لم يكن الموقف أحسن حالا بالنسبة الى الفلسطيني زاهر، اذ جمعته وأمل صداقة متينة خلال وجودهما في الأكاديمية وتقاسما الأفراح والأحزان، وكادت علاقتهما أن تتحول الى قصة حب لولا تدخل ظروف حالت دون ذلك. لم يتمالك زاهر نفسه عند إعلان مغادرة أمل فاغرورقت عيناه بالدموع رافضاً فكرة عودته من دونها الى الاكاديمية.
اثبتت أمل خلال الأشهر الثلاثة الماضية أنها مشروع نجمة حقيقية، فهي تتمتع بكاريزما استثنائية وصوت جيّد وخفة ظل على المسرح، ما يخولها دخول قلب المشاهد بسرعة كبيرة، اضافة الى شكلها الجذاب الذي يذكرنا بالنجمات العالميات. لكنَّ الحفلتين الأخيرتين خذلتاها، اذ تغلب عليها التعب وخانها صوتها لأكثر من مرة، فلم تكن أمل التي اعتدنا عليها النابضة بالفرح والحيوية ونسيت أنها ضمن منافسة، لا يسلم منها الضعيف والمتخاذل.
حفلة متميّزة
لا نبالغ اذا قلنا إن الحفلة الثالثة عشرة من «ستار اكاديمي» كانت من أكثر الحفلات تميزاً، كيف لا وضيفاها هما النجم اللبناني فارس كرم والعالمي ايف لاروك. فالأول حوّل الصالة الى حفلة راقصة، فلم يبق شخص الا ووقف يغني «التنورة» و«شارع الحمراء» و«الختيار»، حتى ان الحاضرين لم يلتزموا بأوامر مدير المسرح طوني واكد، فشكلوا حلقات دبكة في بعض زوايا الاستوديو. لكننا لم نعرف لماذا لم يسمح سوى للطالب الأردني محمد بمشاركة فارس كرم الغناء، علماً أن اللبناني سعد يتقن اللهجة أكثر وبعفوية.
من ناحية أخرى، ما إن وطىء الفنان العالمي ايف لاروك خشبة المسرح حتى وقف الحضور يصفّق ويصرخ باسمه. وفي دردشة للـ«الجريدة» مع الحضور، علمْت أن غالبيتهم حضروا الى الصالة لسماعه ومشاهدته. لم يبق احد الا وغنى معه أغنيته الشهيرة التي احتلت المراتب الأولى عالمياً My dream is to fly. لم تستطع مقدمة البرنامج هيلدا خليفة اخفاء فرحتها، فرقصت وصفقت، وشاركتها مدربة الرقص اليسار كركلا حماستها أيضا.
ألهب لاروك المسرح والحضور بطريقة لم تعرفها حفلات «ستار اكاديمي» سوى مرات معدودة، فشعرنا وكأننا في حفلة عالمية يحضرها الآلاف. وفي حديثه مع هيلدا لم يخف اعجابه بالطالب التونسي نادر، الذي شاركه الغناء، متوقعاً له مستقبلا باهراً في عالم الفن.
ليت ادارة الأكاديمية اكتفت بالضيفين الأولين وحرمتنا من اطلالة الفنانة الكندية شانتال شامندي، التي لم تضف الى الحلقة الا نشازا ورتابة في اطلالتها، حتى أن الطالبة المصرية ميرهان والجزائرية أمل تفوقتا عليها شكلا واداء خلال مشاركتها الغناء.
سعد الى الأمام
حلَّ المشترك اللبناني سعد في المرتبة الأولى، ضمن قائمة أفضل أربعة طلاب لهذا الأسبوع، فحصد هدية مميزة من قبل رئيسة الأكاديمية وهي منحة لدراسة الموسيقى مدتها ثلاثة أعوام، جائزة يستحقها عن جدارة، فهو يثبت يوما بعد يوم أنه مثال الطالب المجتهد والملتزم، مؤكداً امكاناته الغنائية وموهبته الحقيقية التي تؤهله للوصول الى النهائيات الى جانب زميليه نادر وعبدلله.
تألّق سعد في هذه الحفلة أثناء غنائه الموّال اللبناني وأغنية «بالساحة» للفنان الراحل نصري شمس الدين، كذلك لم يكن أقل تميزاً عند آدائه أغنية «مأثّر فيي» للفنان اللبناني فضل شاكر، وهذا ما يؤكد أنه قادر على خوض غمار الألوان الغنائية كافة، من الطربي الى الشعبي فالأغنية الخفيفة، بطريقة مميزة.
يوميات
بعد اعلانها لأكثر من مرة أنها تحلم بأن تصبح مقدمة برامج، حققت رئيسة الأكاديمية رولا سعد رغبة الطالبة المصرية ميرهان، اذ سمحت لها بمشاركة المقدمة هيلدا خليفة تقديم حلقة من يوميات «ستار اكاديمي»، فبرهنت عن تمكُّن وثقة واضحين وشدَّت، من خلال شخصيتها العفوية وشكلها الجميل، كل من شاهدها. يبدو أن الحظّ لم يخذل ميرهان منذ دخولها برنامج «ستاراك»، لأنه سيشكل لها باباً عريضاً لتحقيق ذاتها والانطلاق نحو النجومية.
على الهامش
• بدا على وجه رئيسة الأكاديمية رولا سعد ارتياحاً ملحوظاً هذا الاسبوع، وهي من المرات القليلة التي لا تكون فيها متوترة، كونها تريد أن تقدّم الأفضل دائما،ً من دون الوقوع بأي خطأ يذكر، فكانت تغني وتصفق بين الحين والآخر.
• يبدو التحيّز واضحاً من قبل الأستاذ فؤاد فاضل لصالح الطالب الأردني محمد، وهذا ما ظهر واضحاً عليه اثناء اعتلاء الأخير المسرح.
• لا نعرف لماذا تلوم رئيسة الاكاديمية والاساتذة محمد على تصرفاته السيئة، فيما يلبسونه في الحفلة قميصاً كتبت عليه عبارة «انا الوالي»، وكأنه تقدير على ما يقوم به داخل الأكاديمية وعلى مشاكله مع زملائه... ألن يزيد هذا من تعجرفه وتصرّفاته السلبية؟
• يزيد تألُّق المقدمة هيلدا خليفة حفلة تلو اخرى وتثبت لنا عفوية وصدقاً واضحين في تقديمها وتصرفاتها.
• لا يمكن أن يتجاهل كل من يشاهد مدربة الرقص اليسار كركلا علامات التشجيع التي تشع من عينيها، ما يعطي دفعاً اكبر للطلاب والراقصين.
شانتال شامندي