من الحماقة أن لا أتحرَّق حباً لهذا الطفل.
من الحماقة أن لا أسبِّحهُ وأحِبُّه.
إن قلبه لم يفكر، ولسانه لم يتفوَّه،
ويده لم تُقدِم على أي عمل من أعمال الخطيئة.
إني أسبِّحُهُ إلى أبعد الحدود،
فكل التسبيح والحب له،
إنني أحبه، وأعيشُ فيه،
ولا أستطيع العيش بعيداً عنه.
أنتَ أحلى ما في الحب
أنتَ أغلى أمنية
أنتَ النور الذي يتشوَّقُ الانسان أن يصل إليه.
الحياة هي أن نُحبَّهُ
والموت هو أن نبتعدَ عنه.
والحياة فيه المتعة.
انه لي، عطية من الله،
وأنا له، كدين في عنقي،
فهو يستحقني، وأنا أستحقه.
كان في البداية صديقاً
وأما الآن، فهو أفضل صديق.
كان شاباً، ولكن كان حكيماً.
كان صغير الجسم، ولكن كان قوياً
كان إنساناً، ولكنه كان إلهاً.
وكحكيم، فقد كان يملك المعرفة،
وكقوي، فقد كان يملك القوة،
وكاله، كان يحب أن يبارك.
انه يحكم بمعرفته، ويدافع عنا بقوته،
ومحبته تشمل الجميع.
ميلاده كان مسرتنا
وحياته نورنا
وموته كان نهاية عبوديتنا.
انه يبكي ويتنهد ويلهث
ومن دموعه وتنهداته ونبضاته يتفجر ينبوع الفرح.
أيها الطفل، الكلي القدرة،
الذي يستطيع بذراعيه الرقيقتين أن يهزم جميع الأعداء،
صحِّح أخطائي،
وأحمِ حياتي،
وقُدني إلى الطريق
عند مماتي.
- القديس روبرت ساوتويل اليسوعي
روبرت ساوتويل ( 1561- 1595 ): كان شاعراً بارزاً ومبشراً في انكلترا خلال حكم الملكة اليزابيت الأولى. وبعد ست سنوات من التبشير، القي القبض عليه وعذبَ وسجن لمدة سنتين ونصف، وأخيرا حُكمَ عليه واعدمَ.