موسم الأحد الثاني من الصليب
الفكرة الطقسية:
أن نتحد مع الله هذا يتطلب منا اللقاء به، فالإنسان المؤمن هو الذي يستطيع أن يجمع في كيانه إمكانية الكون إنسانًا بارًا، من خلال طرد كل ما من شأنه أن يسلبهُ متعة اللقاء الحقيقي مع الله. ودور المؤمن في الحياة لا يقتصر على العيش على هذا النحو فقط، بل أن يُساعد الآخرين أيضًا على تحقيقه.
موعظة الأحد الثاني من الصليب
النص: (متى14:17ـ21) يسوع يشفي صبيًا فيه شيطان
تحدثُ هذه المعجزة بعد أن ينزل يسوع من الجبل، أي بعد حدث التجلي، وبرفقته بطرس ويعقوب ويوحنا. يحاول الإنجيل أن يضعنا أمام مقارنة بين حالتين، الأُولى على الجبل، حيث تجلى المجد الإلهي، والثانية أسفل الجبل، حيث بؤس حياة الإنسان وعجزه الكامل في مواجهة الحياة. وما بين أعلى الجبل وأسفله تكون حياة الإيمان، بعبارة أُخرى المسافة بين الأرض والسماء طويلة، والطريق بين الله والإنسان طويل وشاق. ولا يمكن أن يتحقق من دون أيمان.
"جاء إليه رجل وسجد له"، فعل السجود هو انسحاق الذات أمام الله، إنها حركة صلاة مصحوبة بتضرع وطلب، إنه إيمان يُعبّر عنه بحركة. وتنتهي الأعجوبة بدعوة للصلاة والصوم، إننا أمام مشهد متكامل لحياة الإنسان الروحية بجملتها، فالنص يبدأ بالصلاة، وينتهي بالصلاة، وكأن لسان حال يسوع يقول: الله هو الذي يقود دّفة العالم بواسطة الإنسان، والصلاة هي وضع اليد على هذه الدفّة. فهل لدينا نحن اليوم الإيمان الكافي لا لكي نُشفي، بل لكي نجثو... هل حياتنا الإيمانية هي صلاة أم أنها شيء آخر.
"إلى متى أبقى معكم"، لم يكن من السهل على يسوع أن يقول جملة كهذه، لا سيما وهو المعلم الذي يُنظر إليه، كشخص لا طبيعي... ولكن هذا لا يعني أنه لا يمر أحيانًا بلحظات يرى في تصرفات البعض من أتباعه، علامات الفشل، واللافهم لمعنى رسالتهم في العالم. يسوع في حقيقة الأمر ينزعج، ليس لأن الجمع قد أتعبوه من كثرة طلباتهم، ولكن السبب الحقيقي هو أن يسوع يريدنا أن نبقى نحن معه. بكلمة أُخرى أعتدنا في حياتنا أن نقول أن الله معنا دائمًا. ولكن هل نحن مع الله؟!..
في حياتنا اليومية، تُرى ما الذي يدفعنا لنسجد لله، هل هو الواجب الديني؟.. هل هو إلتماس وطلب شيء من الله؟... ومتى نتوجه لله؟... بعد أن تعجز قدراتنا الذاتية البشرية على مواجهة مشكلة ما، عندها فقط يكون الله هو الحل الأخير، في حين أن الله يجب أن يكون هو الحل الأول دائمًا في حياتنا. هكذا يفشل التلاميذ في طرد الشيطان عن الصبي لأنهم اعتمدوا على قدراتهم الذاتية وعلى مكانتهم كونهم تلاميذ يسوع (هكذا في القراءة الأُولى من أشعيا، يؤكد النبي على ضرورة الاتكال على الله وحده دون غيره). وبولس الرسول يُشير إلى أنه (يُعد كل شيء نفاية من أجل أن يربح المسيح)، وهذا الامتياز لا يمكن أن يتحقق إذا أعتمد الإنسان على أمور الجسد..
