الأنبار - ياسر محمد الحياة - 18/03/08//
بدأت
منطقة بحيرة الثرثار تستعيد نمط الحياة الطبيعية في ظل عودة مئات العائلات
المهجرة، بعد تحريرها من تنظيم «القاعدة» التي استخدمها مركزاً لقادته و
«معتقل رعب» حوّل نزلاءه المخطوفين الى جثث أُلقيت في مقابر جماعية.
وقال
إسماعيل عبد فياض رئيس مكتب «صحوة» منطقة الثرثار إنها تشهد استقراراً
أمنياً غير مسبوق فيما عادت مئات العائلات النازحة إلى منازلها ومزارعها
على رغم عدم توافر الخدمات الأساسية كالكهرباء والوظائف.
وكانت
منطقة الثرثار التي تضم أكبر مسطح مائي في العراق بعد نهري دجلة والفرات،
وتشمل منطقة الأنفاق الهائلة التي أصبحت طوال سنتين مضت مركزاً رئيسياً
لقيادات «القاعدة» وسجناً استخدمته عناصرها لاحتجاز المخطوفين. ويتحدث
كثير ممن دخلوا الى «سجن القاعدة» في الثرثار، وخرجوا منه دون أن يقتلوا
برعب عن تلك الأنفاق التي تنتشر فيها رائحة الموت والمرض وآثار الدماء.
وبات مؤكداً أن «القاعدة» حولت الأنفاق الكبيرة التي كانت السلطات
العراقية تنوي استخدامها لتحويل مياه بحيرة الثرثار، مركزاً للاعتقال
والتعذيب في «دولة العراق الاسلامية». يذكر أن الثرثار التي ترتبط
بمحافظات صلاح الدين والموصل كانت آخر المناطق التي طُرد مسلحو «القاعدة»
منها في الانبار، ما أسهم في عودة عائلاتها المهجرة نتيجة اعتداءات
المسلحين والقوات الأميركية على حد سواء.
وبحسب فياض، فإن نشاط
قوات «الصحوة» أخذ بالامتداد داخل الحدود الإدارية لمحافظة صلاح الدين حيث
نصبت نقاط التفتيش في منطقة سدة سامراء التي تنتشر قربها أوكار «القاعدة».
وعلى رغم التحسن الأمني، تعاني منطقة الثرثار بامتداداتها إهمالاً شديداً
من السلطات الإدارية في محافظة الانبار، إذ تنعدم الكهرباء في كل المجمعات
السكنية والقرى وأبرزها الصدامية والسيتاك وكصيبة، علاوة على الانقطاع
الدائم للتيار في عشرات القرى الزراعية الصغيرة المتناثرة هنا وهناك.
قال
قائد صحوة الثرثار «حاولنا في الصحوة أن نحصل على عقود إعمار في مناطق
الثرثار من خلال المحافظة، لكن دون جدوى. وحتى الآن، لم نستطع أن نحصل سوى
على عقود بسيطة من الجيش الأميركي في المنطقة». الموظف أحمد الدليمي (49
عاماً) قال إنه لا يملك أي عمل ولا توجد في منطقة السيتاك حيث يسكن
وعائلته أي فرص عمل حقيقية، وهو يعتمد على مرتبه الذي تدفعه وزارة الصناعة
والبالغ 150 ألف دينار. يذكر أن القرى الزراعية المنتشرة في الثرثار والتي
كانت تزود العراق بحاجته من المواد الزراعية قبل الاحتلال، هُجّرت خلال
فترة سيطرة المسلحين على المنطقة.
يقول كريم خليفة المحمدي صاحب
مزرعة في منطقة حصيني جنوب الثرثار «عانينا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة
بين اعتداءات مسلحي القاعدة والقوات الأميركية. وحاولت وعائلتي الصمود في
مزرعتي لأنها مصدر عيشنا حتى عيد الأضحى المنصرم عندما دهمت القوات
الأميركية منازل جيراننا وهم من عشيرة الجميلة، وقتلت 34 شخصاً بينهم أربع
نساء و15 طفلاً. حينها قررت وعائلتي أن نغادر».
وعاد صيد الأسماك
الى الازدهار في بحيرة الثرثار على رغم أن عدد العاملين في هذه المهنة
انخفض، كما يقول سليم داود (32 عاماً)، أحد صيادي الأسماك، عازياً ذلك الى
«بحث كثير من الصيادين عن أعمال أخرى خلال فترة سيطرة المسلحين الذين لم
يكونوا يتوانون عن رمي جثث القتلى في البحيرة. وكنا نعثر على الجثث يومياً
في البحيرة. وشاهدت بعيني قتل مسلحين مجموعة أشخاص كانوا يصطادون السمك في
البحيرة». ويتجنب الصيادون الحديث عن قضية رمي الجثث في البحيرة وتحول
بعضها الى غذاء رئيسي لأسماك البحيرة، «فما حصل حصل»، كما يقول داوود.
وتعد
بحيرة الثرثار أكبر المسطحات المائية في العراق بعد حوضي دجلة والفرات،
ولها أهمية كبيرة لإطلالها على ثلاث محافظات. كما تشكل مصدراً مهماً من
مصادر الثروة السمكية للعراق، فيما تمثل منطقة الجزيرة التي تقع بحيرة
الثرثار ضمنها، واحدة من أهم مصادر الثروة الزراعية للعراق.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
بدأت
منطقة بحيرة الثرثار تستعيد نمط الحياة الطبيعية في ظل عودة مئات العائلات
المهجرة، بعد تحريرها من تنظيم «القاعدة» التي استخدمها مركزاً لقادته و
«معتقل رعب» حوّل نزلاءه المخطوفين الى جثث أُلقيت في مقابر جماعية.
