يقول الكتاب المقدس((فلمّا نفذت الخمر, قالت أم يسوع له:"لم يبقى عندهم خمرا" ! فأجابها: "ما شأنكي بي يا أمرأة؟ ساعتي لم تأتي بعد!" فقالت أمه للخدم:" أفعلو كل ما يأمركم به" ......يوحنا الاصحاح الثاني والعدد ثلاثه)).
في هذا المقطع نفهم ان يسوع المسيح الذي هو الله لم يحن الوقت له الذي رتبه لنفسه لكي يعمل العجائب.
ولكن بما أنه كامل ولا يوجد فيه خطيئه لم يرد ان يرفض طلب امه لانه يعرف الوصيه التي تقول (اكرم آباك وأمّك) .
لو ننتبه الى الموقف الذي صار بين مريم ويسوع , عندما قالت له نفذ الخمر, كانت تعرف ان بأستطاعته ان يفعل المعجزات. ولا ننسى ان يسوع لم يفعل أي اعجوبه قبل هذا الحدث. ولو انتبهنا اكثر فسوف نلاحظ ان يسوع لا يجيب امه, ولم يقل لها "نعم" أو "لا استطيع" ,ومع ذلك لم تنتضر منه الاجابه لانها تعرف لن يردّها فارغة اليدين.فذهبت وقالت للخدام افعلو كل ما يأمركم به.
أنها العلاقه الحميمه بين الام والابن . ان نفس الشيء يحدث في حياتنا اليوميه. فأنا على سبيل المثال.... الكثير من المرات امي كانت تقول ﻷخي..... "سلمان سوف يلبي طلبك"....
ولكن أخي لم يطلب مني المساعده ولكن ذهب الى أمي. وقبل ان تسألني لمساعدته قالت له: "سلمان سوف يلبّي طلبك ", والسبب ان امي تعرفني وتعرف قدراتي , وتعرف ان ابنها لن يرفض لها طلب ولن يخذلها .ولا تحتاج ان تنتضر لاقول لها "نعم سوف اساعده" , لانها تعرف الاجابه.
(((هذا كان مثال فقط...فانا لست بكامل وكثيرا ما رفضت كلام أمي الحبيبه والطيبه)))
ربما شخص لا يؤمن بشفاعة مريم العذراء يقول هذا ليس له دخل في موضوع شفاعة مريم العذراء. لان الموقف الذي حصل, كان في السابق وليس الان..........
هيا نبحث في هذا الموضوع لنعرف هل مريم العذراء باستطاعتها ان تطلب الان كما طلبت من ابنها في السابق ؟:
هناك نقطتين اريد ان اذكرها :يعلمنا الكتاب :-
* الف سنه عند الله هي سنه واحده عند الانسان, والف سنه عند الانسان هي سنه واحده عند الله.
* الله موجود في كل مكان .
نفهم من النقطه الاولى , ان الله ليس له زمان . بمعنى ان الله ليس له البارحه ولا اليوم ولا غدا. فالماضي والمضارع والمستقبل على سواء .
ولو ربطنا هذه النقطه بموضوعنا ,فسوف نعرف ان الله الذي كان قبل ٢٠٠٠ سنه مع امه .....هو نفس الله الذي هو الان. ومعنى هذا :ـ كما كانت مريم ام الله قبل ٢٠٠٠ سنه, فهي ام الله الان ايضا. وكما كان الله يلبي طلبها قبل ٢٠٠٠ سنه , يستطيع ان يلبي طلبها الان. والسبب قلنا ان الله ليس له زمان.
أمّا النقطه الثانيه فتبين ان الله الجالس في عرشه في السماء ....في نفس الوقت هو موجود على الارض أيضا . والله الموجود على الارض وفي الوقت ذاته هو نفسه جالس في السماء .
نفهم من هذه النقطه :
فكما كانت العذراء مريم امه على الارض ....هي الان امه في السماء ..وكما كانت تطلب من الله لمساعدة المحتاجين على الارض تستطيع ان تطلب منه الان في السماء لانها جالسه عن يمينه . كما يقول الكتاب المقدس ((من عن يميني تعالو يا مباركين)) ومريم العذراء لم تكن مباركه فقط حيث كانت ممتلئه من النعمه وخاليه من الخطيئه وطاهره ونقيه .
ولهذا السبب هيا نطلب من مريم العذراء الطاهره ان تشفع لنا امام ابنها وسيدها ان تساعدنا في احتياجاتنا ومشاكلنا وأتعابنا لان لها المقدره على ذلك وكما ان الله لا يرفض لها طلب(((ولكن لا ننسى ان الطلبات التي لا يسمح بها الله لن تستجاب, ولاسباب لا أحد يعرفها الا الله وحده.ولكن كل الذي استطيع ان اقوله هو ان الله لا يستجيب الى الطلبات التي لا تنفعنا مهما كانت تبدو جيده ومناسبه لنا )))
اتمنى الموضوع ينال رضاكم ويقوي ايمانكم بأمي وام الكون.... بسيدتي وسيدة الكون....بحبيبتي وحبيبة الكون العذراء مريم.
تحياتي
عدل سابقا من قبل سلمان داود ياقو صنا في السبت أبريل 26, 2008 9:47 am عدل 1 مرات