يثير
تكررالغارات التركية على معاقل حزب «العمال» الكردستاني في جبال قنديل
بشمال العراق خلال الايام الاخيرة تساؤلات ملحة عن طبيعة التفاهمات
الامريكية مع انقرة حول هذه المسألة على الرغم من ردود الفعل المتناقضة
القادمة من المصادر العسكرية والدبلوماسية الامريكية
.
وكان
العساكر الاتراك اكثر من صادقين في تعهداتهم التي اطلقوها مع اول غارة
كبيرة شنتها طائراتهم المقاتلة قبل ايام، بانها (الغارات) ستتواصل في
الليل والنهارو لن تتوقف في الشتاء او الصيف، اذ ان الهجوم الاخير جرى في
وضح النهار وخلال سقوط الثلج الغزير، مؤكدا رسالة انقرة السياسية
والعسكرية بان مسلحي الحزب لن يكونوا بعد الان في مأمن من العقاب والتصفية.
ويؤكد
المراقبون ان هذه العمليات تجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة وفي سياق
تراجع في حدة الموقف الكردي العراقي على الرغم من الضجة الاعلامية التي
تثيرها وسائل الاعلام الكردية وتردد شائعة رفض رئيس الاقليم مسعود
البارزاني التوجه الى بغداد للاجتماع بوزيرة الخارجية الامريكية رايس في
اللحظة الاخيرة احتجاجا على ما وصف بانه تواطؤ امريكي مع انقرة.
ولعل
الامر الاكثر اثارة للانتباه ما نشرته جريدة (الايكونومست) البريطانية
الجمعة الماضي، من ان رئيس الحكومة التركية اردوغان اتفق مع الرئيس بوش
خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن في اكتوبر الماضي على تدمير القوة
العسكرية للعمالي الكردستاني وشل امكانات حركته العملانية، في اطار اتفاق
بينهما كانت رايس وصفته ب(الشامل) حول المسألة الكردية في تركيا.
وكانت
الصحف التركية سارعت بعد نشر الصحيفة البريطانية للنبأ الى نشر معلومات
مختلفة عن الاتفاق السري، مشيرة الى ان اردوغان سيعترف بحكومة اقليم
كردستان مقابل تبعيتها لبغداد وابقاء كركوك خارج الحكومة الكردية بمنحها
وضعا خاصا.
الحكومة التركية جاهدت لنفي وجود مثل هذا الاتفاق الذي لمح
اليه من طرف خفي رئيس الاركان الجنرال ياشار بيوك حينما اعلن (اذا كان
لابد من فيدرالية في العراق، فاننا نفضل ان تكون فيدرالية بالمعنى الحديث)
وهو ما يعني باللغة الصريحة (حكومة كردية ترتبط بالمركز ببغداد، من دون
كركوك).
ولم يبتعد زعيم المعارضة دينيز بايكال عن هذه اللغة السياسية ا
لجديدة، اذ انتقد رفض الحوار مع اكراد العراق، ودعا الى اقامة افضل
العلاقات معهم رسميا.
وفسرت جريدة (حرييت) رفض البارزاني اللقاء برايس
ليس بغضبه من القصف التركي، وانما انزعاجه من التغير في الموقف الامريكي
من مسألة كركوك وضغوطها التي ادت الى تأجيل تنفيذ المادة 140 من الدستور
وبالتالي عدم حصول الاستفتاء الذي كان مقررا نهاية الشهر الجاري.
والسؤال
الاساسي يبقى بلا اجابة حتى ولو كانت محتملة وهو اذا كان هذا الاتفاق
صحيحا، فما هي بنوده الاخرى المتعلقة بالحل السلمي الشامل للقضية الكردية
في تركيا التي ظلت تلح عليها ادارة بوش واشارت اليه رايس ولمح اليه قبل
اسابيع اردوغان شخصيا حينما تحدث عن خطة او تصورات جديدة لحكومته حول
الاكراد في البلاد
تكررالغارات التركية على معاقل حزب «العمال» الكردستاني في جبال قنديل
بشمال العراق خلال الايام الاخيرة تساؤلات ملحة عن طبيعة التفاهمات
الامريكية مع انقرة حول هذه المسألة على الرغم من ردود الفعل المتناقضة
القادمة من المصادر العسكرية والدبلوماسية الامريكية
.
