كان الملحد فخورا بنفسه وهو يدخل في حضرة الملك متباهيا ومتفاخرا داعيا الملك ان يرتب له مناظرة مع اذكى رجال الدين في المملكة لكي يثبت له ان الله غير موجود.
الملك كان متفتحا وممن يتسمون بقبول الرأي والرأي الآخر فقبل العرض، فرتب موعدا للمناظرة طرفاها صاحبنا الملحد هذا وكبير اساقفة المملكة الذي لم يمانع طبعا من الدخول في هذه المناظرة التي وجدها فرصة لنشر اسم الله وكلمته.
حل اليوم الموعود فجاء الملحد الى ديوان الملك قبل الموعد المقرر بفترة ليست بالقصيرة. اما الاسقف فقد تأخر على الموعد. وعندما طال غياب الاسقف استغرب الجميع من الامر، وبدأ الملحد يلتفت ذات اليمين وذات الشمال الى الحاضرين متفاخرا بنفسه .. كيف لا وهو ينتابه شعور بالنصر على من كان يعتبر من فطاحل رجال الدين. طال الانتظار ولا وجود لعلامة تشير الى ان الاسقف قادم، عندها نهض الملحد قائلا للملك: "هل لديكم بعد كل هذا شك في ان الله غير موجود .. اين اسقفكم هذا الذي انتدبتموه لكي يناظرني في المسألة؟"
وبالكاد اكمل كلامه حتى دخل الاسقف فسأله الملك عن سبب التأخير فأجاب:
"سيدي صاحب الجلالة .. كما تعلمون فانني اسكن في الجهة الاخرى من النهر ولا بد من اخذ قارب لعبور النهر، وعندما كنت اهمّ بركوب القارب حدث امر غريب اثار فضولي كي اعرف ما الذي سوف يحصل. كان هنالك قارب اخر مركون على ضفة النهر، جاء صاحبه كي يستخدمه في العبور الى الضفة الثانية وفجأة وبدون اي تدخل خارجي تحطم ذلك القارب واصبح عبارة عن قطع خشبية تناثرت في النهر واصبح القارب قطعة هنا واخرى هناك، فاستغربنا الامر نحن الحاضرين وصاحب القارب معنا، وما هي الا هنيهة حتى تجمعت قطع ذلك القارب ثانية وعاد مرة اخرى قاربا كما كان في الاول وكأن شيئا لم يكن."
هنا تدخل الملحد وقال: "هل تريد يا سيادة الاسقف ان تقنعني ان القارب تحطم لوحده وعاد ثانية كما كان دون ان يتدخل احد في الامر؟! ما هذا الهراء .. انه شيئ لا يمكن ان يعقله عاقل!!"
اجاب الاسقف: "ان كنت ايها الملحد لا تعقل ان امرا بسيطا مثل هذا قد حدث دون اي تدخل خارجي فكيف يمكنك ان تعقل ان هذا الكون المترامي قد تكوّن دون وجود خالق .. اذن ان كان لديك قليل من العقل كي تفكر فلا بد لك ان تقتنع بأن الله موجود وليس هناك شك بذلك اطلاقا."
لم يمتلك الملحد اي رد على ما قاله الاسقف ولم يجد عن الصمت بديلا، فقال له الملك: "بماذا ترد على سيادة الاسقف؟" سمع الملحد كلام الملك واحنى رأسه الى الاسفل دون ان ينطق حتى ولو بكلمة واحدة وكأنه حجر اصم. فما كان من الملك الا ان يطرده من مجلسه قائلا: "جئتنا متباهيا بأنك سوف تفعل كذا وكذا وكنا نتوقع ان مناظرتك للكاهن سوف تطول وتطول، لكن رجل الرب هذا اسكتك منذ سؤاله الاول لك .. اخرج من هنا واذهب وراجع افكارك الشريرة واطلب من الله ان يهديك الى طريق الحق."
الملك كان متفتحا وممن يتسمون بقبول الرأي والرأي الآخر فقبل العرض، فرتب موعدا للمناظرة طرفاها صاحبنا الملحد هذا وكبير اساقفة المملكة الذي لم يمانع طبعا من الدخول في هذه المناظرة التي وجدها فرصة لنشر اسم الله وكلمته.
حل اليوم الموعود فجاء الملحد الى ديوان الملك قبل الموعد المقرر بفترة ليست بالقصيرة. اما الاسقف فقد تأخر على الموعد. وعندما طال غياب الاسقف استغرب الجميع من الامر، وبدأ الملحد يلتفت ذات اليمين وذات الشمال الى الحاضرين متفاخرا بنفسه .. كيف لا وهو ينتابه شعور بالنصر على من كان يعتبر من فطاحل رجال الدين. طال الانتظار ولا وجود لعلامة تشير الى ان الاسقف قادم، عندها نهض الملحد قائلا للملك: "هل لديكم بعد كل هذا شك في ان الله غير موجود .. اين اسقفكم هذا الذي انتدبتموه لكي يناظرني في المسألة؟"
وبالكاد اكمل كلامه حتى دخل الاسقف فسأله الملك عن سبب التأخير فأجاب:
"سيدي صاحب الجلالة .. كما تعلمون فانني اسكن في الجهة الاخرى من النهر ولا بد من اخذ قارب لعبور النهر، وعندما كنت اهمّ بركوب القارب حدث امر غريب اثار فضولي كي اعرف ما الذي سوف يحصل. كان هنالك قارب اخر مركون على ضفة النهر، جاء صاحبه كي يستخدمه في العبور الى الضفة الثانية وفجأة وبدون اي تدخل خارجي تحطم ذلك القارب واصبح عبارة عن قطع خشبية تناثرت في النهر واصبح القارب قطعة هنا واخرى هناك، فاستغربنا الامر نحن الحاضرين وصاحب القارب معنا، وما هي الا هنيهة حتى تجمعت قطع ذلك القارب ثانية وعاد مرة اخرى قاربا كما كان في الاول وكأن شيئا لم يكن."
هنا تدخل الملحد وقال: "هل تريد يا سيادة الاسقف ان تقنعني ان القارب تحطم لوحده وعاد ثانية كما كان دون ان يتدخل احد في الامر؟! ما هذا الهراء .. انه شيئ لا يمكن ان يعقله عاقل!!"
اجاب الاسقف: "ان كنت ايها الملحد لا تعقل ان امرا بسيطا مثل هذا قد حدث دون اي تدخل خارجي فكيف يمكنك ان تعقل ان هذا الكون المترامي قد تكوّن دون وجود خالق .. اذن ان كان لديك قليل من العقل كي تفكر فلا بد لك ان تقتنع بأن الله موجود وليس هناك شك بذلك اطلاقا."
لم يمتلك الملحد اي رد على ما قاله الاسقف ولم يجد عن الصمت بديلا، فقال له الملك: "بماذا ترد على سيادة الاسقف؟" سمع الملحد كلام الملك واحنى رأسه الى الاسفل دون ان ينطق حتى ولو بكلمة واحدة وكأنه حجر اصم. فما كان من الملك الا ان يطرده من مجلسه قائلا: "جئتنا متباهيا بأنك سوف تفعل كذا وكذا وكنا نتوقع ان مناظرتك للكاهن سوف تطول وتطول، لكن رجل الرب هذا اسكتك منذ سؤاله الاول لك .. اخرج من هنا واذهب وراجع افكارك الشريرة واطلب من الله ان يهديك الى طريق الحق."