يحتفل العالم المسيحي في الخامس عشر من شهر اب من كل عام بعيد انتقال العذراء مريم الى السماء وهو من التذكارات التي يواظب كل المؤمنين على الاحتفال به بالاشتراك في القداديس والزياح الذي يقام في كافة الكنائس والمزارات المنتشرة في ارجاء المعمورة وفي هذا اليوم بالذات تصادف ذكرى استشهاد الراهبة سيسيل موشي من رهبنة قلب يسوع الاقدس في بغداد على يد مجموعة اجرامية وبطريقة وحشية يندى لها الجبين , اليوم وبعد مرور ستة سنوات على انتقال هذه الراهبة الجليلة الى احضان الاب السماوي أرتأيت ان اكتب هذه الاسطر القليلة عن حياتها التي قضتها في العفة والطهارة والصلاة والتضرع وقد استعنت بعدد من اقربها من بينهم اختها التي تصغرها بخمسة اعوام وابن اختها البكر وبنت اختها وقد حاولت الاتصال بالرئيسة الحالية لدير قلب يسوع الاقدس لتسعفني بمعلومات اكثر ولكن لم اتمكن من ذلك ولو استطعت من ذلك مستقبلا فسوف لن اتوانى في ذكر الاضافات التي قد احصل عليها من رئيسة الدير او باقي الراهات اللواتي كن معها منذ نعومة اضفارها الى اليوم الاخير في حياتها وبالاخص الاخت ماركريت والاخت البرتين وغيرهن من راهبات هذه الرهبنة .
ولدت الراهبة سيسيل موشي في عام 1931 في قرية نائية في شمال العراق وهي قرية بيبوزي ، توفي والدها وهي في سن الخامسة بينما لم تتجاوز اختها الصغرى عامها الاول وبعد ايام من وفاة والدها توفيت والدتها متأثرة برحيل زوجها وهكذا عاشت الاختين حياة التيتم وهن لا يزلن في مقتبل طفولتهن ، لم يستطع خالهن من التكفل بمعيشتهن مما حدى به وخلال زيارة المطران فرنسيس مطران العمادية الى قريتهم الى طرح موضوع التكفل برعاية الطفلتين اليتمتين وقد اخذ المطران المذكور على عاتقه مسؤولية رعاية الطفلتين وأخذهما الى دير راهبات القلب الاقدس الواقع في قرية ارادن وقتذاك وتشير المصادر الى ان سيادة المطران كان قد استلم مبلغ من المال كورث للطفلتين حيث كانتا من عائلة ميسورة وقد قام بصرف المال عليهن الى ان اصبحتا شابتين وكانت مشيئة الله ان تتزوج الاخت الصغرى من احد ابناء قرية ارادن وانجبت العديد من الاولاد الصالحين والبنات الصالحات اما الاخت الكبرى وهي الراهبة سيسيل فقد أبت ان تفارق حياة البتولية بل سارت في هذه الحياة الى اليوم الاخير من عمرها وبقيت في دير الراهبات في قرية ارادن ومن ثم وبعد احداث الشمال في بداية الستينيات من القرن الماضي هاجرت القرية وانتقل الدير الى عدة اماكن منها العمادية ومنها الموصل وفي ، وفي الموصل تم بناء دير كبير لهذه الرهبنة بأسم دير النصر ومن بعد ذلك انتقلت الى دير اخر في بغداد ثم اخر في بغداد ايضا وكان انتقالها بين الاديرة دليلا على ان هذه الرهبنة كانت في اتساع دائم وعدد البنات الملتحقات بالرهبنة في تزايد مستمر ، وهكذا كانت حياتها تقضيها في الصلاة والتعبد الى الله وكانت تقوم بمساعدة المحتاجين من ما من الله عليها من المال الذي يصلها عن طريق الخيرين فتقوم بتفريقه على الفقراء والمحتاجين والذين كانوا في تزايد مستمر في العراق وبالاخص في العقدين الاخيرين من القرن المنصرم نتيجة الحروب والحصار الذي مر به العراق واذكر بانه في