عيد الصليب المقدس
الفكرة الطقسية:
تحتفل
الكنيسة اليوم بعيد الصليب المقدس، عيد الحب الإلهي الذي أفاضه الله على
البشر. الصليب الذي كان رمزًا للعار يتحول معناه بموت المسيح إلى عنوان
للحب والعطاء والخلاص، فطريق الجلجلة والصليب هو مطلب وحياة المسيح
والمسيحيين، فلنقبل صلبان حياتنا بإيمان وفرح ورجاء.
موعظة عيد الصليب المقدس
النص (لوقا 13:24ـ35) تلميذي عماوس
قد
يتساءل البعض ما علاقة عيد الصليب بقصة تلميذي عماوس؟.. نستطيع أن نقدم
جوابنا من خلال النص نفسه، (أقم معنا يا رب)، النقطة الجوهري هي موضوع
أقامة الرب فيما بيننا، وكان ثمن استمرارية هذه الإقامة هو أن يُسمر على
خشبة الصليب. هذه الخشبة التي كانت رمزًا للعار، بإقامة يسوع عليها تغيّر
معناها جذريًا لتصبح موضع افتخار واعتزاز لكل المسيحيين في العالم، فما سر
هذا التحول في المعنى.
إنجيل اليوم يضعنا أمام مسألة مهمة في حياتنا
إلاّ وهي مسألة (المعنى)، ما معنى حياتي، تصرفاتي، همومي، أحلامي، الخ....
إن أكبر مشكلة يواجهها الإنسان هو أن يفقد معنى ما يقوم به، هكذا تلميذي
عماوس يفقدون معنى كلمات يسوع التي كان قد كلمهم عنها قبل الآلام،
وبالتالي يفقدون إيمانهم (كنا نرجو)، قد نسوا أن الحياة قد تطلب منا
أحيانًا ثمنًا قاسيًا لكي تتغير، وأن (حبة الحنطة إن لم تقع وتموت في
الأرض لن تعطي ثمارًا). كانوا يبحثون عن نعيم جاهز دون أن يكون لهم دور
فيه.
قضية الصليب ومعناه العميق تجعلنا أمام حقيقة لا مناص منها،
وهي أن الحياة بدون ألم وقسوة ودموع، ستكون أكثر ألمًا وقسوًة ودموعًا،
هذه الحقيقة الإنسانية قد أختبرها يسوع على الصليب. الصليب هو رسالة
يقدمها لنا يسوع مفادها، أن الإنسان الحقيقي هو ذلك الإنسان الذي يسمو فوق
ألامه من أجل الآخرين، بكلمة أُخرى أن أجعل العنف في الحياة يتوقف عندي،
وأن لا أسمح له بأن يجتازني نحو الآخرين. هذا هو معنى الصليب الحقيقي.
ما
من إنسان يستطيع أن يفهم هذه الحقيقية ما لم يكن متأملاً في كلمة الله،
لذا يشرح يسوع للتلميذين كل الكتب والأنبياء، لكي يُغيّر نظرتهم التشاؤمية
إلى الحياة، لذلك وخاصة بعد كسر الخبز تنفتح أعينهما، ليس الخارجية بل
الداخلية برؤية جديدة ممتلئة بمعاني الحب والتضحية والفداء، فيعودون من
نفس الطريق، وبذات الخطوات، بعبارة أُخرى تدل هذه الحركة، على أن الإنسان
المسيحي مدعو ليجعل خطواته في الحياة، أعماله السابقة، وذكرياته الأليمة،
ومعوقاته، ماضيه المؤلم، أن يجعل منها مسيحية، لا أن يقتلعها، بل أن
يُعمذها، أن يعطي لها معانٍ جديدة، على غرار الصليب، الذي حول الفشل إلى
نجاح، الصليب الذي دفع بطرس (كما استمعنا إلى سفر الأعمال)، ليُلقي عظته
الأولى مدافعًا عن رسالة يسوع، بعد أن كان قد نكره قبل أيام.
إذن
العلاقة بين تلميذي عماوس والصليب، هي علاقة كلمة ومعنى، كلام مبني على
أساس الكتاب المقدس، وليس مجرد ثرثرة، لا غاية مرتجاة منها، جدلاً لا هدف
له، وهذا ما نراه في الحديث الذي كان بين كليوباس والتلميذ الآخر والذي
يتعمد لوقا الإنجيلي بعدم تسميته، لأنه قد تكون أنت هذا التلميذ، يتحدثون
على طول الطريق، مجادلين أنفسهم فقط، كلامهم لم يكن مبني على تعليم يسوع
بل على حكمة البشر، لذلك فقدوا أيمانهم، وكلما كانوا يتكلمون أكثر، كلما
كانوا يكشفون عن عدم أيمانهم، (فإن لم يكن كلامك مُشجِعًا فلا تتكلم
يتاتًا)، إلى أن دخل المعنى (يسوع) فيما بينهم.
