على هامش اجتماع اتحاد الكرة
مؤيد البدري
حسناً فعل الاتحاد
العراقي لكرة القدم عندما تناول في اجتماعه الذي عقد في اربيل التطورات
التي حدثت مؤخراً في الساحة العراقية: خروج المنتخب الوطني من التصفيات
والانتخابات والإعلام والدوري العراقي والتنظيم والأمور المالية
والتسويقية.
قال الاتحاد العراقي لكرة القدم: إنه حل المنتخب الوطني
بعد إخفاقه في الوصول إلى المرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس
العالم 2010
اعتقد أن حَل المنتخب جاء بقرار إنفعالي اتخذه الاتحاد لامتصاص غضب الجماهير التي اصابها الذهول لخروج بطل آسيا بهذه الطريقة.
لا
يساورني الشك مطلقاً أن الأخوة رئيس وأعضاء الاتحاد يدركون جيداً أن تشكيل
منتخب جديد وزجه في البطولات المقبلة لن يكون امراً سهلاً أبداً،
بل
أن الأمر يتطلب فترة طويلة حتى يكون هذا المنتخب جاهزاً لخوض المباريات
الرسمية وإنه يحتاج قبلها إلى خوض العديد من المباريات الودية بالإضافة
إلى وجود ملاك فني كفء لقيادته.
وهناك نقطة مهمة يجب أخذها بنظر
الحسبان أن جميع أو معظم أعضاء المنتخب الوطني الحالي مازالوا يستطيعون
تقديم العطاء لسنوات مقبلة ويملكون من الخبرة التي يفقدها اللاعبون الجدد
ويحتاجون إلى سنوات كي يصلوا إلى خبرة اللاعبين الحاليين الذين هم في
اعمار بين العشرين والثلاثين ولا مانع من تطعيم المنتخب بعدد من اللاعبين
الواعدين ليأخذوا فرصتهم في تمثيل العراق.
من السهل جداً حَلّ
المنتخب وإعفاء المدرب والإعلان عن تشكيل منتخب بديل والتعاقد مع مدرب
جديد تماماً كما حدث مع المنتخب الأولمبي الذي كان على بعد خطوة واحدة من
التأهل إلى أولمبياد بكين وكان متصدراً لمجموعته إلا أن خسارته أمام
استراليا في مباراته الأخيرة حالت دون ذلك وفجأة تم حل المنتخب وإقصاء
المدرب.
أن تشكيل وتطوير المنتخبات لا يتم بحلها وإقصاء مدربيها
وربما يملك الاتحاد عذراً في حل المنتخب الأولمبي بسبب أعمارهم في حين أن
لاعبي المنتخب الوطني غير مشمولين بشرط العمر وإنما يتم عن طريق دراسة
علمية للأسباب التي أدت إلى إخفاقه والعمل على تلافيها وفق خطط مدروسة.
ولنأخذ مثلاً منتخبات مثل فرنسا واليونان وكرواتيا وغيرها، هل تم حلها واقصاء مدربيها بعد خروجها من بطولة امم أوروبا؟
إن
تعيين مدرب جديد ذي مواصفات عالمية لتدريب المنتخب هو جزء من الحل ويبقى
الجزء الأكبر في ايجاد الوسائل اللازمة لانجاح عمل المدرب وهي المنشآت
الرياضية اللازمة والوقت الكافي للتدريب واللاعبين والمساعدين والجهاز
الطبي لأنه لا يمكن نجاح أي مدرب مهما بلغ من الكفاءة من دون وجود مناخ
صالح للتدريب ويلقى مساعدة بلا حدود من الاتحاد.
من الأمور التي صرح
بها الاتحاد علاقته مع الإعلام بأساليب إيجابية متطورة وكذلك التعاون
الجاد والصادق مع نقابة الصحفيين واتحاد الصحافة الرياضية والتعامل مع
الحقائق بما يخدم مسيرة كرة القدم والوطن وليس الاشخاص وعدم التعامل مع
اسلوب التشهير والتجريح والتهميش والاقصاء وعقد اجتماع معه.
لقد آن الأوان أن يعرف المسؤولون الرياضيون إن الإعلام ضرورة مهمة واساسية لهم فهو عين راصدة لكل ما يقومون به من أعمال.
وأن
اي عمل من دون الإعلام لا يساوي شيئاً وأكبر دليل على ذلك بطولة أمم أوربا
الأخيرة، فلولا الإعلام لما عُرفَ عنها شيىء، وليعلموا أن واجب الإعلام
ليس تليمع صورة المسؤول أو نشر الأخبار الإيجابية عنه فقط، بل هو مراقبة
لكل عمل يقومون به وتوضيح ذلك للجماهير.
إننا بانتظار الانتخابات
المقبلة ونرحب بكل من يحصل على ثقة الهيئة العامة ليقود مسيرة الاتحاد
للسنوات الأربع المقبلة سواء أكانوا من الاتحاد الحالي أم من المترشيحن
الجدد.
المصدر ::::صحيفه المدى ::::