موعظة عيد الجسد المقدس
النص: (يوحنا51:6-64) يسوع خبز الحياة
"خبز الحياة"، تحتل هذه العبارة مكانة مميزة في حياة كل إنسان، فكل البشر يسعون إلى الحياة الأبدية.. فنجد على مرّ العصور محاولات الإنسان للحصول على هذه الحياة، متناسيًا أن مثل هذه الحياة ل يُحصل عليها بل تُعطى للإنسان كـ (هبة) من الله.. خبز الحياة حلمُ راود ويراود كل إنسان، حلمُ جعله ربنا حقيقيًا وإنسانيًا بخلاف كل الديانات والمعتقدات الأُخرى.
الخبز، يرمز إلى تعب الإنسان وشقائه ومحدوديته، وبنفس الوقت يُشير إلى عظمته، الأول يتجلى بعمل الإنسان الخارجي للحصول على الخبز (لقمة العيش)، والثاني تنظر لعظمة التكوين الداخلي للإنسان، الذي يحول الطعام (الميت) إلى حياة تبض بالعمل والنشاط.. الخبز هو صيرورة، حركة، عمل، جهد، يسعى الإنسان من خلاله لتحقيق ذاته.
لكن، لا بد من التمييز ما بين الخبز الطبيعي، والخبز الإفخارستي (جسد ودم المسيح)، فالأول يُعطينا القوة، والثاني يعطينا المعنى لهذه القوة، بالتالي المعنى لحقيقة وجودنا.. فلا يجب أن نتصور بأن ( خبز الحياة) يمنحنا الحياة بطريقة سحرية، بل هو يمنح الحياة لمن له الاستعداد لإقتبال الحياة الجديدة بالمسيح.
الخبز الحقيقي، هو خبز الكلمة الإلهية، التي يحياها الإنسان بإيمان صادق.. فيسوع لم يجعل فقط من جسده ودمه قربانًا على المذبح، بل جعل من حياته بجملتها قربانًا.. هكذا نحن نعيش الحياة الأبدية في كل مرة نمنح بدورنا الحياة للآخرين، عندما نشفيهم، نعزيهم، نقويهم، نأخذ بيدهم عندما يسقطون... الخ.
إخوتي، هكذا نحن مدعوين على مثال يسوع أن نجعل من حياتنا قربانًا نقربه على مذبح الرَّب، فما أجمل أن تكون أنت بأعمالك وأفكارك وأقوالك قربانًا يُزين مذبح يسوع. تلك هي التقدمة المرضية التي يريدها الله منّا، أن تكون مصدر حياة للآخرين.. أن نجعل من حياتنا خبزًا مكسورًا للآخرين، أن تكون إنسانًا مأكولاً على مثال ربك.
القس
أفرام كليانا دنخا
22/5/2008
النص: (يوحنا51:6-64) يسوع خبز الحياة
"خبز الحياة"، تحتل هذه العبارة مكانة مميزة في حياة كل إنسان، فكل البشر يسعون إلى الحياة الأبدية.. فنجد على مرّ العصور محاولات الإنسان للحصول على هذه الحياة، متناسيًا أن مثل هذه الحياة ل يُحصل عليها بل تُعطى للإنسان كـ (هبة) من الله.. خبز الحياة حلمُ راود ويراود كل إنسان، حلمُ جعله ربنا حقيقيًا وإنسانيًا بخلاف كل الديانات والمعتقدات الأُخرى.
الخبز، يرمز إلى تعب الإنسان وشقائه ومحدوديته، وبنفس الوقت يُشير إلى عظمته، الأول يتجلى بعمل الإنسان الخارجي للحصول على الخبز (لقمة العيش)، والثاني تنظر لعظمة التكوين الداخلي للإنسان، الذي يحول الطعام (الميت) إلى حياة تبض بالعمل والنشاط.. الخبز هو صيرورة، حركة، عمل، جهد، يسعى الإنسان من خلاله لتحقيق ذاته.
لكن، لا بد من التمييز ما بين الخبز الطبيعي، والخبز الإفخارستي (جسد ودم المسيح)، فالأول يُعطينا القوة، والثاني يعطينا المعنى لهذه القوة، بالتالي المعنى لحقيقة وجودنا.. فلا يجب أن نتصور بأن ( خبز الحياة) يمنحنا الحياة بطريقة سحرية، بل هو يمنح الحياة لمن له الاستعداد لإقتبال الحياة الجديدة بالمسيح.
الخبز الحقيقي، هو خبز الكلمة الإلهية، التي يحياها الإنسان بإيمان صادق.. فيسوع لم يجعل فقط من جسده ودمه قربانًا على المذبح، بل جعل من حياته بجملتها قربانًا.. هكذا نحن نعيش الحياة الأبدية في كل مرة نمنح بدورنا الحياة للآخرين، عندما نشفيهم، نعزيهم، نقويهم، نأخذ بيدهم عندما يسقطون... الخ.
إخوتي، هكذا نحن مدعوين على مثال يسوع أن نجعل من حياتنا قربانًا نقربه على مذبح الرَّب، فما أجمل أن تكون أنت بأعمالك وأفكارك وأقوالك قربانًا يُزين مذبح يسوع. تلك هي التقدمة المرضية التي يريدها الله منّا، أن تكون مصدر حياة للآخرين.. أن نجعل من حياتنا خبزًا مكسورًا للآخرين، أن تكون إنسانًا مأكولاً على مثال ربك.
القس
أفرام كليانا دنخا
22/5/2008