عقد النصارى و أم الأحزان وجهان لعملة
منطقة
عقد النصارى تعتبر من المناطق العريقة و القديمة جدا في العاصمة بغداد ,
كما تمثل المركز التجاري الرئيسي حيث تحوي أكبر الأسواق التجارية أهمها
(سوق الشورجة العريق , السوق العربي , سوق النهر , سوق الغزل ) , كما
يفصلها عن سوق العزل شارع الرشيد من الشرق , أما من الغرب فيفصلها عن سوق
النهر شارع الجمهوري الى الشمال يحدها السوق العربي و الى الجنوب يتوقف
امتدادها الى ساحة حافظ القاضي , تمركز ابناء شعبنا الكلداني الأشوري
السرياني عند قدومهم من شمال العراق في منطقة عقد النصارى و قد أطلقت هذة
التسمية على المنطقة أشارة الى التواجد المسيحي فيها فكانت يعتبر هذا الحي
مسيحي بالكامل ...
ان تواجد شعبنا في هذا الحي موغل في القدم ,
فيذكر ان وجهاء بغداد قد ارسلوا الى البطريرك مار يوسف السادس أودو عام
1876 للميلاد برقية متذمرين يطالبون البطريركية بتشييد كنيسة لائقة بهم في
بغداد أسوة بأخوانهم السريان و اللاتين , و قد شيدت الكنيسة بالفعل و في
منطقة عقد النصارى بجوار كنيستي اللاتين و السريان و هذا يدل على حجم
التواجد المسيحي الكبير في تلك المنطقة منذ ذلك الوقت ...
تحتظن
محلة عقد النصارى ثلاث كنائس متجاورة لبعضها وهي كنيسة أم الأحزان شيدت
عام 1898 , كاتدرائية اللاتين افتتحت عام 1871( تعود اليوم للأقباط
الأرثوذكس ) ,كاتدرائية السريان الكاثوليك شيدت عام 1862 , و في الجهة
الأخرى تقع كنيسة الأرمن الأرثوذكس ( و التي هدمت و انشيء محلها اسواق
تجارية تعرف اليوم بسوق الأرمن ) ...
يحدثنا الأب نظير دكو ( راعي خورنة مار كوركيس الكلدانية و المشرف على كنيسة ام الاحزان ) عن كنيسة ام الأحزان الكلدانية قائلاً :
بدأ
العمل في كنيسة ام الأحزان في عهد مثلث الرحمات مارايليا الثاني عشر عبو
اليونان حيث وضع حجر الأساس لها في 17 / اذار / 1889 و لكن العمل لم ينتهي
على عهد البطريرك المذكور حيث توفي بشكل مفاجيء في 27 / حزيران / 1894 , و
قد اكمل مثلث الرحمات البطريرك مار عبد يشوع الخامس خياط ما أبتدأة سلفة
و تم افتتاح الكاتدرائية على يد البطريك المدكور في 25 / اذار / 1898 و
كرست باسم كنيسة الأم الحزينة و التي تعرف اليوم بأسم ( ام الاحزان ) ...
كانت الكاتدرائية مفخرة لللدان بكبرها و جلالها و بالطقوس الدينية التي
كانت تقام فيها ... لكنها في اواخر الخمسينات بدأت تفقد تدريجياً مكانتها
و جمالها فقد نزوح العديد من ابنائنا من المنطقة الى المناطق الأكثر رقياً
في بغداد و اصبحت مهددة بالسقوط , عندئذ أمر البطريرك بولس الثاني شيخو
بأجراء ترميمات جذرية عليها و رفع مستوى ارضيتها مع وضع قنوات تتجمع فيها
مياه النزيز ثم تصب في المجرى العام .
تحتفظ الكنيسة بكثير بسجلات العماد التي ترجع الى العقد الأول من القرن التاسع عشر و سجلات الأكاليل و الوفيات ,
أن
معظم بيوت منطقة عقد النصارى خلت اليوم من سكانها الأصليين , بعد ان تحولت
المنطقة الى منطقة تجارية بحتة , ففيها الأسواق و المحال التجارية , و قد
حاول البطريرك مار بولص الثاني شيخو دعمها و تشجيعها مادايا و معنوباً ,
فجددها و كان يتردد عليها لأقامة المراسيم الدينية و الحفلات الرسمية
كرسامة الاساقفة و الكهنة و الشمامسة , و يذكر ان الكاتدرائية قد استقبلت
اثنين من رؤساء الجمهورية اللبنانية خلال زيارتهم للعراق و هم الشيخ بشارة
الخوري ( 1947 ) و الرئيس شارل الحلو ( 1967 ) ...