احدى المرات جاءت الى الولايات المتحدة للعلاج وعندما عادت كان معها مبلغ ثلاثمائة دولار امريكي قامت بتحويله الى الدينار العراقي ومن ثم توزيعه على المحتاجين الذين يقصدونها طلبا للعون فهي لم ترد محتاجا ابدا ، وفي ليلتها الاخيرة في هذه الحياة الزائلة الزائفة كانت في زيارة لبيت ابن اختها البكر وبعد حلول الظلام طلبت منه ايصالها الى الدير ولم تفلح محاولاته في اقناعها في المبيت عندهم تلك الليلة خاصة وان الدير فارغ وباقي الراهبات كن في رياضة روحية في مدينة الموصل الشمالية وبعد اصرارها وتمكنها من اقناع اهل الدار بانها لاتتمكن ان تترك صلاتها وانجيلها وديرها بعيدين عنها قام ابن اختها بأيصالها الى الدير وبعد ان تأكد من انها دخلت الدير وفتحت النافذة مسلمة عليه وموعزة له بالمغادرة استقل سيارته عائدا الى بيته ، وفي صبيحة اليوم التالي رن هاتف بيت ابن اختها وكان على الطرف الثاني سيادة المطران شليمون وردوني الجزيل الاحترام وطلب منه الحضور حالا الى الدير وبعد وصوله وجد ان الدير محاطا بسيارات الشرطة والاسعاف يقومون بأجلاء جثة الراهبة وهي غارقة في الدماء وتسائل حائرا عن الذي حدث فجائه الجواب بأن الراهبة قد قتلت في ظروف غامضة والسبب مجهول والفاعل مجهول ،،، من ياترى المستفيد من انهاء حياة راهبة لم تؤذي طوال حياتها نملة لا بشر من الذي يقطع صلاة ترفع الى حضرة الاب للعفو عن الخطاة والجناة ، والجواب جاء بعد ايام حيث تم القاء القبض على مجموعة القتلة وعددهم ثلاث واعترفوا بأن الدافع هو السرقة وليس القتل ولكن وبعد ان تعرفت الراهبة المسكينة على احد الجناة حيث كان يسكن بجوار الدير قرر التخلص منها وبطريقة وحشية فقام بأحضار سكين من مطبخ الدير وحاول قطع رأسها ولكن السكين لم تكن حادة فلم يتمكن من اكمال فعلته ولكنه ذهب ثانية الى المطبخ محضرا سكينا اكثر حدة وقام بنخرها دون رحمة ويضيف القاتل في اعترافه بأنه وبعد ان هموا بالخروج ساوره الشك بأن الضحية لم تمت فعاد الى غرفتها وقام بطعنها بعدة طعنات في اماكن متفرقة من جسمها النحيل وقد حاول قبلها من كسر ضهرها بعد ان ربط يديها وقدميها ، اي بشاعة هذه واي منظرا هذا يمكن ان تراه العين ، راهبة قضت حياتها في الصلاة والتعبد تراها مقطوعة الرأس وغارقة في الدماء وهي لم تفتح فاها غير عرضها على القتلة بانها تملك مبلغ بسيط من المال يمكنهم من اخذه وواعدة لهم بأنها لن تخبر احد بما جرى بل انها سوف تصلي من اجلهم لكيما يسامحهم الله كما سامحتهم هي ، وبعد الانتهاء من الاجراءات القانونية واستلم اهلها جثمانها الطاهر انطلقوا الى مدينة الموصل لتوضع في مثواها الاخير في قافلة لم يشهد مثلها الى يومنا هذا وشارك في وداعها عدد كبير من المطارنة والاباء والرهبان والراهبات وجمع غفير من محبيها وما اكثرهم كانوا ولا يزالوا فلليوم لاتزل صورتها مطبوعة في ذهن كل ما جالسها ولو للحظات فكنت لو كلمتها تحس بأنك تكلم الملائكة في صوتها الدافئ ولو تسمعها تصلي تحس بأنك في احدى جنائن الجنة ، ولكن نقول كما قالت رحمها الله وكما قال ربنا يسوع المسيح ( الهي اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون ) .
