(متى 18 :1 – 5 )
لا يتوقف ربنا يسوع عن ارباكنا متحديا ايانا في عمق وجودنا. فهو يعلن بأنه من أجل أن نكون مواطنين في ملكوته الجديد، علينا أن نتخذ موقف طفل. فهل هذا ممكن؟ لا يمكن لاحد ان يكون مواطناً في ملكوت السماء الا من كان له تواضع الطفل.
لا يمكن للطموح الشخصي والمكانة الشخصية والشعبية والفائدة الشخصية أن تجد مكاناً في حياة المسيحي. ويتعلق الأمر في الحياة بما يصبو اليه المرء، فان أراد المرء السلطة فانه يريد تماما ما هو ضد ملكوت السماء. وقال يسوع بأننا نرى في الاطفال السمات التي يجب ان تتجلى في شخص الملكوت في القابلية على التساؤل والصفح والنسيان، حتى عندما يعاملهم الكبار بصورة غير عادلة.
لكن للأطفال قبل كل شيء ثلاثة خصال الأولى وفي المقام الأول التواضع. فالطفل لا يسعى الى الأنوار الساطعة. وهناك خضوع الطفل. فالطفل لا يتخيل أبداً الحياة منفرداً. وأخيرا هناك بساطة الطفل. فالطفل ليس معقداً أو سفسطائياً، وهو سهل القناعة؛ ولا يصبح الأطفال كثيري المطالب الا عندما يُفسدون. ولو قبلنا نحن بحقيقة اتكالنا على الله، لدخلت حياتنا قوة جديدة وسلام جديد. ان باب ملكوت الله ضيق ولا يتسع الا للأطفال للولوج!
الأطفال
يقول بافلوف لأطفاله في روسيا بأن ربنا يسوع سوف يأتي ليزورهم في ليلة عيد الميلاد. انهم ممتلئون بالاثارة وبمرور الأيام يسألون أباهم المرة تلو الأخرى، " كيف سنعرف يسوع؟ كيف سيبدو؟ فيجيب بافوف في كل مرة: أولادي الأعزاء صلوا. صلوا كل يوم قائلين: " يا يسوع، يا بن الله الحي، ارحمني لكي أراك وأعرفك". وفي اليوم السابق لعيد الميلاد حيث يكونون في أوجّ توقعهم، يطرق احد الباب. فيفتح بافوف حالاً، وهناك يقف شحاذ مرتدياً أسمالاً بالية، ووسخاً وكريه الرائحة؛ ومع ذلك يستقبله بالفوف وكأنه ملك. ثم يغسله ويدهن قروحه ويلبسه ملابس جيدة ثم يجلسه على المائدة ويقوم على خدمته. وعند هذه النقطة يقاطعه الأطفال ليسألوا مرة أخرى،" بابا، متى سيأتي يسوع لزيارتنا؟" فيبكي بافلوف: كم مرة قلت لكم وطلبت منكم أن تصلوا يا أولادي- لكنكم ما زلتم عمياناً؟..."
كان طفل يركض يومياً الى مخزن البقال ليجلب حاجات لأمه. وأراد صاحب المخزن أن يكافأه فأراه علبة كبيرة من الحلويات قائلا له،" خذ قليلاً". فأخذ الطفل قطعة بأدب. لكن الرجل شجعه قائلاً،" خذ المزيد، خذ ما تستطيع يداك ان تحمله." فنظر اليه الطفل بابتسامة قائلاً: " حسناً، في هذه الحالة خذهم بدلاً مني!" فسأله الرجل: " لماذا؟" فأجاب الطفل بسرعة، " لأن يديك أكبر من يدي!" ان يد الله أكبر من يدنا دون شك.