الرئيسية
" فلسفة الروح "
إليكِ وحدكِ التجئُ، لأبشّركِ بأفراحي، وأحزنكِ بأتراحي، وأسردُ عليكِ حكاياتي في الليلِ وفي والنهارِ…. أثقُ فيكِ أنتِ دونَ كلَّ البشرِ، أئتمنكِ كلُّ صغيرةٍ وكبيرةٍ من أسراري…. فلكِ أبوحُ بسرّي الذي إنْ خرجَ من بينَ شفتيّ صار علكةً في أفواهِ الناسِ، وتناقلَتهُ كلَّ وكالاتِ الأخبارِ….. أذوبُ فيكِ وأنتِ فيّ كذوبانِ الثلوجِ في مياهِ الينابيعِ والأنهرِ والبحارِ…. نحتاجُ إلى بعضِنا البعضَ دوماً كتربةٍ، ونورُ شمسٍ، وماءٍ، وهواءْ تحتاجهُ الورودُ لتزهرْ، والأشجارُ لتعطيِ أحلى الثمارِ…. فأنا طيرٌ أنتِ أجنحتهُ يجوبُ أقاصي الكونَ ويسافرْ بين أحلى الكواكبِ، والأنجمِ، والأقمارِ….فَمِنْ دونِكِ أنتِ لانتَهَتْ حياتي بالموتِ البطيءِ أو قضيتُ نحبيَ بالانتحارِ…. يا روحيَ التي تَربِطُني بِها أقوى رابطةٍ، لا علاقةً عابرةً كعلاقةِ عازفَ القيثارةِ بالأوتارِ…. فوصالي بِكِ أزليٌ، حتى يُحرقُني ويُحرِقُكِ مثلَ الوصالِ بَينَ الحطبِ والنارِ…..
فرنسيس إبراهيم
العين 11 أيار 1999
