رؤساء المعهد الكهنوتي البطريركي
الأب: د. يوسف حداد
معهد شمعون الصفا الكهنوتي لبطريركية الكلدان، او كما يسمى اليوم مختصراً "الدير الكهنوتي" هذه المؤسسة المباركة التي هي "حدقة عيننا" حسب تعبير البطريرك إيليا عبو اليونان (1)، وهي في فكر البطريرك عمانوئيل: "قمة فعاليات البطريركية، وثمرة جهود البطاركة السابقين... حامي اللغة والطقس والتقاليد... حياة كنيستنا وزينتها... أمل أكليروسنا وشعبنا، وإليها يتطلعون آملين مستقبلاً أحسـن..." (2).
لقد إحتضننا هذا المعهد ثلاث سنوات، وأعدنا لدراسة أعلى في المدينة الأبدية – روما، فلـهُ في عنقنا دين كبير، نحاول من خلال المقالات عن تأريخه ان نفيه بعض حقه علينا، وهذه المقالة اضافة جديدة تتطرق الى الأباء الأفاضل الذين تحملوا إدارة المعهد عبر السنين.
معهد شمعون الصفا الكهنوتي لبطريركية الكلدان، او كما يسمى اليوم مختصراً "الدير الكهنوتي" هذه المؤسسة المباركة التي هي "حدقة عيننا" حسب تعبير البطريرك إيليا عبو اليونان (1)، وهي في فكر البطريرك عمانوئيل: "قمة فعاليات البطريركية، وثمرة جهود البطاركة السابقين... حامي اللغة والطقس والتقاليد... حياة كنيستنا وزينتها... أمل أكليروسنا وشعبنا، وإليها يتطلعون آملين مستقبلاً أحسـن..." (2).
لقد إحتضننا هذا المعهد ثلاث سنوات، وأعدنا لدراسة أعلى في المدينة الأبدية – روما، فلـهُ في عنقنا دين كبير، نحاول من خلال المقالات عن تأريخه ان نفيه بعض حقه علينا، وهذه المقالة اضافة جديدة تتطرق الى الأباء الأفاضل الذين تحملوا إدارة المعهد عبر السنين.
المحاولة الأولى: دير مار كوركيس
كانت أولى المحاولات لفتح معهد أكليريكي في العراق في دير مار كوركيس قرب الموصل بعد أن تم تجديده وإعداده من قبل القاصد الرسولي بندكتس بلانشيه، ويظهر إن إدارته ُ أسندت الى القس جرجس خياط كما يفهم من رسالة كاتم اسرار مجمع إنتشار الإيمان الموجهة الى القاصد الرسولي في 4 حزيران 1859 حيث يكتب: "يطيب لي السماع بان الكلية او المعهد الجديد قد أفتتح، وبأن التلميذ خياط قد عُين مؤقتاً لإدارته حتى تعهد الإدارة الى الآباء الدومنيكان كما في نيتكم أن تفعلوا" (3).
ليس لنا معلومات عن هذه الفترة، كل ما نعلم عنها إنه لم يُـكتب لها النجاح والديمومة لأسباب عديدة لا مجال لذكرها هناك.
(1) مجلة بين النهرين 22 (1994) العدد 87/88، ص54.
(2) رسالة البطريرك عمانموئيل الى المجمع الشرقي 26/8/37 (الخزانة البطريركية).
(3) حبي: وثائق، مجلة المشرق البيروتية (1966) ص 19-20.
**************
كانت أولى المحاولات لفتح معهد أكليريكي في العراق في دير مار كوركيس قرب الموصل بعد أن تم تجديده وإعداده من قبل القاصد الرسولي بندكتس بلانشيه، ويظهر إن إدارته ُ أسندت الى القس جرجس خياط كما يفهم من رسالة كاتم اسرار مجمع إنتشار الإيمان الموجهة الى القاصد الرسولي في 4 حزيران 1859 حيث يكتب: "يطيب لي السماع بان الكلية او المعهد الجديد قد أفتتح، وبأن التلميذ خياط قد عُين مؤقتاً لإدارته حتى تعهد الإدارة الى الآباء الدومنيكان كما في نيتكم أن تفعلوا" (3).
ليس لنا معلومات عن هذه الفترة، كل ما نعلم عنها إنه لم يُـكتب لها النجاح والديمومة لأسباب عديدة لا مجال لذكرها هناك.
(1) مجلة بين النهرين 22 (1994) العدد 87/88، ص54.