ولو اردت سرد قصص من حياة هذه الشهيدة فقد اتمكن من تأليف كتاب كامل بمئات الصفحات ولكني سأترك هذا الامر لمن عاش حياته بالقرب منها اكثر مني فلقد بدأت مجموعة من الراهبات ومن محبي الراهبة سيسيل وقبل فترة ليست بقصيرة بأنتاج فيلم خاص عن حياتها ولكن الفلم لم يرى النور لحد الان ولا نعلم السبب ، وهنا ارجو من كل من بدأ هذا العمل الجبار ان يتممه ليكون خير توثيق لراهبة تعد شهيدة المسيح وشهيدة الكنيسة وان يرسلوا نسخة منه الى البطريركية الكلدانية والى البابا مار بندكتس طالبين تطويب هذه الشخصية التي ضحت بحياتها وهي تصلي وتطلب الغفران لقاتليها وفراقتنا يوم انتقال العذراء الى السماء.
موفق هرمز يوحنا
كندا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ولدت الراهبة سيسيل موشي في عام 1931 في قرية نائية في شمال العراق وهي قرية بيبوزي ، توفي والدها وهي في سن الخامسة بينما لم تتجاوز اختها الصغرى عامها الاول وبعد ايام من وفاة والدها توفيت والدتها متأثرة برحيل زوجها وهكذا عاشت الاختين حياة التيتم وهن لا يزلن في مقتبل طفولتهن ، لم يستطع خالهن من التكفل بمعيشتهن مما حدى به وخلال زيارة المطران فرنسيس مطران العمادية الى قريتهم الى طرح موضوع التكفل برعاية الطفلتين اليتمتين وقد اخذ المطران المذكور على عاتقه مسؤولية رعاية الطفلتين وأخذهما الى دير راهبات القلب الاقدس الواقع في قرية ارادن وقتذاك وتشير المصادر الى ان سيادة المطران كان قد استلم مبلغ من المال كورث للطفلتين حيث كانتا من عائلة ميسورة وقد قام بصرف المال عليهن الى ان اصبحتا شابتين وكانت مشيئة الله ان تتزوج الاخت الصغرى من احد ابناء قرية ارادن وانجبت العديد من الاولاد الصالحين والبنات الصالحات اما الاخت الكبرى وهي الراهبة سيسيل فقد أبت ان تفارق حياة البتولية بل سارت في هذه الحياة الى اليوم الاخير من عمرها وبقيت في دير الراهبات في قرية ارادن ومن ثم وبعد احداث الشمال في بداية الستينيات من القرن الماضي هاجرت القرية وانتقل الدير الى عدة اماكن منها العمادية ومنها الموصل وفي ، وفي الموصل تم بناء دير كبير لهذه الرهبنة بأسم دير النصر ومن بعد ذلك انتقلت الى دير اخر في بغداد ثم اخر في بغداد ايضا وكان انتقالها بين الاديرة دليلا على ان هذه الرهبنة كانت في اتساع دائم وعدد البنات الملتحقات بالرهبنة في تزايد مستمر ، وهكذا كانت حياتها تقضيها في الصلاة والتعبد الى الله وكانت تقوم بمساعدة المحتاجين من ما من الله عليها من المال الذي يصلها عن طريق الخيرين فتقوم بتفريقه على الفقراء والمحتاجين والذين كانوا في تزايد مستمر في العراق وبالاخص في العقدين الاخيرين من القرن المنصرم نتيجة الحروب والحصار الذي مر به العراق واذكر بانه في احدى المرات جاءت الى الولايات المتحدة للعلاج وعندما عادت كان معها مبلغ ثلاثمائة دولار امريكي قامت بتحويله الى الدينار العراقي ومن ثم توزيعه على المحتاجين الذين يقصدونها طلبا للعون فهي لم ترد محتاجا ابدا ، وفي ليلتها الاخيرة في هذه الحياة الزائلة الزائفة كانت في زيارة لبيت ابن اختها البكر وبعد حلول الظلام طلبت منه ايصالها الى الدير ولم تفلح محاولاته في اقناعها في المبيت عندهم تلك الليلة خاصة وان الدير فارغ وباقي الراهبات كن في رياضة روحية في مدينة الموصل الشمالية وبعد اصرارها وتمكنها من