موسم الأحد الرابع من الصوم
الفكرة
الطقسية:
العمل بالإيمان المسيحي يتطلّب من المؤمن، أن يكون مستعدًا على الدوام
لمواجهة تحديات العصر، فرغم التطور الحاصل في عالمنا اليوم، نجد الإيمان معرضًا للفقدان
في قلوب الكثيرين، فلنجعل من أفكارنا وأعمالنا كَرْمًا يُعطي ثمارًا لله الآب على
الدوام.
موعظة الأحد الرابع من الصوم
النص: (متى33:21-42) مثلّ الكرّامين
يُعتبر هذا المثل من أهم الأمثال التي يوردها
يسوع، إنه قصة حياة كاملة، ومشوار كل مؤمن مسيحي، إنه باختصار يحكي تاريخ علاقة
الله بشعبه، وبالتالي تاريخ علاقته بنا نحن اليوم... منذ بداية المثل يعمل صاحب
الكرم (الله) والذي لا يزال يعمل إلى اليوم، كل شيء من أجل أن تستمر الحياة فينا،
فالله لا يعطِ الحياة فحسب، وإنما يوفر لنا ما يساعدنا على استمرارية الحياة فينا.
نتوقف في هذا النص أمام ثلاثة أعمال مهمة يقوم
بها الله، ولنحاول أن نفحصها لنفهم ما تعنيه لنا اليوم، وكيف تساعدنا في عيش
إيماننا ومسيحيتنا؟..
"غرس كرمًا وسيّجه"، إنه إشارة
واضح إلى البعد الأفقي لإيماننا المسيحي، الذي يقبل أي شخص دون تمييز، إنه يقبل
الإنسان كما هو، لا كما نتمناه أن يكون.
"حفر فيه معصرة"، إنه رمز
للتعمق والثبات (بعد العمق)، يدعونا للدخول إلى أعماق الله والتأمل في أسراره
الإلهية، وكأن لسان حاله يقول: لا تكتفِ بما تراه عيناك، فما تراه عيان هو أقل
بكثير مما لا تراه. بكلمة أُخرى أن تنظر إلى الآخرين كما يراهم الله، أن تراجع
حساباتك مع الآخرين على ضوء علاقتك العميقة مع الله، على ضوء الكلمة التي تبحث عن
أرض جيدة لتنبت فيها
"وبنى برجًا"، إنه البعد
الثالث، نحو العلاء، أن تكون في حياتك صليبًا مغروسًا على الأرض، يحتضن الجميع
بعلاقة عمودية مع الله، وأفقية مع إخوته البشر... كذلك البرج يُستخدم للمراقبة،
فعليك أيها الإنسان أن تراقب كرمك (ذاتك، أفكارك، تصرفاتك، علاقاتك، الخ...)،
وتقيسها بمقياس الله، مقياس المحبة والرجاء.
إخوتي الأعزاء، عندما نعيش بهذه الصورة، سيكون
مصيرنا كمصير الابن (الوارث الوحيد)، الذي أُخرج خارج الكرم وقتل. فلنجعل من
أفكارنا وأعمالنا كرمًا مثمرًا يبتهج به ربنا وإلهنا. أن نسمح لكلمة الله الآتية
إلينا على الدوام أن تعمل وتتفاعل فينا، عوض أن نُبعدها خارج كرمنا (كياننا)
ونقتلها. فلنكن في حياتنا كمثل الوارث لا الكرّامين القتلة.
الاب افرام كليانا
الفكرة
الطقسية:
العمل بالإيمان المسيحي يتطلّب من المؤمن، أن يكون مستعدًا على الدوام
لمواجهة تحديات العصر، فرغم التطور الحاصل في عالمنا اليوم، نجد الإيمان معرضًا للفقدان
في قلوب الكثيرين، فلنجعل من أفكارنا وأعمالنا كَرْمًا يُعطي ثمارًا لله الآب على
الدوام.
موعظة الأحد الرابع من الصوم
النص: (متى33:21-42) مثلّ الكرّامين
يُعتبر هذا المثل من أهم الأمثال التي يوردها
يسوع، إنه قصة حياة كاملة، ومشوار كل مؤمن مسيحي، إنه باختصار يحكي تاريخ علاقة
الله بشعبه، وبالتالي تاريخ علاقته بنا نحن اليوم... منذ بداية المثل يعمل صاحب
الكرم (الله) والذي لا يزال يعمل إلى اليوم، كل شيء من أجل أن تستمر الحياة فينا،
فالله لا يعطِ الحياة فحسب، وإنما يوفر لنا ما يساعدنا على استمرارية الحياة فينا.
نتوقف في هذا النص أمام ثلاثة أعمال مهمة يقوم
بها الله، ولنحاول أن نفحصها لنفهم ما تعنيه لنا اليوم، وكيف تساعدنا في عيش
إيماننا ومسيحيتنا؟..
"غرس كرمًا وسيّجه"، إنه إشارة
واضح إلى البعد الأفقي لإيماننا المسيحي، الذي يقبل أي شخص دون تمييز، إنه يقبل
الإنسان كما هو، لا كما نتمناه أن يكون.
"حفر فيه معصرة"، إنه رمز
للتعمق والثبات (بعد العمق)، يدعونا للدخول إلى أعماق الله والتأمل في أسراره
الإلهية، وكأن لسان حاله يقول: لا تكتفِ بما تراه عيناك، فما تراه عيان هو أقل
بكثير مما لا تراه. بكلمة أُخرى أن تنظر إلى الآخرين كما يراهم الله، أن تراجع
حساباتك مع الآخرين على ضوء علاقتك العميقة مع الله، على ضوء الكلمة التي تبحث عن
أرض جيدة لتنبت فيها
"وبنى برجًا"، إنه البعد
الثالث، نحو العلاء، أن تكون في حياتك صليبًا مغروسًا على الأرض، يحتضن الجميع
بعلاقة عمودية مع الله، وأفقية مع إخوته البشر... كذلك البرج يُستخدم للمراقبة،
فعليك أيها الإنسان أن تراقب كرمك (ذاتك، أفكارك، تصرفاتك، علاقاتك، الخ...)،
وتقيسها بمقياس الله، مقياس المحبة والرجاء.
إخوتي الأعزاء، عندما نعيش بهذه الصورة، سيكون
مصيرنا كمصير الابن (الوارث الوحيد)، الذي أُخرج خارج الكرم وقتل. فلنجعل من
أفكارنا وأعمالنا كرمًا مثمرًا يبتهج به ربنا وإلهنا. أن نسمح لكلمة الله الآتية
إلينا على الدوام أن تعمل وتتفاعل فينا، عوض أن نُبعدها خارج كرمنا (كياننا)
ونقتلها. فلنكن في حياتنا كمثل الوارث لا الكرّامين القتلة.
الاب افرام كليانا