(2) رسالة البطريرك عمانموئيل الى المجمع الشرقي 26/8/37 (الخزانة البطريركية).
(3) حبي: وثائق، مجلة المشرق البيروتية (1966) ص 19-20.
**************
جرجس خياط
هو من ألمع رجال كنيستنا في القرن الماضي. ولد في الموصل سنة 1828 ودرس في روما حيث رُسم كاهناً سنة 1853، وخدم في مسقط رأسه، سقف على العمادية بأسم "عبد يشوع" سنة 1860 وقدم إستقالتهُ فأتخذهُ البطريرك يوسف أودو معاوناً لهُ. ثم أصبح مديراً لأبرشية آمد }ديار بكر { ومطراناً اصيلاً، وأخيراً انتخب للبطريركية سنة 1894 وتوفي في بغداد سنة 1899 (4).
هو من ألمع رجال كنيستنا في القرن الماضي. ولد في الموصل سنة 1828 ودرس في روما حيث رُسم كاهناً سنة 1853، وخدم في مسقط رأسه، سقف على العمادية بأسم "عبد يشوع" سنة 1860 وقدم إستقالتهُ فأتخذهُ البطريرك يوسف أودو معاوناً لهُ. ثم أصبح مديراً لأبرشية آمد }ديار بكر { ومطراناً اصيلاً، وأخيراً انتخب للبطريركية سنة 1894 وتوفي في بغداد سنة 1899 (4).
المحاولة الثانية: كنيسة مار إشعيا (الموصل)
هناك محاولة أخرى، وهي: عندما إجتمع البطريرك يوسف أودو بأعيان الكلدان الموصليين وشرح لهم ضرورة أن يمون للطائفة مدرسة دينية، وانه يعتمد عليهم، وعلى شهامتهم وكرمهم ومحبتهم للطائفة. فتحمسوا وتعهدوا القيام بالواجب، فقرر فتح معهد ديني في كنيسة مار إشعيا وذلك في النصف الاول من سنة 1860، وعندما ذهب الى آمد ليجتمع مع السادة الاساقفة، أيد الأباء خطوة البطريرك بفتحه المعهد وتبنوا المشروع وعهدته ادارته الى المطران برتتر.
(4) مجلة بين النهرين 11 (1983) العدد 41/42 ص 67-96.
**************
هناك محاولة أخرى، وهي: عندما إجتمع البطريرك يوسف أودو بأعيان الكلدان الموصليين وشرح لهم ضرورة أن يمون للطائفة مدرسة دينية، وانه يعتمد عليهم، وعلى شهامتهم وكرمهم ومحبتهم للطائفة. فتحمسوا وتعهدوا القيام بالواجب، فقرر فتح معهد ديني في كنيسة مار إشعيا وذلك في النصف الاول من سنة 1860، وعندما ذهب الى آمد ليجتمع مع السادة الاساقفة، أيد الأباء خطوة البطريرك بفتحه المعهد وتبنوا المشروع وعهدته ادارته الى المطران برتتر.
(4) مجلة بين النهرين 11 (1983) العدد 41/42 ص 67-96.
**************
بطرس – ميخائيل برتتر
ولد في }خسراوا - ايران { نحو سنة 1809 ودرس العلوم الدينية في روما حيث رُسم كاهناً سنة 1836، خدم في بغداد، ثم سقف على سعرت سنة 1858، وكان من اهم المحرضين للبطريرك اودو على اثارة المطالبة بحقوقه في الملبار، وله اكثر من رسالة مفتوحة بهذا الموضوع.
كانت له مشاريع كثيرة، منها جلب مطبعة الى دير مار يعقوب الحبيس القريب من سعرت، وتأسيس مكتبة حديثة، وقد حقق بعض تلك المشاريع . رقد بالرب سنة 1882.
في خريف سنة 1861 بلغت البطريرك وهو في روما اخبار غير مسرة عن ادارة المطران برتتر فكتب اليه ان يترك الادارة وان يسلمها الى القس لويس شوريز الذي كان في بغداد، لكن هذا تأخر بالتوجيه الى الموصل، فأسندت الادارة الى مار عبديشوع خياط اسقف العمادية الذي كان قد ترك كرسيه وسكن فانهم سحبوا دعمهم المادي عن المشروع فأغلق المعهد من جديد.