مرة أُخرى يفشل التلاميذ في فهم معنى الإيمان الحقيقي، وهذا الفهم لا يأتينا إلاّ بالصلاة، فحياتنا المسيحية بدون صلاة، هي أشبه بمذبح من دون قربان، بل هي أشبه بإنجيل بدون المسيح، فلا يكون له معنى.
نحن مدعوين لنجعل من الله أبجدية حياتنا، فهو لا يقتحم حياتنا، بل هو يُدير حلقات تاريخها مع الإنسان وخلف الإنسان وعبر الإنسان، ولكن لا بدون الإنسان. فلنجثو اليوم أمام الله وندعوه لأنه يستمع لنا، نتضرع إليه فينصت إلينا، نصرخ إليه ويُستجاب لنا.
الطلبات:
لنرفع صلاتنا إلى الله أبينا ونصرخ قائلين (يا رب ارحمنا)
• من أجل أن تـكون لدينا القدرة على أن نُشفي كل إنسان يقصُدنا للمساعدة، وأن نرفع الحواجز ما بين النـاس أجمعين ليكونوا قلـبًا واحدًا، على مثال الرب يسوع.... منك نطلب.
• لكي لا يكون إيماننا مبني على مجرد الحاجة إلى من يُشفي أمراضنا، بل أن يكون أولاً وأخرًا لله ذاته، بعيدًا عن روح المقايضة.... منك نطلب.
• ساعدنا يا رب لكي لا نجعل من قوانا الذاتية محورًا لحياتنا، بل رافقنا لنفهم أن معنى الإيمان الحقيقي لا يتجلَ إلاّ فيك، وبشكل خاص من خلال اللقاء بك.... منك نطلب.
• من أجل حياة خالية من التناقضات، التي تعرقل اتحادنا بك، ساعدنا يا رب على أن نرى في صعوبات الحياة رسالة منك تدعونا للتحرر من أنانيتنا واتكاليتنا على ما هو أرضي، وأن نتشبث بما هو سماوي... منك نطلب.
الاب افرام كليانا
الفكرة الطقسية:
أن نتحد مع الله هذا يتطلب منا اللقاء به، فالإنسان المؤمن هو الذي يستطيع أن يجمع في كيانه إمكانية الكون إنسانًا بارًا، من خلال طرد كل ما من شأنه أن يسلبهُ متعة اللقاء الحقيقي مع الله. ودور المؤمن في الحياة لا يقتصر على العيش على هذا النحو فقط، بل أن يُساعد الآخرين أيضًا على تحقيقه.
موعظة الأحد الثاني من الصليب
النص: (متى14:17ـ21) يسوع يشفي صبيًا فيه شيطان
تحدثُ هذه المعجزة بعد أن ينزل يسوع من الجبل، أي بعد حدث التجلي، وبرفقته بطرس ويعقوب ويوحنا. يحاول الإنجيل أن يضعنا أمام مقارنة بين حالتين، الأُولى على الجبل، حيث تجلى المجد الإلهي، والثانية أسفل الجبل، حيث بؤس حياة الإنسان وعجزه الكامل في مواجهة الحياة. وما بين أعلى الجبل وأسفله تكون حياة الإيمان، بعبارة أُخرى المسافة بين الأرض والسماء طويلة، والطريق بين الله والإنسان طويل وشاق. ولا يمكن أن يتحقق من دون أيمان.
"جاء إليه رجل وسجد له"، فعل السجود هو انسحاق الذات أمام الله، إنها حركة صلاة مصحوبة بتضرع وطلب، إنه إيمان يُعبّر عنه بحركة. وتنتهي الأعجوبة بدعوة للصلاة والصوم، إننا أمام مشهد متكامل لحياة الإنسان الروحية بجملتها، فالنص يبدأ بالصلاة، وينتهي بالصلاة، وكأن لسان حال يسوع يقول: الله هو الذي يقود دّفة العالم بواسطة الإنسان، والصلاة هي وضع اليد على هذه الدفّة. فهل لدينا نحن اليوم الإيمان الكافي لا لكي نُشفي، بل لكي نجثو... هل حياتنا الإيمانية هي صلاة أم أنها شيء آخر.
