين أمثال محمود شكري الالوسي و سليمان الجليلي و عبد المحسن الكاظمي .... الخ و سمى بعض المسيحيين في هذا الاتجاه أمثال المطران سليمان صائغ صاحب كتاب (تاريخ الموصل) بثلاثة أجزاء و كتب آخرى ، و رزوق غنام صاحب جريدة العراق الذي كان عربياً قومياً متحمساً و وزير المالية المخضرم يوسف رزق الله غنيمة صاحب كتاب (الحيرة المملكة العربية) و داود صليوة الصحفي الذي اصدر جريدة بابل عام 1909.
-2مرجعية اسطنبول المدنية : و قد تنوعت ثقافة هذه النخبة بتعدد الاختصاصات و تباين اساليب التكوين المعرفي العثماني .
و كانت ممارسة عناصرها على نحو إصلاحي يتجه نحو التحديث من بينهم فهمي المدرس و عبد العزيز القصاب و محمود فهمي درويش و غيرهم ، و من المسيحيين يونان عبو اليونان .
إما مدرسة الحقوق العراقية التي تأسست في عام 1908 فقد كانت من أوائل كليات الحقوق في الوطن العربي و تخرج منها عدد من المثقفين و الشخصيات العراقية من بينهم رشيد عالي الكيلاني و عباس العزاوي و كاظم الدجيلي و أحمد حامد الصراف و من المسيحيين أنطوان شماس المحامي و جورج جورجي و روفائيل بطي الأديب و الصحافي و لعله أول وزير للأعلام في العراق في حكومة فاضل الجمالي عام 1956 و صاحب جريدة البلاد الذائعة الصيت.
-3المرجعيات الغربية : أي أولئك الذين درسوا في أوروبا أو درسوا في كليات أو جامعات أمريكية في الشرق الأوسط ، و هي مجموعة من المتعلمين ذات اختصاصات مختلفة اسهمت في إضافة خبرات عالية للعراقيين و من المسيحيين أمثال الدكتور حنا خياط أول وزير للصحة في العراق في الوزارة النقيبية الثانية و كان في الوزارة الأولى وزيراً بلا وزارة و ذلك في عام 1920 و الأب انستاس ماري كرملي أحد علماء اللغة العربية و صاحب أول مجلة أدبية راقية في العراق (لغة العرب) و كان العثمانيون قد اعتقلوه و نفوه و أغلقت مجلته لفترة من الزمن بسبب سياسة مجلته القومية العربية ، أما الدكتور متي عقراوي فقد أصبح أول رئيس لجامعة بغداد في بداية تأسيسها عام 1959 ، و المطران اغناطيوس افرام برصوم مؤلف كتاب اللؤلوء المنثور في الآداب السريانية عام 1946 . و اعتمد قسم آخر من النخبة على الثقافة الأمريكية . فمن ابرز من الذين تخرجوا من جامعات أمريكية من المسيحيين عبد المسيح وزير الذي تخرج من الجامعة الأمريكية في تركيا الذي عين مترجماً في وزارة الدفاع العراقية و يعود إليه الفضل الى ترجمة الرتب العسكرية الى العربية لأول مرة في الوطن العربي و كذلك ترجمة الصنوف و الأسلحة التي كانت مسمياتها تركية . و كذلك كامل قزانجي الذي تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت في موضوع الاقتصاد السياسي و عند قدومه تعين قنصلاً بالسلك الدبلوماسي ثم بعد سنة واحدة فصل لاتجاهاته الماركسية و أصبح مدرسا للاقتصاد في مدرسة ثانوية في كربلاء أو النجف لفترة وجيزة ثم دخل كلية الحقوق و أصبح محامياً و عضوا بارزا في الحزب الوطني الديمقراطي و كتب عدة مقالات في جريدة الأهالي و ألف و ترجم عدة كتب عن الاتحاد السوفيتي ثم أعتقل و نفي الى تركيا و بعد ثورة 14 تموز عاد و اغتيل بعد عام في الموصل .
يتبع
عدل سابقا من قبل Amer Yacoub في الإثنين يوليو 21, 2008 3:08 pm عدل 3 مرات