ومن خريجي تلك الفترة } القس الياس ابن القس فرنسيس واخوه القس يوسف والخوري عبد الكريم نعامة { وغيرهم.
ولد في }خسراوا - ايران { نحو سنة 1809 ودرس العلوم الدينية في روما حيث رُسم كاهناً سنة 1836، خدم في بغداد، ثم سقف على سعرت سنة 1858، وكان من اهم المحرضين للبطريرك اودو على اثارة المطالبة بحقوقه في الملبار، وله اكثر من رسالة مفتوحة بهذا الموضوع.
كانت له مشاريع كثيرة، منها جلب مطبعة الى دير مار يعقوب الحبيس القريب من سعرت، وتأسيس مكتبة حديثة، وقد حقق بعض تلك المشاريع . رقد بالرب سنة 1882.
في خريف سنة 1861 بلغت البطريرك وهو في روما اخبار غير مسرة عن ادارة المطران برتتر فكتب اليه ان يترك الادارة وان يسلمها الى القس لويس شوريز الذي كان في بغداد، لكن هذا تأخر بالتوجيه الى الموصل، فأسندت الادارة الى مار عبديشوع خياط اسقف العمادية الذي كان قد ترك كرسيه وسكن فانهم سحبوا دعمهم المادي عن المشروع فأغلق المعهد من جديد.
ومن خريجي تلك الفترة } القس الياس ابن القس فرنسيس واخوه القس يوسف والخوري عبد الكريم نعامة { وغيرهم.
المحاولة الثالثة: شمعون الصفا – المازجي
بقيت الطائفة بلا معهد ديني، لكن العناية الالهية لم تهملها، فأرسلت رجلاً من اهل آمد هو الشماس }روفائيل مازجي { اللعازري الذي ورث اموالاً طائلة عن ابيه وخاصة عن عمه الخواجا بدوش. فأراد ان يسخر الاموال لخدمة الكنيسة، وفكر في اول الامر ان يحقق مشاريع خيرية في مسقط رأسه. لكنه لبى دعوة البطريرك اودو فجاء الى الموصل وبدا بتحقيق مشروعين حيويين هما: تاسيس مطبعة وفتح معهد ديني، وسار العمل جيداً لكن انتشار مرض الكوليرا اوقف العمل اذ ذهب ضحيته المحسن الكريم، وفي ظني انه لم يتمتع برؤية المعهد مفتوحاً، لكن المعهد ما لبث ان فتح لطلاب الكهنوت، وأسندت نظارته الى مار عبد يشوع خياط، ولكثرة أشغاله بصفته معاوناً للبطريرك فان الإدارة المباشرة أعطيت بالقس يعقوب نعمو.
بقيت الطائفة بلا معهد ديني، لكن العناية الالهية لم تهملها، فأرسلت رجلاً من اهل آمد هو الشماس }روفائيل مازجي { اللعازري الذي ورث اموالاً طائلة عن ابيه وخاصة عن عمه الخواجا بدوش. فأراد ان يسخر الاموال لخدمة الكنيسة، وفكر في اول الامر ان يحقق مشاريع خيرية في مسقط رأسه. لكنه لبى دعوة البطريرك اودو فجاء الى الموصل وبدا بتحقيق مشروعين حيويين هما: تاسيس مطبعة وفتح معهد ديني، وسار العمل جيداً لكن انتشار مرض الكوليرا اوقف العمل اذ ذهب ضحيته المحسن الكريم، وفي ظني انه لم يتمتع برؤية المعهد مفتوحاً، لكن المعهد ما لبث ان فتح لطلاب الكهنوت، وأسندت نظارته الى مار عبد يشوع خياط، ولكثرة أشغاله بصفته معاوناً للبطريرك فان الإدارة المباشرة أعطيت بالقس يعقوب نعمو.
يعقوب – ميخائيل نعمو
ولد في الموصل نحو سنة 1837، واصله من سعرت، ويقول الاب الياس شير (5): "دخل الاكليريكية البطريركية" فيكون من تلاميذ برتتر؟ ارتسم كاهناً سنة 1863 وخدم في بغداد، وانتخب لسعرت ورُسم أسقفاً سنة 1885 باسم ميخائيل، وعلى الحاح أهل بغداد عاد اليهم بصفة وكيل بطريركي فعمل بجد لبناء "ام الاحزان" وتوفي سنة 1895 قبل ان ينتهي بناء الكاتدرائية ودفن فيها.
