نتساءل أحيانا نحن بني الإنسان والمهتمون بالحياة المادية وخاصة الأكل منها، وأثناء عملية تناول الطعام، هل وصلنا إلى الشبع؟ وأخذنا كفايتنا من الطعام، وكيف علمنا لوصولنا لهذه النقطة، وغالبا ما نسأل أنفسنا والآخرين كيف عرفت ذلك أي أنك قد شبعت واكتفيت من الطعام لتتوقف عن الأكل؟ وغالبا ما لا نحصل على الإجابة المقنعة!!! فالعملية بايولوجية، والجسم بحاجة إلى أشباع رغباته، وحاجاته إلى الغذاء لإدامة بقائه المادي، وإلى الغذاء الروحي لاستمرارية العلاقة المستقيمة بينه وبين الله.
ومقالتنا ليست بخصوص مسألة الأكل المادي، بل نحن بصدد الغذاء الروحي والذي لا يمكننا أن نشبع منه مطلقا، خاصة بالنسبة للمؤمنين من بني البشر، لأنها موضوع متجدد ومشوق ولا توجد نقطة يمكن أن نصل بها ونقول أننا شبعنا من إرادة الله، لكننا ممكن إلى نقطة معينة نضن فيها أننا أصبحنا مُشبعين من إرادة الله وهذا ما نطمح أن نوضحه والذي هو مسألة الإشباع وليس الشبع.
فالإنسان خُلق ووضع في هذا العالم بإرادة الله وحسبها هو في هذه الدنيا؛ يعمل ويُبدع، يصيب أو يخطيء، وحسب اجتهاده. والله الذي خلقه يكون بصفة المتفرج الذي يراقب كيف يتصرف هذا الإنسان وماذا يعمل، ليمضي كامل فترة حياته كما أراد هو وبإرادته هو. ثم تأتي مرحلة الحكم بعد انتهاء الحياة على هذه البسيطة ويتم تسوية كل الأمور، إن الله لا يخلصنا إلا بإرادتنا!!!
فأين إرادتنا من إرادة الله؟ فلكي نكون سائرين في طريق الكمال الذي هو الغاية والأمنية لكل مؤمن، يجب أن نعيش كامل عمرنا بكل تفاصيله نتطلع إلى إرادته تعالى وأن نعمل على أغناء إرادتنا من إرادته ولكي نكون بحق أبناءا له نحبه ويحبنا، نطيعه ويرحمنا، نرفع إليه صلواتنا وتضرعاتنا وهو يغدق علينا نعمه الإلهية.
ولكن هل سنشبع من إرادة الله؟ بلا شك إن كنا مؤمنين فإننا دائما نطمح للمزيد خيرا لنفوسنا من إرادته الإلهية التي هي علة وجودنا وهي التي وضعتنا في هذه الحياة، لذلك يجب أن نعمل لننهل المزيد من الإرادة الإلهية بغية الوصول إلى الكمال المنشود.
أما إذا كنا بعيدين عن الإيمان أو أقله باردي الإيمان فسنكون لا أباليين ولا نلتفت إلى هذا الموضوع لتصبح أرادتنا هي التي نعمل على أشباعها بأهوائنا وهذه طامة كبرى..