من المعروف ان الفرد العراقي يتمتع بمشاعر رومانسية جياشة فنرى دموعه تنهمر لفرح كان او لحزن ولذلك نرى الالحان الحزينة هي الطاغية على اغلب الحاننا طقسية كانت ام غير طقسية ونجد انفسنا في الصف الاول مشاركين في الاحزان ( ابعدنا واياكم الله عنها ) اما في الافراح فالكثير لا يبالي بالمشاركة وخير دليل على ما اسردته اعلاه هي المشاعر التي ملأت قلوب كافة المسيحين وغير المسيحين بعد ان وصلت الى اسماعهم خبر انتقال المثلث الرحمة مار بولس فرج رحو الى الاخدار السماوية شهيدا جديدا من شهداء المشرق ، فمنهم من غضب ومنهم من حزن ومنهم من توعد ولكن الجميع توحدوا في صفوف واحدة وخرجوا الى الطرقات في مسيرات سلمية منظمة طافت كافة مدن وقرى العراق وكافة مدن العالم التي يتواجد فيها ابناء شعبنا العراقي دون فرق بين مسيحي او مسلم او صابئي او يزيدي وطالب الجميع بحماية رجال الدين بصورة خاصة والشعب العراقي بصورة عامة وكان نفس الموقف قد تكرر قبل اقل من سنة وذلك عند استشهاد الاب رغيد كني واخوته الشمامسة فرأينا افواجا من المؤمنين تهتف وتصيح وتطالب المسؤولين العراقين والعرب والغرب والمسؤولين عن منظمات حقوق الانسان ومجلس الامن الدولي لوضع حد للاهانات التي يتعرض لها شعبنا المسيحي وبالفعل نرى ان الهدف من هذه المسيرات السلمية قد تحقق ونلمس ذلك من زيارة الحبر الاعظم الى الولايات المتحدة والتحاور مع رئيسها حول اوضاع العراقيين في داخل العراق وخارجه كما نلاحظ التسهيلات التي بدأنا نشهدها في اغلب السفارات في دول المهجر بالنسبة للعراقيين الذين يراجعون هذه السفارات ، اليست هذه غايتنا من هكذا مسيرات سلمية وان لم تكن هذه غايتنا الرئيسية ولكنها ضمن مطالبنا التي نرفعها امام انظار المسؤولين بالاضافة الى المطالب الاخرى ، بعد كل ما تقدم نجد هناك بعضا من رجال الدين والعلمانين في بعض دول العالم يقفون موقف الضد من هذه المسيرات السلمية بحجة انهم لم يحصلوا على ايعاز رسمي من المراجع الكنسية العليا ولهم كل الحق في ذلك ولكن هنا اريد ان استوضح من سلطتنا الكنسية الموقرة هل هناك اي اعتراض على اقامة مثل هكذا مسيرات سلمية ؟ وهل انكم تعارضون على الطريقة التي نوصل بها اصواتنا الى المجتمع العالمي ورؤسائه ؟ ان كان الجواب بالنفي اي قبلوكم لهكذا مسيرات سلمية ( وانا اشدد على كلمة سلمية ) فالرجاء تعميم هذا الامر الى كافة الابرشيات والخورنات في كافة ارجاء المعمورة وفق ضوابط واصول معينة تضعونها لتكون مناسبة لاقامة هكذا مسيرات سلمية ، واما ان رفضتم الامر وهذا من ابسط حقوقكم طبعا فالرجاء ايضا تعميم الرفض مع دواعي الرفض ان امكن ، وهنا لا اود التدخل في الامور الكنسية لا بل اطالب سيادتكم من وضع النقط على الحروف في مسألة بدأت تتكرر بالرغم من اننا نصلي ونطلب من رب العباد ان تكون مسيراتنا الاخيرة التي قمنا بها في ارجاء العالم ان تكون الاخيرة وان يسود السلام والامان في كافة ارجاء عراقنا الحبيب ،
موفق هرمز يوحنا
24 نيسان 2008
كندا
موفق هرمز يوحنا
24 نيسان 2008
كندا