بقي في المعهد قائماً لكن بحالة لا يُـحسد عليها، فقد إنفجرت أزمة الملبار، وأنقسم الناس بين مؤيد ورافض، ولما كان المعهد مشروعاً بطريركياً، فأن الكرسي الرسولي لم يسنده، كما امتنع الكلدان وخاصة اهل الموصل عن دعمه مالياً، اذ تحولوا بين ليلة وضحاها الى "يباسي" اصليين اي رافضين للغرب وللتدخل اللاتيني في الملبار، وبصففتهم يباسي امتنعوا عن مساعدة المعهد لانه من مشاريع البطريرك الذي رضخ لضغوط اللاتين على قولهم "لا بل كان بعض اليباسي اذا ما رأوا شابا من تلاميذ الاكليريكية يهجمون عليه بسكين ويمزقون عباءته!...
وتقلص عدد التلاميذ في تلك الايام حتى صار يعد على اصابع اليد الواحدة. ولعله لقلة هذا العدد لم يعد بحاجة الى كاهن بصفة رئيس متفرغ.
وتوفي البطريرك اودو سنة 1878 والطائفة في غليان.
واجتمع الاباء في دير السيدة وانتخبوا }مار ايليا الثاني عشر عبو اليونان { في تموز 1878 ولان الطائفة كانت في غليان، ولان الحكومة المحلية كانت مرتاحة للحالة الراهنة. لا بل كانت تتصيد في الماء العكر، فان البطريرك لم يستطع الدخول الى الموصل الا في نهاية السنة وبعد تاكيدات ثقيلة من اسطنبول وتحت حراسة مشددة.
ووصل الى الموصل ودخل الى البطريركية، فماذا رأى؟ يا لهول ما رأى؟ كنائس الموصل بيد اليباسي، بناية مطبعة المازجي بيدهم، بناية المعهد تحت رحمتهم. واستطاع البطريرك الشاب بحكمته ان يسترجع البناية لتكون تحت ادارته، ورغم قلة الاكليريكيين فقد عين لهم رئيساً هو الاب جبرائيل آدمو ويساعده القس يوسف توما.
(5) كتاب الرعاة (مخطوط) رقم 29.
**************
ولد في الموصل نحو سنة 1837، واصله من سعرت، ويقول الاب الياس شير (5): "دخل الاكليريكية البطريركية" فيكون من تلاميذ برتتر؟ ارتسم كاهناً سنة 1863 وخدم في بغداد، وانتخب لسعرت ورُسم أسقفاً سنة 1885 باسم ميخائيل، وعلى الحاح أهل بغداد عاد اليهم بصفة وكيل بطريركي فعمل بجد لبناء "ام الاحزان" وتوفي سنة 1895 قبل ان ينتهي بناء الكاتدرائية ودفن فيها.
بقي في المعهد قائماً لكن بحالة لا يُـحسد عليها، فقد إنفجرت أزمة الملبار، وأنقسم الناس بين مؤيد ورافض، ولما كان المعهد مشروعاً بطريركياً، فأن الكرسي الرسولي لم يسنده، كما امتنع الكلدان وخاصة اهل الموصل عن دعمه مالياً، اذ تحولوا بين ليلة وضحاها الى "يباسي" اصليين اي رافضين للغرب وللتدخل اللاتيني في الملبار، وبصففتهم يباسي امتنعوا عن مساعدة المعهد لانه من مشاريع البطريرك الذي رضخ لضغوط اللاتين على قولهم "لا بل كان بعض اليباسي اذا ما رأوا شابا من تلاميذ الاكليريكية يهجمون عليه بسكين ويمزقون عباءته!...
وتقلص عدد التلاميذ في تلك الايام حتى صار يعد على اصابع اليد الواحدة. ولعله لقلة هذا العدد لم يعد بحاجة الى كاهن بصفة رئيس متفرغ.
وتوفي البطريرك اودو سنة 1878 والطائفة في غليان.
واجتمع الاباء في دير السيدة وانتخبوا }مار ايليا الثاني عشر عبو اليونان { في تموز 1878 ولان الطائفة كانت في غليان، ولان الحكومة المحلية كانت مرتاحة للحالة الراهنة. لا بل كانت تتصيد في الماء العكر، فان البطريرك لم يستطع الدخول الى الموصل الا في نهاية السنة وبعد تاكيدات ثقيلة من اسطنبول وتحت حراسة مشددة.