"إلى متى أبقى معكم"، لم يكن من السهل على يسوع أن يقول جملة كهذه، لا سيما وهو المعلم الذي يُنظر إليه، كشخص لا طبيعي... ولكن هذا لا يعني أنه لا يمر أحيانًا بلحظات يرى في تصرفات البعض من أتباعه، علامات الفشل، واللافهم لمعنى رسالتهم في العالم. يسوع في حقيقة الأمر ينزعج، ليس لأن الجمع قد أتعبوه من كثرة طلباتهم، ولكن السبب الحقيقي هو أن يسوع يريدنا أن نبقى نحن معه. بكلمة أُخرى أعتدنا في حياتنا أن نقول أن الله معنا دائمًا. ولكن هل نحن مع الله؟!..
في حياتنا اليومية، تُرى ما الذي يدفعنا لنسجد لله، هل هو الواجب الديني؟.. هل هو إلتماس وطلب شيء من الله؟... ومتى نتوجه لله؟... بعد أن تعجز قدراتنا الذاتية البشرية على مواجهة مشكلة ما، عندها فقط يكون الله هو الحل الأخير، في حين أن الله يجب أن يكون هو الحل الأول دائمًا في حياتنا. هكذا يفشل التلاميذ في طرد الشيطان عن الصبي لأنهم اعتمدوا على قدراتهم الذاتية وعلى مكانتهم كونهم تلاميذ يسوع (هكذا في القراءة الأُولى من أشعيا، يؤكد النبي على ضرورة الاتكال على الله وحده دون غيره). وبولس الرسول يُشير إلى أنه (يُعد كل شيء نفاية من أجل أن يربح المسيح)، وهذا الامتياز لا يمكن أن يتحقق إذا أعتمد الإنسان على أمور الجسد..
مرة أُخرى يفشل التلاميذ في فهم معنى الإيمان الحقيقي، وهذا الفهم لا يأتينا إلاّ بالصلاة، فحياتنا المسيحية بدون صلاة، هي أشبه بمذبح من دون قربان، بل هي أشبه بإنجيل بدون المسيح، فلا يكون له معنى.
نحن مدعوين لنجعل من الله أبجدية حياتنا، فهو لا يقتحم حياتنا، بل هو يُدير حلقات تاريخها مع الإنسان وخلف الإنسان وعبر الإنسان، ولكن لا بدون الإنسان. فلنجثو اليوم أمام الله وندعوه لأنه يستمع لنا، نتضرع إليه فينصت إلينا، نصرخ إليه ويُستجاب لنا.
الطلبات:
لنرفع صلاتنا إلى الله أبينا ونصرخ قائلين (يا رب ارحمنا)
• من أجل أن تـكون لدينا القدرة على أن نُشفي كل إنسان يقصُدنا للمساعدة، وأن نرفع الحواجز ما بين النـاس أجمعين ليكونوا قلـبًا واحدًا، على مثال الرب يسوع.... منك نطلب.
• لكي لا يكون إيماننا مبني على مجرد الحاجة إلى من يُشفي أمراضنا، بل أن يكون أولاً وأخرًا لله ذاته، بعيدًا عن روح المقايضة.... منك نطلب.
• ساعدنا يا رب لكي لا نجعل من قوانا الذاتية محورًا لحياتنا، بل رافقنا لنفهم أن معنى الإيمان الحقيقي لا يتجلَ إلاّ فيك، وبشكل خاص من خلال اللقاء بك.... منك نطلب.
• من أجل حياة خالية من التناقضات، التي تعرقل اتحادنا بك، ساعدنا يا رب على أن نرى في صعوبات الحياة رسالة منك تدعونا للتحرر من أنانيتنا واتكاليتنا على ما هو أرضي، وأن نتشبث بما هو سماوي... منك نطلب.
الاب افرام كليانا