تاريخ سامراء في مؤتمر ومعرض في لندن
استضافت العاصمة البريطانية لندن مؤتمرا اقيم في كلية الدراسات الشرقية والافريقية تحت عنوان "سامراء: التراث والثقافة".
قال باحثون وعلماء شاركوا في المؤتمر أن التحول الايجابي الذي شهدته مدينة سامراء مؤخرا يعتبر نموذجا على التحول في اتجاه العلاقة بين مختلف مكونات المجتمع العراقي خلال الأشهر الماضية.
وقال السيد فاضل بحر العلوم من مؤسسة آل البيت لإحياء التراث لبي بي سي إن "ما يجري في سامراء هو الوجه الحقيقي للعراق"، مضيفا ان "الشيعة كانوا يعيشون في بغداد مع السنة، وكان هم السنة يزورون العتبات في سامراء كما يزورها الشيعة دون ان يكون هناك اي اختلاف."
وشهدت سامراء في عام 2007 تفجيرات مروعة أودت بحياة العشرات وأدت إلى تدمير قبة ضريحي الإمام الحسن العسكري والإمام علي الهادي وهما من أئمة الشيعة الإثني عشر.
تاريخ الطائفية
وتحدث في المؤتمر عدد من الباحثين المتخصصين في الشأن العراقي من العراق وخارجه من أبرزهم بيتر سلجليت الأستاذ في جامعة يوتاه الأمريكية.
واختار سلجليت في ورقته أمام المؤتمر الحديث عن تاريخ الطائفية في العراق، وعن كيفية تلاعب الاحتلال البريطاني بها وتغذيتها من خلال تقوية نفوذ السنة على الشيعة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مرقد الامامين العسكريين بسامراء بعد تفجير يونيو 2007 (ارشف) |
ومن جانب آخر، انتقد سلجليت ما تقوم به الولايات المتحدة حاليا بدعمها حكومة يطغى عليها الطابع الشيعي، كما قال.
وأشار سلجليت في معرض حديثه إلى أن فكرة القومية العربية لعبت دورا في تغذية الطائفية بالعراق وقال: " عندما ظهرت القومية العربية في العراق كانت بالأساس فكرة سنية وبهذا أصبح ينظر إلى الشيعة على أنهم ليسو عربا."
المعرض
وأقيم على هامش المؤتمر معرض عن سامراء، وعن جهود إعادة بناء القبة الذهبية التاريخية التي دمرت في تفجيرات عام ألفين وسبعة.
وتشرف الحكومة العراقية حاليا بالتعاون مع اليونسكو على إعادة بناء القبة بمشروع بلغت كلفته عشرات الملايين من الدولارات، وتحاول الحكومة أن توفر الدعم اللازم لذلك.
وبنيت سامراء على يد الخليفة العباسي المعتصم في عام 835 ميلادي / 221 هجري.
وتقع المدينة على الضفة الشرقية لنهر دجلة في محافظة صلاح الدين وتبعد 125 كيلومترا شمال العاصمة بغداد. ويسكنها نحو 300 الف نسمة معظمهم من العرب السنة.
وتضم سامراء ضريحَي الإمامين ِعلي الهادي والحسن العسكري واخت الامام علي الهادي السيدة حكيمة، زوجة الامام الحسن العسكري السيدة نرجس ، وبجوار ضريحها السرداب الذي يعتقدُ الشيعة أن آخر أئمتهم، "المهدي المنتظر" ظهرَ عنده للمرة الأخيرة.
وتقول هادية سعد مديرة المعرض والمؤتمر إن الهدف من عقد مؤتمر واقامةمعرض عن سامراء هو إلقاء الضوء على هذه المدينة التي لا يعرف عنها الكثيرون شيئا مقارنة بمدن تضم عتبات شيعية أخرى مثل كربلاء.