ونحن كمسيحيين
اليوم، نسير أحيانًا في ذات الطريق التي سلكها التلميذين، مبتعدين عن
المعنى الحقيقي لحياتنا المسيحية، متحولين إلى جلادين عوض أن نكون مصلوبين
من أجل الآخرين، فأن تحتمل الألم أفضل من أن ترتكبه.
ولنصلي قائلين: يا
رب أجعل من حياتنا جلجلة لصليبك، وما يحمله من معاني سامية، فنكون حقًا
تلاميذك الحقيقيين، ومن جلجلتنا يسطع نورك إلى الناس أجمعين، فأقم معنا يا
رب لأن النهار أوشك على الغروب.
الطلبات
لنقف كلنا بفرح وابتهاج ونطلب قائلين: صليبك يا رب صليب الفداء.
• يا
رب، لقد أصبح صليبك زينة على صدورنا وفي بيوتنا ومعابدنا، في حين حددت
المعنى الحقيقي للصليب: نكران الذات وبذلها.. من أجل أن تكون لنا الشجاعة
لنعيش حقيقة الصليب بكل أبعاده، نطلب منك...
• يا رب، كثيرون باتوا
يُخفون إيمانهم المسيحي رغبًة في الحصول على مركز أو جني منفعة أو خشيًة
من استهزاء الآخرين، من أجل أن تعطينا الجرأة لنشهد لإيماننا بقوة، نطلب
منك...
• يا رب، الملكوت بات يعني للبعض الدخول للسماء بعد الموت، في
حين ملكوتك حاضر فينا لأنه انتصار الحياة على الموت والخير على الشر
والسلام على الحرب واليقين على الشك، من أجل أن نحقق هذا الملكوت فينا
يومًا بعد يوم، نطلب منك...
الاب افرام كليانا
الفكرة الطقسية:
تحتفل
الكنيسة اليوم بعيد الصليب المقدس، عيد الحب الإلهي الذي أفاضه الله على
البشر. الصليب الذي كان رمزًا للعار يتحول معناه بموت المسيح إلى عنوان
للحب والعطاء والخلاص، فطريق الجلجلة والصليب هو مطلب وحياة المسيح
والمسيحيين، فلنقبل صلبان حياتنا بإيمان وفرح ورجاء.
موعظة عيد الصليب المقدس
النص (لوقا 13:24ـ35) تلميذي عماوس
قد
يتساءل البعض ما علاقة عيد الصليب بقصة تلميذي عماوس؟.. نستطيع أن نقدم
جوابنا من خلال النص نفسه، (أقم معنا يا رب)، النقطة الجوهري هي موضوع
أقامة الرب فيما بيننا، وكان ثمن استمرارية هذه الإقامة هو أن يُسمر على
خشبة الصليب. هذه الخشبة التي كانت رمزًا للعار، بإقامة يسوع عليها تغيّر
معناها جذريًا لتصبح موضع افتخار واعتزاز لكل المسيحيين في العالم، فما سر
هذا التحول في المعنى.
إنجيل اليوم يضعنا أمام مسألة مهمة في حياتنا
إلاّ وهي مسألة (المعنى)، ما معنى حياتي، تصرفاتي، همومي، أحلامي، الخ....
إن أكبر مشكلة يواجهها الإنسان هو أن يفقد معنى ما يقوم به، هكذا تلميذي
عماوس يفقدون معنى كلمات يسوع التي كان قد كلمهم عنها قبل الآلام،
وبالتالي يفقدون إيمانهم (كنا نرجو)، قد نسوا أن الحياة قد تطلب منا
أحيانًا ثمنًا قاسيًا لكي تتغير، وأن (حبة الحنطة إن لم تقع وتموت في
الأرض لن تعطي ثمارًا). كانوا يبحثون عن نعيم جاهز دون أن يكون لهم دور
فيه.
