موعظة الأحد الخامس من الصيف (السنة الثانية)
النص: (لوقا7:17-10) التواضع في الخدمة
ترتكز كل حياة إنسانية صحيحة، على عوامل عديدة تجعل منها حياة إنسانية تستحق أن تُعاش وأن يُشاد بها، فالعلاقات الإنسانية مبنية في جوهرها على الخدمة الصحيحة والنقية التي يُقدمها الواحد للآخر، خدمة لا هدف شخصي لها، وإنما تُقدم للآخر لأنها خدمة فقط، بدون أي إضافات، تُقدم للآخرين لأنها من المفروض أن تعطى لهم.
"مهما فعلتم فقولوا إنا عبيد بطالون"، يضع ربنا أمامنا في هذه العبارة جملة من التساؤلات، فتثير فينا الشوق لإعادة النظر في طبيعة الخدمات التي نُقدمها للآخرين، إن إنجيل اليوم هو في حقيقة الأمر محاضرة مهمة ينبغي لكل إنسان مهما كان انتماؤه أن يشترك فيها.
الكثير من الناس اليوم، أصبحوا لا يميزون بين ما هو واجب عليهم كبشر، وبين ما يفرضه عليهم الإيمان من أعمال جديدة تُضاف إلى خدمتهم الأُخرى، فنرى الكثير يُعطون لما يقومون به من خدمات للآخرين صفة التضحية والعطاء الذاتي، بل يذهب البعض ليُعطيه صفة القدسية، وأصبحوا يخلطون بين أعمال الإيمان، والتي تكون بطبيعتها أعمالاً خارقة، بمعنى أنها تتجاوز المعنى الطبيعي، وبين ما تفرضه عليهم الطبيعة البشرية من أعمال تجاه الآخرين.
فنجد إنسان اليوم يتباهى بكل عمل يقوم به، حتى عمله اليومي الواجب عليه القيام به.. إيماننا وربنا يدعوانا لنميز بين أعمالنا الإنسانية اليومية، وخدمتنا الإيمانية، تلك الخدمة المبنية على كلمة الله، فالخدمة الإيمانية هي ليست القيام بأعمال خارقة، ولكن هي أن نتمم أعمالنا الاعتيادية بطريقة خارقة؟!...
ربنا، يدعونا اليوم، لنُبعد عن أعمالنا التي نقوم بها، تلك التسميات الرنانة، التي تُفرغها من هدفها ومعناها، وتجعلها تأخذ نكهة تجارية، وتتصف بالمقايضة أكثر منها بالخدمة. فلنكن حذرين، أولاً من أنفسنا، لأننا قد نشوّه الحياة الإنسانية، بحجة أننا مؤمنين، ونكون بالتالي فريسيي العصر الجديد، الذين يُبالغون في كل شيء، حتى بوصايا الله، ووجباتهم تجاه إخوتهم البشر.
ولنتعلم أن نردد جملة يسوع لنا اليوم (مهما فعلنا فنحن عبيد بطالون)، ولتكن أعمالنا على الدوام لمجد الرّب، مبعدين عنّا على تفاخر زائف.
القس
أفرام كليانا دنخا
26/7/2008
النص: (لوقا7:17-10) التواضع في الخدمة
ترتكز كل حياة إنسانية صحيحة، على عوامل عديدة تجعل منها حياة إنسانية تستحق أن تُعاش وأن يُشاد بها، فالعلاقات الإنسانية مبنية في جوهرها على الخدمة الصحيحة والنقية التي يُقدمها الواحد للآخر، خدمة لا هدف شخصي لها، وإنما تُقدم للآخر لأنها خدمة فقط، بدون أي إضافات، تُقدم للآخرين لأنها من المفروض أن تعطى لهم.
"مهما فعلتم فقولوا إنا عبيد بطالون"، يضع ربنا أمامنا في هذه العبارة جملة من التساؤلات، فتثير فينا الشوق لإعادة النظر في طبيعة الخدمات التي نُقدمها للآخرين، إن إنجيل اليوم هو في حقيقة الأمر محاضرة مهمة ينبغي لكل إنسان مهما كان انتماؤه أن يشترك فيها.
الكثير من الناس اليوم، أصبحوا لا يميزون بين ما هو واجب عليهم كبشر، وبين ما يفرضه عليهم الإيمان من أعمال جديدة تُضاف إلى خدمتهم الأُخرى، فنرى الكثير يُعطون لما يقومون به من خدمات للآخرين صفة التضحية والعطاء الذاتي، بل يذهب البعض ليُعطيه صفة القدسية، وأصبحوا يخلطون بين أعمال الإيمان، والتي تكون بطبيعتها أعمالاً خارقة، بمعنى أنها تتجاوز المعنى الطبيعي، وبين ما تفرضه عليهم الطبيعة البشرية من أعمال تجاه الآخرين.
فنجد إنسان اليوم يتباهى بكل عمل يقوم به، حتى عمله اليومي الواجب عليه القيام به.. إيماننا وربنا يدعوانا لنميز بين أعمالنا الإنسانية اليومية، وخدمتنا الإيمانية، تلك الخدمة المبنية على كلمة الله، فالخدمة الإيمانية هي ليست القيام بأعمال خارقة، ولكن هي أن نتمم أعمالنا الاعتيادية بطريقة خارقة؟!...
ربنا، يدعونا اليوم، لنُبعد عن أعمالنا التي نقوم بها، تلك التسميات الرنانة، التي تُفرغها من هدفها ومعناها، وتجعلها تأخذ نكهة تجارية، وتتصف بالمقايضة أكثر منها بالخدمة. فلنكن حذرين، أولاً من أنفسنا، لأننا قد نشوّه الحياة الإنسانية، بحجة أننا مؤمنين، ونكون بالتالي فريسيي العصر الجديد، الذين يُبالغون في كل شيء، حتى بوصايا الله، ووجباتهم تجاه إخوتهم البشر.
ولنتعلم أن نردد جملة يسوع لنا اليوم (مهما فعلنا فنحن عبيد بطالون)، ولتكن أعمالنا على الدوام لمجد الرّب، مبعدين عنّا على تفاخر زائف.
القس
أفرام كليانا دنخا
26/7/2008