اقناع اهل الدار بانها لاتتمكن ان تترك صلاتها وانجيلها وديرها بعيدين عنها قام ابن اختها بأيصالها الى الدير وبعد ان تأكد من انها دخلت الدير وفتحت النافذة مسلمة عليه وموعزة له بالمغادرة استقل سيارته عائدا الى بيته ، وفي صبيحة اليوم التالي رن هاتف بيت ابن اختها وكان على الطرف الثاني سيادة المطران شليمون وردوني الجزيل الاحترام وطلب منه الحضور حالا الى الدير وبعد وصوله وجد ان الدير محاطا بسيارات الشرطة والاسعاف يقومون بأجلاء جثة الراهبة وهي غارقة في الدماء وتسائل حائرا عن الذي حدث فجائه الجواب بأن الراهبة قد قتلت في ظروف غامضة والسبب مجهول والفاعل مجهول ،،، من ياترى المستفيد من انهاء حياة راهبة لم تؤذي طوال حياتها نملة لا بشر من الذي يقطع صلاة ترفع الى حضرة الاب للعفو عن الخطاة والجناة ، والجواب جاء بعد ايام حيث تم القاء القبض على مجموعة القتلة وعددهم ثلاث واعترفوا بأن الدافع هو السرقة وليس القتل ولكن وبعد ان تعرفت الراهبة المسكينة على احد الجناة حيث كان يسكن بجوار الدير قرر التخلص منها وبطريقة وحشية فقام بأحضار سكين من مطبخ الدير وحاول قطع رأسها ولكن السكين لم تكن حادة فلم يتمكن من اكمال فعلته ولكنه ذهب ثانية الى المطبخ محضرا سكينا اكثر حدة وقام بنخرها دون رحمة ويضيف القاتل في اعترافه بأنه وبعد ان هموا بالخروج ساوره الشك بأن الضحية لم تمت فعاد الى غرفتها وقام بطعنها بعدة طعنات في اماكن متفرقة من جسمها النحيل وقد حاول قبلها من كسر ضهرها بعد ان ربط يديها وقدميها ، اي بشاعة هذه واي منظرا هذا يمكن ان تراه العين ، راهبة قضت حياتها في الصلاة والتعبد تراها مقطوعة الرأس وغارقة في الدماء وهي لم تفتح فاها غير عرضها على القتلة بانها تملك مبلغ بسيط من المال يمكنهم من اخذه وواعدة لهم بأنها لن تخبر احد بما جرى بل انها سوف تصلي من اجلهم لكيما يسامحهم الله كما سامحتهم هي ، وبعد الانتهاء من الاجراءات القانونية واستلم اهلها جثمانها الطاهر انطلقوا الى مدينة الموصل لتوضع في مثواها الاخير في قافلة لم يشهد مثلها الى يومنا هذا وشارك في وداعها عدد كبير من المطارنة والاباء والرهبان والراهبات وجمع غفير من محبيها وما اكثرهم كانوا ولا يزالوا فلليوم لاتزل صورتها مطبوعة في ذهن كل ما جالسها ولو للحظات فكنت لو كلمتها تحس بأنك تكلم الملائكة في صوتها الدافئ ولو تسمعها تصلي تحس بأنك في احدى جنائن الجنة ، ولكن نقول كما قالت رحمها الله وكما قال ربنا يسوع المسيح ( الهي اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون ) .
ولو اردت سرد قصص من حياة هذه الشهيدة فقد اتمكن من تأليف كتاب كامل بمئات الصفحات ولكني سأترك هذا الامر لمن عاش حياته بالقرب منها اكثر مني فلقد بدأت مجموعة من الراهبات ومن محبي الراهبة سيسيل وقبل فترة ليست بقصيرة بأنتاج فيلم خاص عن حياتها ولكن الفلم لم يرى النور لحد الان ولا نعلم السبب ، وهنا ارجو من كل من بدأ هذا العمل الجبار ان يتممه ليكون خير توثيق لراهبة تعد شهيدة المسيح وشهيدة الكنيسة وان يرسلوا نسخة منه الى البطريركية الكلدانية والى البابا مار بندكتس طالبين تطويب هذه الشخصية التي ضحت بحياتها وهي تصلي وتطلب الغفران لقاتليها وفراقتنا يوم انتقال العذراء الى السماء.
موفق هرمز يوحنا
كندا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]