قضية الصليب ومعناه العميق تجعلنا أمام حقيقة لا مناص منها،
وهي أن الحياة بدون ألم وقسوة ودموع، ستكون أكثر ألمًا وقسوًة ودموعًا،
هذه الحقيقة الإنسانية قد أختبرها يسوع على الصليب. الصليب هو رسالة
يقدمها لنا يسوع مفادها، أن الإنسان الحقيقي هو ذلك الإنسان الذي يسمو فوق
ألامه من أجل الآخرين، بكلمة أُخرى أن أجعل العنف في الحياة يتوقف عندي،
وأن لا أسمح له بأن يجتازني نحو الآخرين. هذا هو معنى الصليب الحقيقي.
ما
من إنسان يستطيع أن يفهم هذه الحقيقية ما لم يكن متأملاً في كلمة الله،
لذا يشرح يسوع للتلميذين كل الكتب والأنبياء، لكي يُغيّر نظرتهم التشاؤمية
إلى الحياة، لذلك وخاصة بعد كسر الخبز تنفتح أعينهما، ليس الخارجية بل
الداخلية برؤية جديدة ممتلئة بمعاني الحب والتضحية والفداء، فيعودون من
نفس الطريق، وبذات الخطوات، بعبارة أُخرى تدل هذه الحركة، على أن الإنسان
المسيحي مدعو ليجعل خطواته في الحياة، أعماله السابقة، وذكرياته الأليمة،
ومعوقاته، ماضيه المؤلم، أن يجعل منها مسيحية، لا أن يقتلعها، بل أن
يُعمذها، أن يعطي لها معانٍ جديدة، على غرار الصليب، الذي حول الفشل إلى
نجاح، الصليب الذي دفع بطرس (كما استمعنا إلى سفر الأعمال)، ليُلقي عظته
الأولى مدافعًا عن رسالة يسوع، بعد أن كان قد نكره قبل أيام.
إذن
العلاقة بين تلميذي عماوس والصليب، هي علاقة كلمة ومعنى، كلام مبني على
أساس الكتاب المقدس، وليس مجرد ثرثرة، لا غاية مرتجاة منها، جدلاً لا هدف
له، وهذا ما نراه في الحديث الذي كان بين كليوباس والتلميذ الآخر والذي
يتعمد لوقا الإنجيلي بعدم تسميته، لأنه قد تكون أنت هذا التلميذ، يتحدثون
على طول الطريق، مجادلين أنفسهم فقط، كلامهم لم يكن مبني على تعليم يسوع
بل على حكمة البشر، لذلك فقدوا أيمانهم، وكلما كانوا يتكلمون أكثر، كلما
كانوا يكشفون عن عدم أيمانهم، (فإن لم يكن كلامك مُشجِعًا فلا تتكلم
يتاتًا)، إلى أن دخل المعنى (يسوع) فيما بينهم.
ونحن كمسيحيين
اليوم، نسير أحيانًا في ذات الطريق التي سلكها التلميذين، مبتعدين عن
المعنى الحقيقي لحياتنا المسيحية، متحولين إلى جلادين عوض أن نكون مصلوبين
من أجل الآخرين، فأن تحتمل الألم أفضل من أن ترتكبه.
ولنصلي قائلين: يا
رب أجعل من حياتنا جلجلة لصليبك، وما يحمله من معاني سامية، فنكون حقًا
تلاميذك الحقيقيين، ومن جلجلتنا يسطع نورك إلى الناس أجمعين، فأقم معنا يا
رب لأن النهار أوشك على الغروب.
الطلبات
لنقف كلنا بفرح وابتهاج ونطلب قائلين: صليبك يا رب صليب الفداء.
• يا
رب، لقد أصبح صليبك زينة على صدورنا وفي بيوتنا ومعابدنا، في حين حددت
المعنى الحقيقي للصليب: نكران الذات وبذلها.. من أجل أن تكون لنا الشجاعة
لنعيش حقيقة الصليب بكل أبعاده، نطلب منك...
• يا رب، كثيرون باتوا
يُخفون إيمانهم المسيحي رغبًة في الحصول على مركز أو جني منفعة أو خشيًة
من استهزاء الآخرين، من أجل أن تعطينا الجرأة لنشهد لإيماننا بقوة، نطلب
منك...
• يا رب، الملكوت بات يعني للبعض الدخول للسماء بعد الموت، في
حين ملكوتك حاضر فينا لأنه انتصار الحياة على الموت والخير على الشر
والسلام على الحرب واليقين على الشك، من أجل أن نحقق هذا الملكوت فينا
يومًا بعد يوم، نطلب منك...
الاب افرام كليانا