وقال
إسماعيل عبد فياض رئيس مكتب «صحوة» منطقة الثرثار إنها تشهد استقراراً
أمنياً غير مسبوق فيما عادت مئات العائلات النازحة إلى منازلها ومزارعها
على رغم عدم توافر الخدمات الأساسية كالكهرباء والوظائف.
وكانت
منطقة الثرثار التي تضم أكبر مسطح مائي في العراق بعد نهري دجلة والفرات،
وتشمل منطقة الأنفاق الهائلة التي أصبحت طوال سنتين مضت مركزاً رئيسياً
لقيادات «القاعدة» وسجناً استخدمته عناصرها لاحتجاز المخطوفين. ويتحدث
كثير ممن دخلوا الى «سجن القاعدة» في الثرثار، وخرجوا منه دون أن يقتلوا
برعب عن تلك الأنفاق التي تنتشر فيها رائحة الموت والمرض وآثار الدماء.
وبات مؤكداً أن «القاعدة» حولت الأنفاق الكبيرة التي كانت السلطات
العراقية تنوي استخدامها لتحويل مياه بحيرة الثرثار، مركزاً للاعتقال
والتعذيب في «دولة العراق الاسلامية». يذكر أن الثرثار التي ترتبط
بمحافظات صلاح الدين والموصل كانت آخر المناطق التي طُرد مسلحو «القاعدة»
منها في الانبار، ما أسهم في عودة عائلاتها المهجرة نتيجة اعتداءات
المسلحين والقوات الأميركية على حد سواء.
وبحسب فياض، فإن نشاط
قوات «الصحوة» أخذ بالامتداد داخل الحدود الإدارية لمحافظة صلاح الدين حيث
نصبت نقاط التفتيش في منطقة سدة سامراء التي تنتشر قربها أوكار «القاعدة».
وعلى رغم التحسن الأمني، تعاني منطقة الثرثار بامتداداتها إهمالاً شديداً
من السلطات الإدارية في محافظة الانبار، إذ تنعدم الكهرباء في كل المجمعات
السكنية والقرى وأبرزها الصدامية والسيتاك وكصيبة، علاوة على الانقطاع
الدائم للتيار في عشرات القرى الزراعية الصغيرة المتناثرة هنا وهناك.
قال
قائد صحوة الثرثار «حاولنا في الصحوة أن نحصل على عقود إعمار في مناطق
الثرثار من خلال المحافظة، لكن دون جدوى. وحتى الآن، لم نستطع أن نحصل سوى
على عقود بسيطة من الجيش الأميركي في المنطقة». الموظف أحمد الدليمي (49
عاماً) قال إنه لا يملك أي عمل ولا توجد في منطقة السيتاك حيث يسكن
وعائلته أي فرص عمل حقيقية، وهو يعتمد على مرتبه الذي تدفعه وزارة الصناعة
والبالغ 150 ألف دينار. يذكر أن القرى الزراعية المنتشرة في الثرثار والتي
كانت تزود العراق بحاجته من المواد الزراعية قبل الاحتلال، هُجّرت خلال
فترة سيطرة المسلحين على المنطقة.
يقول كريم خليفة المحمدي صاحب
مزرعة في منطقة حصيني جنوب الثرثار «عانينا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة
بين اعتداءات مسلحي القاعدة والقوات الأميركية. وحاولت وعائلتي الصمود في
مزرعتي لأنها مصدر عيشنا حتى عيد الأضحى المنصرم عندما دهمت القوات
الأميركية منازل جيراننا وهم من عشيرة الجميلة، وقتلت 34 شخصاً بينهم أربع
نساء و15 طفلاً. حينها قررت وعائلتي أن نغادر».
وعاد صيد الأسماك
الى الازدهار في بحيرة الثرثار على رغم أن عدد العاملين في هذه المهنة
انخفض، كما يقول سليم داود (32 عاماً)، أحد صيادي الأسماك، عازياً ذلك الى
«بحث كثير من الصيادين عن أعمال أخرى خلال فترة سيطرة المسلحين الذين لم
يكونوا يتوانون عن رمي جثث القتلى في البحيرة. وكنا نعثر على الجثث يومياً
في البحيرة. وشاهدت بعيني قتل مسلحين مجموعة أشخاص كانوا يصطادون السمك في
البحيرة». ويتجنب الصيادون الحديث عن قضية رمي الجثث في البحيرة وتحول
بعضها الى غذاء رئيسي لأسماك البحيرة، «فما حصل حصل»، كما يقول داوود.
وتعد
بحيرة الثرثار أكبر المسطحات المائية في العراق بعد حوضي دجلة والفرات،
ولها أهمية كبيرة لإطلالها على ثلاث محافظات. كما تشكل مصدراً مهماً من
مصادر الثروة السمكية للعراق، فيما تمثل منطقة الجزيرة التي تقع بحيرة
الثرثار ضمنها، واحدة من أهم مصادر الثروة الزراعية للعراق.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]