# واليوم ماهي المناطق التي تخدمها هذة الكنيسة ؟؟؟ و ما اعداد أبناء شعبنا فيها ؟؟
اليوم تخدم الكنيسة المناطق التالية :
منطقة السنك : و يوجد فيها حوالي 50 عائلة مسيحية .
منطقة
عقد النصارى : تفرغت تماما من السكن حيث تحولت المنطقة بكاملها الى منطقة
صناعية / تجارية و لا يوجد فيها الأن سوى النحلات المتخصصة بالكهربائيات /
و معامل الأحذية / من الجانب الأيمن من شارع الرشيد و محلات الألبسة و
الأقمشة من الجانب الأيسر ...
منطقة الصدرية : تخلو من المسيحيين و
تكثر فيها كذلك المحال التجارية و هناك بعض العوائل المتناثرة هنا و هناك
و التي عددها لا يتجاوز عدد اصابع اليد ...
أما غالبية المسيحيين الذين كانو الى زمن قريب يترددون على الكنيسة فهم من سكنة منطقة الكرخ و هم موزعين كالتالي :
منطقة الصالحية : يوجد حوالي 30 عائلة مسيحية .
العلاوي : يوجد 30 عائلة مسيحية .
مجمع
السلام ( 28 نيسان سابقاً ) : يوجد حالياً 300 عائلة كلدانية اظافة الى
200 عائلة تتوزع بين الطوائف المسيحية الأخرى من ( السريان الكاثوليك /
السريان الأرثوذكس / الأرمن ) ..
و بعد اغلاق شارع الرشيد و الجمهوري
المؤدية الى الكنيسة , تأثرت زيارة المصلين ايام الأحاد و الأيام
الأعتدادية و كذلك تأثرت نشاطات الكنيسة الأخرى من تعليم مسيحي و جوقة و
اخويات مختلفة , و كذا سؤ الحالة الأمنية و الأزدحام الشديد بسبب غلق
الطرق كانت وراء عزوف المؤمنين على ارتياد الكنيسة و تقوم حاليا كنيسة
العذراء فاطمة للأباء الكرمليين بالخدة الروحية لهذة العوائل ...
هناك
مؤسسات كنسية لابناء شعبنا في المنطقة ما احوال هذة المؤسسات اليوم , و
التي تعتبر احدى اهم الشواهد التاريخية لوجود ابناء شعبنا على هذة الأرض
؟؟؟
فعلا ان هذة المنطقة تحوي اقدم المؤسسات المسيحية من ( كنائس و اديرة و مدارس ) و لكن اكثرها اما هدمت او تركت و هي كالتالي :
1. كاتدرائية القديس يوسف للاتين ( مأهولة حاليا من قبل الأخوة الأقباط الأرثوذكس ) .
2. كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الأرثوذكس ( مغلقة و بحالة يرثى لها ).
3. كاتدرائية ام الأحزان الكلدانية ( لازالت قائمة و هي اليوم بأبها صورها بعد الترميمات التي طالت كل مرافقها ) .
4. كنيسة الروم الكاثوليك ( هدمت حالياً و شيد عوضا عنها عمارة تجارية / و كانت تسمى كنيسة الدولمة )
5. كنيسة الأرمن ( هدمت و شيد عوضاً عنها عمارة تجارية كبيرة تعرق بسوق الأرمن ) .
6. دير الراهبات الكلدانيات ( هدم و حول الى محال تجارية )
7. دير راهبات الدومنيكانيات ( هدم و حول الى محال تجارية )
# ما المشاكل التي عانيتم منها و تعانون اليوم في بناية كنيسة ام الأحزان , و كيف تعاملتم معها ؟؟
في
الستينات من القرن الماضي ظهرت مشاكل في بناية الكنيسة حيث غزى الاء صحن
الكنيسة و بدأ النزيز يغرق كل الساحات المحيطة بالكنيسة فتوقفت الخدمة
الروحية فيها و وصل الماء الى السجلات الكنسية , فنقلت البطريركية من
كاتدرائية ام الأحزان الى مقرها الجديد في كنيسة البتاوين و اثناء الترميم
بنيت كاتدرائية بطريكية جديدة هي كاتدرائية القديس يوسف في الكرادة, ,
فقامت البطريركية بهمة الأب/ المطران ( قرياقوس موسيس المعروف بالأب عنتر
) بترميم الكنيسة و استمر الترميم لعدة سنوات و انتهى الترميم عام 1966 في
عهد مثلث الرحمات البطريرك مار بولص الثاني شيخو و عادت ام الأحزان
الكاتدرائية البطريركية مرة اخرى , و قد خدم في ه>ة الكنيسة عدد كبير
من الاباء الكهنة و قد وصل عدد الكهنة الذين يخدمون فيها في وقت واحد الى
18 عشر كاهن يسكنون سويا في دار الكهنة العامرة الملاصق للكنيسة ...
