إلهام المدفعي : الصوت في عمان والقلب في بغداد
17/10/05
اجرى الحوار: هيام حموي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وسط الموجات الموسيقية الحالية التي تشابه بعضها ولا تشابه شيئا من تراث الغناء العربي.. ضمن محاولات شبه يائسة لاختراق الغرب.
وسط كل ذلك، برز صوت متميز، شبابي رغم تأخر شهرته، تراثي رغم استناده إلى قوالب الجاز والروك، فنان اخترق اسمه أسماع الغرب، أمام دهشة الآخرين.. إنه الفنان إلهام المدفعي، الذي غادر العراق ذات يوم من سنة 1994، ورحل كما يرحل البوهيميون ليهيم بموسيقاه في أنحاء المعمورة..
إلهام المدفعي اهتدى إلى حل المعادلة الصعبة التي يفتش عنها الجميع.. ألا وهي إندماج الشبابية بالتراث، وتحقيق الانتشار العالمي.
ترى ماذا يفعل إلهام المدفعي في رمضان هذا العام؟
قال: "كل عام وأنتم بألف خير.. ورمضان مبارك على الجميع...
جمهورنا يعرف منذ سنوات أننا نمضي الشهر الكريم في العاصمة الأردنية عمّان.. وها نحن في هذه السنة، الخامسة على التوالي، نقدم عروضا يومية في خيمة رمضانية كبيرة.. حيث نبدأ في حوالي الساعة العاشرة مساء، حتى موعد السحور."
ماذا عن أحدث أنشطتكم الفنية؟
أجاب: لقد صدر لي قبل حوالي اربعة أشهر CD جديد، وقد لقي صدى كبيرا، وعلى أوسع نطاق في أوروبا.
هل يمكن ان تعطينا لمحة عن أنشطة هذا الموسم؟
قال: لقد قمنا بجولة أوروبية في شملت فرنسا وبريطانيا، حيث شاركنا بمهرجان كبير حضره قرابة 150 ألف شخص، وامتد على مدى اربعة أيام، وجرى بالقرب من كارديف، بمقاطعة ويلز البريطانية.
وأضاف: أما في فرنسا، فقد شاركنا بحفل كبير قدمنا من خلاله أغنية تحية للصحفية الفرنسية التي كانت مختطفة في العراق، فلورانس أوبناس، والأغنية من كلمات الكاتبة والصحفية العراقية المقيمة في باريس إنعام كجه جي ومن ألحاني.. وقد احتفت بنا وسائل الإعلام الفرنسية بشكل كبير.
وقال: وسنعود إلى فرنسا في 21 أكتوبر/تشرين الأول الحالي للمشاركة في مهرجان لموسيقى الجاز بمدينة نانسي الفرنسية.
بالتأكيد عندما تلتقي بالجمهور الغربي، هنالك أسئلة كثيرة تطرح عليك، عن ماذا يسألونك مثلا؟
أجاب: في معظم الأحيان يسألون عن معاني الأغاني وحكاياتها.. ونحاول أن نشرح لهم عن "شلشل الرمان" و"فوق النخل فوق".. ثم يسألون عن علاقة كل هذا بالعراق.. فنصف لهم بغداد التي نعشق، وعلاقة روح المدينة بالنهر، بالشروق وبالغروب، بالحياة بشكل عام.. ويتم بيننا التواصل على هذا المنوال.
ولكن ما هي الأغاني التي يطالبك بها الجمهور باستمرار؟
قال: يكثر الطلب على أغنية "معسل يا خدود السمرة"... معسل بحريني طبعا! وهي أغنية وضع كلماتها كاظم السعدي ومن ألحاني.. وقد صدرت هذه الأغنية في ألبوم "بغداد".. أظن أن الجمهور يحب في كلماتها وصف القلب العاشق بأنه مثل جمرة الأرجيلة...
وأضاف: وطبعا ما زالوا يطالبون بأغنيات مثل "خطار"، التي تُرجمت مؤخرا إلى اللغة الإنكليزية.. وهنالك أيضا أغنية "الله عليك"، و"أشقر بشامة"، وهذه أيضا قمنا بترجمتها إلى الإنكليزية...
هل ستغني باللغة الإنكليزية؟
أجاب: الواقع أن هنالك ألبوما سيطرح في الأسواق الأوروبية، يتضمن الأغنيات الثلاث بالإنكليزية، وأغنية باللغة الإيطالية، وواحدة بالإسبانية.. باختصار توجد خمس أغنيات باللغات الأجنبية، والباقي بالعربية، ما بين تراث وأغانٍ منوعة جديدة.
هل هنالك ذكرى رمضانية حلوة تحتفظ بها منذ طفولتك؟
رد قائلا: طبعا لا يغيب عن بالي، منذ تلك الأيام، ذكرى رمضانية طفولية، حيث نكون نائمين ونصحو في وسط الليل على صوت "الدمام"، وهو المسحراتي، الذي ينقر على طبلته بطريقة رائعة. عدا عن طقوس الإفطار، والمائدة بمأكولاتها التي تعطي فكرة عن سخاء العائلة وكرمها...
منذ متى لم تزر العراق؟
قال: لقد غادرنا في عام 1994...
ما الذي تفتقده بشكل خاص؟
صمت قليلا، وقال: ... آمل أن يعود السلام والأمان...