وكان
العساكر الاتراك اكثر من صادقين في تعهداتهم التي اطلقوها مع اول غارة
كبيرة شنتها طائراتهم المقاتلة قبل ايام، بانها (الغارات) ستتواصل في
الليل والنهارو لن تتوقف في الشتاء او الصيف، اذ ان الهجوم الاخير جرى في
وضح النهار وخلال سقوط الثلج الغزير، مؤكدا رسالة انقرة السياسية
والعسكرية بان مسلحي الحزب لن يكونوا بعد الان في مأمن من العقاب والتصفية.
ويؤكد
المراقبون ان هذه العمليات تجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة وفي سياق
تراجع في حدة الموقف الكردي العراقي على الرغم من الضجة الاعلامية التي
تثيرها وسائل الاعلام الكردية وتردد شائعة رفض رئيس الاقليم مسعود
البارزاني التوجه الى بغداد للاجتماع بوزيرة الخارجية الامريكية رايس في
اللحظة الاخيرة احتجاجا على ما وصف بانه تواطؤ امريكي مع انقرة.
ولعل
الامر الاكثر اثارة للانتباه ما نشرته جريدة (الايكونومست) البريطانية
الجمعة الماضي، من ان رئيس الحكومة التركية اردوغان اتفق مع الرئيس بوش
خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن في اكتوبر الماضي على تدمير القوة
العسكرية للعمالي الكردستاني وشل امكانات حركته العملانية، في اطار اتفاق
بينهما كانت رايس وصفته ب(الشامل) حول المسألة الكردية في تركيا.
وكانت
الصحف التركية سارعت بعد نشر الصحيفة البريطانية للنبأ الى نشر معلومات
مختلفة عن الاتفاق السري، مشيرة الى ان اردوغان سيعترف بحكومة اقليم
كردستان مقابل تبعيتها لبغداد وابقاء كركوك خارج الحكومة الكردية بمنحها
وضعا خاصا.
الحكومة التركية جاهدت لنفي وجود مثل هذا الاتفاق الذي لمح
اليه من طرف خفي رئيس الاركان الجنرال ياشار بيوك حينما اعلن (اذا كان
لابد من فيدرالية في العراق، فاننا نفضل ان تكون فيدرالية بالمعنى الحديث)
وهو ما يعني باللغة الصريحة (حكومة كردية ترتبط بالمركز ببغداد، من دون
كركوك).
ولم يبتعد زعيم المعارضة دينيز بايكال عن هذه اللغة السياسية ا
لجديدة، اذ انتقد رفض الحوار مع اكراد العراق، ودعا الى اقامة افضل
العلاقات معهم رسميا.
وفسرت جريدة (حرييت) رفض البارزاني اللقاء برايس
ليس بغضبه من القصف التركي، وانما انزعاجه من التغير في الموقف الامريكي
من مسألة كركوك وضغوطها التي ادت الى تأجيل تنفيذ المادة 140 من الدستور
وبالتالي عدم حصول الاستفتاء الذي كان مقررا نهاية الشهر الجاري.
والسؤال
الاساسي يبقى بلا اجابة حتى ولو كانت محتملة وهو اذا كان هذا الاتفاق
صحيحا، فما هي بنوده الاخرى المتعلقة بالحل السلمي الشامل للقضية الكردية
في تركيا التي ظلت تلح عليها ادارة بوش واشارت اليه رايس ولمح اليه قبل
اسابيع اردوغان شخصيا حينما تحدث عن خطة او تصورات جديدة لحكومته حول
الاكراد في البلاد