الطقوس التي تبدأ من عيدعانين مروراً بعيد الفصح المجيد وتكملة الغسل وأسبوع الالام , جميع هذه الطقوس السنوية قد رتبتها الكنيسة لغاية نبيلة وهي ان نردد في اذهاننا تلك الايام التي صارت فيها تلك الامور ونفتكر بأن هذه الايام الحاضرة تذكرنا بتلك الغابرة. ولكي نعلم بأن يسوع المسيح يأتي في وقتنا الحاضر ايضاً , ولكنه لا يأتي من بيت عنيا بل من علو سمائه. يأتي لا ليدخل اورشليم بل ليلج في قلب كل مسيحي مؤمن به. يأتي ليتحد معنا ويثبت فينا ونحن فيه وذلك بتناولنا جسده الطاهر ودمه الكريم. وقد سلمنا المسيح نفسهُ هذا السر الفائق على كل ادراك سرّاتحاد البشر على الارض بالاله المتأنس وذلك قبيل ان يسُلم للالام بساعات قليلة في ساعة العشاء السري عندما أطلق من فمه هذه الكلمات المملوءة رأفة وتحنناً "خذو كلــــــوا هذا هو جسدي , ثم اشربوا منها كلكم هذا هو دمي " ولذا فنحن ايضاً نتناول جسد ودم يسوع المسيح كما تناوله وقتئذ مع الرسل. وبمناولتنا هذا السر الالهي يتحد بنا المخلص ويثبت فينــــــــــا " مَن يأكُل جَسَدي ويَشرَبُ دَمي يَثبُت فِيَّ وأنا فيهِ " ( يو 6 .56 ). فهل نستعد نحن الاستعداد اللائق لنستقبله كما استقبله وقتئذ الشعب بورع واحترام واحتفال كلي عند دخوله الى اورشليم؟ .
أخي العزيز ان يسوع المسيح مخلصك آتٍ اليك فتهيأ وأعدَّ له قلباً طاهراً وأستقبله أحسن استقبال كما فعل سمعان الابرص . ولا تقل انك لا تنظرهُ حتى تستقبلهُ وهو امامك كل حين. فانك متى رأيت مسكيناً فقد رأيت المخلص. كل ما تفعله بالمسكين تفعله بالمسيح "الحَقَّ أقُولَ لكًم بما أنَّكُم فَعلّتُموهُ بأحدِ اخوَتي هؤلاءِ الصغار ففبي فَعَلّتُم "(مت 25 : 40 ). ..................اخوتي الاعزاء لنخمد اهواء الجسد ونكسر شوكة الشرير ونأخذ رايات الغلبة والظفر على أباطيل الحياة لنخرج لملاقاة مخلصنا ونستقبله حاملين سعوف النخل علامة للغلبة والظفر على الموت والخطيئة. نحن الذين قد تطهرنا من الخطايا بالتوبة والاعتراف نحن الذين صمنا وتواضعنا وتسربلنا حلة العفاف وبسطنا يد الرحمة نحن الذين عملنا الاعمال الصالحة , لنحمل اغصان الفضائل ونخرج لملاقاة المسيح ونستقبله, ونبسط قلوبنا مثلما فرش الشعب ثيابه ونعترف بخطايانا ونتوب عنها ونتناول الاسرار الالهية لنستقبل المسيح مثل الاطفال لا في هيكل الناموس بل في هيكل روحنا وجسدنا. ان الكنيسة تعلن لنا بأن في هذه الايام سيكون الفصح فحضر نفسك لتناول الاسرار المقدسة وتستقبل ملك المجد. وأنت بدون ان تكترث لصوتها هذا , اما انك لا تتناول الاسرار المقدسة او انك تتناولها بدون استحقاق. فأي عذر لك امام القضاء الرهيب الذي يحكم الله به على العصاة. عما قريب يأتي يسوع الكلي الرأفة والتحنن ويريد أن يدخل الى بيت نفس كل منا ويدعونا قائلاً " خذوا كلوا هذا هو جسدي وأشربوا من هذه كلكم هذا هو دمي " ,فلنستقبله باستحقاق كيلا نأكل ونشرب دينونة لأنفسنــــــــا .
اللهم أهلنا لنشترك باستحقاق في عشائك السري لنهتناول فيه خبز الحياة ونشرب دم الخلاص ونصير أهلاً لنوال الغبطة والسعادة في الدارين.