ووصل الى الموصل ودخل الى البطريركية، فماذا رأى؟ يا لهول ما رأى؟ كنائس الموصل بيد اليباسي، بناية مطبعة المازجي بيدهم، بناية المعهد تحت رحمتهم. واستطاع البطريرك الشاب بحكمته ان يسترجع البناية لتكون تحت ادارته، ورغم قلة الاكليريكيين فقد عين لهم رئيساً هو الاب جبرائيل آدمو ويساعده القس يوسف توما.
(5) كتاب الرعاة (مخطوط) رقم 29.
**************
جبرائيل آدمو
ولد في سعرت سنة 1851 ودرس في روما حيث نال درجة الكهنوت سنة 1878 وعاد الى الموصل ليعمل تحت انظار البطريرك ايليا، فعهد اليه ادارة المعهد بمساعدة القس يوسف توما }البطريرك عمانوئيل { انتخب اسقفاً لكركوك سنة 1883، وانتخبه }السنهدوس { المنعقد في ديرالسيدة سنة 1894 بطريركاً خلفاً لمار إيليا لكنه رفض باصرار. توفي في 4 حزيران 1899.
ولد في سعرت سنة 1851 ودرس في روما حيث نال درجة الكهنوت سنة 1878 وعاد الى الموصل ليعمل تحت انظار البطريرك ايليا، فعهد اليه ادارة المعهد بمساعدة القس يوسف توما }البطريرك عمانوئيل { انتخب اسقفاً لكركوك سنة 1883، وانتخبه }السنهدوس { المنعقد في ديرالسيدة سنة 1894 بطريركاً خلفاً لمار إيليا لكنه رفض باصرار. توفي في 4 حزيران 1899.
مرحلة جديدة
كان انقسام الطائفة لا يزال قائماً، وجاءت سنة 79-1880 بويلات طبيعية: فلا مطر ولا نبات بل قحط عادم فارتفعت الاسعار حتى عرفت بسنة الليرة للغلاء الفاحش، ويظهر ان المعهد اغلق في هذه الازمة.
لكن البطريرك كان يعد العدة لانطلاقة جديدة، فاجرى ترميمات على البناء القديم الذي شيده المازجي، واضاف عليه، وجدد الاثاث، وفي نهاية سنة 1882 اي قبيل عيد الميلاد كتب الى المطارين يبشرهم بانه فتح المعهد من جديد، واسند الادارة الى القس يوسف توما يساعده الشماس }عبد الاحد معمار باشي { الذي كان شاباً بالغاً للكهنوت.
كان انقسام الطائفة لا يزال قائماً، وجاءت سنة 79-1880 بويلات طبيعية: فلا مطر ولا نبات بل قحط عادم فارتفعت الاسعار حتى عرفت بسنة الليرة للغلاء الفاحش، ويظهر ان المعهد اغلق في هذه الازمة.
لكن البطريرك كان يعد العدة لانطلاقة جديدة، فاجرى ترميمات على البناء القديم الذي شيده المازجي، واضاف عليه، وجدد الاثاث، وفي نهاية سنة 1882 اي قبيل عيد الميلاد كتب الى المطارين يبشرهم بانه فتح المعهد من جديد، واسند الادارة الى القس يوسف توما يساعده الشماس }عبد الاحد معمار باشي { الذي كان شاباً بالغاً للكهنوت.
يوسف توما
ولد في القوش سنة 1852 واخذه البطريرك اودو معه اذ كان مسافراً الى روما سنة 1869 فأدخله عند الاباء اليسوعيين في غزير }لبنان { . رُسم كاهناً في الموصل سنة 1879، ادار المعهد 1882-1890 وانتخب اسقفاً لسعرت بأسم عمانوئيل سنة 1892 وبطريركاً للطائفة سنة 1900 وتوفي بشيخوخة عميقة في 31 تموز 1947 ودفن في الموصل.
في تلك الفترة قرر البطريرك }عبو اليونان { ان يُسافر لزيارة العاصمة اسطنبول والذهاب لزيارة الاعتاب الرسولية والتبرك من قداسة الباب. فاخذ معه مرافقاً الخوري يوسف توما، ولذلك كان لا بد من ايجاد من يحل محلهُ في ادارة المعهد فعهدت الرئاسة الى القس }سليمان صباغ { .
