مكتبة بغداد .. بين العودة وتواري الحقبـات الـتـاريخيـة
22/11/2007
مونتريال - ا ف ب - بعد عمليات النهب الكثيفة التي تعرضت لها في العام 2003، تبعث المكتبة والمحفوظات الوطنية العراقية للحياة لكن مع اختفاء حقبات تاريخية كاملة تمتد من الحكم العثماني الى نظام البعث السابق او الاحتفاظ بها في الولايات المتحدة، كما يقول مدير هذه المؤسسة آسفا.
واوضح سعد اسكندر في مونتريال انه بعد الاجتياح الاميركي للعراق في العام 2003 ''فقدنا 60% من مجموعاتنا، كل خرائطنا وصورنا تقريبا.. و90% من كتبنا النادرة. لكن الامور بدأت تعود لنصابها، واصبحنا في وضع افضل مما كنا عليه في ظل حكم صدام حسين''.
ويزور مدير المكتبة والمحفوظات الوطنية العراقية هذا الاسبوع عاصمة مقاطعة كيبيك الكندية للمشاركة في المؤتمر السنوي لمؤسسة الدراسات حول الشرق الاوسط التي تستضيف نحو الف باحث هذا العام.في نيسان 2003 اثر سقوط نظام صدام امتدت ايادي النهب لتعبث بالمكتبة والمحفوظات العراقية كما غمرت المياه مخزنا اخر للارشيفات.
وكانت ارشيفات معظم الوزارات في ظل الحكم العثماني للعراق (1638-1918) وعهد الانتداب البريطاني (1920-1932) والجمهورية العربية (1958-2003) محفوظة في تلك المباني.
وقام فريق اسكندر مذذاك بترميم مبنى المكتبة الوطنية كما شكل هيئة لحفظ الوثائق المتبقية وبدأ -بمساعدة اخصائيين من جمهورية تشيكيا وايطاليا- بترميم الوثائق التالفة.
لكن ان كان مركز المحفوظات في بغداد بدا يعود تدريجيا للحياة بفضل جهود اسكندر فان بقية الارشيفات العراقية لا تزال في حالة يرثى لها على ما يؤكد عدد من الاخصائيين.
وفي هذا الصدد قال نبيل التكريتي ''ان الوضع اليوم اسوأ مما كان عليه في العام 2003 بسبب موجة السرقات وايضا لان معظم المؤسسات المسؤولة عن المحفوظات دمرت باستثناء المكتبة والمحفوظات تحت ادارة اسكندر''.
وكان هذا الاستاذ الشاب في جامعة ماري واشنطن احصى مجموعات مفقودة بعيد سقوط صدام في نيسان 2003.
وقال ''وثائق عديدة كانت في حالة جيدة قبل 2003، لكن فلنكن صادقين، لم تكن متاحة'' للناس، في اشارة الى الرقابة والسيطرة على الاعلام اثناء حكم صدام . كما نهلت الولايات المتحدة وبريطانيا بدورهما من الوثائق ال1001 التي تعتبر كنزا للمعلومات في مكتبة ومحفوظات العراق، خاصة تلك المتعلقة بالطائفة اليهودية في بغداد التي كانت كبيرة العدد قبل انشاء دولة اسرائيل في العام 1948، على ما اكد التكريتي.
وقال اسكندر ''لدى الاميركيين والبريطانيين القسم الاكبر من محفوظات النظام السابق ولذلك اسعى للضغط على السلطات الاميركية لاعادة هذه الوثائق. نحن نطالب باعادتها الى بغداد''.
واوضح ''ان هذه الوثائق ستسمح لنا بفهم كيفية تمكن صدام واعوانه من الهيمنة والسيطرة على المجتمع وكيف تبدل العراقيون انفسهم -في تصرفاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية- في ظل النظام التوتاليتاري''.
وحتى ان كان بامكان العراقيين الوصول الى تلك الوثائق فان القليل جدا من الباحثين المحليين تمكنوا من تفحصها بسبب العوائق التي كانت تعترض البحث الجامعي تحت حكم صدام .
ويعتقد عالم الاناسة (انتربولوجيا) العراقي هشام داود ''ان هناك في الحقيقة القليل جدا من الباحثين في مجال العلوم الاجتماعية في العراق... والبحث هو امر مستجد وربما يتطلب جيلا''.
وقال اسكندر ''اننا نخطط لجيل الشباب''، معربا عن امله في اعداد موقع الكتروني للمحفوظات عندما تصبح هذه الارشيفات جاهزة ومرممة''.
