االله يكفيني
إنني أقف منذهلا.خاشعاً أمام تدبير الله المطلق.
مثال الأخت سيسيل يحملني على الرجاء والثقة بأن محدوديتنا المضنكة. ان
عرفنا ان نعيشها ببساطة واستسلام بنوى لا تبعية. تفتح أمامنا، لا محالة. أفقا مشرّعة.
اخطر ما في الوجود هو ان يمر الإنسان في هذا العالم مثل خيال من دون ان يرسم أثراً او يخلف ذكرا ويظل
منسيا. لقد عرفت الأخت سيسيل منذ نعومة أظفاري في رعية مسكنتا ثم لما أصبحت
كاهنا.، فرأيتها راهبة ممتلئة من الله مكتفية به. تعيش دعوتها الديرية ببساطة وانشداد
ووفاء مطلق. عاشتها بوعورتها (ترحيل وهجرة) وعذوبتها (دير جديد في الموصل وبيوت في
بغداد) ومن دون تأويل ولا تحوير وعندما اختارتها أخواتها رئيسة عامة لهن حافظت على
بساطتها الإنجيلية وصفائها واستكانتها.
استشهادها ولادة
جديدة انطلقت حياتها انطلاقة جديدة .هذه الأخت البسيطة (الطفل) بمفهوم الإنجيل
دخلت الملكوت وأعطيت اسما جديدا (شهيدة) يُحَدث به في الكنيسة كلها هناك أناس
يقتلون أنفسهم في سبيل الشهرة والأخت سيسيل لم تبحث عنها بل عملت في الخفاء
والتخلي في القناعة والواقعية في البراءة والفرح والطمأنينة. لذلك أخرجها الله من
خفائها ومجدها وجعلها ذكراً ابدياً يخترق الزمن. فحق لها ان تقول مع مريم امها
(لقد صنع بي عجائب، القدوس اسمه) بها انعم الرب على الكنيسة الكلدانية وعلى أخوات
القلب الأقدس نعمة ( الشهادة) وسط كل الضعف والتراجع. توَّجها شهيدة، تعطي لنا
وللاخواتها اليوم واللواتي يؤتين فيما بعد نموذجاً واقعياً متألقاً للرجاء. رجاءها
يغير الحياة ويغير المستقبل. رجاء يعرف الطريق ويقود المسيرة، لاسيما لما تظلم
الدنيا وتخيم العتمة. رجاء حياة خصبة وبركة.
احبائي نشكر الله على هذه الشهادة ونحاول ان نقتدي بؤختنا ونحيا على مثالها