ولد في القوش سنة 1852 واخذه البطريرك اودو معه اذ كان مسافراً الى روما سنة 1869 فأدخله عند الاباء اليسوعيين في غزير }لبنان { . رُسم كاهناً في الموصل سنة 1879، ادار المعهد 1882-1890 وانتخب اسقفاً لسعرت بأسم عمانوئيل سنة 1892 وبطريركاً للطائفة سنة 1900 وتوفي بشيخوخة عميقة في 31 تموز 1947 ودفن في الموصل.
في تلك الفترة قرر البطريرك }عبو اليونان { ان يُسافر لزيارة العاصمة اسطنبول والذهاب لزيارة الاعتاب الرسولية والتبرك من قداسة الباب. فاخذ معه مرافقاً الخوري يوسف توما، ولذلك كان لا بد من ايجاد من يحل محلهُ في ادارة المعهد فعهدت الرئاسة الى القس }سليمان صباغ { .
سليمان صباغ
ولد في الموصل 1856، درس في معهدنا وارتسم سنة 1888 وتعين لخدمة النفوس والتدريس في مدرسة الطائفة، ثم عهدت اليه ادارة المعهد سنة 1890 فهو اول رئيس من خريجي المعهد نفسه. وعندما شغر كرسي ديار بكر على أثر انتخاب مار عبديشوع للبطريركية أختاره خلفاً له ورسمهُ سنة 1897. وهو الأسقف الوحيد الذي نال الرسامة من يد مار عبديشوع (6). ادار الابرشية العريقة بحكمة وصبر، وتحمل الامرين في الحرب العالمية الاولى، وصمد امام العواصف حتى ارتاح بالرب في 2 حزيران 1923.
ولد في الموصل 1856، درس في معهدنا وارتسم سنة 1888 وتعين لخدمة النفوس والتدريس في مدرسة الطائفة، ثم عهدت اليه ادارة المعهد سنة 1890 فهو اول رئيس من خريجي المعهد نفسه. وعندما شغر كرسي ديار بكر على أثر انتخاب مار عبديشوع للبطريركية أختاره خلفاً له ورسمهُ سنة 1897. وهو الأسقف الوحيد الذي نال الرسامة من يد مار عبديشوع (6). ادار الابرشية العريقة بحكمة وصبر، وتحمل الامرين في الحرب العالمية الاولى، وصمد امام العواصف حتى ارتاح بالرب في 2 حزيران 1923.
بطرس عزيز عوع
لما ازدادت مهمات القس سليمان صباغ في خدمة الخورنة والتعليم في المدارس طلب ان يعفى من ادارة المعهد الديني، فأسندت المهمة الى القس بطرس عزيز في الفترة 1894-1897. وهو من مواليد الموصل سنة 1866 ودرس في كلية انتشار الايمان في روما حيث رُسم كاهناً سنة 1891. وعرف بعلمه الزاخر ودقته في المحافظة على القوانين. ترك مؤلفات عديدة بعضها رأى النور والبعض الاخر فقد. ومن الموصل ارسل الى حلب ثم سقف على }سلماس { سنة 1910 وخدم الابرشية باخلاص وتحمل الذل والجوع والعري في الحرب العالمية الاولى، وفر من الموت مع قسسه، ثم صار وكيلاً في مصر، ومعاوناً لأسقف زاخو مار طيمثاوس مقدسي مع حق الخلافة (7). توفي سنة 1973.
(6) النجم 4 (32) ص 212-216.
(7) النجم 7 (1935) ص 201 وما بعدها.
**************
لما ازدادت مهمات القس سليمان صباغ في خدمة الخورنة والتعليم في المدارس طلب ان يعفى من ادارة المعهد الديني، فأسندت المهمة الى القس بطرس عزيز في الفترة 1894-1897. وهو من مواليد الموصل سنة 1866 ودرس في كلية انتشار الايمان في روما حيث رُسم كاهناً سنة 1891. وعرف بعلمه الزاخر ودقته في المحافظة على القوانين. ترك مؤلفات عديدة بعضها رأى النور والبعض الاخر فقد. ومن الموصل ارسل الى حلب ثم سقف على }سلماس { سنة 1910 وخدم الابرشية باخلاص وتحمل الذل والجوع والعري في الحرب العالمية الاولى، وفر من الموت مع قسسه، ثم صار وكيلاً في مصر، ومعاوناً لأسقف زاخو مار طيمثاوس مقدسي مع حق الخلافة (7). توفي سنة 1973.
(6) النجم 4 (32) ص 212-216.
(7) النجم 7 (1935) ص 201 وما بعدها.
**************