موعظة عيد الصعود
النص: (لوقا36:24-53) يسوع يظهر للتلاميذ
يدفعنا عيد الصعود إلى عدم الانغماس في أمور الأرض، دون التطلع إلى السماء.. عيد الصعود يجعلنا نتذكر دائمًا، لأنه مهما تأملنا وفكرنا بالسماء وما بها من امتيازات، فلا يجب أن ننسى بأننا على الأرض، فالمسافة الطويلة بين الأرض والسماء قد اختزلها يسوع، جاعلاً من السماء حاضرةً على أرضنا.. فعيد الصعود هو اختصار للمسافات البعيدة التي تفصلنا عن الآخرين وبالتالي عن الله نفسه.
صعود يسوع إلى السماء، هو رسالة مفادها: أن السماء هي ليست مكانًا جغرافيًا كما يتصورها الكثيرون، بل هي قبل أن تكون مكانًا، هي (حالة)، حالة الشركة والمحبة، هي حياة ممتلئة بنور كلمة الله، تلك الكلمة التي تقود إلى السماء الجديدة والأرض الجديدة.
الكلمة الإلهية التي تجعل البعيدين قريبين ومتساوين في كل شيء، فنحن نكون في السماء في كل مرة نعيش حياة الألفة والسلام مع إخوتنا البشر، تلك هي التأشيرة الحقيقية التي تقودنا إلى السماء الحقيقية.
لذا لا بد لنا من الحذر، بأن لا نجعل من نظرتنا نحو السماء خلال ممارساتنا العبادية الدينية، هروبًا من الحياة اليومية، فسماؤنا هي أعمالنا، فليس من جحيم أكثر قسوةً من أن يكون الإنسان وحده في السماء..
الصعود، هو باختصار انحسار حضور يسوع بالجسد، ليبدأ حضوره الجديد في عالمنا من خلالنا نحن المؤمنين برسالته، فتظهر قيمتنا إذا نجحنا بأن نُجسِّد هذا الحضور.. فلا نفع أبدًا من وقوفنا وعيوننا مسمرة إلى السماء، بل علينا أن ننطلق إلى العمل في سماء حياتنا، أن نغيّر قلوب الآخرين، أن نستبدل سماؤهم الوثنية المستندة على الملذات الأرضية بالسماء الروحية التي أعدها لنا الله الآب.
إخوتي، فليكن صعود الرَّب إلى السماء، حافزًا لنا للثبات على الأرض، فصعوده ليس تخليًا عنّا، بل هو فسح المجال لنا لنعيش إيماننا بشكل عملي على الأرض، عندها فقط نكون مستحقين لمشاركة ربنا جلوسه عن يمين الآب.
القس
أفرام كليانا دنخا
30/4/2008
النص: (لوقا36:24-53) يسوع يظهر للتلاميذ
يدفعنا عيد الصعود إلى عدم الانغماس في أمور الأرض، دون التطلع إلى السماء.. عيد الصعود يجعلنا نتذكر دائمًا، لأنه مهما تأملنا وفكرنا بالسماء وما بها من امتيازات، فلا يجب أن ننسى بأننا على الأرض، فالمسافة الطويلة بين الأرض والسماء قد اختزلها يسوع، جاعلاً من السماء حاضرةً على أرضنا.. فعيد الصعود هو اختصار للمسافات البعيدة التي تفصلنا عن الآخرين وبالتالي عن الله نفسه.
صعود يسوع إلى السماء، هو رسالة مفادها: أن السماء هي ليست مكانًا جغرافيًا كما يتصورها الكثيرون، بل هي قبل أن تكون مكانًا، هي (حالة)، حالة الشركة والمحبة، هي حياة ممتلئة بنور كلمة الله، تلك الكلمة التي تقود إلى السماء الجديدة والأرض الجديدة.
الكلمة الإلهية التي تجعل البعيدين قريبين ومتساوين في كل شيء، فنحن نكون في السماء في كل مرة نعيش حياة الألفة والسلام مع إخوتنا البشر، تلك هي التأشيرة الحقيقية التي تقودنا إلى السماء الحقيقية.
لذا لا بد لنا من الحذر، بأن لا نجعل من نظرتنا نحو السماء خلال ممارساتنا العبادية الدينية، هروبًا من الحياة اليومية، فسماؤنا هي أعمالنا، فليس من جحيم أكثر قسوةً من أن يكون الإنسان وحده في السماء..
الصعود، هو باختصار انحسار حضور يسوع بالجسد، ليبدأ حضوره الجديد في عالمنا من خلالنا نحن المؤمنين برسالته، فتظهر قيمتنا إذا نجحنا بأن نُجسِّد هذا الحضور.. فلا نفع أبدًا من وقوفنا وعيوننا مسمرة إلى السماء، بل علينا أن ننطلق إلى العمل في سماء حياتنا، أن نغيّر قلوب الآخرين، أن نستبدل سماؤهم الوثنية المستندة على الملذات الأرضية بالسماء الروحية التي أعدها لنا الله الآب.
إخوتي، فليكن صعود الرَّب إلى السماء، حافزًا لنا للثبات على الأرض، فصعوده ليس تخليًا عنّا، بل هو فسح المجال لنا لنعيش إيماننا بشكل عملي على الأرض، عندها فقط نكون مستحقين لمشاركة ربنا جلوسه عن يمين الآب.
القس
أفرام كليانا دنخا
30/4/2008