عاد مقاتلو جيش المهدي التابعون لرجل
الدين الشيعي مقتدى الصدر بملابسهم السوداء اللون واسلحتهم الى ازقة مدينة
الصدر، ضاحية بغداد، لمواجهة "الظلم" الذي الحقته بهم الحكومة العراقية،
بحسب قولهم.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان مجموعات من جيش المهدي
انتشرت من جديد في ازقة هذه الضاحية الشيعية الفقيرة بعد اختفائها منذ
اب/غسطس الماضي.
وتجمع خمسة اشخاص في زاوية احد الشوارع في انتظار
تقدم القوات الاميركية، وهم يحملون اسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة وقنابل
يدوية، في حين تتنقل مجموعات يرتدي افرادها ملابس سوداء في الشوارع الضيقة
بهدف مهاجمة القوات الاميركية.
وقال سعيد عباس وهو قائد مجموعة من
المقاتلين في اشارة الى معارك كربلاء العام الماضي بين القوات الحكومية
وجيش المهدي "قامت الحكومة وجماعة بدر باعتقالنا في كربلاء، لذا نحن نقاتل
ضد الظلم الذي لحق بنا هناك".
ويضيف "نريد ان ناخذ حقنا من منظمة بدر
(الجناح العسكري للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي) والحكومة (...) هذه
المعركة هي امتداد لمعركة كربلاء التي اعدموا خلالها العديد من مقاتلينا".
وكانت المظاهر المسلحة لجيش المهدي اختفت من الشوارع منذ ان اعلن
الصدر تجميد انشطته في اب/اغسطس من العام الماضي، عقب اشتباكات كربلاء
التي اسفرت عن مقتل 52 شخصا واصابة العشرات بجروح.
ويوضح عباس،
المحارب القديم ابان الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) وحرب الخليج
الثانية (1991) في زمن النظام السابق، ان "معركتنا هي للتضامن مع اخواننا
في البصرة".
وشنت القوات العراقية الثلاثاء عملية عسكرية ضد جيش
المهدي في مدينة البصرة التي تعاني من توتر ومواجهات مستمرة بين الاحزاب
الشيعية المتنافسة.
واعلنت الشرطة مقتل سبعة اشخاص في اشتباكات، لكن مصادر اخرى غير مؤكدة اعلنت مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا.
وبعد
هجوم البصرة الذي يشرف عليه رئيس الوزراء نوري المالكي شخصيا، اندلعت
اشتباكات في مدينة الصدر منذ ظهر الثلاثاء واسفرت حتى الان عن مقتل عشرين
شخصا على الاقل.
ويتابع عباس الاربعيني ووالد خمس بنات وثلاثة ابناء
"نحن نقاتل الحكومة الفاسدة، ونتبع اوامر قيادتنا. واذا اقتضى الامر تقديم
حياتي فساضحي بنفسي، دون اي تردد".
ويترقب عدد من المقاتلين التابعين لعباس بحذر تقدم القوات الاميركية، وبدا عليهم الاستعداد للقتال.
ويقول
عباس الذي يحمل هواتفه الخلوية الثلاثة ويتلقى اتصالات مستمرة من اتباعه
الذين يراقبون تحركات الاميركيين المنتشرين على مشارف المدينة "نحن ندافع
عن انفسنا، وننفذ اوامر قيادتنا".
وبعدها بقليل، يقطع حديثه اتصال
هاتفي يبدو عاجلا ويقول "اين هم (الاميركيون)، هل تقدموا"؟. وكان هذا
كافيا ليسارع عناصره الى اتخاذ مواقع للتخفي والاستعداد للمعركة.
وعلى
مسافة غير بعيدة، قامت مجموعة من الاطفال بتقليد ما يفعله الكبار، فعمدوا
الى مد اسلاك وسط الشوارع ووضع كيس مليء بالرمل في نهاية السلك على انه
عبوة ناسفة.
وبدت شوارع المدينة خالية تماما من السكان، كما اغلقت جميع المحلات التجارية ابوابها فيما اقفلت الدوائر الحكومية كذلك.
وانسحبت
الحواجز الامنية من داخل المدينة وانتشرت على المداخل فقط، فيما قام
مسلحون باحراق عدد من حواجز التفتيش بعد ان طلبوا من الجنود مغادرتها.
وتمركز مسلحون من جيش المهدي في ازقة وطرق الضاحية المكتظة التي يقدر عدد سكانها باقل من مليوني نسمة.
وقال سكان انهم يعتبرون انفسهم ضحية العنف الذي يفرض عليهم بالقوة.
وتساءل محمد سعيد بينما كان جالسا امام محله المغلق "لماذا يفعلون (جيش المهدي) ذلك بعد ان تحسنت الاوضاع مؤخرا؟".
واضاف "خلال اليومين الماضيين، فقدنا الكهرباء والماء، ولا نستطيع بيع شي، كما فقدنا الامن، ولا اعرف متى ياتي دورنا لنموت".
في
غضون ذلك، دعا الصدر الحكومة الى مفاوضات لانهاء الازمة في البصرة، بعد ان
دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الى "مغادرة البصرة"، وامهل المسلحين في
المدينة ثلاثة ايام لالقاء السلاح.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]