موعظة الأحد الثالث من الرسل
النص: (لوقا23:10-42) مثل السامري الصالح
تعتبر الرحمة إحدى أهم الأهداف الأساسية لكل الديانات على وجه العموم، فكلها تدعو إلى الرحمة. ولكن علينا الانتباه إلى أن كل عمل رحمة لا بد وأن لا يكون مبنيًا على مصلحة تقابله، فالبعض يعمل عملاً صالحًا للحصول على شيء ما. مثل هذه الأعمال تشوّه صورة الرحمة النقية المبنية على مساعدة الإنسان، لأنه إنسان فحسب... وإيماننا المسيحي يعتبر الرحمة الترجمة العملية لحقيقة الرسالة المسيحية المبنية على احترام الآخر لأجل شخصه بعيدًا عن المآرب الشخصية، فأي نوع من أعمال الرحمة نحمل بدواخلنا؟...
تعكس الرحمة عندما يعيشها الإنسان حقيقة حضور الله في العالم، فالرحمة هي المرآة التي من خلالها يكون الله حاضرًا، فعندما تشوه الرحمة فأنت في الحقيقة تشوه صورة الله فيك. إنها تتطلب منا أن نقدم وجه الله (الرحوم) لكل إنسان على حد سواء بغض النظر عن انتمائه وعرقه ودينه، وهذا ما قام به السامري، الذي نظر إلى الإنسان لذاته.
اليوم، نقف أمام ثلاثة نظرات مهمة، تمثل موقف الإنسان من أخيه الإنسان، موقف يتخذه الإنسان مستندًا إلى النظرة التي تهيمن عليه، فكل الأشياء الصالحة والشريرة تعتمد على طريقة نظرتك إليها...
نقف أولاً أمام نظرة اللصوص إلى الضحية، فقد رأوا فيه غنيمة وصيد وافر يجلب لهم السعادة والراحة، فجردوه من كل شيء للحصول على تلك السعادة المزعومة، متناسين أن السعادة الحقيقية تكون عندما نساهم في ملء الآخرين، لا تفريغهم.. عندما نجعل الآخر هدفًا لا وسيلة.
ونظرة الكاهن واللاوي الذين اعتبرا الضحية همًا يجب تلافيه، لأن هناك أعمال أهم ليقوما بها، أعمال تمجد الله، وتهمل خليقته، وصورته في العالم، فأيهما الأهم؟!..
ونظرة السامري، الذي رأى في الضحية فرصة ليعيش إيمانه بصورة عملية منظورة، فرصة قد لا تتكرر من جديد..
ثلاثة نظرات مختلفة، لكنها متشابهة لأنها جميعها نظرات إنسانية نصادفها على الدوام... فنحن اليوم مدعوين لمعرفة أي من تلك النظرات تعيش في داخلنا؟...
القس
أفرام كليانا دنخا
25/5/2008
النص: (لوقا23:10-42) مثل السامري الصالح
تعتبر الرحمة إحدى أهم الأهداف الأساسية لكل الديانات على وجه العموم، فكلها تدعو إلى الرحمة. ولكن علينا الانتباه إلى أن كل عمل رحمة لا بد وأن لا يكون مبنيًا على مصلحة تقابله، فالبعض يعمل عملاً صالحًا للحصول على شيء ما. مثل هذه الأعمال تشوّه صورة الرحمة النقية المبنية على مساعدة الإنسان، لأنه إنسان فحسب... وإيماننا المسيحي يعتبر الرحمة الترجمة العملية لحقيقة الرسالة المسيحية المبنية على احترام الآخر لأجل شخصه بعيدًا عن المآرب الشخصية، فأي نوع من أعمال الرحمة نحمل بدواخلنا؟...
تعكس الرحمة عندما يعيشها الإنسان حقيقة حضور الله في العالم، فالرحمة هي المرآة التي من خلالها يكون الله حاضرًا، فعندما تشوه الرحمة فأنت في الحقيقة تشوه صورة الله فيك. إنها تتطلب منا أن نقدم وجه الله (الرحوم) لكل إنسان على حد سواء بغض النظر عن انتمائه وعرقه ودينه، وهذا ما قام به السامري، الذي نظر إلى الإنسان لذاته.
اليوم، نقف أمام ثلاثة نظرات مهمة، تمثل موقف الإنسان من أخيه الإنسان، موقف يتخذه الإنسان مستندًا إلى النظرة التي تهيمن عليه، فكل الأشياء الصالحة والشريرة تعتمد على طريقة نظرتك إليها...
نقف أولاً أمام نظرة اللصوص إلى الضحية، فقد رأوا فيه غنيمة وصيد وافر يجلب لهم السعادة والراحة، فجردوه من كل شيء للحصول على تلك السعادة المزعومة، متناسين أن السعادة الحقيقية تكون عندما نساهم في ملء الآخرين، لا تفريغهم.. عندما نجعل الآخر هدفًا لا وسيلة.
ونظرة الكاهن واللاوي الذين اعتبرا الضحية همًا يجب تلافيه، لأن هناك أعمال أهم ليقوما بها، أعمال تمجد الله، وتهمل خليقته، وصورته في العالم، فأيهما الأهم؟!..
ونظرة السامري، الذي رأى في الضحية فرصة ليعيش إيمانه بصورة عملية منظورة، فرصة قد لا تتكرر من جديد..
ثلاثة نظرات مختلفة، لكنها متشابهة لأنها جميعها نظرات إنسانية نصادفها على الدوام... فنحن اليوم مدعوين لمعرفة أي من تلك النظرات تعيش في داخلنا؟...
القس
أفرام كليانا دنخا
25/5/2008