22/11/2007
مونتريال - ا ف ب - بعد عمليات النهب الكثيفة التي تعرضت لها في العام 2003، تبعث المكتبة والمحفوظات الوطنية العراقية للحياة لكن مع اختفاء حقبات تاريخية كاملة تمتد من الحكم العثماني الى نظام البعث السابق او الاحتفاظ بها في الولايات المتحدة، كما يقول مدير هذه المؤسسة آسفا.
واوضح سعد اسكندر في مونتريال انه بعد الاجتياح الاميركي للعراق في العام 2003 ''فقدنا 60% من مجموعاتنا، كل خرائطنا وصورنا تقريبا.. و90% من كتبنا النادرة. لكن الامور بدأت تعود لنصابها، واصبحنا في وضع افضل مما كنا عليه في ظل حكم صدام حسين''.
ويزور مدير المكتبة والمحفوظات الوطنية العراقية هذا الاسبوع عاصمة مقاطعة كيبيك الكندية للمشاركة في المؤتمر السنوي لمؤسسة الدراسات حول الشرق الاوسط التي تستضيف نحو الف باحث هذا العام.في نيسان 2003 اثر سقوط نظام صدام امتدت ايادي النهب لتعبث بالمكتبة والمحفوظات العراقية كما غمرت المياه مخزنا اخر للارشيفات.
وكانت ارشيفات معظم الوزارات في ظل الحكم العثماني للعراق (1638-1918) وعهد الانتداب البريطاني (1920-1932) والجمهورية العربية (1958-2003) محفوظة في تلك المباني.
وقام فريق اسكندر مذذاك بترميم مبنى المكتبة الوطنية كما شكل هيئة لحفظ الوثائق المتبقية وبدأ -بمساعدة اخصائيين من جمهورية تشيكيا وايطاليا- بترميم الوثائق التالفة.
لكن ان كان مركز المحفوظات في بغداد بدا يعود تدريجيا للحياة بفضل جهود اسكندر فان بقية الارشيفات العراقية لا تزال في حالة يرثى لها على ما يؤكد عدد من الاخصائيين.
وفي هذا الصدد قال نبيل التكريتي ''ان الوضع اليوم اسوأ مما كان عليه في العام 2003 بسبب موجة السرقات وايضا لان معظم المؤسسات المسؤولة عن المحفوظات دمرت باستثناء المكتبة والمحفوظات تحت ادارة اسكندر''.
وكان هذا الاستاذ الشاب في جامعة ماري واشنطن احصى مجموعات مفقودة بعيد سقوط صدام في نيسان 2003.
وقال ''وثائق عديدة كانت في حالة جيدة قبل 2003، لكن فلنكن صادقين، لم تكن متاحة'' للناس، في اشارة الى الرقابة والسيطرة على الاعلام اثناء حكم صدام . كما نهلت الولايات المتحدة وبريطانيا بدورهما من الوثائق ال1001 التي تعتبر كنزا للمعلومات في مكتبة ومحفوظات العراق، خاصة تلك المتعلقة بالطائفة اليهودية في بغداد التي كانت كبيرة العدد قبل انشاء دولة اسرائيل في العام 1948، على ما اكد التكريتي.
وقال اسكندر ''لدى الاميركيين والبريطانيين القسم الاكبر من محفوظات النظام السابق ولذلك اسعى للضغط على السلطات الاميركية لاعادة هذه الوثائق. نحن نطالب باعادتها الى بغداد''.
واوضح ''ان هذه الوثائق ستسمح لنا بفهم كيفية تمكن صدام واعوانه من الهيمنة والسيطرة على المجتمع وكيف تبدل العراقيون انفسهم -في تصرفاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية- في ظل النظام التوتاليتاري''.
وحتى ان كان بامكان العراقيين الوصول الى تلك الوثائق فان القليل جدا من الباحثين المحليين تمكنوا من تفحصها بسبب العوائق التي كانت تعترض البحث الجامعي تحت حكم صدام .
ويعتقد عالم الاناسة (انتربولوجيا) العراقي هشام داود ''ان هناك في الحقيقة القليل جدا من الباحثين في مجال العلوم الاجتماعية في العراق... والبحث هو امر مستجد وربما يتطلب جيلا''.
وقال اسكندر ''اننا نخطط لجيل الشباب''، معربا عن امله في اعداد موقع الكتروني للمحفوظات عندما تصبح هذه الارشيفات جاهزة ومرممة''.