موسم الأحد الثاني من البشارة
(عيد البشارة)
الفكرة الطقسية:
في عيد بشارة العذراء مريم، نحن مدعوون إلى عيش مفاعيل الإصغاء لصوت الرَّب من خلال وضع ثقتنا به وبمواعيده، وبتسليم ذواتنا لحضوره الدائم في حياتنا، ومن خلال الـ (نعم) التي نقولها له بأمانة وثقة، نصبح أُمناء في خدمة الكلمة.
موعظة الأحد الثاني من البشارة
(عيد البشارة)
النص: (لوقا26:1-56) البشارة بميلاد يسوع
(عيد البشارة)
النص: (لوقا26:1-56) البشارة بميلاد يسوع
"هاأنا أمةُ للرّب ليكن لي بحسب قولك"، كلمات مريم هذه تعبر في حقيقة الأمر عن الإيمان الذي كانت تعيشه، رغم أنها كانت فتاة فقيرة من الناصرة، بعكس زكريا الكاهن الذي شكك في كلام الملاك له. بعد انصراف الملاك تهتف مريم متغنية بمجد الله وعظائمه، بينما لازم الصمت لسان زكريا.
لم تتوقع مريم يومًا من الأيام أن ترى ملاكًا في حياتها، بل وأن تدخل في حوار معه. مع مريم بدأ الله حوارًا جديدًا مع البشر، ولكن أي بشر؟.. عذراء فقيرة في بلدة نائية في فلسطين، إن الله يتكلم مع الناس البسطاء لأنه إله بسيط جدًا. إنه يريد أن يكون في العالم من خلال الإنسان... صحيح أن بشرى التجسد فريدة في العالم، ولكنها تتكرر في كل مرة ندخل في حوار مع الله لنفهم إرادته، حوار مبني على التواضع والخضوع التام على مثال مريم (أنا أمة للرَّب).
الكثير من الناس اليوم يرون أن ظروفهم في الحياة لا تؤهلهم لخدمة الله، ولكن الله لا ينظر إلى الظروف بل إلى القلوب، فعلينا كمثال مريم أن لا نحد من اختيارات الله، فهو قد يستخدمني أو يستخدمك من أجل نقل الخلاص للآخرين.
في مسيرة حياتنا على العموم، والإيمانية على الخصوص قد تتسبب بعض الأمور فيها لنا بألم عميق وجرح نتصور أنه غير قابل للشفاء. أمام مثل هذه المواقف علينا أن نتذكر بشارة الملاك لمريم، التي قبلت من خلالها مريم واقعها الجديد رغم كل ما فيه من الصعوبات، لأنها وثقت أنها مشيئة الله، فلم تنظر إلى ما يقول الناس بل إلى ما يريد الله، لأن الناس كثيرًا ما يقولون، ولكن قلّما يتكلمون. إننا كمسيحيين، مدعوين لأن نتشبه بمريم، أن نقبل بأن يتجسد ابن الله في دواخلنا دون الاكتراث لما يقوله العالم عنّا... لأن المسيح هو صرخة مدوية بوجه كل من يُعارض مشيئة الله، علينا أن نستقبل ملاكنا بروح مريم وبساطتها، بخوفها وارتباكها وشجاعتها، لأن الشجاعة الحقيقية هي ليست انعدام الخوف، وإنما هي وجود الخوف مع إرادة للمتابعة والتقدم.
إخوتي الأعزاء، من الضروري اليوم أن تتحول لقاءاتنا كلها إلى مناسبة لتبادل الـ (نعم) المريمية، ولتبادل خبرات إيماننا ورجائنا، خبرات آلامنا ومعاناتنا، تعلمنا مريم اليوم أهمية الإيمان والثقة والمحبة المتجسدة بالخدمة، في زيارتها لليصابات.. علينا أن نتعرف إلى أعمال الله في عالمنا التي لا تتحقق إلاّ في محبة القريب.
الطلبات
لنصلي إلى الرب بفرح وابتهاج قائلين: استجب يا رب
· أعطنا يا رب أن نعيد النظر بأعمالنا، بحملنا البشارة، وبصلاتنا، عارفين أن عطاء الذات لك، يأتي نتيجة عطائك الأساسي لنا. نسألك...
· نطلب منك يا رب، أن تمنح الثقة والأمانة والاستقرار، لكل الحزانى والبائسين والمساكين والمضطربين، ليستقبلوا البشرى برجاء وطيد وثابت. نسألك...
· نرفع لك يا رب أيدينا الضارعة، من أجل رؤسائنا الروحيين والمدنيين، لكي يكون حكمهم مملوءًا بنور بشارتك. نسألك...
· من أجل كل الذين أعطيتهم الوعد بالإيمان بيسوع المسيح، وقد رحلوا من بيننا وعيونهم ترجو وجهك. كُن أنت وعد حياتهم الذي لا يذبل. نسألك...
الأب افرام كليانا