و
ان مشكلة النزيز هي المشكلة الرئيسية و التي هددت الكنيسة عدت مرات لكون
الكنيسة اصبحت في اكثر منطقة منخفظة بالنسبة للشارع و بالنسبة حتى لمجرى
المياه الثقيلة و مياة الأمطار , لذلك اصبحت كأنها الحوض الذي تصب فية
المياه من كل المناطق لذلك كان لابد من حل لتلك المسئلة أضافة الى ذلك فقد
تأثرت البناية بشكل كبير بسبب الأعمال الحربية و القصف الجوي فقد تأثرت
البناية بشكل كبير و تصدعت قسم من جدرانها , و أعددنا لعمل ظخم جدا و قد
تم البدء بالعمل عام 2005 و شمل التالي :
1. أعداد و فتح و تأهيل
سواقي تحت الأرض لتصريف المياه الجوفية . و تجهيزها بمضخة لجمع المياة و
صرفها عبر انبوب خاص الى مجرى نهر دجلة ال>ي يبعد عن الكنيسة حوالي
2000 متر .
2. تجديد ارضية الكنيسة التي تأكلت بفعل الأملاح و اعادة
تأهيلها و اكسائها و تجديد ارضية الساحات و دور الكهنة و اعداة تأهلهما
مرة اخرى .
3. فصل مياة الأمطار عن المياه الثقيلة و انشاء شبكة خاصة لكل منهما .
4. أعادة صيانة سطح الكنيسة و طلائة بمادة عازلة للحفاظ علية من الأمطار الغزيرة .
5. اعادة
جلي الأعمدة الرخامية حيث كانت مدفونة تحت الأصباغ و تغليف جدران الكنيسة
بمادة الكرانيت لأعطاء شكل جمالي متميز لها و عزل الحائط الداخلي بمواد
عازلة ضد الرطوبة .
6. تم صيانة اجهزة الصوت و الكهربائيات و شبكة مياه الشرب و تجهيز الكنيسة بأجهزة تبريد حديثة .
7. اعادة تأهيل صفوف التعليم المسيحي وفق المواصفات الفنية الحديثة .
و
لكن كما يقول المثل يا فرحة ما تمت حيث بعد اكمال الأعمال تم اغلاق
الشوارع المؤدية الى الكنيسة و هاجر الكثير من ابنائنا الى شمال العراق او
الى الخارج بسبب البطالة و اعمال العنف و تدهور الوضع الأمني , و القسم
الكبر من ابنائنا توجهوا الى كنيسة ع>راء فاطمة للاتين و التي هي أكثر
قربا و اسهل للوصول الى الكنيسة المذكورة .
و من اشهر الكهنة الذين خدموا فيها :
# مثلث الرحمات الاب ( المطران ) قرياقوس موسيس ( المعروف بالقس عنتر )
# الأب ( المرحوم ) فيليب هيلاي .
# الأب ( المرحوم ) يوسف كادو .
# الأب ( المرحوم ) وحيد توما عسكر العنكاوي .
# الأب ( المرحوم ) عمانوئيل موسى الراهب .
# الاب ( المرحوم ) توما مركو .
# الأب صلاح هادي خدور / الأب نضير دكو ( عينى عام 1997 و نقل الأب صلاح بعدها بثلاث اشهر الى كنيسة مار ماري )
و
غيرهم كثر من الأباء الكهنة ال>ين لا تسعفني الذاكرة فكما اخبرتك ان
عدد كبير من ابائنا الكهنة خدموا في الكاتدرائية عندما لم تكن في بغداد
سوى بضع كنائس معدودة .
# الكنيسة في سنوات خدمتك فيها كيف كانت النشاطات و كم كانت اعداد المؤمنين فيها ؟؟؟
الكنيسة كانت تحوي في جرد عام 1997 على 850 عائلة كلدانية في مناطق مختلفة توزعت بين :
1. عقد النصارى 200 عائلة .
2. السنك 200 عائلة .
3. المربعة 350 عائلة ( سريان كاثوليك )
4. الصالحية 65 ( عائلة )
5. مجمع السلام 400( عائلة كلدان )
6. أظافة الى عوائل اخرى متناثرة في مناطق باب المعظم و شارع حيفا ...
