موعظة الأحد الثاني من الرسل
النص: (لوقا36:7-50) يسوع يغفر لامرأة خاطئة
نقف اليوم أمام مشهد إنساني رائع، مشهد لم نعد نراه كثيرًا في عالمنا، لأننا نكتفي فقط بقراءته من دون التوقف عنده لمعرفة أي دور نمثل فيه نحن بتصرفاتنا مع الآخرين، وأي موقف نأخذ إزاءه ... يسوع يطرح علينا اليوم قضية الغفران التي تخلق الآخر من جديد في كل مرة نعيش الغفران مع ذواتنا أولاً ثم مع الآخرين والله.
ما يجذب النظر في مشهد اليوم هو الأفعال التي تقوم بها المرأة، فرغم أنها شخصية مركزية في إنجيل اليوم إلاّ أنها لم تنطق بكلمة واحدة بلسانها، ولكنها تكلمت كثيرًا بالأفعال التي قامت بها، أفعال هزّت الحاضرين، أفعال تعبر عن توبة صادقة مرفقة بطلب للغفران من سيد الغفران نفسه... لقد تكلمت بطريقة صامتة، مُطلِّقةً بفعلها صوتًا صارخًا في عالمنا الأصم، الذي بات اليوم يتجاهل أصوات الآخرين الصامتة، رغم أنه يعرف مكنوناتها وأناتها... لقد أثارت المرأة انتباه الحضور بصمتها البليغ، ففي أحيان كثيرة يكون الصمت أجمل عبارة نقدمها للآخرين، على أن نتعلم كيفية قراءتها؟!..
تلك المرأة استخدمت دموع عيونها، وشعر رأسها، وشفتيها، ويديها، بكلمة أخرى استخدمت كل محاسنها، وجعلتها تحت قدمي يسوع طلبًا للغفران، مدركًة أن كل الصفات والمزايا في الإنسان، لا يمكن لها أن تكون جميلة ما لم ينقِ الشخص صورته الداخلية، من خلال علاقة صحيحة وصحية مع الله، ما لم يكن الإنسان في مصالحة مع الآخرين... عندها تكون محاسنه أكثر روعة وجمالاً.
سمعان والمرأة كلاهما كان خاطئًا... الأول كان خاطئًا بالروح، لأنه لم يؤمن بفعل الروح القدس داخل الإنسان القادر على تطهيره وتغييره... والمرأة كانت خاطئة بالجسد، التي استخدمته استخدامًا خاطئًا لإشباع رغباتها، ورغبات الآخرين بعيدًا عن إرادة الله الذي أراد لأجسادنا أن تكون هيكلاً لروحه... فالاثنين قد منعا بصورة مختلفة حضور الروح الحقيقي في حياتهم.
لقد نظر سمعان إلى ماضي المرأة فأدانها، أما يسوع فقد نظر إلى مستقبلها وغفر لها.. ونحن اليوم أي نوع من النظرات تمتلئ بها عيوننا عن الآخرين؟... أتمنى أن تكون نظرة مستقبلية، تؤمن بفعل الروح داخل الإنسان، القادر على أن ينمو في الإنسان ويغيّره ويكبر معه، فيؤمن بالخلاص.
لا تزال المرأة تركع أمام يسوع باكيًة، وسط عالمنا، فأتمنى أن لا ندينها بفريسيتنا المعاصرة (كما فعل سمعان الفريسي)، بل أن نقدم لها منديلاً تمسح به دموعها، وحضنًا دافئًا ممتلئًا حبًا وحنانًا، معلنين بداية صفحة جديدة في حياتها.
القس
أفرام كليانا دنخا
16/5/2008
النص: (لوقا36:7-50) يسوع يغفر لامرأة خاطئة
نقف اليوم أمام مشهد إنساني رائع، مشهد لم نعد نراه كثيرًا في عالمنا، لأننا نكتفي فقط بقراءته من دون التوقف عنده لمعرفة أي دور نمثل فيه نحن بتصرفاتنا مع الآخرين، وأي موقف نأخذ إزاءه ... يسوع يطرح علينا اليوم قضية الغفران التي تخلق الآخر من جديد في كل مرة نعيش الغفران مع ذواتنا أولاً ثم مع الآخرين والله.
ما يجذب النظر في مشهد اليوم هو الأفعال التي تقوم بها المرأة، فرغم أنها شخصية مركزية في إنجيل اليوم إلاّ أنها لم تنطق بكلمة واحدة بلسانها، ولكنها تكلمت كثيرًا بالأفعال التي قامت بها، أفعال هزّت الحاضرين، أفعال تعبر عن توبة صادقة مرفقة بطلب للغفران من سيد الغفران نفسه... لقد تكلمت بطريقة صامتة، مُطلِّقةً بفعلها صوتًا صارخًا في عالمنا الأصم، الذي بات اليوم يتجاهل أصوات الآخرين الصامتة، رغم أنه يعرف مكنوناتها وأناتها... لقد أثارت المرأة انتباه الحضور بصمتها البليغ، ففي أحيان كثيرة يكون الصمت أجمل عبارة نقدمها للآخرين، على أن نتعلم كيفية قراءتها؟!..
تلك المرأة استخدمت دموع عيونها، وشعر رأسها، وشفتيها، ويديها، بكلمة أخرى استخدمت كل محاسنها، وجعلتها تحت قدمي يسوع طلبًا للغفران، مدركًة أن كل الصفات والمزايا في الإنسان، لا يمكن لها أن تكون جميلة ما لم ينقِ الشخص صورته الداخلية، من خلال علاقة صحيحة وصحية مع الله، ما لم يكن الإنسان في مصالحة مع الآخرين... عندها تكون محاسنه أكثر روعة وجمالاً.
سمعان والمرأة كلاهما كان خاطئًا... الأول كان خاطئًا بالروح، لأنه لم يؤمن بفعل الروح القدس داخل الإنسان القادر على تطهيره وتغييره... والمرأة كانت خاطئة بالجسد، التي استخدمته استخدامًا خاطئًا لإشباع رغباتها، ورغبات الآخرين بعيدًا عن إرادة الله الذي أراد لأجسادنا أن تكون هيكلاً لروحه... فالاثنين قد منعا بصورة مختلفة حضور الروح الحقيقي في حياتهم.
لقد نظر سمعان إلى ماضي المرأة فأدانها، أما يسوع فقد نظر إلى مستقبلها وغفر لها.. ونحن اليوم أي نوع من النظرات تمتلئ بها عيوننا عن الآخرين؟... أتمنى أن تكون نظرة مستقبلية، تؤمن بفعل الروح داخل الإنسان، القادر على أن ينمو في الإنسان ويغيّره ويكبر معه، فيؤمن بالخلاص.
لا تزال المرأة تركع أمام يسوع باكيًة، وسط عالمنا، فأتمنى أن لا ندينها بفريسيتنا المعاصرة (كما فعل سمعان الفريسي)، بل أن نقدم لها منديلاً تمسح به دموعها، وحضنًا دافئًا ممتلئًا حبًا وحنانًا، معلنين بداية صفحة جديدة في حياتها.
القس
أفرام كليانا دنخا
16/5/2008