[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ميسان آوت معارضي صدام وتؤوي معارضي المالكي
ميسان آوت معارضي صدام وتؤوي معارضي المالكي
ميسان - فاضل رشاد الحياة - 19/06/08//
طبيعة
محافظة ميسان (400 كلم جنوب بغداد) العشائرية والجغرافية تجذب الفارين من
وجه العدالة أو المسلحين المناوئين للنظام. خلال عهد النظام السابق
(35عاماً) كانت ثكنات الجيش والمؤسسات الحزبية والأمنية تتعرض لهجمات
مسلحة يشنها معارضون شكلوا عصابات مسلحة تصارع النظام بدعم من ايران، ما
دفع الرئيس الراحل صدام حسين الى تجفيف الاهوار وجرف مساحات واسعة من
المناطق الزراعية.
واللافت ان المعارضة السابقة التي وصلت الى
الحكم اليوم تعاني صعوبة التعامل مع معارضيها الذين لجأوا الى المحافظة
واستقروا فيها ليشنوا هجماتهم على الجيش الجديد بدعم من ايران أيضاً. يقول
عزيز آل ياسر، احد شيوخ عشائر البومحمد في العمارة لـ «الحياة « ان
«المدينة ذات طابع عشائري يتصف اهلها بالشجاعة والكرم وعندما يلجأ الينا
شخص نكرمه ونأويه ولا نسلمه الى الخصم حتى لو كلفنا ذلك حياتنا».
ويضيف:
«ان معظم المسؤولين في الحكم اليوم كانوا في العمارة وأمنّا لهم الحماية.
اهل المحافظة لم يعرفوا الخيانة فكيف يريدون منا اليوم تسليم المطلوبين؟»
مشيرا الى أن «الخطة الامنية التي أعدتها الحكومة لتعقب المسلحين عشنا
مثلها في عهد النظام السابق، حين أحرقت بيوتنا وهجرنا ونكل بنا ولم نسلم
أي مطلوب».
وكان رئيس الوزراء نوري المالك أمر بتنفيذ خطة امنية في
العمارة وأمهل المسلحين فيها اربعة ايام (تنتهي اليوم) لتسليم اسلحتهم
واعلان التوبة مقابل مكافآت مالية، كما اعطى الضوء الاخضر لكبار القادة
العسكريين والامنيين لشن حملة تحت شعار «بشائر السلام» بعد انتهاء المدة.
ويمتهن
اهالي العمارة (عاصمة المحافظة) الزراعة وتربية المواشي وصيد الاسماك،
وتعد المدينة من افقر المدن العراقية واكثرها حاجة الى التطوير. المنازل
مبنية من الطين، ويعيش سكان القرى المحيطة بها والأهوار حياة شبه بدائية،
فلا كهرباء ولا ماء، على رغم تأكيد خبراء انها جزيرة تطفو على بحر من
الثروات المعدنية ناهيك عن كونها مدينة سياحية.
الاهوار والمعارضة
اتخذت
المعارضة السابقة لنظام صدام (قوات بدر، وحزب الله، وحزب الدعوة
الاسلامية) الاهوار قاعدة لشن هجمات مسلحة على قطعات الجيش، ومؤسسات
الدولة والحزب، واشتدت هذه الهجمات بعد الانتفاضة الشيعية عام 1991 ما دفع
الحكومة الى تجفيف الاهوار لتيسير دخول الجيش إلى المنطقة وكشف المتسللين،
وأنشأت سلسلة من الخزانات والسدود والقنوات لمنع مياه دجلة والفرات من
التدفق إلى المنطقة، ما أدى الى تدمير أضخم نظام بيئي للمسطحات المائية في
الشرق الأوسط. وتهجير السكان الذين كانوا محافظين على اسلوب حياتهم الفريد
على مدى 5000 سنة وينتمون الى عشائر بني اسد، وتميم، وأبو الحسن، وآل
محمد، وبني لام ويقدر عددهم بـ400 الف نسمة، ويمارس معظمهم صيد الأسماك
والزراعة وتربية الجاموس.
ويعيش في العمارة السني والشيعي والمسيحي
والصابئي، ويؤكد الاهالي ان المدينة لم تشهد صراعا طائفيا او عرقيا في
تاريخها. ويقول سامي نجم (صابئي) لـ «الحياة» ان «اصل الصابئة في العراق
هم من مدينة العمارة وينتشرون على ضفاف نهر دجلة». ويضيف: «ان الصابئة،
على رغم الظروف السياسية المختلفة التي مرت بها البلاد لم يتعرضوا
لمضايقات، كذلك الحال بالنسبة الى الطوائف الاخرى»، ويشير الى «ان العمارة
تعد المدينة المنسية من الحكومات المتتالية. الفقر المدقع من اهم ميزاتها،
لكنها تبقى مدينة متسامحة دينيا». ويقول الملازم علي صاحب من مديرية
الشرطة في العمارة ان المدينة ليست معقلا سياسيا لأحد .
الى ذلك،
تقول مصادر أمنية في العمارة ان التهريب عبر المنافذ الحدودية مع إيران لا
يتوقف، وتشير إلى أن شحنات كبيرة من المخدرات والأسلحة تدخل العراق عبر
إيران، بتواطؤ مع حرس الحدود الذين ينتمي معظمهم إلى أحزاب متنفذة في
المدينة، وتؤكد أن «شحنات من المواد المخدرة والاسلحة تدخل عن طريق
المدينة ثم تهرب إلى الكويت والسعودية. والاسلحة توزع على المسلحين».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]