غالبية
عوائل المنطقة من العوائل الفقيرة جدا و تعيش حالة صعبة بسبب الحصار
الأقتصادي خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي فكان حاجاتها كثيرة و
الكنيسة امكانياتها قليلة , بدأنا بأنشاء بعض من المشاريع التي رأينى انها
ممكن ان تساعد المؤمنين و تشد من ازرهم في تلك الظروف الصعبة , فاقتتحنا
معمل للأحذية و معمل خياطة و صيدلية جانية و مشروع طبي كامل بمعدل 4 اطباء
اسبوعياً لأستقبال 60 حالة مرضية في اليوم أظافة الى تقديم مساعدات غذائية
طارئة على العوائل , فعادت الحياة تدب في الكنيسة مرة اخرى و لكن عاد خطر
النزيز يهددها من جديد و تم مفاتحة البطريركية بالموضوع و هي التي لاحظت
نشاطات الكنيسة الرعوية المختلفة فأرادت الأهتمام بها فتمت عملية اعمار
شملت مختلف مرافق الكنيسة و تم شراء سيارة لنقل المؤمنين و طلاب التعليم
المسيحي من و الى الكنيسة , حيث كان يصل عدد الأطفال ايام الجمع الى 300
طفل للمرحلة الأبتدائية و 280 شاب و شابة للمراحل المتوسطة و الأعداية ,
أظافة الى جوقة متميزة نالت استحسان الجميع و يخدم هؤلاء الطلبة حوالي 20
مدرس و مدرسة لمختلف المراحل يساعدهم عدد من راهبات القلب الاقدس و طلاب
الدير الكهنوتي و عدد من الرهبان و الأباء الكهنة .
كما يحدثنا الشاب ( علاء صادق ) بكالوريوس فنون جميلة عن منطقة عقد النصارى قائلا :
لقد
قضينا المنطقة و الكنيسة اجمل فترات حياتنا , و كانت الى سنين قليلة مضت
مليئة بالمسيحيين و كانت علاقات الأخوة الصداقة و حس البيت الواحد الجامع
الرئيس لأهلها رغم فقرهم المادي و حاجتهم و عوزهم . اليوم الكنيسة في احلى
صورة و قد جددت بشكل كبير و اجري تغيير شامل لكل اجزائها و لكن المشكلة
غفي عدم وجود المؤمنين فالمنطقة اصبحت صناعية بشكل كامل و لا تستطيع
العوائل السكن فيها و اغلب الكنائس حولت الى محال تجارية و عمارات , لذلك
لا اعتقد ان هناك مستقبل حتى لو عاد كل المسيحيين المهاجرين و استقر الوضع
الأمني لان موضوع هذة الكنيسة غير متعلق بشكل اساسي بهذة الظروف بل كما
اسلفت موضوعها يتعلق بتحول المنطقة الى منطقة صناعية تجارية , و ك>لك
الكنيسة اصبحت تحت مستوى الشارع بكثير و هذا ما يهدد بناء الكنيسة , و كما
ترى فأن المضخات تعمل 24 ساعة في اليوم لسحب المياه و اي توقف يعيد تجمع
المياه مرى اخرى و هي مشكلة لا حل لها ...
آما السيدة أفراح قرياقوس
فتؤيد ما ذهب الية السيد علاء و تؤكد كذلك ان الكنيسة من الصعب ان تعود
الى سايق عهدها و كذا المنطقة التي تحولت الى منطقة تجارية , فيما تعزي
السبب الذي يحول دون قدوم المؤمنين الى الكنيسة وجود السوق العربي مقابل
الكنيسة و كذلك شركات النقليات و التي تؤثر سلبا فلا يستطيع رب الأسرة جلب
عائلتة من أمام السوق او شركات النقل , إضافة الى إغلاق شارعي الرشيد و
الجمهوري مما يجعل العوائل و الشباب و الشابات يسيرون مسافة طويلة جدا
للوصل الى الكنيسة ملئها الأسواق و البائعون ...
أما السيد ثامر ( أبو يوسف ) فهو يتمنى ان تنقل الأسواق التجارية الى مكان أخر و الا ستصبح الكنيسة متحف فنياً ياتي الزوار لمشاهدة عظمة الفنان المسيحي ...
تألمنا
كثيراً و نحن نلتقط الصور فكل شيء معد لبدء الذبيحة الإلهية و كل شيء مهيأ
لذلك و كل صفوف التعليم المسيحي تنتظر الطلاب فأدواتها جاهزة لبدء الدروس
, و لكن هل سيعود المؤمنين يوماً و هل سنشهد الأطفال و الشبان و الشابات
يملئون باحة الكنيسة, فالتاج المرصع بالأحجار الكريمة لا يحلو آلا على
هامات الملوك ...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]