القراءة الطقسية الآحد الثاني من القيامة
أعمال الرسل.4/32-5/11
كولوسي.1/1-20
يوحنا.20/19-31
موعظة الأحد الثاني من القيامة
(الأحد الجديد)
النص: (يوحنا24:20-31) يسوع وتوما
موقف توما هو موقف الشخص الذي يبحث عن البرهان المادي لحقيقة غير مادية، موقف الإنسان يُريد أن يفهم كل شيء بناءًا على اختباره الشخصية، وبعيدًا عن اختبار الآخرين من حوله، وهو موقف إنساني طبيعي، خاضع لمنطق بشري ضيق.
يمثل توما في عالمنا اليوم، الفكر العلمي في الحياة والذي يحاول من خلاله الإنسان إخضاع كل شيء له، في حين أن إيماننا وربنا ليسا خاضعين للعلم وفي نفس الوقت ليسا ضده. توما يبحث عن دليل لقيامة المسيح مثلما نفعل نحن أيضًا في كثير من الأحيان، وهذا ليس خطأً في كل الأحوال، الخطأ يكون عندما نحاول أن نحدد الإيمان بيسوع بمجموعة من المعجزات، فالمعجزات ليست طريقًا للإيمان بقدر ما يكون الإيمان طريقًا للمعجزات.
توما، رمزُ للشك والحقيقة معًا... آمن (لأنه رأى)، ولكن ماذا رأى؟... يتصور الكثيرون أنه آمن لأنه رأى آثار المسامير والجنب المطعون، وهذا تفسير محدود إلى حد ما، علينا أن ننظر إلى أبعد من ذلك فنقول: إنه رأى في المسامير والجنب المطعون الاستمرارية بين يسوع التاريخي المصلوب، ويسوع القائم من بين الأموات، إنه رأى الأحداث الماضية والآتية بعيون الحاضر، بعيون أملئها الرَّب بسلامة (سلامًا لكم)، سلام القلب والفكر واللسان.
توما موجودُ فينا وهذا واضحُ لنا من خلال اسمه، الذي يعني التوأم، وهو إشارة إلى أن له إخوة يشبهونه، وهؤلاء الإخوة اليوم هم نحن، الذين نشك كمثل توما بقيامة ربنا... شك توما قاده إلى اليقين التام، لقد أصبح الشك بالنسبة له مفتاحًا لليقين، فهل نستطيع نحن اليوم أن نجعل من شكوكنا مفاتيح تقودنا لرؤية حقيقة ربنا، أم أقفالاً تُعمي بصيرتنا.
إخوتي، إن الشك التوماوي يُسيطر علينا في كثير من الأوقات، وهذا ليس بالشيء المُخيف، إن كان يقودنا للإيمان بقيامة ربنا... إننا مدعوين لنرى ونجعل من أحداث حياتنا بجملتها مسامير وجنبُ مطعون يروه الآخرين فيؤمنوا بقيامة يسوع، مدعوين لنجعل من الشك صرخًة مُدوية في عالم أصم، معلنة مثل توما : ربي وإلهي.
القس
أفرام كليانا دنخا
28/3/2008
(الأحد الجديد)
النص: (يوحنا24:20-31) يسوع وتوما
موقف توما هو موقف الشخص الذي يبحث عن البرهان المادي لحقيقة غير مادية، موقف الإنسان يُريد أن يفهم كل شيء بناءًا على اختباره الشخصية، وبعيدًا عن اختبار الآخرين من حوله، وهو موقف إنساني طبيعي، خاضع لمنطق بشري ضيق.
يمثل توما في عالمنا اليوم، الفكر العلمي في الحياة والذي يحاول من خلاله الإنسان إخضاع كل شيء له، في حين أن إيماننا وربنا ليسا خاضعين للعلم وفي نفس الوقت ليسا ضده. توما يبحث عن دليل لقيامة المسيح مثلما نفعل نحن أيضًا في كثير من الأحيان، وهذا ليس خطأً في كل الأحوال، الخطأ يكون عندما نحاول أن نحدد الإيمان بيسوع بمجموعة من المعجزات، فالمعجزات ليست طريقًا للإيمان بقدر ما يكون الإيمان طريقًا للمعجزات.
توما، رمزُ للشك والحقيقة معًا... آمن (لأنه رأى)، ولكن ماذا رأى؟... يتصور الكثيرون أنه آمن لأنه رأى آثار المسامير والجنب المطعون، وهذا تفسير محدود إلى حد ما، علينا أن ننظر إلى أبعد من ذلك فنقول: إنه رأى في المسامير والجنب المطعون الاستمرارية بين يسوع التاريخي المصلوب، ويسوع القائم من بين الأموات، إنه رأى الأحداث الماضية والآتية بعيون الحاضر، بعيون أملئها الرَّب بسلامة (سلامًا لكم)، سلام القلب والفكر واللسان.
توما موجودُ فينا وهذا واضحُ لنا من خلال اسمه، الذي يعني التوأم، وهو إشارة إلى أن له إخوة يشبهونه، وهؤلاء الإخوة اليوم هم نحن، الذين نشك كمثل توما بقيامة ربنا... شك توما قاده إلى اليقين التام، لقد أصبح الشك بالنسبة له مفتاحًا لليقين، فهل نستطيع نحن اليوم أن نجعل من شكوكنا مفاتيح تقودنا لرؤية حقيقة ربنا، أم أقفالاً تُعمي بصيرتنا.
إخوتي، إن الشك التوماوي يُسيطر علينا في كثير من الأوقات، وهذا ليس بالشيء المُخيف، إن كان يقودنا للإيمان بقيامة ربنا... إننا مدعوين لنرى ونجعل من أحداث حياتنا بجملتها مسامير وجنبُ مطعون يروه الآخرين فيؤمنوا بقيامة يسوع، مدعوين لنجعل من الشك صرخًة مُدوية في عالم أصم، معلنة مثل توما : ربي وإلهي.
القس
أفرام كليانا دنخا
28/3/2008