موعظة الأحد الثاني من الصيف
النص: (لوقا3:15-7) مثل الخروف الضائع
يأتي مثل الخروف الضائع بين الأمثال التي يقدمها لنا يسوع ليوضح رحمة الله الفائقة على البشر، إلى جانب مثل الدرهم المفقود والابن الضال. مشكلة الضياع إحدى أكبر المشاكل التي يُعاني منها الإنسان في عالم اليوم، لا سيما ونحن نشهد تطورًا كبيرًا شمل كل المجالات، وكلها قبل أن تكون اختراعات إنسانية، هي في حقيقة الأمر طرق تنادينا للسير فيها.
في مشوار حياتنا نصادف طرقًا كثيرة كلها مكتوب عليها (يُسمح بالمرور!..) ولكن قبل الولوج فيها ينبغي أولاً دراستها ومعرفة الأزقة التي تمر فيها، وإحدى تلك الأزقة هي الضياع.. إنجيل اليوم يُقدم لنا صورة الخروف (الإنسان) الذي اختار طريقًا بعيدًا عن الراعي (الله)، فأراد أن يتعرف على العالم من حوله بمفرده، بالاعتماد على قدراته الذاتية فقط دون الله، فتاه في برية الحياة، حيث الذئاب الخاطفة التي تترصد له على الدوام.
نقف في هذا المثل أمام نقطتين مهمتين: الأولى هي أن الإنسان لا يستطيع لوحده السير في الحياة، بل هو دائمًا يُحقق ذاته مع الجماعة وفي الجماعة، وإلاّ كان مصيره كمصير الخروف الضائع الذي ابتعد عن جماعته، وهذا الابتعاد يمكن قياسه على كل المستويات، فقد ابتعد عن الآخرين بأفكاري، وأسلوب حياتي، وهذا صحيح إن كان مبني على أساس وحدة الجماعة وتقدمها ونموها، وبخلاف ذلك يكون انعزالاً عن الآخرين وبالتالي عن الله ذاته، لأن الله يكون حيث يكون الإنسان.
من جهة أُخرى نرى بان هذا الراعي (الله) غني جدًا، فلماذا يهتم بهذا الواحد؟.. لأن الله يحب كل فرد لوحده، إنه يُحب الدخول في علاقة شخصية مع كل واحد فينا... ورحلة البحث التي قام بها ربنا في البرية عن خروفه الضال لا تزال إلى اليوم مستمرة، فرحلات البحث عن الإنسان لا يمكن لها أن تنتهي في يوم من الأيام، ونحن مدعوين للبحث مع الله عن الضائعين في العالم.
لو لم يكن هذا الراعي قد قام بمغامرة البحث عن الضائع، لفقد باقي القطيع ثقته به، لأنه تخلى بسهولة عن أحد أصدقائهم، فهم كلهم معرضين لمثل هذا الموقف.. لذلك إخوتي الأعزاء، علينا الانتباه في مسيرة حياتنا إلى الطرق التي نسلكها، وأن نحدد الهدف الذي نبتغيه منها، فإن كنت لا تعرف إلى أين أنت ذاهب ستكون كل الطرق متشابهة بالنسبة لك، فليكن الله هو هدفنا، عندها لن نتوه أبدًا.
القس
أفرام كليانا دنخا
4/7/2008
النص: (لوقا3:15-7) مثل الخروف الضائع
يأتي مثل الخروف الضائع بين الأمثال التي يقدمها لنا يسوع ليوضح رحمة الله الفائقة على البشر، إلى جانب مثل الدرهم المفقود والابن الضال. مشكلة الضياع إحدى أكبر المشاكل التي يُعاني منها الإنسان في عالم اليوم، لا سيما ونحن نشهد تطورًا كبيرًا شمل كل المجالات، وكلها قبل أن تكون اختراعات إنسانية، هي في حقيقة الأمر طرق تنادينا للسير فيها.
في مشوار حياتنا نصادف طرقًا كثيرة كلها مكتوب عليها (يُسمح بالمرور!..) ولكن قبل الولوج فيها ينبغي أولاً دراستها ومعرفة الأزقة التي تمر فيها، وإحدى تلك الأزقة هي الضياع.. إنجيل اليوم يُقدم لنا صورة الخروف (الإنسان) الذي اختار طريقًا بعيدًا عن الراعي (الله)، فأراد أن يتعرف على العالم من حوله بمفرده، بالاعتماد على قدراته الذاتية فقط دون الله، فتاه في برية الحياة، حيث الذئاب الخاطفة التي تترصد له على الدوام.
نقف في هذا المثل أمام نقطتين مهمتين: الأولى هي أن الإنسان لا يستطيع لوحده السير في الحياة، بل هو دائمًا يُحقق ذاته مع الجماعة وفي الجماعة، وإلاّ كان مصيره كمصير الخروف الضائع الذي ابتعد عن جماعته، وهذا الابتعاد يمكن قياسه على كل المستويات، فقد ابتعد عن الآخرين بأفكاري، وأسلوب حياتي، وهذا صحيح إن كان مبني على أساس وحدة الجماعة وتقدمها ونموها، وبخلاف ذلك يكون انعزالاً عن الآخرين وبالتالي عن الله ذاته، لأن الله يكون حيث يكون الإنسان.
من جهة أُخرى نرى بان هذا الراعي (الله) غني جدًا، فلماذا يهتم بهذا الواحد؟.. لأن الله يحب كل فرد لوحده، إنه يُحب الدخول في علاقة شخصية مع كل واحد فينا... ورحلة البحث التي قام بها ربنا في البرية عن خروفه الضال لا تزال إلى اليوم مستمرة، فرحلات البحث عن الإنسان لا يمكن لها أن تنتهي في يوم من الأيام، ونحن مدعوين للبحث مع الله عن الضائعين في العالم.
لو لم يكن هذا الراعي قد قام بمغامرة البحث عن الضائع، لفقد باقي القطيع ثقته به، لأنه تخلى بسهولة عن أحد أصدقائهم، فهم كلهم معرضين لمثل هذا الموقف.. لذلك إخوتي الأعزاء، علينا الانتباه في مسيرة حياتنا إلى الطرق التي نسلكها، وأن نحدد الهدف الذي نبتغيه منها، فإن كنت لا تعرف إلى أين أنت ذاهب ستكون كل الطرق متشابهة بالنسبة لك، فليكن الله هو هدفنا، عندها لن نتوه أبدًا.
القس
أفرام كليانا دنخا
4/7/2008